حديث في الجغرافية

هادي جلومرعي

الحوار المتمدن-العدد: 2638 - 2009 / 5 / 6 - 04:16
المحور: كتابات ساخرة
    

كنا كلما تحدثنا عن الطغاة والمتجبرين قلنا .. لقد ولى هذا الدكتاتور وذاك الطاغية وزبانيته الى مزابل التاريخ بعدما ارتكبه من سلوكيات شائنة وجرائم يندى لها جبين الانسانية المتعرق ..اصلا...

ومن الامريكيتين، الى افريقيا، واسيا، والقارة العجوز، جاء طغاة وذهبوا ،وكنا نقول.. لقد ذهبوا الى مزبلة التاريخ،واحياناً نجمعها لتكون مزابل..

لكن المفاهيم تتغير، واذا كانت مزابل التاريخ تمثل توصيفاً سياسياً وتوافقياً لمجموعات بشرية مضطهدة تخلصت للتومن سلطة القمع، فان الجغرافيا امر يأخذ شكلاً مغايراً، وله تاثير وجداني ونفسي لانه ملاصق لحركة الناس وواقعهم وقد يرتبط بهم وبمعايشهم وحضورهم، وليس مثل التاريخ الذي يعرفه الناس بالنقل والتسجيل.

الجغرافيا تتحرك في دائرة الثبات، لكن التاريخ لا يتحرك فقط، وقد تتغير معالمه وربما تم تزييفه، وجره الى دوائر متناقضة ومتصارعة، فهو ليس ثابتاً ابداً وهو في تضييعنا وتوريطنا يشبه العدم او الغيب المؤطر بالاساطير. والخوف حين تحاصرنا الجغرافيا، وترغمنا على شم روائح ليست طيبة.

وعذراً فها انا اعاني من مشاهدة صور لجغرافيا لا تسر، وقد لا يراها اهالي المدن الكبرى ومنها بغداد العاصمة، وجغرافيا هذه المدينة بحاجة الى اعادة نظر وتاهيل فهي تبعث على القلق، وصورها لاتبدو لسكان العاصمة القاطنين في المركز وما يتصل به، لكنها مفجعة لسكان الاطراف، والمارين على الطرق العامة.

وبعدانتهاء العمل في ردم الازبال والنفايات في منخفضات التاجي وهي التي سببتها –في الماضي- الحاجة الى التراب المستخدم في صناعة الطابوق في ما كان يسمى (معامل التاجي). انتقل عمل دوائر البلدية الى الجهة الشرقية حيث منطقة المعامل الواقعة على طريق بعقوبة القديم والمستغلة حالياً في ردم الاف الاطنان يومياً من النفايات التي تحرق وتسبب ارتفاع سحب هائلة من الدخان المعيق للحركة والمسبب لانواع من الامراض الخطرة والمهددة لحياة اكثر من نصف مليون انسان يقطنون في مناطق (حي النصر، والعماري، والباوية) شرق العاصمة ومع مرور السنوات لم تبادر الجهات المعنية الى تحقيق وعود انشاء معامل لتدوير النفايات وهو الامر الذي يشكل قلقاً وخشية من استغلال المناطق المحيطة بمعامل النهروان الحالية لذات الغرض.

يبقى التفكير جدياً بانشاء معامل لتدوير النفايات حول العاصمة والمدن الكبرى في البلاد، لان المشكلة ليست مرتبطة بمدينة او قرية، انما بحراك الناس وتجمعاتهم التي تستهلك حاجات عديدة تتحول الى نفايات وتكون بحاجة الى تدوير..

#هادي_جلومرعي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات