أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - أحمد حسنين الحسنية - ثوابتنا لم تتغير ، و لكن مواقفنا تتغير ، لأن العالم يتغير














المزيد.....


ثوابتنا لم تتغير ، و لكن مواقفنا تتغير ، لأن العالم يتغير


أحمد حسنين الحسنية

الحوار المتمدن-العدد: 2638 - 2009 / 5 / 6 - 09:45
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


رغم وضوح الفارق في المعنى بين كلمتي الثوابت و المواقف ، إلا إنه في التطبيق العملي نجد أن البعض يخلط بينهما ، فيريد أن يضع المواقف في نفس موضع الثوابت .
الثوابت هي مجموعة المبادىء التي يعتنقها المرء ، فتكون له بمثابة الأساس الصلب ، الذي يرتكز عليه ، و الدرع الحامي .
بينما المواقف هي القرارات و السلوكيات الصادرة من المرء للتعامل مع البيئة المحيطة ، سواء الحالية ، أو حتى المستقبلية ، كإتخاذ قرارات معينة بناء على محاولة توقع المستقبل ، على أن تكون كل تلك المواقف محكومة بالثوابت .
الثوابت إذا هي كالأساس للبناء ، الذي لا يتم التلاعب فيه أو المساس به ، إلا في حالات نادرة ضرورية ، ضرورة قصوى .
إنها - إي الثوابت - هي المانعة من الإنسياق مع التيارات المتلاطمة ، و الغرق في الدوامات .
إنها هي التي تحصنك من سهام التهجم و النقد العنيف ، لأنك تؤمن ، و لا تخضع .
إنها القادرة على إخراجك من القطيع ، و جعلك شخص متفرد قائم بذاتك ، لا يعنيه ما يقوله الأخرون عنه ، و لا يخاف من أن يقف وحيداً في بعض الأحيان .
لو أصبح لكل شخص ثوابت ، لإختفت القطعان الحالية ، الذين تزدحم بهم الساحتين الثقافية و السياسية المصرية ، ليحل محلهم المجموعات الفكرية ، التي يجمع أعضائها إلتقائهم في الثوابت الشخصية ، و لتغيرت صورة المجتمع المصري للأفضل ، لأنه الإرتقاء من وضعية الأنعام إلى وضعية البشر .
عندما يجب الحديث عن علاقاتنا مع الإدارات الحاكمة للولايات المتحدة ، فإننا نجد أفضل مثال لهذا الخلط السابق بين الثوابت و المواقف ، الذي أشرت إليه عالية .
البعض تصور إن نقدنا الحاد للإدارة الأمريكية السابقة ، هو ثابت و ليس موقف ، و إنه يجب بالتالي أن يستمر مع أي إدارة أمريكية أخرى ، و أن أي حيدة عن هذا الطريق ، إنما هي حيدة عن الثوابت .
هذا هو العمى الفكري ، أو الجنون ، الناتج عن الخلط .
أي ثوابت هذه التي تقرر على أي فرد ، أو هيئة ، ضرورة الهجوم على فرد أخر ، أو هيئة ، بشكل دائم ، و دون الأخذ في الإعتبار التغيرات الحادثة ؟؟؟
إن هجوم أعمى دائم كهذا المراد ، لا يمكن أن يكون نابع عن ثوابت ، أو مبادئ ، إنه محض عبث .
موقفنا من الإدارة الأمريكية ، و أي إدارة ، يحكمه مدى قربها أو بعدها عن ثوابتنا ، أي مبادئنا .
كيف نهاجم إدارة قررت العودة لإحترام حقوق الإنسان ؟
كيف نهاجم إدارة أبدت إحترامها للإسلام ، و تراثه الحضاري ، مثلما تحترم سائر الأديان و المعتقدات الأخرى ؟
كيف نهاجم إدارة تولي إهتمامها للبيئة العالمية ، و تعطي قضية التغير المناخي حقها من العناية ؟
كيف نهاجم إدارة قررت أن تكون نصيرة للكادحين في بلادها ، و أن تعطيهم من الأهمية ما يستحقونه ، بعد أن تناستهم الإدارة السابقة ، و دون أن يكون في ذلك معاداة للأغنياء ؟
أليس في تلك البادرة مناصرة للكادحين ، و سحب للبساط من تحت أقدام أنصار السوق المتوحش ، في مصر ، الذين يقف على رأسهم جمال مبارك ؟
أليس في كل الخطوات السابقة إلتقاء مع ثوابتنا ؟؟؟
إننا يجب أن نرحب بكل تلك الخطوات الإيجابية التي تعيد الولايات المتحدة إلى مجموعة الدول المتحضرة ، و لكن لا يجب أن نغفل عن المبدأ الذي وضعناه أبان الحملة الإنتخابية الرئاسية الأمريكية في 2008 ، و هو الموقف الأمريكي الرسمي العملي من القضية المصرية ، و الذي أشرت إليه في مقال سابق بعنوان : أوباما أو ماكين ، العبرة بالموقف من القضية المصرية .
إننا إذ نرحب بكل ما قامت به إدارة الحالية ، إلا إننا ننتظر منها أن يكون لها تأثير إيجابي ملموس في الساحة السياسية المصرية ، و سوف لا نتوانى عن نقدها إن رأينا إستمرار سياسة دعم الإستبداد و الفساد ، و لكن يجب أن نعطيها فرصة ، و لكن أيضاً يجب أن نفتح أعينها ، و ننبهها ، و نضغط عليها ، دون أن يكون في ذلك تراجع عن واجبنا في إسقاط النظام الحالي بأنفسنا ، و لكن قطع للدعم الذي يلقاه من الخارج ، و إنفتاح مع الخارج الذي يلتقي معنا .




#أحمد_حسنين_الحسنية (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثوابتنا لم تتغير ، مواقفنا قد تتغير ، و لإدارة أوباما الحق ف ...
- التعليم في عهد جيمي مبارك ، أكثر نخبوية
- إنه يوم كل الكادحين من اليمين إلى اليسار
- شجار آل مبارك مع منظمة حزب الله و جماعة الإخوان لا يعنينا
- ضرورة العودة لمبدأ وصاية الأمم المتحدة على بعض الدول ، و الص ...
- الخطأ في العراق و أفغانستان ، أن ذلك لم يتم بأيدي محلية
- الإصلاح الإجتماعي ، فصل شطبه البعض من أديانهم خوفاً من الرأي ...
- المواطن علم أن الطريق لن يستكمل ، فقرر عدم السير فيه
- العدالة ، و لو كانت دولية ، لا تتعارض مع الوطنية الحقة
- التقليديون لا يدخلون التاريخ يا ساركوزي
- إلى الولايات المتحدة : أفضل حافز لإيران رفع الغبن الديني في ...
- ليست هذه هي قاهرتنا المفقودة ، و ليس هذا هو التنوع الثقافي
- السادس من إبريل دخل التاريخ وتجاوزه التاريخ ، لنبدأ صفحة أخر ...
- السادس من إبريل دخل التاريخ وتجاوزه التاريخ ، لنبدأ صفحة جدي ...
- السادس من إبريل دخل التاريخ و تجاوزه التاريخ ، لنبدأ صفحة أخ ...
- السلام لا يبنى على أنقاض حقوق الإنسان
- نعم على الأمريكيين في مصر توخي الحذر ، و لكن من النظام الحاك ...
- سنجعل مبارك يرتدي الجلباب الأزرق و يمسك بالنبوت و يرقص التحط ...
- إستعادة أسماء القرى المصرية القديمة ، إستعادة لتاريخنا و هوي ...
- إلى العقيد القذافي : إتحادنا الأفريقي هدفه الخير ، لا الإستق ...


المزيد.....




- الإدارة الأمريكية توضح جهودها لـ-تهدئة التوترات- بين تركيا و ...
- عائلات فلسطينية ترفع دعوى على الخارجية الأمريكية بسبب دعمها ...
- نهاية أسطورة الاستبداد في المنطقة
- -ذي تلغراف-: الولايات المتحدة قد تنشر أسلحة نووية في بريطاني ...
- -200 ألف جثة خلال 5 سنوات-.. سائق جرافة يتحدث عن دفن الجثث ب ...
- وليد اللافي لـ RT: البرلمان الليبي انحاز للمصالح السياسية وا ...
- ميزنتسيف: نشر -أوريشنيك- في بيلاروس كان ردا قسريا على الضغوط ...
- خوفا من الامتحانات.. طالبة مصرية تقفز من الطابق الرابع بالمد ...
- ألمانيا وفرنسا وبريطانيا تدعو إيران إلى -التراجع عن تصعيدها ...
- طهران تجيب عن سؤال الـ 50 مليار دولار.. من سيدفع ديون سوريا ...


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - أحمد حسنين الحسنية - ثوابتنا لم تتغير ، و لكن مواقفنا تتغير ، لأن العالم يتغير