أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم حبيب - ما الذي يجري في العراق؟ وما السبيل إلى إدراكه؟














المزيد.....


ما الذي يجري في العراق؟ وما السبيل إلى إدراكه؟


كاظم حبيب
(Kadhim Habib)


الحوار المتمدن-العدد: 2629 - 2009 / 4 / 27 - 09:24
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


حين عدت قبل أيام من زيارة للعراق, وجدت نفسي عاجزاً عن الإمساك بالقلم والكتابة عن أوضاع وطني الجريح, رغم التباين الصارخ بين منطقة وأخرى, سواء أكان ذلك على صعيد البلاد كلها أم على صعيد بغداد, أم على صعيد كل مدينة من مدن العراق المبتلى. القادم الجديد إلى البلاد يرى أشياء لا يراها بالضرورة المقيم الدائم فيها والغارق في مشكلات البلاد العامة والشخصية اليومية. وحين تتحدث مع القوى والأحزاب والأشخاص ستجد أمامك لوحة معقدة جداً وصعبة التفكيك. فالكل يسعى إلى استثمار الفرصة لتحقيق أقصى ما يريد على حساب الآخر, والكل يريد تعزيز مواقعه على حساب الآخر, والكل يريد, أن أمكن ذلك, إقصاء أو الخلاص من الآخر بكل السبل, والكل يدرك أن هذا غير ممكن وغير جائز, ولكنه لا يفوت الفرصة لممارسة عكس ما يدركه أو الإساءة للآخر. والكل خائب في مسعاه. صورة قاتمة يصاب الإنسان فيها بالدوار حين يتابع عن قرب حركة القوى والأحزاب السياسية والأفراد والناس والأسلاك المتشابكة في وسط الشوارع والغبار المتصاعد من كل مكان.
الناس في العراق لم يفقدوا الأمل, ولكنهم يعانون كثيراً, ومسئولية رفع المعاناة تقع على عاتق الحكومة أولاً, وعلى عاتق كل الأحزاب والقوى السياسية ثانيا, وعلى الإنسان العراقي ثالثاً. ولا شك في أن أساليب الولايات المتحدة الأمريكية في عهد بوش الابن في معالجة الوضع تتحمل مسئولية كبيرة في ما وصل إليه العراق بعد سقوط النظام, وهي مشاركة في مسئولة تحسنه أيضاً. ومن باب تحصيل حاصل حين نقول إن كل ذلك هو نتاج التركة الثقيلة والمزرية للنظام الاستبدادي الشوفيني السابق.
لا شك في أن نتائج إيجابية تحققت خلال الفترة الأخيرة, وكان المفروض أن تتواص على مختلف المستويات دون تأزيم الوضع وتوتير العلاقات والأجواء وتشديد الخلافات بين الأطراف المختلفة. إلا أن هذا لم يحصل, بل تواصل الصراع دون تحقيق حلول تساومية ضرورية مطلوبة لمعالجة مشكلات البلاد. إذ حل الغرور والشعور بالنشوة والرغبة في الانفراد وفي تصعيد الخلافات بأمل حلها على خلفية" "إن اشتدت حلت" فحصل العكس. كما أن الطائفية المقيتة لا تزال تمارس بقوة في العراق وفي كل المستويات وبصيغ كثيرة مفضوحة ومستترة, وليس من طرف واحد, بل من كل الأحزاب القائمة على أساس مذهبي تمييزي واضح.
تلقت قوى القاعدة ضربات قاسية وكذا القوى البعثية من أعوان عزة الدوري المنهمكة بالإرهاب, وكذا قوى جيش المهدي المباشرة. ولكن الشعور بالرضى عن النفس في أوساط رئيس الوزراء والحكومة ولدى بعض القوى العسكرية وانتفاخ المستشار الأمني بما تحقق, وفر لهذه القوى المعادية, ومنها قوى القاعدة والبعث وقوى أخرى شريرة, التي دفعت بخلاياها قبل ذاك إلى أخذ قيلولة ضرورية وإيقاف جملة من عملياتها الإرهابية وإعادة ترتيب أوضاعهاً والبدء بتكوين تحالفات جديدة في ما بينها وبدعم مباشر وغير مباشر من أعداء العراق في دول الجوار أولاً, ثم لتبدأ من جديد وبزخم واضح عملياتها لتؤكد للمجتمع العراقي والعالم بأنها :
1. لم تنته بعد, بل هي لا تزال قادرة على متابعة الوضع وجمع المعلومات عن المواقع التي يراد ضربها واختيار الوقت المناسب لها, وإنزال أقسى الضربات بالناس الكادحين وزعزعة الأمن والاستقرار.
2 . وأن الحكومة وقواتها عاجزة عن الوصول إليها أو جمع المعلومات الاستخباراتية عن مواقعها وقواها وعملياتها.
3. وهي تريد تعطيل خروج القوات الأجنبية من العراق ليبقى شعارها الكاذب "أخراج القوات الأجنبية".
4 . وهي تريد أن تؤكد للمجتمع بأن القوات والإدارة الحكومية مخترقة من جانبها ولصالحها.
5 . وهي تريد أن تجرب إشعال الفتنة الطائفية في العراق من جديد, إذ ترى بوضوح أن الطائفية لم تزل تمارس دورها, وستمارس توجيه الضربات لأتباع الديانات الأخرى أيضاً وبقسوة بالغة.
6. وهي تريد استغلال الصراعات والخلافات بين الحكومة الاتحادية وحكومة إقليم كردستان لخلق أجواء أخرى تستفيد منها لصالح عمليات إجرامية جديدة في مختلف أنحاء العراق.
** يتطلب الأمر أولاً إدراك أن قوى محلية وإقليمية ودولية لا تريد الخير للعراق وتريد إبقاء الإرهاب مستمراً, مهما حاولت القوى العراقية وبسذاجة كبيرة إبداء حسن النية لها ومدحها على قاعدة فاشلة"شيم ألمعيدي وأخذ عباته", إذ أنها تستخدم ذلك لتزيد من رمي الأحطاب في النار المشتعلة وإشاعة عدم الاستقرار.
** ويتطلب الأمر إعادة الثقة المفقودة تماماً بين القوى السياسية العراقية لا من خلال ابتسامة مبطنة ويد مصافحة, في حين تمسك اليد الأخرى بخنجر وتتآمر عبر مناورات بائسة, بل بالصراحة والشفافية والوضوح والحوار والاستعداد للقبول بالآخر وبالمساومة لحل المشكلات.
** ويتطلب الأمر وعي واقع الجماهير والبؤس المتراكم وتصاعد الشكوى من البطالة والحرمان والغنى الفاحش والفساد واللامساواة والتمييز الصارخ والموت غير المنقطع.
إن المنجزات المتحققة, وخاصة الأمنية, يمكن أن تصبح في خبر كان, وقد حذرنا من ذلك مراراً, ما لم تعي القوى الحاكمة والقوى الفاعلة وقوى المجتمع ما يجري في العراق وما يراد له وسبل التعامل مع هذا الواقع وبتجرد نسبي من المصالح الذاتية والكف عن تشديد الصراعات وحل المشكلات بالتفاوض والحوار السلمي الديمقراطي والإدراك بأن ما لا يدرك كله لا يترك جله.
26/4/2009 كاظم حبيب



#كاظم_حبيب (هاشتاغ)       Kadhim_Habib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رأي في الحكم الذاتي والشعب الكلد- آشور- السريان في العراق
- ما الموقف المطلوب إزاء الفكر الشمولي لقوى حزب البعث في العرا ...
- هل عادت حليمة إلى عادتها القديمة؟
- مرة أخرى مع الموقف من حزب البعث!
- فهد ومهمات المرحلة الراهنة
- الرأسمالية وأزمتها الراهنة!
- ما هو الموقف المطلوب من المجتمع والدولة إزاء قوى حزب البعث ا ...
- تحية إلى رفاق الدرب الطويل
- من أجل أن لا ننسى ضحايا الدكتاتورية والعنصرية والقسوة ألصدام ...
- بوش الابن ونهج الحرب الباردة؛ أوباما ونهج التصالح مع العالم
- دعوة ونداء من أجل نجدة الاقتصاد الوطني , من أجل مساندة ودعم ...
- ألمانيا وترددها غير المقبول بعد الآن في مجال التعاون الاقتصا ...
- رسائل نقاشية متبادلة بين الأستاذ الدكتور جعفر عبد المهدي صاح ...
- المرأة العراقية في يومها العالمي
- بيان المؤتمرات الثلاثة ودكتاتور السودان!
- صلاح عبد الله قوش أم قرقوش السودان؟
- عمر البشير وصدام حسين مستبدان من الطراز الهمجي والعاقبة واحد ...
- تداعيات انتخابات مجالس المحافظات والتحضير للانتخابات العامة ...
- الحزب الوطني الديمقراطي ودوره الجديد المحتمل في السياسة العر ...
- رسالة مفتوحة إلى السيدين المحترمين نوري المالكي, رئيس وزراء ...


المزيد.....




- اصطدمتا وسقطتا في نهر شبه متجمد.. تفاصيل ما جرى لطائرة ركاب ...
- أول تعليق من العاهل السعودي وولي العهد على تنصيب أحمد الشرع ...
- بعد تأجيله.. مسؤول مصري يكشف لـCNN موعد الإفراج عن فلسطينيين ...
- السويد: إطلاق نار يقتل سلوان موميكا اللاجئ العراقي الذي احرق ...
- حاولت إسرائيل اغتياله مرارا وسيطلق سراحه اليوم.. من هو زكريا ...
- مستشار ترامب: نرحب بحلول أفضل من مصر والأردن إذا رفضتا استقب ...
- الديوان الأميري القطري يكشف ما دار في لقاء الشيخ تميم بن حمد ...
- الجيش الإسرائيلي يواصل عملياته العسكرية في الضفة الغربية ويق ...
- بعد ساعات من تعيينه رئيسا لسوريا.. أحمد الشرع يستقبل أمير قط ...
- نتانياهو يندد بـ-مشاهد صادمة- خلال إطلاق سراح الرهائن في غزة ...


المزيد.....

- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم حبيب - ما الذي يجري في العراق؟ وما السبيل إلى إدراكه؟