|
وضوح الرؤيا والدور الايراني الخطير
صباح مطر
الحوار المتمدن-العدد: 2639 - 2009 / 5 / 7 - 03:03
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
أفرزت الانتخابات العامة لمجالس المحافظات العراقية التي جرت نهاية كانون ثاني الماضي لهذا العام (2009)حقائق مؤلمة ولا نقول مريرة لأننا لا نأتي بجديد كون الحقيقة في أغلب حالاتها هي كذلك مرة ومريرة فقد كانت نتيجة الانتخابات مصداقاً لقول القائل وهو( اندريه جيد)-من السهل أن تعرف كيف تتحرر ولكن من الصعب أن تكون حراً- وهكذا أرى أنا المستقل تماماً عن أي انتماء سوى انتمائي الوطني والذي لم أنضوي تحت أي مسمى ولم أقف تحت أي راية غير راية العراق الواحد، أنا الوسطي الواقف على رابية التأمل والمراقبة ليرى الأشياء على حقيقتها بعيداً عن الميول والاتجاهات . لقد رابني التحرك الإقليمي المتزامن مع الانتخابات وما بعدها سيما زيارات المسئولين الايرانين الرسميين والتي توزعت بين البصرة التي زارها متكي يوم الانتخابات والنجف التي زارها ولايتي في العاشر من شباط ولاريجاني في آذار وتوجت أخيرا ًولا أظنها آخرا بزيارة هاشمي رفسنجاني إلى العاصمة بغداد فيبدوا إنها كانت إعدادا للالتفاف على ما ستسفر عنه نتائج الانتخابات ثم مرحلة توزيع المناصب ،وقبل الخوض في هذا الأمر لابد من الإشارة إلى ان إيران قد تعاملت بذكاء مع الملف العراقي فمنذ سقوط النظام والى الآن لم يلقى القبض على إيراني واحد متلبس بجرمه المشهود في قضية مهمة ولم يدلي أي متهم ألقي القبض عليه باعترافات ذات قيمة تخص الجانب الإيراني ولربما كانت هذه الاعترافات موجودة ولكن تم التستر عليها أوغض الطرف عن فاعلها ...لانريد أن نستغرق في الظن لأن بعضه اثم وليس كله طبعاً ولكن الثابت عندنا هو كميات السلاح الكبيرة الإيرانية المنشأ التي يحملها من يكيلون الشتائم لإيران ظاهراً وينعتون جهات أخرى لا تحمل السلاح وعلى الأقل افتراضاً الإيراني منه بأنها تابعة لإيران ويطعنون في وطنيتها عاملين على تسقطيها بنظر الشارع مع كل ما لها من إرث نضالي مقاوم للديكتاتورية وأقصد بإحدى هذه الجهات المجلس الأعلى الإسلامي العراقي الذي لم أكن منتم له يوماً ولم يسبق لي أن زرت أحد مقراته أو التقيت بواحد من قيادييه ولو على أدنى المستويات هذا المجلس الذي نشأ وترعرع في إيران في فترة التقت بها المصلحة الإيرانية مع مصلحة المعارضة العراقية آنذاك ولما قضي الأمر واسقط النظام ودخلت قيادات المجلس الأعلى إلى العراق وتخلت عن السلاح لانتفاء الحاجة إليه أرادت له ايرن أن يكون يدها في العراق مذكرة إياه بأفضالها عليه أيام المعارضة فأبى هذا المجلس إلا أن يكون عراقياً على ان رد الجميل له طرق أخرى لا تمس شرف الوطنية وكرامة الوطن فبدأ الخلاف غير المعلن إلى الآن على ما أعتقد والذي كانت أول نتائجه استشهاد السيد محمد باقر الحكيم واغتياله بطريقة لم يفصح عن نتائج التحقيق فيها ولا أظن جارنا الشرقي بريء منها وهذا ليس ظني لوحدي وإنما أنقل ما كان يدور في أيام الفاجعة وما تلاها من كلام في الشارع العراقي والمستند إلى أن القاعدة ومن يدور في فلكها من الذين يتشرفون بمثل هذه الجرائم لم يعلنوا مسؤوليتهم عن جريمة الاغتيال إذن فمن له المصلحة في فعلها؟ بقيت علامة استفهام تبحث عمن يضع خلفها الجواب واستمرت الحملة الشعواء ضد المجلس ووصلت حد الاعتداء على مقراته وأعضاءه تقوم بها أطراف تدعي عدم موالاتها لإيران وتتهم المجلس بهذه الموالاة في حين هي تحمل السلاح الإيراني الذي أ ُغدق عليها بكرم زاد عن كل الحدود وهو كرم أقل ما يقال فيه انه أدنى من أحط درجات اللؤم ليستباح به الأمن والدم العراقي تحت ذرائع لا تعد أمتنها وأقواها صلادة إلا بأنها واهنةً بل وأوهن من بيت العنكبوت حيكت ليحترق العراق بأهله كي تبقى إيران وحكومتها العتيدة بعيدة عن خطر التغيير الذي ظنته قادم إليها عبربوابة العراق الذي أرادت بكل مكرها ان تشوه ما جرى فيه وان تبطل تجربته الفتيه . من هنا نعود إلى زيارات المسئولين الإيرانيين الذين اتو إلى العراق بعد أن يئسوا من إسقاط تجربته كما يئس الكفار من أصحاب القبور جاءوا للالتفاف على دور القوى الوطنية لتحجيمه في قيادة العملية السياسية وهذا ما ظهرت نتائجه جلية في توزيع المناصب في المحافظات وفي التحالفات التي قامت بين الكتل الفائزة ولنرجع قليلاً إلى الانتخابات وخاصة التي جرت منها في الجنوب وبعض محافظات الوسط العراقي والتي تقدمتها قائمة ائتلاف دولة القانون التابعة للسيد رئيس الوزراء نوري المالكي سنجد ان حزب الدعوة الذي يترأسه المالكي لايملك هذه القاعدة الجماهيرية في تلك المناطق ولكن موقف المالكي من المليشيات وخاصة في صولة الفرسان هو الذي حفز الناس للتصويت إلى قائمته معتقدين انه لوحده صاحب اليد الطولى في هذا الأمر وقد استطاع ممثلوه أن يجيروا هذا الأمر لصالحهم مستفيدين مما يسمى بمجالس الإسناد التي صيغت أساسا وفق مقاساتهم مستغلة المال العام وإمكانيات الدولة لصالحها . وهنا برز الدور الإيراني بتحالف قائمة السيد رئيس الوزراء مع الفائزين من ممثلي المليشيات الذي كان موقفه منهم سبباً في صعود قائمته إلى المراحل المتقدمة وبذلك خذل الناخبون ونجح الإيرانيون في الالتفاف على القوى الوطنية العراقية غير التابعة لهم فهمشت تلك القوى نتيجة هذا الالتفاف ونقضت العهود المتفق عليها بين الكتل ونجحت مؤامرة الإقصاء الإقليمية التي أشير إليها من قبل المجلس الأعلى الإسلامي العراقي وأضيفت قوى جديدة إلى قائمة الضحايا السابقين من القوى اليسارية والعلمانية والليبرالية التي الغي دورها نتيجة قانون الانتخابات الذي صيغ على طريقة الأسماك الكبيرة تأكل الأسماك الصغيرة أو(حية ودرج)كما هي لعبة الأطفال المعروفة فصمم لخدمة واضعيه من القوى الفاعلة على الساحة الآن والذين ظنوا أن الرياح دائماً تجري بما تشتهيه سفنهم وامنوا غير الزمان ودورة الفلك وتلك الايام نداولها بين الناس وما عرف أيضاً بان لكل زمان دولة ورجال . نجحت ضغوطات ايرن التي جعلت من أرضها ساحاً ومستراحاً للمليشيات وأفرادها الفارين من الملاحقات العشائرية ولا أظن الملاحقات القانونية أو القضائية تخيفهم لأنهم يعلمون يقيناً بأنه سيفرج عنهم تحت ذرائع شتى في حالة إلقاء القبض عليهم كما عهدنا ذلك طيلة الوقت المنصرم وأصبحت مدن إيران وأراضيها مأوى لكل من استباح الدم العراقي وشارك في جريمة تخريب العراق وخلخلة أمنه . بهذه الطريقة همشت القوى الوطنية غير الخاضعة للنفوذ الأجنبي والتي يتهم بعضها ظلماً بالعمالة والتبعية له ولقد ثبتت الآن براءتها من هذا البهتان براءة الذئب من دم ابن يعقوب كما يقال وهكذا تهرأت الغرابيل التي أريد حجب شموس الحقيقة بها وأظهرت الأيام ما أريد له أن يبقى في دائرة المخفي وأنا لا أريد ان أضع نفسي محامياً عن المجلس الأعلى الإسلامي العراقي فلا أظنه عاجزاً عن الدفاع عن نفسه ولربما آثر طول الصبر والسكوت لحاجة في نفس قيادته تريد قضائها ولكني أنا المجاهر بعلمانيتي والمؤمن بالحريات الفردية التي قد أوضع بسببها في خانة الليبراليين ( وأنا لست منهم تماماً) يهمني أمر القوى الإسلامية الوطنية كما هو أمر القوى الوطنية الأخرى من يسارية وليبرالية وعلمانية وحتى العشائرية التي أتصالب معها لكنها تبقى قوى عراقية لها حق التمثيل والمشاركة ولذا نريده عراقاً للجميع وليس مجمعاً للمهمشين بحيل قانونية بيتت لأجلها النوايا غير السليمة.
#صباح_مطر (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
العلمانية والدين
-
في ذكرى الرحيل
-
معركة ستالينغراد...جنون وبطولات
-
لا أقليّة مع المواطنة
-
حصارالجغرافية
-
الهوية الوطنية قاسم مشترك انتمائي
-
من اجل دولة القانون
-
انا سومري
-
انصتوا لما قاله الفضيل...و كفوا عن فسادكم الاداري
المزيد.....
-
بوغدانوف يبحث مع وفد من حماس المستجدات في غزة ويؤكد أهمية ال
...
-
الجدل حول شراء غرينلاند لم ينته بعد.. ورئيسة وزراء الدنمارك
...
-
بيل غيتس وصورة -الملياردير المثالي-
-
ترامب يعلق رسومه الجمركية على المكسيك -شهرا-
-
الرياض.. برنامج أمل التطوعي لدعم سوريا
-
قطاع غزة.. منطقة منكوبة إنسانيا
-
الشرع لـ-تلفزيون سوريا-: النظام كانت لديه معلومات عن التحضير
...
-
مصراتة.. سفينة مساعدات ثانية إلى غزة
-
جنوب إفريقيا تعلن عن إجراءات محتملة ردا على قرار ترامب وقف ت
...
-
مصر تصدر خرائط جديدة لقناة السويس.. ما أهميتها وتفاصيلها؟
المزيد.....
-
الخروج للنهار (كتاب الموتى)
/ شريف الصيفي
-
قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا
...
/ صلاح محمد عبد العاطي
-
لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي
/ غسان مكارم
-
إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي-
...
/ محمد حسن خليل
-
المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024
/ غازي الصوراني
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
المزيد.....
|