أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - لمى فريد العثمان - هيبة الدولة في الأمن الإنساني














المزيد.....


هيبة الدولة في الأمن الإنساني


لمى فريد العثمان

الحوار المتمدن-العدد: 2629 - 2009 / 4 / 27 - 09:24
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية
    


تعالت أصوات الممجدين للرموز والمهللين للحكومة... وارتفعت أصوات مَن يطالبون بفرض القوة والصرامة والتعسف من أجل فرض هيبة الدولة وكأننا في دولة السلاطين ووعاظها .. أي هيبة هذه التي تتكلمون عنها؟ وهل بقي للدولة هيبة بعد كل هذا التراجع والتردد والتقهقر؟

مشكلتنا أننا لانزال نطبق مفهوم أمن الدولة التقليدي الضيق الذي عفا عليه الزمن، ونجهل ما توجه إليه العالم المتحضر من فلسفة جديدة للأمن الإنساني، الذي يبدأ بالإنسان... فأمن الإنسان هو من أمن الدولة وليس العكس. وبينما يعتمد جهاز أمن الدولة على القوة والردع، يؤكد مفهوم الأمن الإنساني على أهمية القوة اللينة كالتنمية البشرية والحكم الرشيد وحكم القانون والسياسة الأمنية الشاملة، فالوقاية المبكرة خير من الردع والعلاج المتأخر.

فسبب التأخر الحضاري الذي نعانيه هو فشل الحكومات المتعاقبة في إدارة الدولة، التي تطلب من الناس الالتزام بالقانون وهي أول من ينتهكه، من خلال تعزيزها الطائفية والقبلية وكسب العصبيات والولاءات على حساب مفهوم المواطنة ودولة القانون، الأمر الذي حال دون بلوغ التقدم والتحديث واكتمال الديمقراطية، والذي أدى بدوره إلى إطلاق بعض المرشحين شعارات ثورية لا علاقة لها بثقافة الديمقراطية واحترام الدستور.

وبعد كل ذلك تأتي الحكومة وتفرض هيبتها بالقوة من خلال تعسفها في الاعتقالات والحجز الذي يخالف المادة 31 من الدستور والذي يقر أنه: لا يجوز القبض على إنسان أو حبسه أو تفتيشه أو تحديد إقامته أو تقييد حريته في الإقامة أو التنقل إلا وفق أحكام القانون ولا يعرض أي إنسان للتعذيب أو المعاملة الحاطة بالكرامة ... ونحن هنا لا نتفق مع ما تفوه به بعض الثوريين في الإتيان بمجاميع تقف ضد الدولة وتحاربها، ولكننا نطالب بتحويل تلك التهمة للنيابة العامة والقضاء العادل للنظر فيها، حتى لا نتحول إلى دولة بوليسية تعتمد على القمع والاعتقال وتنظر للمواطن على أنه متهم إلى أن يثبت براءته.

إن الخلل كله يكمن في فشل الدولة في بناء بنية ثقافية ترتكز على مفهوم المواطنة واحترام القانون، وهو إرث ثقيل يتوجب علينا صده ومحاربته وإلا غرقنا جميعنا. فعلى الحكومة أن تسعى بكل الوسائل إلى تحويل الذهنية البدوية القبلية الطائفية إلى ذهنية تنويرية إصلاحية متحضرة. ليتحول المجتمع القبلي إلى مجتمع مدني يعتمد على المعايير القانونية والمساواة أمامها.

لعلنا لا نبالغ في وصف ديمقراطيتنا التي أُفرغت من محتواها بديمقراطية استهلاكية تتحكم بها مزاجية المسؤولين ويغيب عنها مفهوم المؤسسات وسلطة القانون، الأمر الذي أدى إلى بروز مفاهيم أخرى بديلة عن المجتمع المدني، وهي مفاهيم العصبيات والنعرات وفوضى الانتماءات.

فالدولة المدنية هي على نقيض المجتمع العصبوي الذي يعزز الولاء للدم والطائفة والمذهب مقابل مفاهيم الهوية الوطنية والإنسانية، وهي لا تنمو ولا تترعرع إلا حين يضمحل دور الدولة ويتلاشى.

فمتى تعي الدولة أن هيبتها لا تكون إلا في أمنها الإنساني لا أمن الدولة؟






#لمى_فريد_العثمان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- مصدر سعودي: الرياض حذرت ألمانيا 3 مرات من المشتبه به في هجوم ...
- تفاصيل جديدة عن هجوم الدهس في ألمانيا.. هذا ما رصدته كاميرا ...
- طبيب ولاجئ وملحد.. من هو السعودي المشتبه به تنفيذ هجوم الدهس ...
- ارتفاع حصيلة هجوم ماغديبورغ وشولتس يتعهد -بعدم الرضوخ للكراه ...
- وزير الخارجية التركي لا يستبعد نشوب صراع بين إسرائيل وإيران ...
- زاخاروفا: صمت الغرب عن الهجمات الأوكرانية على قازان مثير للغ ...
- جائزة خالد الخطيب الدولية لعام 2024
- سعودي ومعاد للإسلام... ما نعرفه عن منفذ الهجوم على سوق لعيد ...
- الجيش اللبناني يعلن تسلمه 3 معسكرات تابعة لفصائل فلسطينية لب ...
- منظر مذهل في تركيا.. تجمد جزئي لبحيرة في فان يخلق لوحة طبيعي ...


المزيد.....

- واقع الصحافة الملتزمة، و مصير الإعلام الجاد ... !!! / محمد الحنفي
- احداث نوفمبر محرم 1979 في السعودية / منشورات الحزب الشيوعي في السعودية
- محنة اليسار البحريني / حميد خنجي
- شيئ من تاريخ الحركة الشيوعية واليسارية في البحرين والخليج ال ... / فاضل الحليبي
- الاسلاميين في اليمن ... براغماتية سياسية وجمود ايدولوجي ..؟ / فؤاد الصلاحي
- مراجعات في أزمة اليسار في البحرين / كمال الذيب
- اليسار الجديد وثورات الربيع العربي ..مقاربة منهجية..؟ / فؤاد الصلاحي
- الشباب البحريني وأفق المشاركة السياسية / خليل بوهزّاع
- إعادة بناء منظومة الفضيلة في المجتمع السعودي(1) / حمزه القزاز
- أنصار الله من هم ,,وماهي أهدافه وعقيدتهم / محمد النعماني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - لمى فريد العثمان - هيبة الدولة في الأمن الإنساني