|
عطست الرأسمالية فاستجابت الخنازير
حميد الحريزي
اديب
(Hameed Alhorazy)
الحوار المتمدن-العدد: 2636 - 2009 / 5 / 4 - 09:57
المحور:
كتابات ساخرة
على حين غرة تكهربت أجواء العالم واختفت أنوف وشفاه الحسناوات خلف كمامات واقية خشية شم فايروس الخنازير ومن قبله فايروس الطيور نأمل ان لا يطال الكلاب العزيزة على قلوب أثرياء ونجوم ونجمات هوليود، هذه الفيروسات ((النووية)) الفتاكة إحدى أسلحة الدمار الشامل التي تبدو ان الطبيعة تتحدى الإنسان والحظر الدولي المفروض على تصنيعها لا كنها نجحت ولازالت تحقق النجاح تلو النجاح في تصنيع هذه الأسلحة الفتاكة في مصانعها التي لا تخطر على بال فتنتج( أنفلونزا الطيور وأنفلونزا الخنازير والايدز والسايروس ...الخ) كل هذا يبدو واضحا وظاهرا للعيان والأثر،وما على العالم إلا ان يشحذ أسلحته لمواجهة هذه الأسلحة الفتاكة المدمرة التي أخذت تظهر وتطغى في وقت أفول ومرض وشيخوخة النظام الرأسمالي ، ولكي يحرز العالم انتصارا عليها وعلى من يقف وراءها كما استطاع أن يقضي على وباء الكوليرا والطاعون والملا ريا والسل والجذام وخصوصا في العالم الأول هذه الأمراض التي رافقت انهيار النظام الإقطاعي ونهوض طبقة الرأسمال في الغرب الناهض فلابد من ولادة نظام جديد تتكفله طبقة اجتماعية جديدة ذات أبعاد وأجندة عالمية تتصدى للنظام الرأسمالي بمجمله لتنقذ العالم من الدمار والانهيار في ظل العولمة الرأسمالية المتوحشة وهي في أسوء حال . ففي الواقع الرأسمالي الحالي تصارع العقول الذكية والنوايا الإنسانية الطيبة لاكتشاف او لاختراع المصول الواقية والأدوية الشافية لهذه الأمراض بالغة الخطورة تصارع شبحا ليد وفكر إنسان بالغ الذكاء والقوة وهو يتأبط فلسفة سيء الذكر قاسي القلب ((مالتوس)) فيعمل متواطئا مع الطبيعة المهانة وهي تحاول الانتقام ممن انتهكوا حرمتها ، مهيئا لها كل سبل الانتقام من مغتصبيها مقابل حصوله على هداياها وكنوزها ليضمها الى أرصدته وكنوزه من المال والغلال غير آبها بصراخ وعويل وآلام مئات الآلاف ان لم يكن الملايين من البشر وهم يذبحون كقرابين تضحية لإرضاء وإشباع نهم الإله ((مالتوس)) المتمترس في قلعة الرأسمال العالمي باعتباره روح وجوهر الاستغلال التي لا تعرف حدودا للقسوة على الإنسان او على أمه الطبيعة فموت ملايين البشر جوعا ومرضا بالإضافة الى من تلتهمهم حرائق الحروب ونيرانها في مختلف بلدان العالم في البر والبحر لا تكاد تشبع نهمه وجشعه وفلسفته في حل أزمات الرأسمال بالقضاء على اكبر عدد من بني البشر الفائض عن حاجة الرأسمال ولم يعد وجوده مربحا. وهانحن نشهد((مالتوس)) محبوب العولمة الرأسمالية المتوحشة يحتضنها ويحضر لها وسائل الإبادة وهي راقدة على سرير المرض الذي لا شفاء لها منه إلا بموتها، لا بسبب عدوانية الطبيعة ولا بسبب غريزة العدوان والجين البشري الشرير الذي يحمله الإنسان كما ينظرون زورا وبهتانا، ولكن بسبب الخلل الوظيفي في بنية الرأسمالية وتركيبتها وطبيعة نظامها الاقتصادي المبني على الربح ثم الربح ثم الربح وقد تأتي الطبيعة وابنها الإنسان او قد لا يأتي في ذيل قائمة الرأسمال وأطماعه التي لا تشبع. ان التحدي المتعمد واللامبالاة تجاه نواميس الطبيعة تحت ذريعة الربح لابد وان يواجه بردود أفعال أكثر ضراوة وقسوة من أمه الطبيعة بسبب استهانته بقدسيتها ومحاولة اغتصابها تحت يافطات الحرية ، وطبعا ليس حرية التكامل والتضامن والانسجام بل حرية الافتراس والتدمير. فقد نظمت ملايين المجازر ضد مليارات الطيور في العالم للقضاء على أنفلونزا الطيور، وملايين المجازر ضد البقر للقضاء على جنون البقر،والآن يتوجه ساطور الموت ليقطع رقاب ملايين الخنازير سعيا للقضاء على أنفلونزا الخنازير...الخ. يتوجه الآلاف من العلماء والباحثين وتنفق مليارات الدولارات لمكافحة هذا المرض الخطير والشر المستطير- حيث يقدر البعض ان الخسائر بسبب أنفلونزا الخنازير قد تفوق (( 3)) تريليون دولار- وسط خوف وهلع مليارات البشر وهم يشمون روائح شواء لحوم حيواناتهم الأثيرة كأثر ل((هلكوست الخنازير)) ، رغم ذلك تسمع إذن وترى عين ويدرك عقل الإنسان المتفكر والمتأمل فرح واستبشار اله الرأسمال ((مالتوس)) وهو يرى كمامات الوقاية وهي تغطي أنوف وأفواه البشر فيبدون كمن زرع في وجهه منقار بط ،وهو يشعر بعدوانية كل ما يحيط به من بني جنسه او من الطيور والخنازير ، فما ان يعطس احدهم حتى يوضع في قفص الاتهام ويصبح مشروعا للحرق فيصاب الكل بالخوف والهلع، ان هذا التوجه وهذا الواقع المكهرب والمريب يدفع باتجاه تجاهل مولد الجراثيم ومشعل الحرائق وباعث الفيروسات ومسبب المجاعات ومنتهك ومغتصب الطبيعة ومبيد شعوب بكاملها إلا وهو النظام الرأسمالي المتوحش،ففي مخابره السرية صنعت هذه ألفواتك الجرثومية والفيروسية والحروب الكارثية وأسلحة الدمار الشامل ونتيجة لعوادمه السامة وفوضى الإنتاج وعدم ترشيد الاستهلاك حدث ثقب الأوزون وارتفعت حرارة الأرض فتصحرت الأرض وبدأت ثلوج القطبين في الذوبان وارتفعت مناسيب المياه في البحار والمحيطات فالعلماء يتوقعون اختفاء مدن بكاملها من خارطة اليابسة في العالم كذلك انتشار الحروب الطائفية وبروز عفاريت القرصنة البحرية وغيرها من الكوارث والأمراض والمجاعات في العالم. يتوقع العلماء ان تكون وطأة هذا الفيروس ألخنزيري الجديد سيتوجه الى أمريكا اللاتينية فيبدو بأنه يقصد إبادة ((الفيروس الأحمر)) الذي اخذ يكتسح بلدان أمريكا اللاتينية المتمردة على اله الرأسمال وسيكون اشد وطأة على ذوي البشرة السوداء ابناء عم الرئيس الأمريكي الجديد حيث ان لهم أجندة خاصة يعد القرصان ((الأسود)) المسرح لتنفيذها في المستقبل القريب في القارة السوداء. ومن المفارقة ان اله الرأسمال بخلاف كل الإلهة المعروفة لبني البشر يعمل على قتل وإضعاف واخصاء من يؤمن له الحياة والرفاه والاستمرار والنماء اي انه يعمل على افتراس وإضعاف واخصاء عبيده ، ان مشاهد وظواهر الجوع والمرض والكوارث والحروب والإذلال وظواهر الشذوذ والجريمة وهوس ألاستهلاك وثقافة اللا جدوى والاخصاء وتصنيع الفيروسات الفتاكة إلا مظاهر مختلفة لهدف القتل والإبادة التي يمارسها الإله ضد عبيده!!! ويبدو ان الدكتاتور المنهار كان يمتلك ((حدسا علميا عبقريا)) فجفف اهوار العراق التي كانت مرتعا للاف الخنازير ويبدو إننا نظلم دول الجوار وهي تسد علينا منابع المياه لكي لا تعود أهوارنا للحياة وبالتالي تكون مكمننا ومأمننا للطيور والخنازير العاطسة فايروسات قاتله، فمن الله العراق برعايته للخلاص من هذا المرض الخطير!!! في الخلاصة يجب ان نلفت النظر الى ضرورة معالجة ومعرفة الأسباب وعدم الانشغال بالنتيجة فقط وتناسي لابل التغاضي عن المسبب لكل هذه الكوارث الحالية والقادمة إلا وهو النظام الرأسمالي المتوحش.
#حميد_الحريزي (هاشتاغ)
Hameed_Alhorazy#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
بمناسبة الأول من أيار عيد العمال العالمي
-
لست مسئولا عن الحرائق لكن نيرانها تحرق أحلام أبنائي!!!!
-
قراصنة زمن العولمه !!
-
الطبقة العاملة العراقية في ظل الأزمة الرأسمالية الحالية
-
نطالب مجالس المحافظات:- باقالة الفوانيس واللالات!!
-
مجالس المحافظات مطالبة بإقالة :((الفوانيس واللالات))!!!
-
حكاية (العم هلكان العريان) في العيد التعبان
-
انتبه في مدرستنا مشرف!!
-
متى يكون نفطنا لنا؟؟؟
-
-قصة قصيرة عربانة مظلوم- لبلبي يلبلوب
-
((ألم))((نصه))
-
عربانة مظلوم(باجله لوز)- قصة قصيرة
-
أستطلاع ألرأي واقعه وأفاق تطوره
-
هندالة هلكان العريان(لاحظت برجيله ولا خذت سيد عليّ)
-
بمناسبة يوم الشهيد الشيوعي(ابحث لكم عن اسم آخر)
-
اي الصناديق نختار؟؟؟
-
آراء وملاحظات حول انتخابات مجالس المحافظات
-
اضواء على شعارات المرشحين وامنيات الناخبين
-
الوصف الطبقي لغالبية المرشحين لمجالس المحافظات
-
من يحل العقدة؟؟؟
المزيد.....
-
جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس
...
-
أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
-
طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
-
ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف
...
-
24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات
...
-
معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
-
بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
-
بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في
...
-
-الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
-
حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش
...
المزيد.....
-
فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط
/ سامى لبيب
-
وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4)
...
/ غياث المرزوق
-
التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت
/ محمد فشفاشي
-
سَلَامُ ليَـــــالِيك
/ مزوار محمد سعيد
-
سور الأزبكية : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
مقامات الكيلاني
/ ماجد هاشم كيلاني
-
االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب
/ سامي عبدالعال
-
تخاريف
/ أيمن زهري
-
البنطلون لأ
/ خالد ابوعليو
-
مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل
/ نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم
المزيد.....
|