أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جواد البشيتي - نتنياهو في منتصف الطريق بين -لا- و-نعم-!















المزيد.....


نتنياهو في منتصف الطريق بين -لا- و-نعم-!


جواد البشيتي

الحوار المتمدن-العدد: 2628 - 2009 / 4 / 26 - 09:59
المحور: القضية الفلسطينية
    


"الدبلوماسية"، في معنى من معانيها المستخلَصة من تجربة الساسة ورجال الدولة لها، هي فن أن تُلْبِس "لا" السلبية لبوس "نعم" الإيجابية، أي أن تقول وتمارِس "لا" من خلال قولكَ "نعم".

نتنياهو، على ما نَعْلَم، وعلى ما أعْلَمَنا وعلَّمنا هو، يقول بعقيدةٍ سياسيةٍ لا تتَّسِع، ولا يمكنها أن تتَّسِع، لحلٍّ نهائي للنزاع بين إسرائيل والفلسطينيين يقوم على "مبدأ دولتين لشعبين، الحدُّ الفاصل بين إقليميهما هو خط الرابع من حزيران 1967"، فعبَّر، بادئ الأمر، عن موقفه السلبي من هذا الحل ومبدأه إذ دعا إلى جَعْل "السلام الاقتصادي"، الذي يقوم ويزدهر في "مناخ أمني ملائم"، هدفاً لـ "مفاوضات السلام" مع الفلسطينيين؛ ولكن دعوته لم تقع على أسماع فلسطينية وعربية ودولية تشبه، ولو قليلاً، سمعه، فقرَّر أن يجنح لشيء من "الاعتدال"، لعلَّ مناورته السياسية هذه تكفيه شرَّ نزاع مع إدارة الرئيس أوباما، التي تؤمِن بأنَّ "حل الدولتين" هو وحده الطريق إلى السلام بين الفلسطينيين والعرب وبين إسرائيل.

ولقد "اعتدل"، على ما ظنَّ أو توهَّم، إذ قال (بشيء من الضمنية) إنَّ فكرة "حل الدولتين" يمكن أن تكون مدار محادثات مع الفلسطينيين "إذا ما" اعترفوا، أوَّلاً، بحق إسرائيل في الوجود بصفة كونها دولة يهودية، أي تخصُّ "الشعب اليهودي" فحسب.

وكأنَّ نتنياهو، في موقفه هذا، أراد مخاطبة إدارة الرئيس أوباما قائلاً: "أقْنِعوا" الفلسطينيين بتلبية هذا "الشرط الأوَّلي"، فنلبِّي مطلبكم أن نَجْعَل تلك الفكرة مدار محادثات معهم.

تلك الـ "نعم"، التي احتفظت بمعظم محتوى "لا"، أي "لا" لفكرة "حلِّ الدولتين"، لم تفِ بالغرض، فقرَّر نتنياهو أن يجنح لمزيدٍ من هذا "الاعتدال"، فقال، من خلال "مسؤول إسرائيلي طلب عدم الكشف عن اسمه"، إنَّه مستعدٌّ لـ "استئناف مفاوضات السلام مع الفلسطينيين بلا شروط مسبقة"؛ ثمَّ استدرك قائلاً: "ولكنَّنا نعتبر الاعتراف بإسرائيل على أنَّها دولة للشعب اليهودي عنصراً مهمَّاً في عملية السلام".

وهذا إنَّما يعني أنَّ نتنياهو غيَّر "صفة" الموقف.. موقف "الاعتراف بإسرائيل على أنَّها دولة يهودية"، فبدلاً من أن تكون "شرطاً أوَّلياً مسبقاً" لإجراء مفاوضات سلام مع الفلسطينيين أصبحت "عنصراً مهمَّاً في عملية السلام".

إنَّه "إفراطٌ" في "الاعتدال" الذي ينبغي للفلسطينيين أن يقابلوه ولو بقليل من الاعتدال؛ وهذا "القليل من الاعتدال" الفلسطيني هو أن يتخلُّوا هُمْ أيضاً عن أيِّ "شرط مسبق"، فرئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس كان قد أعلن أنَّه لن يستأنف مفاوضات السلام مع إسرائيل قبل أن يُعْلِن نتنياهو قبوله أشياء عدَّة في مقدَّمها فكرة "حل الدولتين".

نتنياهو أبدى استعداداً (لا أهمية ولا قيمة له) للتخلِّي عن ذلك "الشرط الأوَّلي المسبق"؛ وهذا الاستعداد يجب أن يُقابَل فلسطينياً بمزيدٍ من الإصرار الفلسطيني (والعربي) على أن يُعْلِن نتنياهو، قبل، ومن أجل، استئناف مفاوضات السلام، قبوله اللا مشروط لفكرة "حلِّ الدولتين"، وتخلِّيه، بالتالي، عن وهم وخرافة "السلام الاقتصادي"، بصفة كونه "المبتدأ" لـ "السلام السياسي".

"إفراط" نتنياهو في هذا "الاعتدال" يجب ألاَّ يؤثِّر فينا بما يجعلنا نجنح للإفراط في إنتاج وتسويق واستهلاك الأوهام، فرئيس الوزراء الإسرائيلي سيقول، عمَّا قريب، وفي واشنطن، "نعم"، صريحة لا لبس فيها، لفكرة "حلِّ الدولتين"؛ ولكن بعد وبفضل..

بعد وبفضل حصوله على ما يشبه "رسالة ضمانات" جديدة من السيِّد الجديد للبيت الأبيض، فوزير الدفاع الإسرائيلي العمَّالي باراك أشار إلى ذلك إذ قال إنَّه ينبغي لإسرائيل أن "تبلور، بالتعاون مع الولايات المتحدة، خطة سياسية من أجل التوصُّل إلى تسوية إقليمية (مع الفلسطينيين والعرب) تَضْمَن المصالح الأمنية لإسرائيل.. وتُحافِظ على يهودية الدولة من خلال التشدُّد برفض مطلب الفلسطينيين إعادة لاجئين إليها".

عندما يستقبل الرئيس أوباما رئيس الوزراء الإسرائيلي في البيت الأبيض سيسأله عن موقفه الصريح والواضح والنهائي من فكرة "حلِّ الدولتين" التي ورثها، وورث التزامها، عن سلفه الجمهوري بوش؛ وإنِّي لأتوقَّع أن يجيب نتنياهو عن هذا السؤال بسؤال أوباما عن موقفه الصريح والواضح والنهائي من "رسالة الضمانات" التي سلَّمها بوش لشارون.

إذا أجاب أوباما علانيةً، وبما يُقْنِع نتنياهو بأنَّ "رسالة الضمانات" تلك لن يشملها، نصَّاً وروحاً، "التغيير الأوبامي"، وبأنَّها ستكون كـ "ثابت التغيُّر" في سياسة الرئيس أوباما، فعندئذٍ، لن يجد رئيس الوزراء الإسرائيلي مانعاً يمنعه من أن يجيب بـ "نعم حقيقية" لفكرة "حلِّ الدولتين"، بدلاً من "نعم الزائفة"، التي دأب على قولها حتى الآن، فهذه الفكرة لن تجد لها مكاناً في العقيدة السياسية لنتنياهو قبل أن تصبح "رسالة الضمانات" في منزلة الروح بالنسبة إليها.

وأحسب أنَّ "التغيير الأوبامي"، وفي حيِّزه هذا، أي في حيِّز النزاع بين الفلسطينيين وإسرائيل، قد شرع يعطي من الثمار ما يكفي للدلالة على شجرته، فوزيرة الخارجية هيلاري كلينتون قالت، في وضوح دبلوماسي وسياسي يشبه كثيراً الوضوح الدبلوماسي والسياسي الذي عوَّدتنا عليه ليفني، إنَّ الولايات المتحدة لن تقف موقفاً إيجابياً من أي حكومة فلسطينية لا تلبِّي (في برنامجها السياسي) الشروط الدولية الثلاثة، وهي "نبذ العنف"، و"الاعتراف بإسرائيل"، و"التزام ما التزمه الفلسطينيون من قبل".

ولإكساب تلك الشروط مزيداً من الثقل قالت هيلاري كلينتون، وكأنَّها "تفتي"، إنَّ "المبادرة العربية" ذاتها قد تضمَّنت الشروط الثلاثة ذاتها، فأين المفر؟!

وتتوقَّع هيلاري كلينتون أن يُثْمِر وضوح موقفها هذا وضوحاً مماثِلاً في موقف نتنياهو من فكرة "حلِّ الدولتين"، فرئيس الوزراء الإسرائيلي أبلغ إلى إدارة الرئيس أوباما، على ما يبدو، أنَّ قوله "نعم" لتلك الفكرة مشروط بأن تقول تلك الإدارة "لا" لأيِّ حكومة فلسطينية لا تقبل "الشروط الدولية الثلاثة"، و"نعم" لـ "رسالة الضمانات"، التي بموجبها ينبغي للرئيس أوباما أن يفهم "حل الدولتين" على أنَّه الحل الذي يُقِرُّ من خلاله بحق إسرائيل في رفض عودة لاجئين فلسطينيين إليها، وفي ضمِّ أجزاء من الضفة الغربية، يتركَّز فيها الاستيطان الإسرائيلي، إلى سيادتها.

إذا لبَّت (وقد شرعت تلبِّي) إدارة الرئيس أوباما هذين الشرطين لنتنياهو، مذلِّلةً، بالتالي، العقبات من طريق إعلان قبوله الواضح والصريح لفكرة "حلِّ الدولتين"، وإذا ما تسبَّب ذلك بتفاقم خطر تفجير حكومة نتنياهو من الداخل بـ "لغم ليبرمان"، الذي يستبدُّ به الآن الشعور بأنَّه كـ "الزوج المخدوع"، فإنَّ الحريصين على اغتنام "فرصة السلام الجديدة" سيبذلون من جهود الإقناع ما يكفي لضمِّ زعيمة المعارضة تسيبي ليفني إلى حكومة نتنياهو التي غادرها ليبرمان.



#جواد_البشيتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حتى لا يتحوَّل العرب إلى -أقلية قومية-!
- شرط نتنياهو لقبول -حل الدولتين-!
- اكتشاف فلكي يُزَلْزِل -العقل السليم-!
- هذا -الإفراط القانوني- في تنظيم -حرِّية الصحافة-!
- عندما يختلف نتنياهو وأوباما -لغوياً-!
- لا تجريم لإسرائيل حتى تعترف هي بجرائمها!
- فتاوى تَعْظُم فيها الصغائر وتَصْغُر العظائم!
- -أصل الأنواع- في الكتَّاب!
- أوباما -يكتشف- تركيا!
- العرب.. أُمَّة عاطلة عن العمل!
- الموت والحياة!
- -الوسيط- ليبرمان يجب ألاَّ يفشل!
- كفاكم استئساداً على -المبادرة-!
- جيفرسون وأوباما.. وشيطان -الجزيرة-!
- غساسنة ومناذرة جاءوا إلى الدوحة!
- ما وراء أكمة -الدعوة الفاتيكانية-!
- -الاحترام-.. حلال على حكومة نتنياهو وحرام على الحكومة الفلسط ...
- أوباما ينفخ في -وول ستريت- ما يشبه -روحاً إسلامية-!
- التَّحدِّي اللغوي!
- -الخطاب النيروزي-.. معنىً ومبنىً!


المزيد.....




- محمد رمضان يثير الجدل مجددا بفيديو ساخر.. -رمضان أحلى-
- نتنياهو يغادر إلى واشنطن ومكتبه يوضح الهدف من الزيارة
- بوتين: ترامب سيعيد النظام بسرعة كبيرة والنخب الأوروبية سترضخ ...
- الشرطة البريطانية تعتقل رجلا حرق القرآن في بث مباشر غداة مقت ...
- ترامب وزوجته ونائبه -يرثون- حسابات أسلافهم على السوشيال ميدي ...
- مكالمة السيسي وترامب في الإعلام المصري: -التوتر يتراجع ودعوا ...
- اتفاق مصري جيبوتي على استعادة الأمن وحركة الملاحة في باب الم ...
- لبنانيون يحاولون العودة إلى بلداتهم رغم وجود الجيش الإسرائيل ...
- بوتين: ترامب سيعيد النظام بسرعة كبيرة والنخب الأوروبية سترضخ ...
- إسرائيل تستأنف الإثنين المفاوضات مع حماس بشأن المرحلة الثاني ...


المزيد.....

- اعمار قطاع غزة بعد 465 يوم من التدمير الصهيوني / غازي الصوراني
- دراسة تاريخية لكافة التطورات الفكرية والسياسية للجبهة منذ تأ ... / غازي الصوراني
- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جواد البشيتي - نتنياهو في منتصف الطريق بين -لا- و-نعم-!