أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عزيز العرباوي - ثلاثة وجوه : قصص قصيرة جدا














المزيد.....


ثلاثة وجوه : قصص قصيرة جدا


عزيز العرباوي

الحوار المتمدن-العدد: 2632 - 2009 / 4 / 30 - 09:56
المحور: الادب والفن
    


كانت الغربة هي حياته ، لذلك كان غالبا ما يتحدث عنها بغلظة، يحس بالموت والفناء والريبة والخوف من المستقبل والفقر والتهميش والميز كلما وجد نفسه أمام حشد من الناس. سكان هذا الكوكب يصعب التعامل معهم دون نفاق وثعلبية. هذا ما كان يشعر به وهويلج الحياة الموعودة والمفروضة عليه فرضا .
كل الأيام تمر به ثقيلة ، متوحشة ،سوداء ، حالكة ، مقززة ، مشؤومة... وكل الساعات التي يفترسها من عمره أشبه بالساعات التي يقضيها أسير معتقل في بلد ديمقراطي جدا من الدول العربية. وكل الدقائق بطيئة في مرورها وتآكلها يجد نفسه لم يحقق إلا الندامة والخسارة .
يستحق هذا المخلوق الإهانة والجوع حسب عرف البعض، إن لم نقل الكل، لأنه بكل بساطة غريب عن مجتمعهم، عن حداثتهم، عن ثقافتهم المعجونة بالفساد والجنس المنظم، والبول، والقذارة، واللصوصية،... يستحق هذا الشخص الذي يشبه البشر حسب ما يعتقدون، التعذيب والتجريح، لأنه يتطاول على أسياده ويعيرهم وينقص من قيمتهم على صفحات أوراقه التي لا تساوي ثمن خبزة متوسطة الحجم تسد رمق جائع ما، وما أكثر الجائعين في مجتمعه ...
هو الفقير الوحيد الذي ينتفض من فقره وجوعه، يكتب المقالات الغنية بحبر الحرية والديمقراطية والرحمة، لذلك نجده دائما وحيدا في قصره الورقي الذي شيده بالقصيدة والقصص والمقالات، وفريدا في غرفة نائية لا يؤم المحافل والمنتديات، لأنه بكل بساطة لا يملك بذلة محترمة تخول له ارتيادها ...!!

+ الشاعر ...


يستحيل في زمن الذئاب والثعالب أن تكون شاعرا رقيقا ، تغضب ، وتحزن ، تفرح ، وتحتفل ، تتداعى أمام العواصف والمشاكل ، وتقوى قدام الأفراح والجمال والسعادة ...
لا تستطيع وأنت شاعر رقيق أن تطوع حجر الحياة المحمول على أكتاف الذين تعرفهم ، أو أن تطيح بهامات الحديد والفولاذ الراسية على شواطئ الأرض والسماء والماء ...ولا تستطيع وأنت شاعر عاشق أن تراود " بلقيس" عن نفسها في الشوارع العامة أو في مقاهي الأنترنيت أو في الملاهي الليلية إن لم تكن تحتكم على ثروة قارون أو قوة العظماء ، أو جمال يوسف الذي كاد يعصف به في متاهات العشق والحب والخطيئة ، وياليته فعل ...
كل شاعر يعيش حياته ببساطة هو شاعر ينطبق عليه أحد الوصفين : إما متخلف عن الركب ولا يقدر على مسايرته لذلك نجده يكتفي بالذي يحتكم عليه ، وإما متقدم على الركب بآلاف السنين ، فيهذي بالكلام والخطوات ، ولذلك نجد هذا الصنف متوفر في عالمنا نحن العرب بالذات ...
الكثير من شعرائنا يبالغون في القول كلما حدث حادث غير مرئي وشفاف ، ويبتعدون عن الفن أبعد ما يكون في الوجود .
فواقع شعرائنا يندى له الجبين خاصة عندما نجدهم مصفوفين في طابور الحكومات يغتنمون بعض الدريهمات الباقية من الميزانية التي نخرها سوس العمالقة .
يا سلام ، عندما يتخرج شعراؤنا من المؤسسات الرسمية بنياشين وميداليات ، فهذا منتهى الجمال الذي يعمنا ويجمل صورتنا أمام الآخرين ، فيا أيها الشعراء ، لا تتخلوا عن أمكنتكم الرسمية فهي عنوان تحضرنا ....

+ الرئيس ....

يبدو غريبا في حديثه دائما ، فتناقضاته الحياتية تظهر للكل دون أن يبدي أي صعوبة في محاولة اكتشافها . وجسمه الممتلئ لايكاد يظهر أنه حقود في دواخله . ولكن ، كل ما يأتي به من أقوال وأفعال وتصريحات يكون علامة يأس وهدم لكل جميل وحضاري ، ولذلك نجده يتفق في الخط كليا وفقط ، مع من يؤمن بالقوة والقتل والتعذيب ..
تعجبه دائما الكلمات التي تمدحه وتنعته بالعظيم والخالد ، والزعيم الذي أنقذ الناس من الحرب الأهلية والاقتتال بين الإخوة والأشقاء . ولكننا إن لاحظنا جيدا كل ما يفعله فإنه يؤسس للحرب من جديد ، لكن على نطاق واسع هذه المرة .
الرئيس يعجبه السفر دائما ، لذلك نراه غالبا ما يدفع أصدقاءه إلى استضافته ، ليس من أجل ربط علاقات اقتصادية أو ثقافية أو أخوية ، ولكن ليصرح أمام لجانهم وبرلماناتهم ومحافلهم بأنه إنسان يؤمن بالحرية ، وبأنه نصير الأقليات باسم التوسع والهيمنة ..
صديقنا الرئيس مازال يحن إلى ماضي الحجاج فكريا فقط ، لكنه مخطئ لأن الحجاج الثقفي كان يفتقر للحق والحكامة ....!!



عزيز العرباوي
كاتب




#عزيز_العرباوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لحظات حزن لداء القلب
- تجديد الفكر العربي من بعض الشوائب :
- الحياة رخيصة : قصة قصيرة :
- وهم رجل زير نساء
- الإعلام العربي والنفاق الواضح :
- بداية : قصة قصيرة :
- عندما يصبح ما هو ثقافي يتيما وحقيرا :
- مدارات في الثقافة والأدب : رؤية تحليلية :
- تفاصيل غبية : قصة قصيرة :
- شخصية المؤرخ والتعقيدات المنهجية في عملية التأريخ :
- عالم من فراغ :
- المؤتمر القومي العربي : الاستمرارية في خطر :
- الفكر العربي من الفكر الزراعي إلى الفكر العلمي :
- استغراب : قصة قصيرة جدا :
- قصائد جريئة :
- الانفتاح على دول آسيا وضرورة التبادل الثقافي :
- الكبار لا يموتون : قصة قصيرة
- شيء اسمه الوجود
- لماذا يتشبث العرب بالتبعية ؟ :
- في ولادة الوطن


المزيد.....




- موسكو تحتضن المهرجان الدولي الثالث للأفلام الوثائقية -RT زمن ...
- زيادة الإقبال على تعلم اللغة العربية في أفغانستان
- أحمد أعمدة الدراما السعودية.. وفاة الفنان السعودي محمد الطوي ...
- الكشف عن علاقة أسطورة ريال مدريد بممثلة أفلام إباحية
- عرض جواز سفر أم كلثوم لأول مرة
- مسيرة طبعتها المخدرات والفن... وفاة الممثلة والمغنية البريطا ...
- مصر.. ماذا كتب بجواز سفر أم كلثوم؟ ومقتنيات قد لا تعلمها لـ- ...
- أساطير الموسيقى الحديثة.. من أفضل نجوم الغناء في القرن الـ21 ...
- السعودية.. رحيل -قبطان الطرب الخليجي- وسط حزن في الوسط الفني ...
- مصر.. كشف تطورات الحالة الصحية للفنان ضياء الميرغني بعد خضوع ...


المزيد.....

- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111 / مصطفى رمضاني
- جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- رضاب سام / سجاد حسن عواد
- اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110 / وردة عطابي - إشراق عماري
- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عزيز العرباوي - ثلاثة وجوه : قصص قصيرة جدا