أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - سعد هدرس - نبيل العزبى وجمال أسعد.. ثنائية النجاح فى عيد أسيوط القومى














المزيد.....

نبيل العزبى وجمال أسعد.. ثنائية النجاح فى عيد أسيوط القومى


سعد هدرس

الحوار المتمدن-العدد: 2631 - 2009 / 4 / 29 - 10:11
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


الصعيد "الجوانى" مظلوم ظلم الحسن والحسين، ومحروم من الحقوق الأساسية والخدمات الضرورية. وهذه الحقيقة أكدتها التقارير المتتالية للتنمية البشرية فى مصر التى لاحظت افتقار الأداء التنموى إلى التوزيع العادل جغرافيا. وفى إطار هذا الاختل الهيكلى كان من نصيب صعيد مصر حصول خمسة من محافظاته على لقب أسوأ المحافظات من حيث الأداء التنموى، أى بصيغة أخرى أنها "أفقر" المحافظات، وهى الفيوم والمنيا وأسيوط وسوهاج وبنى سويف.
وهذا الوضع البائس جاء نتيجة إهمال متعدد الجوانب، من بينه الاهمال الإعلامى بطبيعة الحال، حيث تتركز أضواء الأعلام على القاهرة فى الأغلب الأعم، بينما تسقط الأقاليم فى بئر النسيان.
ومن هنا.. رحبت بالمشاركة فى الاحتفالات التى أقامتها محافظة أسيوط مؤخراً بعيدها القومى، وهى مشاركة شجعنى عليها الزميل والصديق الصعيدى أبو العباس محمد، الذى أطلق مؤخراً مبادرة مهمة لحث الصحفيين والفنانين والأدباء على زيارة "جنوب" مصر، والاسهام فى نشر الثقافة الرفيعة فى ربوعه، وذلك فى إطار ما أسماه "جماعة الهجرة إلى الجنوب"، التى بدأت أنشطتها الشهر الماضى بنقل إبداعات "ساقية الصاوى" إلى محافظة قنا تحت رعاية محافظها الممتاز مجدى أيوب.
أما عن أسيوط، فإن الأمانة تقتضى منى أن أبدأ بالاعتراف، والاعتذار، بأن هذه ثانى زيارة أقوم بها إلى هذه المحافظة التى كانت فى الأيام الخوالى مركزا حضارياً مهما، حيث يبدأ دورها فى تاريخ مصر منذ العهد الفرعونى عندما انضمت إلى طيبة، عاصمة البلاد، فى نضالها ضد الهكسوس وطردهم من البلاد. وتعاظم هذا الدور بعد دخول المسيحية إلى مصر واضطهاد الرومان للمسيحيين وبعد الفتح الإسلامى زارها الرحالة الشهير إبن بطوطة، وقال عنها "هى مدينة رفيعة وأسواقها بديعة".
لكن عجلة الزمن دارت، وجارت، على هذه المدينة "الرفيعة" حتى أصبحت من أفقر المحافظات.
ولم يكن غريباً، والحال كذلك، أن تكون بؤرة لتفريغ – وتصدير – الإرهاب المتستر وراء رايات دينية، وأن تكون أيضاً بيئة صديقة للتعصب وإنارة النعرات الطائفية التى تهدد وحدة الوطن والأمة.
وأنا شخصياً لم أكن من المتحمسين لتولى اللواء نبيل العزبى منصب المحافظ فى محافظة بهذه الظروف، لأن معنى هذا استمرار اعتماد الحل الأمنى لمشكلات لها جذور بعيدة عن اختصاص الأمن.
لكن الرجل خيب هذه الظنون، لأنه لم يتصرف كرجل أمن سابق، بل وضع شبكة متكاملة من السياسات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية لمعالجة الأوضاع التعسة التى ظلت المحافظة ترزح تحت نيرانها عقوداً وسنوات طويلة، واستطاع فى غضون سنتين ونصف السنة أن يغير كثيراً من الملامح القبيحة لهذه المحافظة والتى جار عليها الزمان.
وليس معنى هذا أن أسيوط أصبحت جنة، بل هى لا تزال بكل تأكيد محافظة فقيرة وتحتاج إلى الكثير والكثير من العمل الدءوب على كافة المستويات، لكن عجلة هذا العمل المدروس بدأت بالفعل، ورغم بعد المسافة فإن مسيرة الألف ميل تبدأ بخطوة واحدة. وأظن أن نبيل العزبى قطع هذه الخطوة بالفعل.
وأظن أيضاً أن نجاحه فى نقل الأداء التنموى من حيز الأقوال إلى حيز الأفعال يرجع إلى عدد من العوامل، من بينها احترامه للمعارضة.
فالمألوف، فى مناسبة العيد القومى للمحافظة، أن يقوم المحافظة بتكريم عدد من الشخصيات نظراً للجهود التى بذلتها فى تنمية المجتمع المحلى خلال الفترة السابقة.
والمألوف أيضاً أن تضم قائمة المكرمين عدداً يزيد أو يقل من البيروقراط والتكنوقراط.. وكلاء وزاره ومديرون، ووكلاء، وقيادات "شعبية" ينتمون فى الأغلب الأعم إلى الحزب الوطنى الحاكم.
لكن غير المألوف أن يقوم السيد اللواء الوزير المحافظ بتكريم شخصية تنتمى إلى المعارضة.
لكن هذا الأمر غير المألوف كان هو مفاجأة نبيل العزبى فى الاحتفالات بالعيد القومى لمحافظة أسيوط، حيث ضمت قائمة المكرمين إسم الاستاذ جمال أسعد.
وجمال أسعد لا يحتاج إلى تعريف، لأنه أحد أهم الشخصيات المعارضة سواء داخل مجلس الشعب أو على صفحات المجلات والجرائد أو على شاشات الفضائيات أو فى المؤتمرات الشعبية والندوات وورش العمل الفكرية.
وهو معارض نزيه ينأى بنفسه دائماً عن النعرات الطائفية والمصالح الشخصية والحسابات الصغيرة وضيقة الأفق.
وهو قبل ذلك كله يتميز عن معظم رموز المعارضة بأنه متواجد فى قلب الصعيد، وملتصق بقاعدته الجماهيرية فى القوصية، أى أنه منغمس فى الواقع وملتحم مع الشعب، يعيش معاناة اهله الصعايدة ويحسن آلامهم ويفهم أحلامهم وطموحاتهم.
أى أنه ليس من فصيلة المعارضين الذين يسكنون الأبراج العاجية ويعارضون باسم أمة لا يعرفونها.
وكل هذه عوامل أعطت جمال أسعد مصداقية عالية، ليس فى محافظته أسبوط فقط، وإنما على صعيد المهتمين بالشأن العام فى مصر كلها.
وكانت لفتة رائعة من المحافظ نبيل العزبى أن يقوم بتكريم هذا الرجل، الذى يعد مثل سد مصر العالى فى مواجهة المؤامرات الطائفية التى تستهدف البلاد، وأن يقول فى حقه كلمات حب وتقدير يستحقها.. وأكثر.
مثل هذا السلوك المتحضر والواعى من المحافظ نبيل العزبى.. هو سر تقدم الأمم.
وكل عام وأهلنا فى أسيوط .. طيبون



#سعد_هدرس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الطوفان.. قادم
- وهابيون.. حتي في الكنيسة القبطية
- -الست هدى- .. مرأة حديدية أقوى من فاروق حسنى!
- أدب السجون: كتابات تقشعر لها الأبدان!!
- عبدالملك خليل
- إعطنى هذا الدواء
- إمسك .. بهائى!
- سيادة النائب العام.. شكرًا
- هل نحتاج إلي قانون جديد لمكافحة الارهاب؟!
- انتبهوا أيها السادة: نتيجة امتحاننا في »النزاهة«.. ضعيف جدا
- بعد رائعة نجيب محفوظ -القاهرة 30- .. رواية الموسم: القاهرة . ...
- بعد رائعة نجيب محفوظ -القاهرة 30- .. رواية الموسم: القاهرة 5 ...
- حلم .. ولاّ علم؟!
- من يشعل النار فى قلب القاهرة الخديوية؟!
- كيف يتعامل الاعلام المصرى مع تحديات العولمة؟
- ثورة 1919 .. تسعون شمعة
- هل تكون القاهرة الخديوية .. محمية عمرانية؟
- بلاغ للنائب العام وكل من يهمه مصير هذا البلد
- مليارات لا تجد من ينفقها! سوء إدارة وفساد يهدران الاستفادة ا ...
- متحف للمياه على ضفاف النيل


المزيد.....




- الجمهوريون يحذرون.. جلسات استماع مات غيتز قد تكون أسوأ من -ج ...
- روسيا تطلق أول صاروخ باليستي عابر للقارات على أوكرانيا منذ ب ...
- للمرة السابعة في عام.. ثوران بركان في شبه جزيرة ريكيانيس بآي ...
- ميقاتي: مصرّون رغم الظروف على إحياء ذكرى الاستقلال
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 150 عسكريا أوكرانيا في كورسك ...
- السيسي يوجه رسالة من مقر القيادة الاستراتجية للجيش
- موسكو تعلن انتهاء موسم الملاحة النهرية لهذا العام
- هنغاريا تنشر نظام دفاع جوي على الحدود مع أوكرانيا بعد قرار ب ...
- سوريا .. علماء الآثار يكتشفون أقدم أبجدية في مقبرة قديمة (صو ...
- إسرائيل.. إصدار لائحة اتهام ضد المتحدث باسم مكتب نتنياهو بتس ...


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - سعد هدرس - نبيل العزبى وجمال أسعد.. ثنائية النجاح فى عيد أسيوط القومى