أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - محمد منير - اعدام الخنازير وخيبة الطيور والاستخفاف بالعقول














المزيد.....

اعدام الخنازير وخيبة الطيور والاستخفاف بالعقول


محمد منير

الحوار المتمدن-العدد: 2636 - 2009 / 5 / 4 - 09:06
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


ذكرنى قرار الحكومة المصرية بإعدام الخنازير بنكتة شهيرة تدور حول مسئول ضاق بحوادث قطار حلوان فأغلق حلوان.
أنا لست من متعاطى لحوم الخنزير لأسباب دينية ولا من مدمنى باقى اللحوم لأسباب اقتصادية، ولكنى من مناهضى الاستهبال والاستخفاف بالعقول.
مرض أنفلونزا الخنازير اسمه العلمى "سواين" وليس له علاقة سببية بالخنازير، وإنما أطلق عليه هذا الاسم منذ سنوات لاشتراك الخنازير مع الإنسان فى الإصابة به، وليس فى التسبب فيه.
وأيضاً أنا لست مع التفسير الطائفى لقرار الحكومة، والذى يرجعه البعض لاضطهاد المسيحيين، فأميز ما فى حكومتنا هو ليس فقط بعدها عن التطرف، وإنما عن أية عقيدة تقيد قدرتها على "تقليب" الشعب، ما علينا، قرار الحكومة بإعدام الخنازير راجع فى الأصل لخيبتها فى محاصرة أنفلونزا الطيور, هذه الخيبة الثقيلة التى نقلت مصر خلال أقل من ثلاث سنوات من منطقة آمنة من الإصابة بأنفلونزا الطيور إلى المرتبة الأولى فى الإصابة, مما اضطرها إلى التخلص من كل الأماكن المتوقع حملها للمرض، وبدأت بمزارع الخنازير ومن قبل بإعدام مزارع كاملة للطيور السليمة، ولا نعلم إلى أين ستمتد سياسة الإعدام، ربما إلينا شخصياً، ما علينا.
لا ترجع خيبة الحكومة إلى افتقار الخبرة، وإنما المرجعية الأساسية لهذه الخيبة هو الفساد والتربح والاحتكار وسيطرة جماعات الضغط، فقد كشف ظهور فيروس أنفلونزا الطيور عن خلل فى خريطة الملكية والخريطة الاقتصادية الخاصتين بنشاط تربية الدواجن، والذى يتحكم فى الثروة الداجنة فى مصر تلك المسئولة عن أكثر من 50% من المصادر البريتونية بها.
قبل دخول الفيروس مصر كان عدد المزارع المنتجة ما بين 16 ألف و18 ألف مزرعة، تنتج ألف مزرعة منهم ما بين 50.000 ألف إلى 100.000 دجاجة فى الدورة (الدورة 45 يوماً)، بينما يبلغ إنتاج كل مزرعة من بقية المزارع حوالى 5000 دجاجة فى الدورة، 60% من هذه المزارع ينتج دواجن التسمين (الفراخ البيضاء) و40% ينتج الأنواع البلدية الأخرى وبقية أنواع الطيور (البط – الأوز – الحمام – السمان – التركى، وغيرها)، ويمثل إنتاج كل هذا 80% من إنتاج الثروة الداجنة فى مصر، بينما يمثل الإنتاج المنزلى 20% من هذه الثروة.
ووصل حجم التمويل لهذه المزارع إلى 18 مليار جنيه تختص بالأدوية والعلف والخامات ولا تشمل حسابات الأساسيات.
وكان يتحكم فى مقدرات هذا السوق كله 50 مستورداً ومنتجاً فقط يملكون أكبر شركات الدواجن فى مصر، وهم الذين يتحكمون فى الكميات المنتجة وفى الأسعار، ومن هؤلاء شخصيات على علاقة بدوائر اتخاذ القرار السياسى فى مصر ومن أصحاب الأنشطة السياسية وأعضاء فى لجنة السياسات والحزب الوطنى الحاكم، وهو ما يفسر عدم إلحاق أى ضرر بالنشاط الداجن لهؤلاء نتيجة القرارات الأخيرة بحذر تداول الدواجن مثلما حدث مع صغار المربيين، فلسبب غير معروف تخلص كبار المنتجين من رصيدهم الاستراتيجى من الدواجن قبل إعلان وجود فيروس أنفلونزا الطيور بأيام، وهو ما يمكن تفسير تأجيل الحكومة الإعلان عن وجود الفيروس لعدة أسابيع وربما شهور.
وإلى جانب الحماية التى كفلتها الدوائر السياسية فى مصر لكبار المنتجين، والذى يشكل البعض منهم جزءاً من هذه الدوائر، فقد وجد كبار المربيين الفرصة سانحة للتخلص من صغار المنتجين، والذين كانوا كثيراً ما يمثلون لهم عقبة فى التحكم فى الأسعار وفى الكميات المتداولة فى السوق.
والآثار التى نتجت عن سياسة المواجهة الفاسدة لأنفلونزا الطيور فى مصر ليست فقط صحية، وإنما أيضاً اقتصادية ومنها:
• الاضطرار لإعدام قطعان سليمة لعدم وجود علف وإمكانيات للتربية (وهذا بالطبع لم يشمل كبار المنتجين).
• حرق السبلة والذى أدى إلى تلوث بيئى وانتشار المرض وارتفاع معدل الإصابة به وتلوث النهر لعدم وجود استعدادات لمواجهة هذه المشكلة على المستوى الشعبى.
• إلقاء القطعان النافقة فى النهر، خاصة وأن الحكومة المصرية لا تستخدم مطهرات رش، مثلما تفعل الدول الآسيوية لعدم توافرها.
• الهجوم على الطيور البرية مما أدى إلى خلل فى التوازن البيئى، وخاصة مع طائر أبوقردان، والذى يمثل عنصراً مهماً من عناصر الزراعة فى مصر.
• فقدان السلالات البلدية الأصلية فى مصر.
هذا بالإضافة إلى:
• طرد 2.5 مليون عامل دائم ومليون عامل مساعد موسمى فى مجال إنتاج الطيور.
• خسارة الإنتاج المنزلى من الطيور، والذى يمثل 20% من الثروة الداجنة فى مصر.
• ارتفاع أسعار الطيور والبيض فى مصر بعد الكارثة، هذا الارتفاع الذى سيستفيد به الـ50 منتج الكبير بعد الإفلاس المتوقع لصغار المنتجين وخروجهم من السوق، مما سيؤدى إلى خلل فى توازن السوق.
أخشى أن يصدر قرار حكومى بتكهين سيارات مرسيدس خنزيرة وحلوفة حماية للشعب من انتشار المرض، بالذمة مش إحنا شعب غلبان.



#محمد_منير (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -كان بان على عرقوبه-
- الانتصار موتا
- 6أبريل .. عيد ميلاد راحل
- - قفف- الزمن
- رد على الدكتور قدرى حفنى- خيارات السلام ليست قدوة بالضرورة
- حقائق تكشفها قافلة نقابة الصحفيين لرفح
- عودوا كما كنتم
- كلام -بشوية- صراحة حول مصر وغزة
- الغرض مرض
- عاش حكام العرب الف عام -ويشيلوا شيلتهم -
- حذاء منتظر
- زمان كنا صح
- القرعة تتباهى بشعر اوباما
- عامل دماغ اقتصاد
- أزمة الدواء المصرى ... ثلاث مشاهد ومعنى واحد
- المعادلة
- عندما يتحول التغيير الى ايدولوجية
- تراجع الاحزاب السياسية فى مصر وازدياد فى حركة الاحتجاج غير ا ...
- وماذا بعد ؟
- عائلة - باسيلى - تبيع صحة المصريين فى الاسواق العالمية


المزيد.....




- مسؤول عسكري بريطاني: جاهزون لقتال روسيا -الليلة- في هذه الحا ...
- مسؤول إماراتي ينفي لـCNN أنباء عن إمكانية -تمويل مشروع تجريب ...
- الدفاع الروسية تعلن نجاح اختبار صاروخ -أوريشنيك- وتدميره مصن ...
- بوريسوف: الرحلات المأهولة إلى المريخ قد تبدأ خلال الـ50 عاما ...
- على خطى ترامب.. فضائح تلاحق بعض المرشحين لعضوية الإدارة الأم ...
- فوضى في برلمان بوليفيا: رفاق الحزب الواحد يشتبكون بالأيدي
- بعد الهجوم الصاروخي على دنيبرو.. الكرملين يؤكد: واشنطن -فهمت ...
- المجر تتحدى -الجنائية الدولية- والمحكمة تواجه عاصفة غضب أمري ...
- سيارتو يتهم الولايات المتحدة بمحاولة تعريض إمدادات الطاقة في ...
- خبراء مصريون يقرأون -رسائل صاروخ أوريشنيك-


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - محمد منير - اعدام الخنازير وخيبة الطيور والاستخفاف بالعقول