أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نهار حسب الله - قصة قصيرة: يوسف.. كان هنا














المزيد.....

قصة قصيرة: يوسف.. كان هنا


نهار حسب الله

الحوار المتمدن-العدد: 2640 - 2009 / 5 / 8 - 06:52
المحور: الادب والفن
    



لم يكن محباً للعب مع أقرانه وأصدقائه.. كان يوسف يتوقع منذ صغر سنه بالشقاء والتعب من اجل لقمة العيش.. وكان كثيراً ما يحاول الاعتماد على نفسه في بعض الأمور.
تربى وترعرع بين أفراد عائلته المكونة من أب وأم وأخت.
كان أبوه ميسور الحال من الطبقة المتوسطة..
يوسف.. قرر الاعتماد على نفسه منذ اللحظات الأولى لدخوله سن المراهقة، وبدأ يبحث جاداً عن عمل يسد كل مصروفاته الدراسية والحياتية.. وكان كثيراً ما يرفض مساعدة أبيه..
لم يجد أمامه أي عمل سوى مهنة (حمال) في سوق (الشورجة) المزدحم بالمارة دوماً..
لم يجد حرجاً من العمل. بدأ يومه الأول في السوق بعد ان قام باستعارة عجلة مصنعة يدوياً من أحد أصدقائه..
بدأ ينتظر أي طلب أو أمر من أي شخص.. كان يقضي أوقات انتظاره في قراءة وتحضير واجبات الدراسة.. وكان يذهب كل يوم بعد العمل الشاق في السوق لإكمال دراسته المسائية.
كان متسخ الثياب، ومرهق، شاحب الوجه.
سأله أحد زملائه في الدراسة عن سبب اتساخ ثيابه؟
يوسف.. وجد في هذا السؤال نوعاً من الفضول، وكان خجولاً من ان يعرف احد حقيقة عمله... فتهرب من الإجابة وابتعد عن زملائه.
وفي يوم حار وجاف كان يوسف مشغولاً بقراءة دروسه وهو جالس في عربته.. ناداه أحد التجار:
- أيها الحمال الصغير، تعال الى هنا بسرعة
نهض يوسف مسرعاً وقال:
- أمرك عمي
خاطبه التاجر باستهزاء واستصغار: كم عمرك؟
- 17 سنة
- هل أنت يتيم الأب؟
استغرب يوسف من سؤال التاجر وقال بغضب:
- لا انا لست يتيما ولكني رجل اكل من عرق جبيني، كما اعمل على ان أتعلم الاعتماد على نفسي.
تأثر التاجر بكلمات يوسف وبدأ ينشغل به بدافع العطف والحنان..
التاجر: ما رأيك ان أوفر لك عملاً في أحد محالي التجارية
يوسف: سأكون شاكراً وممنونا لك.
وفي صباح اليوم الذي ذهب يوسف مبكراً الى (الشورجة) وجد التاجر جالساً ينتظر قدومه..
يوسف: صباح الخير عمي.
التاجر: صباح الخير يا بطل... ما هي نتيجة امتحانك؟
يوسف: جيد جداً والحمد لله... هل وجدت لي عملاً؟
التاجر: طبعاً.. طوال ساعات الليل وانا أفكر بك وقررت ان تعمل معي منذ اليوم.
شعر يوسف بفرحة غامرة تملأ عالمه، وأحس بان وضعه سوف يتحسن نحو الأفضل.
بدأ يوسف العمل مع التاجر..
تعلم الكثير من الخبرة وكيفية التعامل مع الآخرين..
كان التاجر يجلس على كرسيه المرتفع في آخر المحل مراقبا خطوات يوسف عن بعد...
التاجر أحب يوسف أكثر من أبنائه نظراً لشجاعته وكفاحه وأمانته.
يوسف كان ممتناً للتاجر لأنه كان سبباً في تحسن وضعه المادي والمعنوي.
وفي صباح يوم ربيعي لطيف.. ممتلئ بالتفاؤل.. ضج سوق (الشورجة) بسيارة مفخخة أخذت أرواح الكثيرين..
تبعثر كل شيء.. هنا جثث وهناك أشلاء ودم وحريق..
فُقد يوسف بعد الانفجار، ولم يعد له أثر، حتى بعد ان بحث التاجر بين الجثث والأشلاء عنه..
كان التاجر يصيح بصوت عالٍ: يوسف.. يوسف.. أين أنت، وراح يكرر هذه الكلمات ما بين الدقيقة والأخرى ويقلب الجثث يميناً ويساراً..
لم يجد سوى كتابه مرمياً على الأرض..
شعر بحزن يسيطر على عالمه وأحس بنهاية العالم..



#نهار_حسب_الله (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رؤية سريعة لآخر تطورات العالم.. بحثاً عن عراق جديد
- قصص قصيرة جداً
- قانون العفو العام.. متى يحسم ويصبح حقيقة ملموسة ؟
- العائلة العراقية ما بين الشعوذة والدجل والطب النفسي


المزيد.....




- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
- بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
- بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في ...
- -الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
- حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش ...


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نهار حسب الله - قصة قصيرة: يوسف.. كان هنا