أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - نعيم عبد مهلهل - المنال والمحال في حمامات النساء















المزيد.....



المنال والمحال في حمامات النساء


نعيم عبد مهلهل

الحوار المتمدن-العدد: 2631 - 2009 / 4 / 29 - 07:53
المحور: كتابات ساخرة
    


يطلُ خيط الزمن على أمسٍ قديم عندما كان أمي تصطحبني معها وأنا في الرابعة من عمري إلى حمام النساء ، وكان يسمى حمام ( أبو ليرة ) .
أتذكر الليرة الرشادية الذهبية ، تلك التي سُكتْ في زمن السلطان رشاد ، بريقها يعكس لذة مشعة على أجفاني وهي تتلصص النظرة إلى النساء المستحمات ، أحداهن تنظر إليَّ بشررٍ ، جسدها مثل كرة أرضية من لحم متكور ، أخرى تنظر إليَّ بغنج ، أمي تصب الماء الحار على رأسي ، أشعر بحرقة الصابون في عيني ، أبكي ...
واحدة تقول : يبكي من ولع النظرة لما أمامه...........
كبرت ...هذا ما بقيَّ من مشهد أن يَعُومَ طفلٌ في الماء الدافئ وسط حشد من المستحمات ، لاشيء يبقى يا سلطان رشاد سوى متحف وأواني نحاس وعمامة وعربة دون خيول وسائحة يابانية تلتقط في عينيها الصغيرتين دهشة تخيل السلطان عارياً وسط حمامهُ البخاري.
تسلط كاميراتها إلى أواني الغسيل ومحك حجر الظهر وصوابين متحجرة ، ومناشف من قطن أبيض ، ومرآة بإطار من ذهب خالص ، وقنينة عطر وأعواد مسواك وأشياء أخرى .
حاجات أخرى لحريمه ، كلها أثواب ناعمة الملمس يُرى من خلالها كل شيء ، واحدة من هذه القطع ، تناثرت عليها بقع حمراء ، تسألني ياكو موجي ، طالبة الدراسات الشرقية بجامعة طوكيو .؟
ـــ إنها بقايا جروح تتركها أظافر الجواري وهن يحكن ظهر الخليفة بقوة يشعر فيها بلذة تساوي ألف جماع..
تضحك وتقول : حك ظهري ..
أفعل ...ترد : لذة تساوي عندي ألف قصيدة...
عندما نعود إلى طفولتنا ، وذلك الشتاء الملائكي ، شتاء الفقراء الأزرق ، أتخيل مشهد جارتنا في الشارع الذي لم يزره بعد الإسفلت الأسود وهن يجلسن على دكة واحد من البيوت الذي اصطف آجرها الأحمر برتابة تواريخ لا تنتهي من هموم معلقة على حبال الغسيل كما تعلق الأسماك المجففة ، وبعضها تعلق مع دمعته في سجادة ضُربت على الحائط وهي تحمل تصويراً بانورومياً لكل ما حدث للحسين الشهيد منذ خروجه من المدينة المنورة حتى واقعة الطف ، واستعداداً ليوم مثل هذا اليوم وغيره من مناسبات العيد تقرر النساء الذهاب إلى الحمام ، بعد أن عجزت مخيلة الفقر أن تبني في البيت حماماً صغيراً ..
تدلف كل واحدة إلى غرفتها ، تجمع ثيابها النظيفة في قطعة قماش ، لا عطر معها سوى قطعة صابون ، وليس معها منشفة ، ولكنها ستتمتع كثيراً بالأخبار وبثرثرة المكان ، وستعرف إن كانت صديقتها نائلة صادقة حين ذكرت لهن إن بعلها ترك في مودة الليلة كل أسنانهً مرسومة على صدرها.
لا أعرف مقدار السعادة التي تسكن أعماقي وأنا أتحضر مع أمي للذهاب إلى الحَمامّْ ، أتخليه عالماً من الدمى المتحركة وبأشكال كثيرة ، نساء يغرقن في بخار اللذة ونسيان عنف الرجال وحشرجة حياتهم المتعبة ، ضفائر تتلى على أكتاف ملساء فيتهيج في النظرة الطفولية مشهد أن يلامس الشعر الناعم قشرة الجلد الحار ، فتطير نشوة مرحة في فضاء المكان الذي تتصاعد فيه قهقهات متباينة الإيقاع وموسيقى الأواني النحاسية وهي تضرب على بلاط أرضية الحمام طالبة من نادلات المكان ليجلبن المزيد من الصابون وتقوية نار الفرن وبعضهن يطلبن واحدة تدلك لهن ظهورهن كي يزداد فيها بريق الإغراء والبياض.
أتذكر واحدة أسمها وداد ، بيضاء كشحم الشمع الذي يسفح قطراته الحارة على صواني العرس الريفي ، جسدها النحيف يبرز تقاسيمٌ تشبه تقاسيم تضاريس خارطة ، فيما تشتعل في صرتها دائرة سمراء وتتحرك بما ويتناسب مشيتها الضاحكة وهي ترد مع نهديها الصغيرين على نظرات الحسد من باقي نساء ، وتجلسُ على دكة من مرمر وتقرب ساقيها العاجيين من فخذي الصغيرين ، أشعر بلذة وحشية ، ومع عيون النساء أمدد عيني إلى جسدها فتدور دورة الزمن ....وكأنها تدفعني إلى أحضانها كما تدفع العاصفة العصفور المشرد إلى المجهول ، لأرى أقداري التي من لحظة الدخول إلى الحمامات المدهشة وحتى الجلوس مع ياكو موجي عارياً في حمام تركي بإسطنبول ، وهي تفترش حكايات تتلون بتلون القدر الذي مسح بتراب البارود ودموع النعوش ودقيق بطاقات التموين ، مسح وجه البلاد المبتلاة بجنون شرقيتها وفقرها وهذا الغنج البدائي اللذيذ الذي يسكن مشية وداد ، فينهض حدسي وأتنبأ لأشياء ستظهر وستولد وستموت ، وكأن هذه الحمامات هي من تقود العالم إلى قدره ، وكأن تلك الأجساد التي توشمن برسوم بدائية ، هو خليقة المكان الذي ستأتي إليه الدبابات ذات يوم ، وواحدة بوزن مائتي طن ستمشي على سقف حمام أثري كانت أميرات أور يستحممن فيه وينصتن بلذة النخل في نشوة مضاجعة الموج إلى نغم قيثارة شبعاد ، فيما وداد بجسدها البض ونظرتها المشتهية تدعوني إلى فصل من مداعبة الشوق ، أغرق معها ، فأسمع تأوهات السائحة اليابانية تصرخ في : شرقكم مختلف عن شرقنا تماماً.
أصابعي تمشي على شيء من وسائد الورد ، لكنها حين تستذكر متعة الخربشة الأولى على ساق وداد يبدو إن هناك فرق بين متعة وأخرى ، ففي حمام ( صاغ لو بكداش ) في منطقة لالاللي قرب سلطان احمد يتفاعل هوس الرغبة المؤقتة بعابرة جاءت تبحث عن ملاذ آمن من صخب مصانع السيارات ، لترمي جسدها العاري في فرن خبز سومري ، ولتهمس له وهي في عطش غامض:
ـــ متى نستحم معاً في حمام سومري ، تقول عنه إنه ما يزال هناك يشع بعطر زيوت أتت بها القوافل من الهند وما بعدها ، أشتهي أن اغرق في دهشة ذلك المكان ، فأنا في الحمام ومع رجل ، أشعر بأني أرد على صفعة أمريكا وهي ترمي هيروشيما بالقنبلة الذرية.
أداري تساؤلها بالابتسامة ، أتخيل جسد وداد وهو يعبر سواتر الحلم والحرب ويقرب خاصرته نحو ما أملك من ذكورة لم تنضج بعد ، فترد عليها أمي ضاحكة : أتركية ، فهو ما زال غضاً ، وليس لديه ما تودين.
ترد ضاحكة وبدلال : سيكون له ، أصبري عليه سنة أو سنتين ، وسأنتظرك ياولد.
تتعالى ضحكات النساء في فضاء مليء بالبخار وقرع الأواني النحاسية.
ولأنني أفهم بالفطرة معنى الكلام ، ينتصب شيء ما ، تنتبه وداد وتصرخ : كلا لن أصبر سنة أو سنتين ، هاهو يصبح رجلاً ، تعال إليَّ.
أبتعد مذعوراً إلى صدر أمي ، أشم رائحة الحليب في ثديها ، تأخذيني إليها ، وهي تقول : لا تخف ، لن تأخذكَ واحدة مني.
بين حَمّامَينّْ ، جنح حَمامَتَينْ ، يرفرفان في فضاء الذاكرة ، حمامة أسمها وداد ، وأخرى تدعى ياكو موجي ، يلتهمني شعور العري فأفضح روحي لمسرة الذكريات أولاً ، وأتخيل المكان بشكله السومري ، فيداعبني الهواء الليلي ، وأمدد جسدي على رخام من التأمل هناك حيث بمقدوري أن اجعل الحمامة وداد أميرة من أميرات الخيال ، وفي غرفة الصدى الواقعة على أعلى الزقورة ، يبتهج الملك مما يراه وأنا أداعب بأصابع الطفولة جسد التاريخ ، وأمارس مع المانيكان الزمني لعبة الدمى المتشوقة لعاطفة الماء الحار ، وكأننا نسكبه على رأسينا لنصل الذروة ونقتل انفعال اللحظة التي تشعر فيها أور إنها في كل أزمنتها تظل مهددة من الغرباء.
في تلك الغرفة الحجرية ، وفي فضاء البخار اللذيذ من نار الجمر القيري ، تشتعل وداد رغبة وتفيض على خاصرة الطفولة برعماً غضاً يميل مع الحاجة إلى أن نكتمل ونصبح رجالاً ثم تأتي الحروب لتأخذ فوق رؤوسنا قسطاً من الراحة فلا يعود هناك سوى ما ينتصب فيكَ مع الجرح ورسائل الأهل وتذكر من يرحل بعربات الفردوس إلى السماء من أصدقاء وأحباب وأهل.
جسد وداد ، يقف وسط ساحة الحمام مثل تمثال عشتار ، يؤرخ للخصب ، فتغار نساء المدينة ، وكل واحدة تتمنى جسدها ، المترهلات والعجائز العزب ، وكل واحدة يجافيها الحظ ، أما أنا فأشعر بسعادة ، لأنها ستنظرني وذات يوم سأجعل من نهديها وسائد لخيالي ولذتي والزمن الذي سيأتي بمشاوير الشوق والعاطفة والولوج إلى فوهات المدافع.
أتأمل جسدها ، خيط من اللحم المضيء يتمايل كما غصن في نسائم الهواء البارد ، أطيل تأملي إليها ، لو أملك الرجولة لافترستها الآن.
ترد : الرجولة أن تكون هناك في ساحة الحرب.
ــ الحرب دون امرأة تصبح موتاً أحمراً ، ومع المرأة يصير موت الحرب أزرقاً كبحر من أمنيات النجوم العائمة في شهوة السرير.
تتأملني بعيون تشتهي في جوعها القاسي تفاحة حمراء ، تزيد من ميلان الغنج في جسدها الرخامي ، أشم عطر صندل وجوري وياسمين ، يزداد احتراقي ، لأقف مع طفولتي العارية ، وبجرأة محارب أرتمي بأحضانها ، ليصير المشهد ( طفل في أحضان امرأة تستحم ).
تُصفقُ النساء ، وبعضهن يرفعن علامات الرضا والتعجب لجرأتي ، أمي تنادي : عد إلى مكانك يا ولد.
أنا ارفض ..كما يرفض الجريح الأخلاء من ساحة المعركة.
تقول وقد أخذتها رغبة الإبحار بدخان البخور الذي أوقده الكهنة في غرفة الصدى:
يالجنون الحمامات وهي تعطي لأجسادنا مشاعر الحالمة بقدرتها على امتلاك نصف الكرة الأرضية. وأنت ماذا تمتلك عندما أكون لكِ وحدك مثل طائران يستنشقان بخار الحب في سماء صافية كبهجة الماء الدافئ على الجسد الطري.
أمي تكرر النداء : أتركها ، فالإغواء المبكر موت ، ومن الصعب تربيتك كما يتمناه أبوك لكَ ، معلم في مدرسة أو موظف براتب معقول ترفع عنه ضنك الحياة ، أما أن تبقى ملتصقاً بجسدها هكذا مثل الخفاش ، فقد نخسر أحلامنا كلها في تربيتك.
ترد وداد : دعيه عندهُ لهفة تعلم معنى المرأة ، معنى لماذا يهبنا الله هذا الجسد وتلك النعومة.
أبقى ملتصقاً ، اشعر بخدر في ساقي النحيفتين ، رأسي بين نهدين بحجم قارة من العسل ، إذناي يلامسان شيئاً اجهله ، وبقوة عريف في فصيل منسحب ، تجرني إليها ، وبدوري أجرُ الأزمنة إلي ، فيفتح الليل بيني وبينها لذة المودة المدهشة ، ولكن ليس في عام العولمة ، ولا في عام الفيل ، وليس في عام سقوط قسطنطينية بيد الأتراك ، بل في العام الذي نصب فيه أور ـــ نمو أميراً لسلالة أور الثالثة.
تصف ذاكرتي المدرسية ذات يوم في رحلةٍ طلابية إلى أور غرفة مربعة من الآجر الأسمر في ركن بعيد من قبو طويل قال عنه علماء الآثار : إنه القبو الذي دفنت فيه الأميرة السومرية ( بو ــ آبي ) المسماة الأميرة شبعاد .
لقد كنس المنقب المستعمر كل آثار القبو ( القيثارات ، الحلي الذهبية ، أواني الفخار ، أرغفة الخبز المتحجر ، الكؤوس النذرية ، تاج الأميرة المطعم بالذهب واللازورد وأحجار ثمينة أخرى ، أدوات الزينة ومكاحل العيون ، مساحيق الحمام والطاسات القيرية ) ، وأشياء أخرى هي الآن بأرقام وتعريفات لاتينية وتعرض في المتاحف الغربية.
بقي الخواء الذي نتجول فيه نحن وبنات آوى وشروح الادلاء.
هذه الغرفة يقال إنها حمام القبو حيث وجدوا قناني الطيب والصابون الشحمي وأدوات الزينة والمرايا.
أتجول في الغرفة ، صبي في مقتبل العمر ، استعيد بهاء الالتصاق القوي بصدر المرأة المستحمة فتفتح صورة الحمام في مخيلتي هاجساً من الرؤية البدائية لحسية تخيل الجسد.فأجد في قصة الخليقة هذه الرؤية المتخيلة :
هبطا عاريان ، وتماسكا بقوة ، كما الريح والغيمة ليهطل المطر ، فهطلا قابيل وهابيل .
آدم أستحم بماء الفرات ، لهذا استحمت الأرض بحضارة أور وفيها نطقت أول حروف الكلام ، ومن هذا الكلام ، تقول أخيلة الخليقة ، نزلا مع ورقة التوت واستحما بماء النهر ليكون التعميد الأول لطهارة الجسد ، وبعد الطهارة يأتي الشكر والتعبد ومن ثم إغفاءة الفراش.
الغرفة مربعة الأركان ، حجارتها صفراء لامعة ، النظر إليها يعيد إلى المخيلة مشهد ما يحدث في هذا المكان ، كم مرة استحمت الأميرة قبل موتها ؟ وكم عانت من ظلمة المكان وأحست إن حمامات الهواء الطلق أكثر اقتراباً لتأمل جمال الجسد ؟ فهنا يكون الاغتسال مرغماً وهي تتهيأ ليقظة زوجها المتوفى ، الذي سينهض من رقاده ليعيش الفردوس معها ، في اعتقاد من السومريين إن الحياة الأخرى قائمة بمجرد أن يدخل الميت وحاشيته الأحياء بوابة العالم السفلي ، لهذا هي تستحم كل يوم ، إلى اللحظة التي تشعر فيها أن لا فائدة بعد أن يقل الأوكسجين في القبو وتنتهي المؤن من الأرغفة والشراب ، ولا تسمح الظلمة لها بالعزف على قيثارتها ، فتستحم الاستحمام الأخير ، وعلى أرضية من بلاط بارد ، تتمدد الأميرة وتموت بعد أن تشاهد الخدم والنادلات والحاشية كلهم يموتون في يأس ورعب وصمت مطبق.
بين الاستحمام الأول في النهر لحظة هبوط أول البشر ، وبين الاستحمام في قبو مظلم ، تبدو دورة الحياة واضحة ، نولد عراة ، ونموت عراة ، عدى موت الحرب ، فإنه يبدو مرتدياً عدته الكاملة ، والذين يموتون في الحرب ، لن يستحموا سوى بمياه الذكريات ، إن العوم فيها تكفل طهارة الجسد قبل النزول إلى قبو الأبدية ومن ثم الصعود إلى السماء.
بينهما مسافة من تخيل الأنثى وهي تضع ورقة التوت على مساحة الخجل التي تمتلكها ، فأفرد لأجفاني مساحة قراءة في مدونة قديمة ، تخيلتها ورقة من دفاتر السير ليوناردو وولي مكتشف مقبرة أور المقدسة ، أو مذكرات صوفيٌ مر هنا وجلس فوق الزقورة وفاض في رؤية المكان بمرآة روحه ، واستحم بنور المكان وهو يتخيله عاطفة لطفولة سرية ، فتراه يدون بأصابع البهجة حالته الخاصة ، وأراه يرتعش كما أنا حين ارتميت بحماس الجندي الثمل في أحضان وداد العارية:
كانت معاول الرجال تحفر في الأرض بحماس ، وكنت أراقب باطن الأرض وهي تفتح دهشتها من خلال لمعان اللقى ، والهياكل العظمية النحيفة لبشر لم يكن موتهم منظماً ، ومع كل فتحة لقبو جيد ، أكتشف الدهشة الجديدة ، ولكن أجملها تلك التي وجدَ فيها حماماً صغيراً في زاوية القبو وفيه يتمدد هيكل عظمي لأنثى ، عرفت بعد زمن انه رفاة الأميرة شبعاد لأنها كانت ممددة وقربها قيثارتها المرافقة لها أينما تكون حتى لو في مخدع زوجها.
فيما ينظر الصوفي إلى المشهد ذاته بعبارة : غسلت جسدها بظلمة روحها فمسكت نور الموسيقى بخوف من لقاءه.
أطبعُ الصورتين على جسد وداد ، فتهتز مرتعشة وضاحكة ، وتتماوج عضلات خاصرتها النحيفة كما مركب في عاصفة ، تغمرني رعشة بدائية كمن يتعلم اللغة بفطنة شاعر ، تغازلني عينيها بشهوة المبادلة ، فأشهق كما غريق ، فترد : شم هواي يا ولد تعيش الأبد كله.
تقول أمي : لقد جعلتيه رجلاً..؟
ترد : وهكذا تفعل المرأة الماهرة!
لقد بكرت معي كثيراً ، وأيقظت أحلاماً كان عليها أن تأتي بعد أن أغادر صباي ، غير إنها عكست في شبقها الفاضح وهي تصر على شدي إليها كما يشدُ الغريق على حبل النجاة ، رغبة فتحت في ذكورتي نوافذ أجدها أكثر متعة من دمى الطين ، والخبز بالسمن ، والنوم فوق السطوح ، حتى ألذ من قرش العيد.
إنها فاتنة بغرابة لا يمكن تخيلها الآن عندما ينبض قلبك الصغير إلى جانب قلب من النار ، فتتهاوى عروش البراءة الطفولية كما تهاوت نغمات قيثارة الأميرة في لحن الحزن الأخير وهي تصب الماء البارد على رأسها وتتمنى زمناً كان فيه السرير ملكاً ، والعاطفة لحظة نشوء ، والقبلة معبراً إلى سعادة مودتين.
جسدها حار كما ، بركان فوجي ، كان ذاك جسد ياكو موجي. لكن لا مقارنة مع جسد وداد ، فقد كان لنار وداد طعم البرتقال ، فيما كان لجسد موجي طعم الرماد الذري ، وبالرغم من هذا كان تنظر إلى عيوني فتتخيل واحدة غيرها ، وحتماً كانت ترى صورة وداد ، وكنت أتمناها ترى صورة أمي .
وبين العري السومري ، والعري الياباني يكتب ساداكي ( شاعر من العصر الوسيط ) هذا الهايكو اللذيذ :
(التي تستحم بضوء القمر ..
بأصابعها المرتعشة تمسك خيوط فجر السرير الإمبراطوري.)
أنا الآن أمسك خصلة من شعرها الطويل الناعم ، وكمن يعزف في عود أندلسي ، تدون أصابعي برقة أشارات رغبة ما ، فتستسلم الفتاة إلى رغبة الأصابع وتؤشر بعينيها الصغيرتين إلى رغبة الاستحمام ، فينساب على رؤوسنا الماء والمودة والحب الذي يعود بي إلى لحظة الشرق الممتع في ذلك المكان الذي كن فيه نساء محلتنا يمارسن مودة الماء ، والصابون والثرثرة.
أما بنت بلاد الشمس ، فهي صامتة كما وردة في نعاس القمر ، لهفتي معها لم تكن شفتين تمتصان الرحيق فقط ، بل أنفاس تتصاعد كما موجة البحر في عاصفة عينيها ، فيزداد خفقان قلبينا ، ويزداد هدير الدبابات التي تكتسح رمل المكان الأثري ، فا خاف بفزع على ذلك الحمام القديم الذي كانت فيه وداد تمارس غواية لم أر مثلها لذة وطعم وشهوة ، غواية بدائية تخبئ بين ملامحها أنوثة مفعمة بشيء من موسيقى الجسد والقبلة والإيماءة ، عندها التفت إلى الصوفي الجالس فوق الزقورة ، فتخذلني فيه نظرة ، وأصرخ :
ـــ وداد ..لقد أنسيتي هذا العبد ربه.
تضحك ، وكمن يرفع رطلا من الورد ترفعني بموازاة عنقها ، وتقول : شمني أيها الولد ..شمني بعمق، وتعرق ، وانفعال....
أشمها ، يذوب فيَّ طفلٌ برئ ، ويولد رجل وحشي ، تتحول أظافري الناعمة إلى سكاكين ، يسيل من صدرها الدم الفائر ، فأشعر بفرق الفوران بين دم الأظافر في لحظة الهيجان ، وبين الدم الذي تصنعه شظية الحرب.
الفتاة اليابانية تبتسم ، أمي تبكي : لقد ضاع الولد ، التاريخ يقول :
كانت الحمامات السومرية تنتشر في كل التجمعات السكانية ، وهي مكان ليس للاغتسال فقط ، بل هي للخلوة ، والمنادمة ، والغناء ، واكتشاف الجمال الأنثوي. وكانت الأميرات السومريات يجلبن القيثارات معهن إلى الحمام ، أما الملوك ، فكانوا في حماماتهم يستمعون إلى أغنيات الكاهنات في حمام مجاور ، وبين حائط وحائط ، أضع جسدي في أحضان وداد ، وأجعل جسدي يغادر طفولته ، ويمسك كمن يمسك على مقبض السيف رجولة تداعب بافتنان العصافير ، نهدين جامدين لفتاة جاء من أقاصي آسيا لتقص عليه فتنة الحلم ولتبقيه عند خط الحزن بين دمعة نياكازاكي وأور.
تدفع بلسانها الحلو إلى فمه ، هو يدفع بخنجره إليها ، ولقاء شفاه وخنجر في حمام نساء ، يعني لقاء قارتين ، لقاء النسمة والعاصفة ، العبد والسيد ، الذكرى والأنثى ، وأمي والحرب.
عميقاً تذهب معي ، تداري كل ما في جسدي من أمكنة وشمتها الحروب والحصار بدمعة الفقر وخيبة الأمل التي لم تسمح لنا بالسفر إلى أبعد من بغداد ، تهمس بلهجة الساموراي وتقول : ضع سيفك حيث الخاصرة.
وببطء وحذر ، أضعه ، فأراها مثل وداد ، كمن يشهق من موت الاحتراق ، فأدير العين إلى المتصوف الجالس فوق الزقورة ، فأراه غارق في عبادة الضوء ، ويطيل التأمل في حضرة المكان ويسأل غيب المكان : هل كانت الخاصرة وجهته .؟
فارد وأنا أمارس شوق اللحظة الفائرة مع التي تستحم معي : بل كان وجهته النور ، وعطر الصابون ، وطاس القير ، ولحظة الانتحار.
وهكذا يصير الجماع رؤى مودة ، أطيلُ معها الرقاد في بخار الدفء ، وأحس بهيجان الزمن الذي يمشي على عكازين من دمعة وسؤال : ترى هل أعياد النساء في هكذا الوضع حين يكون الشوق تلاقي الجسد بمن يحتاج ويود ، توازن أشيائنا التي انفلتت من عقال اللحظة وصارت حروباً ومنافي ومقابر.
فأحن إلى حمام البدء ، وأحول شهقتي مع هذه البنت ، إلى طفولة تجتهد في الوصول إلى الذروة عندما رفعتني وداد إلى أعلى الكتفين وقالت : هات ما عندك.
الذي عندي كان مثل مخزن بندقية دون عتاد ، لم أمنحها سوى شهوة النظر ، وخطوط سعادة ملونة بخجل قهقهات النساء ، وهن يشجعن وداد على مزاولة ما يتمناه باطنها في صورة مزاح.
المزاح في التلاقي لا يصنع الاكتمال في الوصول المتبادل ، ولهذا حاولت الإبتعاد عن الجسد المستعر من حرارة الماء ، لكنها أصرت لأبقى ، نظرات أمي أفهمتني رغبتها بمغادرة المكان ، وببطء كنت انزل رأسي من أكتافها ، ولحين وصلت إلى حلمتي العنب ، شعرت بغليان يثور بنار بهجة خفية ويكتسح أعماقي ، عدت ثانية أتسلق جسدها ، شعرت بشيء يبهجها ، وعادت تقول متفاخرة أمام حيرة أمي :
هاهو يعود ، لقد أشعرته بما فيه ، ولولا كن لكان عرساً حقيقياً.
تعالت القهقهات بقوة أكبر.
أمي قالت : يبدو إنني خسرت ولدي.
شعرت بحاجة للنوم .أغمضت عيني واستسلمت إلى نشوة من يستسلم لأمطار الصيف في حديقة.
من أيقظني ، من مسح على خصلات شعري بأصابع رقيقة كعود بخور ، من همس : أستيقظ فقد صاح الديك ودق جرس المدرسة ، لا أعرف ...؟
الذي أعرفه إنني ما زلت أبحث في فضاء الحمام السومري عن ذكريات كانت تدون يوميات مدينة ، صباحها يبدأ بأبتسامة موجة نهر ، وينتهي نهارها بتثاؤب نخلة ، فأنسل إلى غواية المكان أبحث عن واحدة تطفو بصدرها على كتفي ، فتتوقد نار العبادة للدمى ، ويأتي استحضار الروح بسر المدونة ، وتحاول واحدة أن تداعب برقصتها الرقيقة خواطر الكاهن أو رب المنزل أو الملك المنتشي أو حتى جندي أتت به أقدار الدبابات من ايرزونا ، فيجتمع عندي مشهد كامل عن تواريخ غرائز الطفولة وتساؤلات الفلاسفة ومبارزات الجند ، وشروح المعلمين وتأوهات ليلة العرس وأبواق الحرب ، وضحكات اللائي ذهبن في ظهيرة آب إلى الحمام الذي دهنت جدرانه بالقير لمجرد سماعهن خبر عودة الجنود من ساحة المعركة.
وأنا التفُ على صدر وداد ، وأتعطرُ بنعومةِ الشحم ومساج اللحظة الفاتنة ، وأشعر إني مثلهم قادم من ساحة حرب ، ولكن إلى ساحةِ حربٍ أخرى.
وعلى بساط الريح ، حيث أيامنا كمشة قطن ننسج منه محطات أقدارنا وما حل بنا في مكان لم يذق من الموسيقى سوى مقدار دمعة ليس لها خيط مع تلك الأمكنة والأزمنة واللحظات التي تشد فيها الشظايا خواطر الجنود وتبعثهم إلى مهاوي الصمت ، وحتماً كل واحد تتعلق في أشواقه بوابات حمام نسائي كان في طفولته يفتعل البكاء والتوسل ليكون هناك ، حيث ألف وداد ، وألف لبنى ، وألف هيفاء ، من يوشمنَ على أفخاذهنَ نصوص الأساطير والمداعبات بدءاً من ملحمة جلجامش ، وحتى دكة البيت الأبيض.
تتأملني ياكو موجي ، وكأنها تقرأ كل محطات أزمنة المكان الذي مارست عليه السيوف مساج حمامات الدم والنواح ، وتسأل وهي مخدرة تحت نشوة ما أقمته معها من وداد الجسد ودعابة الشفاه ، وصنع الذروة المشتركة :
ـــ لماذا نحب ..؟
ـــ لأننا نشعر فيه ، كمن يشعر بهواء يملأ صدره ، فيصبح من متطلبات حياة ينبغي أن نعيشها كما عاشها آدم في مودته لحواء ، لهذا عندما نفكر بهاجس نشعر فيه بالحقد أو الكره على أحد ، نضع بدائل المودة ، نحس إن كرهنا وحقدنا في غير محله. فيكون الحب اقرب البدائل.
ـــ ولماذا نموت ؟
ـــ لشعورنا بأن الذاكرة الهرمة لم تعد قادرة على صناعة الحب ، وهذا يعود إلى تركيبة الجسد الذي تتلف فيه كل حواس اليقظة ، وتسيطر عليه الأفعال الخاملة والذهن الشارد والعجز عن الحركة والتفكير ، فيختفي الحب ، ولا تبقى سوى آثاره ، وبالتالي تولد في شيخوختنا رغبة غامضة لعودة طفولية من أجل صناعة حب ، فلا نقدر ، وربما غيرنا يصنعها في كتاب أو سيرة ذاتية ، ولكنها مجرد حبر على ورق فيكون الموت حق.
ـــ بعد خمسين سنة من لحظة العري التي اصنعها معك الآن ، وعندما نفترق ، وتعود أنت إلى المكان الذي اشتهتك فيه وداد أول مرة ، وأعود لأقرع في ناقوس استذكار ضحايا هيروشيما ، ما الواصل الذي يبقي بينا لنكون متواصلين كما يفعله المتصوفة عندكم ، في جعل الزمان خيط وصل بين النور الفضائي والقلب الساكن بين الضلوع؟
ـــ لا أدري ، ولكني تعلمت من جنوب صنعه الله من لوح الطين أن اكتب كل اللحظات الحلوة ، وحين أغادرك الآن ، حتماً سأكتب تفاصيل هذه المدونة ، وستبقى في دفاتري لحين تحين الساعة.
ـــ وماذا بعد ذلك؟
ـــ ذلك ما انزعج منه دوماً ..ماذا بعد ذلك ؟..ربما مثاوي الصمت التي رأيتها في صمت الهياكل العظمية الممددة على أرضية قبو الأميرة شبعاد هو الجواب الذي ينتهي بمطلق لا نعرف ملامحه سوى بذلك الأيمان الذي تغرزه الديانات بفطرة الروح ومعتقد المكان ، وهواجس أخرى تزرعها فينا الطقوس والممارسات وغفوة الليل على السطوح حين تمد ناظريك إلى عمق السماء البعيدة وتحيل مكانك هناك ، في الفردوس الذي تملأه النساء بعبير العطر والعناق والثياب التي تشاهد من خلفها كل شيء.
ـــ بوذا يفترض مثل هذا ، لكنه يضع الفردوس في ذهاب الضوء إلى حيث ما يمكن.
ـــ وماذا يمكن أن يكون هناك؟
ـــ ربما مثل فردوسكم.
ـــ مرات أتخيل الحمام فردوساً صغيراً ، مادام ساكنوه كما خلقهم الله ، مثل آدم وحواء أول النزول. وفيه يشعر الإنسان بخلوة حقيقية ليفترض ما يشاء، وكانت كل افتراضاتي هي نهاية الحرب ، وعودتي إلى بيتي ، هناك بمقدوري أن أبدأ من جديد ، وأستعيد مع وداد التي صار عمرها ستين عاماً ولم تتزوج ، بعد بهجة ما كان موجوداً ، الخيال الذي يسوره بريق أحلامنا المدهشة ، تلك التي كانت تصنعها المشاهد الرومانسية في أفلام السينما ، صدر هند رستم ، وسرير مارلين مورنو، وأراجيح عيد الدراهم المضيئة كما وجوه الفضة ، وقبل ليلة العيد تحتفي الحمامات بنا ، وتحتفي في نظرات وداد وشهوتها الاستوائية فأحترق في ليلة التمني ويمتد عمري إلى الأمام بسنين طويلة ، أحلمُ ..أحلمُ ..حتى أرتطم بقبعة الجيش.
وبين الارتطام والجسد الرخام لهذه اليابانية الذائبة كما قطعة الثلج في فم شمس دافئة ، أمارس التمني وأعيش لحظة المنى من جنس أصفر بعد أن تعبت من سواد الكحل ، وخاصرة الطين ، وقبلة التراب والسمك.
وبين جسدين تتقلب ذاكرتي في فصول تذهب وتأتي وذاتها حياتنا لم تعرف بعد مستقراً ، وعلي حين أكون عاجزاً عن صناعة ما أتمناه أعود إلى ما افترضه رجولة لإثبات ما كنا نتمناه ونشتاق إليه ، ونذبح أعناق خواطرنا لأجله.
خلق الله المرأة لتكون مرآة لنرى فيها ما يكمن فينا من مشاعر متضاربة اتجاه حقائق كثيرة ومنها قضية الوجود الإنساني على الأرض دون سواها من كواكب المجموعة الشمسية.
وفي غرفة الحجر المربعة بزاوية القبو المفترض لشبعاد وحاشيتها ، تضرب الموسيقى لحناً من رتابة تعاقب الأيام ولاشيء يتغير.
وكلما يداهمها ضجر الظلمة وبؤس الجالسين معها ، تتعرى وتغتسل ، وتغني.
أفترض إني اسمع أغنياتها الآن ولكن بصوت وداد وهي تخط بأظافرها الحادة أنوثة طافحة ، بعدما صارت منذ بهجة الحمام الأولى يوم رفعتني إلى صدرها كمن يرفع أحضان عشقه على وسادة الحب ، تجمعني فيها خلوة ومبادلة بت افهمها على أنها غرام نمارس فيه طقساً من المودة والمشاركة ، تأخذ مني ما تريد ، ولا احصل على شيء سوى عرق يتصبب من جسدي مثل ينابيع غزيرة ، بسبب إنني لم أكمل العاشرة بعد.
تغني وداد، تدعوني إلى مشاركتها لنستحم سوية في حمام من حجر قيري جلبه والدها الذي كان عاملاً في سكة حديد بمحطة أور ، لقد أرادت أن يكون لها حمامها الخاص ، وليس لأحد يشاركها بهجة البخار والماء الدافئ سواي ، فلقد انزعجت كثيراً من نظرات الشبق وقهقهات النساء عندما كانت ترفع جسدي فوق خاصرتها.
في ذلك الحمام الصغير كنت أسمع شدو غناءها يفيض بأنوثة الموسيقى وتمني صياح الديك والجسد الناعم ، لتقول لي : جسدكَ ناعم ولكن صوتك رقيق كأنثى ، ليته أخشن قليلاً ، لكانت متعتي معك جارحة.
أتذكر الجرح ، الجرح العميق الذي أحسته شبعاد وهي تدرك أن لا سرمدية في هذا القبر ، وأن عليها أن تنتظر بؤس قدرها ، فراحت تستحم وتعزف الموسيقى ، حتى اختنقت وماتت حين نفذ كامل الهواء في القبو.
أتخيل موت الحمامات ، يكاد يكون في تصنيف هواجس الموت ، من اللحظات السعيدة التي يودع فيها البشر طورهم الحياتي ، وربما طقس المؤانسة في الحمام يساوي لحظة الأبد التي يشتاق إليها الجنود في المواقف المرعبة ، فيتذكرون ما كان يجري هناك ، ليس في أقبية الموسيقى فقط ، بل في حمامات القصب التي كانت تبنى في أركان القرى عندما يجبر الصيف النساء الناهدات بالاستحمام بعد أن تكون الأهوار المكشوفة غير صالحة لتظهر للرائي فتنة الصدر ونعومة الساقين والضفائر الطويلة وهي تبتل بالماء مثلما تبتل السمكة بالطين وضوء الشمس ودمعة الصياد.
وبين حمامات الأمكنة السومرية ، وحمامات اسطنبول ، تدير الحرب القديمة ظهرها للحظة الخوض في معركة جسدين على رخام حار ، وعطر شامبو الألماني وصابون يعطر بالياسمين الجسد الممتد بنحافته اللذيذة إلى أعماق نظرتك الحزينة ، وأنت منشغل بطقس الحب ، ومدينتك منشغلة بطقس تحمل أوجاع الدبابات والدوريات اليومية للمارينيز.



#نعيم_عبد_مهلهل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- توراة وعشق وتصوف ...
- لماذا يكره إبن لادن ابو الجوادين ( ع ) ...؟
- وهمٌ اسمه عواصم الثقافة العراقية
- صحراء النخيب ، بين رؤيا القلب ورؤيا الجفن ..*
- ببغاء القصر الجمهوري ..
- القاص محسن الخفاجي ..الذكريات لم تعد جميلة...
- عبد الكريم قاسم وصدام حسين في غرفة واحدة ...
- عن السماوة ، ونيلسون منديلا ..وأشياء أخرى
- من صوفيات من التاسع من نيسان
- نعيم عبد مهلهل يكتب مقدمة كتاب الكاتبة البريطانية أميلي بورت ...
- مهرجان المربد ..( وردة الى حسين عبد اللطيف ، صفعة الى المجام ...
- المعدان ..( التاريخ وجلجامش ، في مهب السريالية ) ..
- عيون المها ..بين برج أيفل وأهوار الجبايش...
- الرافدين.. ورموش العين وعصير العنب...
- صابئة حران وصابئة المعدان وصابئة هذا الزمان ....
- الأهوار.. (الإنسان يموت، الجاموس يموت، والقصائد أيضاً)...
- قبر الزعيم عبد الكريم قاسم ...
- الدولة العراقية وسفارتنا في برلين ورفات الفنان العراقي أحمد ...
- شيء عن بلاد أسمها ( التها بها )...!
- مديح إلى مدينة العمارة .. ومعدانها أجداد هيرقليطس...


المزيد.....




- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
- بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
- بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في ...
- -الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
- حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - نعيم عبد مهلهل - المنال والمحال في حمامات النساء