أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - مصطفى عنترة - أحمد بوكوس، عميد المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية بالمغرب، يوضح الاستراتيجية اللغوية للمعهد















المزيد.....


أحمد بوكوس، عميد المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية بالمغرب، يوضح الاستراتيجية اللغوية للمعهد


مصطفى عنترة

الحوار المتمدن-العدد: 806 - 2004 / 4 / 16 - 08:14
المحور: مقابلات و حوارات
    


ما هي الأسباب الظاهرة والباطنة التي حركتعميد المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية قصد الخروج إعلاميا؟ وكيف تعامل مسؤولي المعهد مع بيانات الجمعيات الثقافية الرافضة لتعدد الكتب وتكريس تدريس اللهجات الأمازيغية؟ وماهي الأسس العلمية والتربوية والثقافية التي يستند عليها في مشروع التدرج في توحيد اللغة الأمازيغية، ومتى سينتهي زمنيا هذا التدرج؟و
ما هي الخلفيات والدواعي التي حركت المحسوبين على اللهجة الريفية( شمال المغرب) لإصدار بيان شديد القوة يستنكرون فيه الحيف الذي لحقهم من أسلوب اختيار الباحثين والموظفين داخل هياكل المعهد؟ هذه الأسئلة وغيرها يجيب عليها السيد أحمد بوكوس، عميد المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، في الحوار التالي:





ـ هل كان من الضروري بعد إصدار الكتب الثلاث الخاصة بتدريس الأمازيغية، الخروج إعلاميا قصد توضيح أهداف ومرامي صدور ثلاثة كتب بدل كتاب واحد أم هو رد فعل بيانات الجمعيات الأمازيغية الرافضة لتعدد الكتب وتكريس تدريس اللهجات الأمازيغية ؟

نبدأ بالجزء الأخير من السؤال المتعلق بتعدد الكتب وتكريس اللهجات، لنؤكد على أن مبدأ معيرة الأمازيغية من أجل توحيدها مبدأ لا رجعة فيه ولا خلاف حوله. لذا وجب استبعاد وجود طرفين متناقضين حول هذه المسألة، فلا وجود إطلاقا لمعارضين و مؤيدين لمبدأ معيرة الأمازيغية. قد تظهر اختلافات في الطرق الإجرائية لبلوغ هذا الهدف، بحيث هناك من يرى أن المعيرة يجب أن تتم في الحال والمكان، وهناك من يرى أن التدرج هو أنجع السبل لمثل حالة الأمازيغية. والمعهد الملكي يتبنى هذا الطرح الأخير. ورفعا لكل التباس، سأوضح إن كان الأمر ما يزال يتطلب مزيدا من التوضيح أن إدماج الأمازيغية في المنظومة التعليمية بالمغرب يستمد مرجعيته الأساسية من خطاب العرش لـ 30 شتنبر 2001 وخطاب أجدير لـ 17 أكتوبر 2001 والظهير الشريف المحدث والمنظم للمعهد الملكي للثقافة الأمازيغية والأدبيات الفكرية والطروحات الإيديولوجية للحركة الأمازيغية بمعناها الواسع.
وعليه، فإننا لحريصون أكثر من أية جهة أخرى على أن نبقى وفيين لهذه المرجعيات الأساسية التي تحدد مجالات اشتغالنا داخل المعهد. ويمكن الجزم أن الكتاب المدرسي جاء في الشكل والمضمون اللذان يمهدان لتحقيق مقاصد الفقرة الأخيرة من المادة الثانية من الظهير الشريف المتعلقة بإدراج الأمازيغية في المنظومة التربوية وضمان إشعاعها في الفضاء الاجتماعي والثقافي والإعلامي الوطني والجهوي والمحلي.
أما في ما يتعلق بالإعلام، فإني أحيلكم على الفقرة السابعة من المادة الثالثة من الظهير التي تنص على أن المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية مكلف بالبحث عن المناهج الكفيلة بتعزيز وتشجيع مكانة الأمازيغية في مجالي التواصل والإعلام، وتحقيقا لهذه الغاية تمت برمجة عدد من الأنشطة بغية مد الجسور بين المعهد والصحافة الوطنية، كان من بينها سلسلة من الاستجوابات والحوارات التي أجرتها بعض الصحف مع عميد المعهد والندوة الوطنية التي نظمت خلال يومي 13 و 14 دجنبر 2003 تحت موضوع: الإعلام الأمازيغي، واقع وآفاق. ومع صدور الكتاب المدرسي، كان لابد من التعريف بهذا الإنجاز الأول من نوعه في تاريخ المغرب الحديث، فتم تنظيم ندوة صحفية بعيدة كل البعد عن الخروج الإعلامي الاضطراري، ونحن عازمون على مواصلة الانفتاح والتواصل مع كل من يرغب في الانخراط في العمل من أجل النهوض بالأمازيغية كإرث مشترك بين كافة المغاربة.
ـ ماهي الأسس العلمية والتربوية والثقافية التي تستندون عليها في مشروع التدرج في توحيد اللغة الأمازيغية، ومتى سينتهي زمنيا هذا التدرج؟

هذا سؤال مهم جدا، وأهم ما فيه أن ينصب نقاش معيرة الأمازيغية في الاتجاه العلمي والتربوي والثقافي، وبالتالي فغني عن البيان أن المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية يتبنى معيرة اللغة الأمازيغية بالتدرج لأسباب تقنية وسيكو نفسية معرفية وبيداغوجية وثقافية.
على المستوى التقني، فلا وجود في الوقت الحاضر للغة المشتركة المعيارية المنشودة، الشيء الذي يتطلب تهيئة لغة منمطة كي تصبح أداة تواصل فعال في الواقع السوسيولسني والثقافي. ما يوجد في حقيقة الأمر هي لهجات توحدها مجموعة من القواعد النحوية المشتركة المكونة من بنيات صوتية وصرفية ومعجمية وتركيبة مشتركة، وما يوجد كذلك هو أن هذه اللهجات تختلف في عدد من البنيات، خاصة على مستوى بعض الأدوات النحوية كالظروف وأدوات الربط والضمائر، وأدوات الإشارة وحروف العطف وأدوات الاستفهام وبعض أوجه المعجم وبعض صيغ الأفعال والأسماء وكذلك بعض الاختلافات في النطق. وتجدر الإشارة إلى أن هذه لااختلافات تعرقل التفاهم بين المتخاطبين المنتمين إلى الجهات المتباعدة مثل جهتي الريف وسوس.
إن التحليل العلمي لقواعد اللغة الأمازيغية يحتم علينا الاعتراف من جهة بالوحدة العميقة للبنيات اللغوية ومن جهة أخرى الاعتراف بوجود اختلافات على مستوى البنيات السطحية الصوتية خاصة. وهذا أمر طبيعي لأن الأمازيغية لم تستفد لأسباب تاريخية وسياسية وإيديولوجية من إجراءات التهيئة على مستوى بنياتها، وهو ما أدى إلى تكريس الحالة اللهجية التي نعرفها اليوم. إلا أنه يمكن تجاوز هذا الوضع، وذلك لتوفر الإرادة السياسية المتمثلة في إحداث المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، هذه المؤسسة التي توفر الإمكانيات المادية و البشرية للقيام بهذا الأمر. لكن بالمقابل لا يمكن تحقيق هذه المعيرة بعصا سحرية، لأن هذا العمل صعب، يتطلب إيجاد منهجية دقيقة مع توفير الكفاءات العلمية الفعالة والعمل في مناخ تطبعه الثقة والطمأنينة.
على المستوى السيكو نفسي، فإن الطفل في المدرسة يوجد في مرحلة النمو المتدرج على المستوى المعرفي و النفسي و العاطفي. و غني عن البيان أن اللغة الأم تلعب الدور المحوري في ضمان التوازن النفسي. ولسنا في حاجة إلى التذكير بالنتائج السلبية لنظامنا التعليمي حين أهمل اللغة الأم، وبالتالي فإن إحدى المهام والوظائف الأساسية المنوطة بالأمازيغية في التعليم هي القيام بدور الفاعل المساعد والمبسط على إدماج التلميذ في المحيط المدرسي، خاصة وأن اللغة الأم تساهم في مساعدة المتعلم على الإدراك السهل والمبسط خلال مرحلة التعليم الأساسي، كما تمكنه من اكتساب القدرات والمعارف والخبرات والقيم. وبهذا الصدد، لابد من التذكير أن خبراء منظمة اليونسكو قد انتهوا إلى الخلاصة التربوية التالية: إن التدريس خلال السنوات الأولى بغير لغة الأم يسبب عدم الاستقرار الوجداني واللغوي والثقافي للمتلقي.
على المستوى الثقافي، فإن المخزون الأدبي والفني للأمازيغية ينتج باللهجات المحلية، وبالتالي فإن التدريس خلال السنوات الأولى بلغة أخرى يعني فصل التلميذ عن ما يزخر به محيطه من غناء ثقافي.

ـ هل يكفي هذا لإرجاء معيرة اللغة الأمازيغية إلى حين؟

الجواب بالنفي. بل إن هذا يعني أخذ المسألة اللغوية والثقافية بجد مع احترام اللغة الوعاء واحترام من يتحدثها لأن هؤلاء جديرون بالاحترام.
أما ما يجب الاقتناع به قبل كل شيء هو أننا إذا قمنا بعملية التهيئة بتسرع وارتجال فإن هذا لا محالة ستكون له عواقب وخيمة على تدريس الأمازيغية. والأمثلة لمثل هذه النتائج السلبية كثيرة منها ما أفرزته عملية التعريب في بلادنا من عراقيل تربوية، في حين أبانت الهيئات التي قامت بالتهيئة اللغوية بالتدرج والعقلنة عن جديتها وفعاليتها، نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر: الكاتلان باسبانيا، الكورس بفرنسا، والكيبك بكندا. والجذير بالذكر أن المنهجية التي قام المعهد بصوغها هي نفسها المعتمدة من طرف الفاعلين اللغويين والتربويين في مجال الأمازيغية سواء في إفريقيا الشمالية وبلدان الساحل أو في بلدان المهجر.
وختاما، فإن المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية اختار معيرة اللغة الأمازيغية بالتدرج الذي يأخذ بعين الاعتبار سيكولوجية الطفل وقدراته على مستوى الإدراك والاستيعاب دونما إغفال لواقعه اللغوي ومحيطه الثقافي، اعتبارا أن فرض أية لغة مكان اللغة المألوفة لدى المتعلم هو الحكم عليه بالفشل الدراسي والمس بحقه في الاستقرار النفسي والأمن اللغوي والثقافي.لذا، فإن المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية اختار استراتيجية علمية للمعيرة بالتدرج التي سوف تتوصل إلى إنتاج كتاب مدرسي بلغة موحدة مع نهاية الطور الأول من التعليم الابتدائي.

- هل تعتقدون أن طرحكم هذا يتماشى مع روح مطالب ميثاق أكادير الصادر في 5 غشت 1991 ( الذي كنتم أحد مهندسيه ) والقاضي بتوحيد ومعيرة اللغة الأمازيغية الموحدة؟

تقدم ميثاق أ?ادير في 5 غشت 1991 بسبعة مطالب، تحت عنوان آفاق العمل الثقافي الأمازيغي، يتمحور المطلب الثاني منها حول إخراج معهد الدراسات والأبحاث الأمازيغية إلى حيز الوجود ليتولى تأطير مشاريع النهوض باللغة والثقافة الأمازيغيتين بهدف تطبيق الإجراءات التالية:
أ?- وضع خط معياري موحد لكتابة اللغة الأمازيغية.
ب?- تحقيق معيارية اللغة الأمازيغية
ج - إعداد أدوات بيداغوجية لتدريس اللغة الأمازيغية
د- إدماج تعليم اللغة والثقافة الأمازيغيتين في البرامج التعليمية الرسمية.

والآن وقد تم إحداث المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، لنتفحص كيف تتعامل هذه المؤسسة مع النقط الأربع المقترحة أعلاه بتوفير المعهد على مركزين متخصصين في كل من التهيئة اللغوية والبحث الديداكتكي وعليه، فبالنسبة إلى النقطتين الأولى والثانية المتعلقتين بالحرف والمعيرة فنحن نعتز ليس فقط بتمكننا من تنميط خط معياري موحد في ظرف وجيز، بل لكوننا حققنا معيرة الحرف الأمازيغي تفيناغ. ونحن اليوم بصدد معيرة اللغة في أفق تحقيق التوحيد المنشود. أما عمليتي إعداد أدوات التدريس وإدماج الأمازيغية في التعليم التي تناولتها النقطتين الثالثة والرابعة فقد انطلقت بعزم على أرض الواقع مع بداية السنة الدراسية الحالية. إذن، لا وجود إطلاقا لما يتنافى ليس فقط مع روح ميثاق أ?ادير التاريخي، بل وكما يلاحظ مع ظاهر النصوص.

ـ أحدث قرار صدور الكتب الثلاثة مواقف معارضة للسياسة التعليمية للمعهد، منها من هو ممثل داخل أجهزة المعهد كما هو الحال بالنسبة إلى الجمعية المغربية للبحث والتبادل الثقافي، تاماينوت.. ومنها من هو خارج مؤسسة المعهد ( الشبكة الأمازيغية من أجل المواطنة، أمزداي، تامسنا، المواقع الطلابية الجامعية..) ألا تتخفون أن يخلق قراركم هذا شرخا في علاقة المعهد بالحركة الثقافية الأمازيغية علما بأنكم تسعون جاهدين وبكل الإمكانيات إلى خلق تواصل مع مكوناتها؟

أولا يجب تصحيح ما جاء في السؤال، إذ لا يتعلق الأمر بثلاثة كتب بقدر ما يتعلق بكتاب واحد في صيغ ثلاث. بمعنى أن هذه الصيغ تتوافق من حيث المقاربة البيداغوجية ومن حيث التوجهات الديداكتيكية والمضامين ومن حيث نسبة مهمة من البنيات النحوية والمعجمية، إلا أنها، بحكم الواقع الحالي للأمازيغية فإن هذه الصيغ تختلف من حيث بعض التمظهرات اللغوية، إن من يسعى لخلق التواصل مع مكونات النسيج الجمعوي، كما جاء في شهادتكم لا يدخل المواقف التي ذكرت في باب المعارضة التي قد تؤدي إلى خلق شرخ بين الحركة الأمازيغية ومؤسسة تعتبرها هذه الحركة مكسبا مهما من مكاسبها. إن هذه المواقف في نظرنا طبيعية وصحية، منها ما يتطلب حوارا جادًّا وعميقا وما يستحق الاهتمام خصوصا عندما يتعلق الأمر بالنقد الموضوعي، لأننا في بداية الطريق ولا أحد يملك الحقيقة بمفرده في أي مجال من مجالات المعرفة. والأهم من هذا وذاك هو أن توضع الأمازيغية فوق كل اعتبار، ولنترك للتاريخ كلمة الفصل بين من هو على صواب وبين من جانبه. وفيما يتعلق بما تسمّونه شرخًا في علاقة المعهد بالحركة الثقافية الأمازيغية، فإنّي أشدّد مجدّدًا على أن لا شرخ ولاهوّة ولا تناقض بين المعهد والحركة الثقافية لأن كلاهما مكسب للأمازيغية. وأحيطكم علمًا أن عددًا كبيرًا منها راسل المعهد بغية إبرام اتفاقيات شراكة وتعاون، والمعهد مستعدّ استعدادا تامّا أن يتعامل مع الجمعيات تعاملا تطبعه الشفافية والاحترام المتبادل.



ـ كيف تقيمون الموقف المعارض للجمعية المغربية للبحث والتبادل الثقافي مع العلم بأن هذه الجمعية لها مواقع متقدمة داخل هياكل المعهد؟

تناول البيان الصادر عن الجمعية المغربية للتبادل الثقافي نقد الكتاب المدرسي شكلا ومضمونا حيث اعتبره: " ثلاث كتب تكرس اللهجات عوض اللغة الأمازيغية الموحدة " وخلص البيان لـ"رفضه المطلق لاعتماد الكتب المذكورة في المدارس العمومية، ويطالب بتعويضها بكتاب واحد...." فماذا يعني هذا ما دمتم، تطلبون مني تقييم الموقف؟
باختصار، هذا يعني أن الجمعية قامت في بيانها هذا بنقد الكتاب ورفضه ثم المطالبة بتعويضه. وهذا من حق كل جمعية تناضل من أجل الأمازيغية أن تساهم في النقد البناء غيرة على مستقبل هذه اللغة. لكن بالمقابل، ما هي الأدوات العلمية التي اعتمدت لإصدار تلكم النعوت والأحكام على عمل أخذ جهدا كبيرا من واضعيه لتفادي المس بأحد أهم المبادئ الذي لا رجعة فيه ألا وهو توحيد الأمازيغية. ثم أليس من السهولة بمكان رفض الشيء ومطالبة الغير بتقديم البديل؟
نحن في المعهد، سنكون جد سعداء لو أن أية جمعية بادرت إلى الانخراط في عملية توحيد اللغة وإلى تنظيم دروس تمارس خلالها منتوجها ومنهاجها الخاصين ليكون حافزا ونموذجا وعبرة للجميع. وعلى كل حال، فالمعهد منفتح على النسيج الجمعوي وينصت بإمعان لاقتراحاته وانتقاداته البناءة والموضوعية، بل نحن حريصون على التشارك مع هذا النسيج على أساس التعاون المتبادل والتكامل في ظل استقلالية الأطراف خدمة للأمازيغية وللوطن.

ـ سجل بعض الملاحظون أنكم تسرعتم في إصدار الكتب الثلاث علما بأن أعضاء المجلس الإداري للمعهد الملكي للثقافة الأمازيغية لم يعلنوا موافقتهم بعد على المشروع المذكور، ألا تتخوفون من انعكاس هذه السرعة على مشروع تدريس اللغة الأمازيغية؟

أعود لأؤكد أن ليس هناك ثلاث كتب مدرسية لثلاث لغات مستقلة بعضها عن بعض. وللتأكد من هذا الأمر يجب القيام بقراءة لهذا الكتاب للاضطلاع على ما هو مشترك بين الفروع الثلاث من توحيد المجالات والتصورات المنهجية والكفايات والقدرات والمواضيع والمعجم المدرسي والنسق الإملائي في أفق التوحيد التدريجي لباقي المستويات. وفيما يخص التسرع، فيجب التذكير أنه قبل أسابيع كان اللوم كل اللوم موجه للتأخير الذي عرفه ظهور الكتاب المدرسي. والآن لا أفهم كيف يمكن أن ينعكس صدور هذا الكتاب على مشروع تدريس الأمازيغية الذي انطلق منذ بداية السنة الدراسية الحالية بمجموعة من الجدادات تم إعدادها في نفس السياق وبنفس التصور من طرف المعهد ولم نسمع آنذاك بمعارضة الكيفية التي تم بها هذا الإدماج ولا تلك التي تم بها تكوين المدرسين في اللهجات التي يتقنونها، فالكتاب جاء تكميلا وتتويجا لهذه المحطات ليس إلا.
أما بخصوص موافقة مجلس إدارة المعهد، فلابد من التشديد على أن لجنة الشؤون الثقافية والعلمية والتواصل، التي يرأسها السيد إبراهيم أخياط المحترم، قد واكبت وسهرت على إعداد مشاريع جميع مراكز البحث ومن بينها المشروع المتعلق بالكتاب المدرسي، قبل المصادقة على مشاريع البرامج بالإجماع من طرف أعضاء مجلس الإدارة في دورته الأولى برسم سنة 2003. وقد قامت اللجنة المذكورة على طول السنة بتتبع أعمال المراكز وتقويمها فأنجزت تقريرها السنوي بدون إبداء أي تحفظ تجاه الكتاب المدرسي. يتبين من خلال هذه المعطيات أن لجنة الشؤون الثقافية والعلمية والتواصل قد وافقت على مختلف مراحل إنجاز المشاريع المذكورة بما فيها مشروع الكتاب المدرسي. وعلى ضوء التقرير التي قدمته للمجلس الإداري في دورته الأولى لسنة 2004 تمت مصادقة المجلس.
وختاما فإننا نشدد على أن الكتاب قد حضي كغيره من المشاريع بموافقة المجلس.

ـ ما هي الخلفيات والدواعي التي حركت المحسوبين على اللهجة الريفية لإصدار بيان شديد القوة يستنكرون فيه الحيف الذي لحقهم من أسلوب اختيار الباحثين والموظفين داخل هياكل المعهد؟

لقد رفع الأمازيغيون شعار الوحدة في التنوع واستنكروا بجميع الوسائل التصنيف الاستعماري للمغرب النافع والغير النافع، كما عبروا عن وحدتهم ووطنيتهم في منسبات متعددة لذا فعبارة "المحسوبين على اللهجة الريفية" التي جاءت في سؤالك تقلقني. كل ما في الأمر أن البحوث العلمية بالمعهد الملكي للثقافة الأمازيغية تفرض استحضار تمثيلية القدر الكافي من الكفاءات البشرية لمختلف جهات المملكة. وقد لاحظنا لأسباب موضوعية نوعا من النقص على مستوى بعض الجهات أثناء إنجاز الأعمال خصوصا في ما يتعلق باللغة والكتاب المدرسي، الشيء الذي لاحظه إخواننا في شمال المغرب وعبروا عنه بطريقتهم الخاصة التي نحترمها. أما فيما يهم التركيبة الحالية لمجلس إدارة المعهد، فلابد من التذكير بالحضور الفعلي للتمثيلية الجهوية. أما فيما يتعلق بالعاملين داخل المعهد، فلقد بادرت العمادة الجديدة قبل صدور البيان المشار إليه في سؤالكم إلى توظيف عدد من الأطر آخدا بعين الإعتبار سد هذا النقص.

ـ أحدث المجلس الإداري للمعهد لجان خاصة لوضع استراتيجيات للإعلام، التعليم، والتواصل مع الجمعيات الثقافية الأمازيغية..، هل يمكن لكم أن تحددوا لنا معالم الاستراتيجية المرتقبة للمعهد على ما تبقى من سنوات أولا من عمر المجلس الإداري (4 سنوات) وثانيا على موعد تعميم تدريس الأمازيغية على مستوى التعليم الابتدائي، الإعدادي والثانوي ( السنة الدراسية2008 )

انطلق عمل عدد من اللجان المكلفة ليس فقط بوضع استراتجيات وتصورات لمختلف المجالات التي تدخل ضمن اختصاصات المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية بل ولبلورة سبل ترجمة مختلف المشاريع على أرض الواقع وتقويمها على المدى القريب ثم على المدى المتوسط والبعيد بقطع النظر عن عمر المجلس الإداري لأن الأشخاص تتغير والمؤسسة قائمة. ففي التعليم سوف تبرمج المشاريع وفق المقاربة التدرجية الأفقية والعمودية التي اقترحت لتغطية جميع الأسلاك التعليمية بمادة اللغة الأمازيغية في أفق سنة 2008. وفي الإعلام والتواصل تدرس سبل التعامل والانفتاح على جميع من له الاستعداد للتعاون من أجل الأمازيغية، وأخص بالذكر الحركة الثقافية الأمازيغية التي ناضلت وتناضل من أجل توفير الحصانة للغة والثقافية الأمازيغتين. هذه اللجن مطالبة إذن ببلورة تصور واضح لاستراتيجية المعهد في مجالات اختصاصاته وبترتيب أولويات مشاريع الأعمال المبرمجة سلفا.
هذا عمل أساسي يتطلب درجة عالية من التفكير والوعي والاحترافية والتجرد.


ـ هل تعتقدون أن الإدماج المؤسساتي للأمازيغية يمكن أن يتم في غياب مشاركة الأحزاب السياسية وخارج تداول البرلمان واطلاع الجهاز التنفيذي؟

انسجاما مع التوجهيات الملكية السامية التي تجعل من الأمازيغية مسؤولية وطنية لكونها ملك لجميع المغاربة بدون استثناء، فإن النهوض بها موكول إلى إرادة جميع الفاعلين السياسيين والمدنيين في هذا البلد. وعلى كل الأطراف أن تنخرط في ورش جماعي لتوفير الحماية اللازمة لإحدى المكونات الأساسية للهوية المغربية. فالأحزاب السياسية مدعوة للانتقال بهذا الموضوع من الخطاب إلى الممارسة. وعلى ممثلي الأمة تعزيز الحقوق الثقافية الأساسية للشعب بترسانة من القوانين، كما أن هناك الكثير مما ينتظر الإنجاز على المستوى التنفيذي. إن المغاربة قاطبة قد عقدوا العزم على رؤية الإعلانات والأماني قد تترجم إلى أعمال وأفعال. " فالنحلة الواحدة لا تصنع العسل" كما يقول المثل الأمازيغي.
وعلينا جميعا، دولة وطبقة سياسية ومجتمعا مدنيا وجمعيات ثقافية وتنموية وفاعلين ثقافيين، أن ننخرط بإيمان وحزم في صيرورة بناء المجتمع المنشود المؤسس على الديموقراطية والحداثة والتنمية.



#مصطفى_عنترة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جهادي الحسين الباعمراني، صاحب -ترجمة معاني القرآن الكريم بال ...
- أمازيغيون يقاضون وزير التعليم المغربي ضد استغلال المناهج الد ...
- عبد الله حافيظي السباعي، باحث متخصص في شؤون الصحراء يتحدث عن ...
- المحجوب ابن الصديق يستمر في قبض نقابة الاتحاد المغربي للشغل ...
- تداعيات أحداث 16 ماي الدامي تلقي بظلالها على المؤتمر مر الوط ...
- المفكر التونسي عبد المجيد الشرفي يتحدث عن الفكر الديني، الإس ...
- أبعاد ومخاطر تكريس سياسة اللهجات الأمازيغية بالمغرب
- مثقفون وباحثون وجامعيون يتحدثون عن تجديد الفكر الديني
- جهادي الحسين الباعمراني ينجز ترجمة لمعاني القرآن باللغة الأم ...
- تأملات حول المخزن الثقافي في مغرب القرن الواحد والعشرين
- الملك محمد السادس يقوم بإصلاحات كبرى تروم تطوير الحقل الديني ...
- قراءة في تفاعلات تصريحات الصحراوي علي سالم التامك المناصر لج ...
- تأملات في واقع الحركة الأمازيغية بالمغرب بعد ميثاق أكادير
- الحركة الثقافية الأمازيغية المغربية وسؤال ما العمل ؟‍
- الحركيـــــون( ذوو التوجه الأمازيغي الرسمي) بالمغرب يبٍحثون ...
- المجتمع المدني -ينتفض-ضد اتفاقية التبادل الحر بين المغرب وال ...
- الباحث علي صدقي ازايكو،عضو المجلس الاداري للمعهد الملكي للثق ...
- المــــوت البطيء للأحــزاب السياسية بالمغرب!؟
- الباحث والناشط الأمازيغي خالد المنصوري يتحدث عن واقع الحركة ...
- المغرب الحقوقي في طريقه نحو المصالحة مع نفسه


المزيد.....




- روبرت كينيدي في تصريحات سابقة: ترامب يشبه هتلر لكن بدون خطة. ...
- مجلس محافظي وكالة الطاقة الذرية يصدر قرارا ضد إيران
- مشروع قرار في مجلس الشيوخ الأمريكي لتعليق مبيعات الأسلحة للإ ...
- من معرض للأسلحة.. زعيم كوريا الشمالية يوجه انتقادات لأمريكا ...
- ترامب يعلن بام بوندي مرشحة جديدة لمنصب وزيرة العدل بعد انسحا ...
- قرار واشنطن بإرسال ألغام إلى أوكرانيا يمثل -تطورا صادما ومدم ...
- مسؤول لبناني: 47 قتيلا و22 جريحا جراء الغارات إلإسرائيلية عل ...
- وزيرة خارجية النمسا السابقة تؤكد عجز الولايات المتحدة والغرب ...
- واشنطن تهدد بفرض عقوبات على المؤسسات المالية الأجنبية المرتب ...
- مصدر دفاعي كبير يؤيد قرار نتنياهو مهاجمة إسرائيل البرنامج ال ...


المزيد.....

- قراءة في كتاب (ملاحظات حول المقاومة) لچومسكي / محمد الأزرقي
- حوار مع (بينيلوبي روزمونت)ريبيكا زوراش. / عبدالرؤوف بطيخ
- رزكار عقراوي في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: أبرز الأ ... / رزكار عقراوي
- ملف لهفة مداد تورق بين جنباته شعرًا مع الشاعر مكي النزال - ث ... / فاطمة الفلاحي
- كيف نفهم الصّراع في العالم العربيّ؟.. الباحث مجدي عبد الهادي ... / مجدى عبد الهادى
- حوار مع ميشال سير / الحسن علاج
- حسقيل قوجمان في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: يهود الع ... / حسقيل قوجمان
- المقدس متولي : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- «صفقة القرن» حل أميركي وإقليمي لتصفية القضية والحقوق الوطنية ... / نايف حواتمة
- الجماهير العربية تبحث عن بطل ديمقراطي / جلبير الأشقر


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - مصطفى عنترة - أحمد بوكوس، عميد المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية بالمغرب، يوضح الاستراتيجية اللغوية للمعهد