أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - رداد السلامي - اليمن :الحوار ما بين دماغ الدبابة ودماغ القلم..!!














المزيد.....

اليمن :الحوار ما بين دماغ الدبابة ودماغ القلم..!!


رداد السلامي

الحوار المتمدن-العدد: 2639 - 2009 / 5 / 7 - 08:56
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية
    


الدعوة إلى الحوار أمر جيد ، لكنه غير مجدي ، وليست المشكلة في أن تدعو ، بقدر ما هي في أن تلتزم بما سيتمخض عنه ذلك الحوار ، والأخذ بعين الاعتبار أهمية أن تستجيب لمخرجاته وتعمل بها .
الحوار هو الحل، هكذا يردد صالح ، فيما العنف هو الذي يتجلى ، وباستغباء للناس تدعو إلى ما لا تفعل ، ولو كان الرجل جادا في دعوته تلك لكف عن الحوار بالدبابات والطائرات والمدافع ، ولأثبت أنه عند مستوى وطني يؤهله لأن يثق الشعب وقواه السياسية به ،

حوار العنف لا ينتج حلولا ، وحوار العقول والأفكار هو من يصنع الحلول العقلانية والوطنية ويبني أرضية من التفاهم العقلاني ، والوحدة الحقيقية لا تجسدها القوة ، لأنها لغة شاذة عن المألوف ونافية للتلاحم الطوعي المبني على رغبة ذاتية ، ولو كانت القوة تحسم شيء لكانت حرب 94م قد حسمت ذلك منذ زمن ، لكن الواقع أثبت عكس ذلك.
التناقض لم يعد خافيا ، نحن في عصر لا تخفى فيه خافية ، وبالتالي استغباء الشعب هو استغباء للذات أولا ، الأمور ليست تحت السيطرة ، وتدفق الحرس الجمهوري نحو المحافظات الجنوبية يعني أن وهم تلك السيطرة ليس سوى خداع للذات أن ثمة أمور هي على ما يرام، والسيطرة مفهوم يتغير من زمن لآخر ، فإذا كانت من قبل تجسدها القوة ، فإن القوة اليوم لا تجسد سوى البعثرة ، لأن أدوات السيطرة في هذا العصر أضحت تتمثل في الممارسة السياسية العقلانية وأدوات الاختلاف الرشيد ، والسلوك العقلاني والحوار الجاد المسكون بنوايا الوصول إلى الحلول الحقيقية و، وليس المغالطة والمماطلة وتنفيذ ما ترغب به وما يجسد هيمنتك وقوتك .
والشراكة الوطنية مفهوم يتناقض مع فهم فخامتك ، وبالتالي فإن المطالبة بالتغيير تشمل أيضا تفكيك المنظومة العسكرية والأمنية التي غدت منظومة ملكية بامتياز ، فالتغيير يجب أن يكون جذريا وليس سطحيا ، وذلك يتطلب شيئان : الأول : التنازل الطوعي وتسجيل موقف وطني تاريخي من قبلك يعمد بجدية إلى تفكيك هذه الترسانة العسكرية والأمنية الأسرية ، أو الثورة ، وثورات الشعوب المقهورة لا ترحم أحدا.وإن كان مفهوم الثورة قد تغير فإن لها عوارضها التي لابد منها .
نحن نكتب بانحياز تام للوطن والشعب ، ونمارس دورا تنويريا راقيا يتجلى في رسم ممارسات نضالية راقية تتخذ طابعا سلميا ، لأننا نؤمن أن النضال السلمي وحده من يمكن أن يفرمل غضب الشعب المقهور وينحو به نحو مسار تغييري وثوري هادئ ، ولو كنت تظن أن إيقاف صحيفة أو حجب موقع او سجن قلم سيحد من إرادة الناس ويربك مواقفهم ، فأنت واهم ، لأن هناك وضعا سيئا طال الناس يتعايشون معه على كبد ومضض كل يوم ، وهناك قهرا بلع حد الوجع ، وأوشك أن ينفجر ونحن فقط من يحاول ان يجعل انفجاره عقلانيا لا يشوبه انتقاما أو يرافقه تدميرا بقدر ما نحاول استيعابه كي يكون بناء ومنتزعا للحقوق بلطف ومؤسسا للشراكة الوطنية التي سلبتها ونخبتك منذ دهر .
فأحد الأوهام التي يتشبث بها الكاتب حتى آخر لحظة هي الكلمة ، والكلمة الحلم، التي يتوقع أن يحدث من خلالها الكثير، والتاريخ الحقيقي هو تاريخ الناس البسطاء يا فخامة الرئيس ، وليس تاريخ الحكام والأقوياء فقط، وإذا كان ثمة إمكانية من أجل المساهمة في شق طريق المستقبل فلا أقل من أن يكون الصدق هو المفتاح لخلق وعيا قادرا على التمييز بين الخطأ والصواب الحقيقية وغيرها وهذا ما نستهدفه من خلال الكتابة .
لن تفلح القوة في كبح قوة الكلمة ، وصدقها ، لأن الكلمة هي الوقود المعرفي الذي يحدد على منواله الشعب طريقه ، وهي من ترسم له خارطة الخلاص الوطني وتنمي فيه يقين القدرة ، ودماغ القلم أقوى من دماغ الدبابة وعقل الرصاصة ، ولن يكتب الخلود الايجابي في سجل التاريخ إلا لمن استخدم هذه الأداة وابدع في جعلها خادمة للشعوب والمقهورين وبناء الأوطان ، أما الدبابة فلن تكون إلا رمزا للموت والهدم ، وخرافة السيطرة الموهومة.



#رداد_السلامي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اليمن: ذكاء اليسار وعقلانيته
- اليمن : السلطة وإنتاج الأزمات بتعبيرات مختلفة
- اليمن: بين أزمات الداخل وتدخلات الخارج
- اليوم أوغدا سيدفع اليمنيون ضريبة الصمت..!!
- فرجة مؤجلة لموت قادم..!!
- اليمن : نشاط القاعدة وتنامي مفعول التحذيرات..كيف يمكن تفسير ...
- كي تبني الكلمات واقعا صحافيا أفضل..!!
- صالح ووعود الجحيم..!!
- اليمن : المواطن يساوي رأس ثور..!!
- رسالة إلى الرئيس صالح
- قلمي شرفي
- وعي السلطة التخريبي
- حين تغدو الكتابة هما.!!
- اليمن: عن تطور وتراجع الديمقراطية
- اليمن: نظام يحكم بعقلية لص وقاطع طريق
- اليمن :غياب قوى التوازن السياسي الحقيقية
- حصافة سياسية مكشوفة
- دكتور ياسين سعيد نعمان : ممكن نختلف معك..؟؟
- إيدز اليمن السياسي..!!
- اليمن : مستقبل الوحدة..!!


المزيد.....




- الشرطة الإسرائيلية تحذر من انهيار مبنى في حيفا أصيب بصاروخ أ ...
- نتنياهو لسكان غزة: عليكم الاختيار بين الحياة والموت والدمار ...
- مصر.. مساع متواصلة لضمان انتظام الكهرباء والسيسي يستعرض خطط ...
- وزير الخارجية المصري لولي عهد الكويت: أمن الخليج جزء لا يتجز ...
- دمشق.. بيدرسن يؤكد ضرورة وقف إطلاق النار في غزة ولبنان ومنع ...
- المكتب الإعلامي الحكومي بغزة: القوات الإسرائيلية تواصل انتها ...
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 360 عسكريا أوكرانيا على أطراف ...
- في اليوم الـ415.. صحة غزة تعلن حصيلة جديدة لضحايا الحرب الإس ...
- بوريل: علينا أن نضغط على إسرائيل لوقف الحرب في الشرق الأوسط ...
- ميقاتي متضامنا مع ميلوني: آمل ألا يؤثر الاعتداء على -اليونيف ...


المزيد.....

- واقع الصحافة الملتزمة، و مصير الإعلام الجاد ... !!! / محمد الحنفي
- احداث نوفمبر محرم 1979 في السعودية / منشورات الحزب الشيوعي في السعودية
- محنة اليسار البحريني / حميد خنجي
- شيئ من تاريخ الحركة الشيوعية واليسارية في البحرين والخليج ال ... / فاضل الحليبي
- الاسلاميين في اليمن ... براغماتية سياسية وجمود ايدولوجي ..؟ / فؤاد الصلاحي
- مراجعات في أزمة اليسار في البحرين / كمال الذيب
- اليسار الجديد وثورات الربيع العربي ..مقاربة منهجية..؟ / فؤاد الصلاحي
- الشباب البحريني وأفق المشاركة السياسية / خليل بوهزّاع
- إعادة بناء منظومة الفضيلة في المجتمع السعودي(1) / حمزه القزاز
- أنصار الله من هم ,,وماهي أهدافه وعقيدتهم / محمد النعماني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - رداد السلامي - اليمن :الحوار ما بين دماغ الدبابة ودماغ القلم..!!