|
كيفية عملية الاغتيال
سامي فودة
الحوار المتمدن-العدد: 2637 - 2009 / 5 / 5 - 09:39
المحور:
الارهاب, الحرب والسلام
تحدد المخابرات الإسرائيلية الهدف المطلوب للإغتيال ، ثم تشدد المراقبة حول هذا الهدف بجميع إشكالها والتي تتمثل بما يلي : تطلب المخابرات من عملائها تحديد مكان سكن وعمل ومسار تحرك الهدف المطلوب ثم مراقبة تحركاته والأماكن التي يذهب إليها ، والأشخاص الذين يلتقي بهم ، ووسائل تنقله وأوقات خروجه ودخوله المنزل والجامعة والعمل والمسجد..ألخ .و تشدد المخابرات مراقبتها للهدف من خلال اتصالاته سواء كان هاتف ثابت أم نقال . تستخدم المخابرات الوسائل التكنولوجية في عمل المراقبة مثل : استخدام طائرة بدون طيار تحتوي على كاميرات وأجهزة متطورة ، وضع أجهزة التنصت في مكان العمل والمنزل والسيارة إن أمكن ، وضع جهاز إرسال في سيارته الخاصة بهدف ملاحقته عبر وسائل كترونيا حيث يتم تحديد مكانه بدقة ، المراقبة عبر المناظير الليلية الالكترونية . تقوم المخابرات بإجراء الدراسة الكاملة لزمان ومكان الاغتيال بناء على المعلومات السابقة ، وملائمة الظرف السياسي لتلك العملية ، وأثرها محليا وإقليميا وعالميا . رسم خطة ميدانية لعملية الاغتيال ، وتحديد شكل العملية والوسيلة التي سيتم قتل الهدف من خلالها . أخذ الموافقة والإقرار بالتنفيذ من المستوى السياسي وخاصة رئيس الحكومة ووزير الدفاع ...أما السبب من وراء عملية الاغتيالات هي القضاء على المقاومة الفلسطينية وذلك بتحييد جميع الفاعلين في جميع المجالات من كافة التنظيمات الفلسطينية ، والخطة الإسرائيلية الموضوعة للتحييد ليست مقتصرة على فترة تهدئة مؤقتة ولكنها اجتثاث للمقاومة جذريا .فالجهة التي تقف وراء تنفيذ معظم عمليات الاغتيالات وتقوم بتنفيذها هي وحدات خاصة ، وهذه الوحدات تتكون من مجموعة من القوات ، ويمكن أجمالها بما يلي :قوات المستعربين ( دوفدفان ) .هيئة الأركان ( سيريت متكال ) . وهي أشهر الفرق المختارة .(ايجوز ) وهي التي كانت تتولى العمليات في جنوب لبنان إثناء احتلاله .وحدة ( يمام ) وهي الوحدة المختارة لمكافحة (الإرهاب) التابعة للشركة الإسرائيلية .وفي بعض الحالات يقوم العملاء بتنفيذ عمليات الاغتيال المباشرة أن العدو لا يميز في حربه المفتوحة مع الفلسطينيين بين سلطة وشعب وقوى وطنية أو بين قيادات سياسية في إطار م.ت.ف فالكل من حيث المبدأ هدف في مخططه إذا كان يشكل تهديدا لمشروعه .أن العدو تعامل مع الأهداف الفلسطينية (على قائمة الاغتيالات ) بقسوة ووحشية تعبر عن عمق الأزمة الداخلية والمأزق السياسي الذي ورط نفسه به ، وانقضاء وقت طويل ( تجاوز البرنامج الزمنـي 100 يوم حسب رؤية شارون ) دون تحقيق مكاسب واضحة على الأرض ، كما يعبر عن مدى التهديد الذي يشكله الشعب وقواه الوطنية و في مواجهة الاحتلال بالرغم من الاختلال الفادح في موازين القوّة . فقد اعتمد العدو سياسة القصف الصاروخي أن العدو كانت نواياه مكشوفة في استهدافه للمقاتلين وكان يعترف بعمليات الاغتيال بواسطة وسائل الإعلام أو تصريحات سياسية وأمنية وعسكرية مباشرة وكان يدافع عن جرائمه ويتوعد بمزيد من الانتقام . :فهناك العديد من الثغرات الأمنية التي كان يستهان بها و لا يحسب لها ألف حساب من قبل الأخوة المناضلين الذين ما زالوا علي قيد الحياة ومنهم من كتبت لهم الشهادة وروي بدمائه ارض الوطن .. فقد استطاعت المخابرات الإسرائيلية للأسف استغلال ضعف العديد من الثغرات الأمنية في صفوف المناضلين وتنفيذ عمليات الاغتيال.بحقهم. علماً أن المخابرات الإسرائيلية لا تختلف عن باقي أجهزة المخابرات في العالم فهيا تكمن وتتربص لكل ثغرة من الثغرات في إيجاد الفرصة المناسبة للانقضاض علي خصمها في تحقيق أهدافها من وراء عمليات الاغتيال.ومن أهم هذه الثغرات التي ثم استغلاها هذا العدو في تنفيذ عمليات الاغتيال بحق المناضلين أسوء استغلال وهي الروتين اليومي الذي يعتاد عليه المناضل أو نمطية النظام اليومي للحياة ، وقد يكون الروتين في الطريق ،أثناء سيرة .أو .وضع الثقة المطلقة في أشخاص ليسوا من التنظيم ، وعدم التأكد الكامل منهم وعدم اتخاذ وسائل الحيطة والحذر منهم ، مما يؤدي إلى حدوث تعامل مشترك بينهم ، فقد يقرضه سيارته ..السير والتواجد في أماكن مكشوفة حيث يسهل للعدو ضربه قصفه وتصفيته ...التواجد في مكاتب معروفة ومقرات علنية عدم استخدام وسائل الأمان ، والاحتياطات اللازمة التي تكفل لهم الحفاظ علي أرواحهم من الاستهداف كما حصل مع الأخوة كمال عدوان وكمال ناصر وأبو يوسف النجار في عملية الفردان بتاريخ 10/4/1973 .كما لا ننسى الاستجابة للاستدراج من قبل العملاء أو المخابرات الإسرائيلية ، مثل شراء أسلحة أو متفجرات بأسعار زهيدة ..التهاون في أخذ الحيطة والحذر وخاصة من العملاء سواء في الظهور العلنـي أو التنقل .استخدام السيارات الخاصة أو المعروفة انها للتنظيم في وسائل التنقل ، الزمان : فمعظم عمليات الاغتيال تمت في وضح النهار وقلة التي حدثت في الليل ، وهذا يدلل على الدور الهام للعملاء في مراقبتهم للمستهدفين ، وكذلك فإن عمليات الاغتيال تتم بناء على أمرين : إما ردات فعل مباشرة بعد حصول عملية استشهادية فقد نفذت إسرائيل عدد من عمليات الاغتيال ، وإما أن تحقق إسرائيل من التصفية هدف سياسي كإسكات الرأي العام في إسرائيل أو التعجيل في التسويات السياسية ، وفي كل الأحوال فإن إسرائيل تعلن التعبئة العامة في الجيش والشرطة قبل تنفيذ عمليات الاغتيال ، تحسبا من ردات الفعل من الجانب الفلسطينـي...لقد تناقلت وسائل الإعلام الإسرائيلية عن مدي تبجح القيادة الأمنية والسياسية من خلا ل دراسة تقويمية لهم في المطبخ الأمنـي و إن من أهم هذه إنجازات هي عملية تصفية رجال المقاومة والتي مسّت بشكل مباشر الروح المعنوية للجمهور الفلسطينـي . وتسعي مخابرات الإسرائيلية الشين بيت ،وذلك عبر وسائل الإعلام المرئي والمسموع بإيحاء للرجال المقاومة بشكل مباشرة وغير مباشرة بإيصال رسالة لهم مفادها أنه أموركم كلها تحت السيطرة ولا يوجد مكان آمن لكم، نريد أن نجعلكم تتنقلون من مكان إلى آخر بحثاً عن الأمن، نريد أن نجعلكم تنشغلون بالحرص على توفير وسائل الأمن والحماية لحفظ رؤوسكم من الموت فطائرات سلاح الجو الإسرائيلي وصواريخها الذكية بالمرصاد لكل هؤلاء المقاومين . فمن الثغرات الأمنية على سبل المثال لا الحصر.هي مسألة الاعتقال من خلال سعيهم لاختراقه الدائرة المحيطة بالهدف ( دائرة الهدف) والتي تسير ضمن خطة تسلسل من حلقات مغلقة وسيبدأ أولي حلقات الاختراق من المساعدين والأقارب أو الأصدقاء أو أية علاقة حيوية يمكن أن توفر أهم معلومات جديدة ونوعية حول الحلقة الأخيرة من تسلسل الحلقات في الخطة وهي (الهدف) المدروس بالوصول له ..فقد قام هذا العدو بعمليات توغل ومداهمة أكثر من مرة سوى علي أطرف متاخمة لقطاع غزة أو وسط البلدات والمدن والقرى في الضفة الغربية وخطف واعتقل أفراد من معظم المناطق التي اجتاحها العدو وأهمية هذه الخطوة لم تكن عشوائية كما يفكر البعض بل تكمن في توفير أكبر قدر ممكن من المعلومات الهامة عن تنظيمات حديثة العهد ومقاتلين جدد لا أحد يعرفهم في العمل الميداني لدي المخابرات أو العملاء أو حول أهداف محددة أو أهداف محتملة أو أهداف تعمل بالخفاء وليس لدى العدو معلومات حول فعاليتها أو نشاطاتها . وإن العدو لا يستطيع بإمكاناته وطاقمه ألاستخباري الصهيوني أن يتوغل لفترات طويلة في المناطق الفلسطينية كما لا يمكنه جمع المعلومات الكاملة بإمكاناته الذاتية ولذلك يلجأ إلى استخدام العملاء .لدا فانه العدو في حرب دائمة فإنه يسعى إلى التعاون والتنسيق الأمنـي مع القوي الإقليمية والدولية لتوفير قاعدة بيانات شاملة ودقيقة عن العمل الأمني في الداخل وقواه المحركة في الخارج ، فهناك تبادل للمعلومات بين العدو وبعض الدول المحيطة به إقليميا ضمن اتفاقيات فضلا عن نشاط شبكات الجواسيس والعملاء في أجهزة الأمن والمراكز الحيوية والشواهد لمثل هذا التعاون والتنسيق كثيرة ومتواترة .من الأسماء التي تطلق على عمليات الاغتيال بحق رجال المقاومة منها :عمليات استئصال خاصة / سياسة الدفاع الذاتي النشط/ المبادرة بالإسقاط / الإفشال الوقائي / ليلة الاشتياق / عمليات جهنم /استعمال الشرك في التصفية /وغيرها من الأسماء الأمنية ألذاله على عملية الاغتيال ..
#سامي_فودة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
بيوت من طين وعقول من عجين حماس بغيبوبة ليوم الدين
-
فتح وعظمة أسطورة بقائها
-
فتح وخروجها من النفق المظلم
-
حماس وانقلابها الجديد على الرياضة بجباليا
-
فتح الفكر والتأطير التنظيمي !!!
-
اغتيال المقاتل الفلسطيني..هدف مشروع في قاموس العدو!!1
-
الأمن والأمان فوق صفيح ساخن في غزة
-
صراع البقاء بين أحفاد هتلر!! والمعتقلين الشرفاء ؟؟
-
في ذكراك أمير الشهداء ..تحمر الورود
-
عملاء في مواخير العار
-
تناول عقار السكوت
-
انقطاع التيار الكهرباء في غزة!! وابتزاز المواطن
-
سيدي الرئيس!! غزة في كفن الموت..؟
-
أضمر ماذا تمخض عن قمة قطر!!!القريبة من عشائر الغجر
المزيد.....
-
رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن
...
-
وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني
...
-
الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
-
وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ
...
-
-بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله-
...
-
كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ
...
-
فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
-
نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
-
طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
-
أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق
المزيد.....
-
لمحات من تاريخ اتفاقات السلام
/ المنصور جعفر
-
كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين)
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل
/ رشيد غويلب
-
الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه
...
/ عباس عبود سالم
-
البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت
...
/ عبد الحسين شعبان
-
المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية
/ خالد الخالدي
-
إشكالية العلاقة بين الدين والعنف
/ محمد عمارة تقي الدين
-
سيناء حيث أنا . سنوات التيه
/ أشرف العناني
-
الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل
...
/ محمد عبد الشفيع عيسى
-
الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير
...
/ محمد الحنفي
المزيد.....
|