أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - جهاد علاونه - شيخ الإعلان المُضلِل














المزيد.....

شيخ الإعلان المُضلِل


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 2627 - 2009 / 4 / 25 - 09:37
المحور: كتابات ساخرة
    


الإعلانات الضارة نوعان :
1-الكاذب.
2- المُضلل.
والإعلان الكاذب لا تضطلع به مهمة أخرى غير الكذب , فهو لا يهتم بالمحسنات اللغوية والبديعية وبالفذلكات والمهارات بالتلاعب بالألفاظ وتقديم المغريات ,وهو لا يمس إلا ضحيته , فهو لا يضاف إلى كذبه أي شيء من الدعايات المُضللة , وهو لا يمس القانون ولا العقيدة في شيء بل هو يمس المتضرر منه مباشرة , سواء أكان المتضرر المستهلك أو المُنافس.

أما الإعلان المُضلل وهو موضوعنا لهذا اليوم , فهوكاذب إضافة إلى كونه مضلل , أي أنه يضلل القانون والعدالة , بحيث أنه من الصعب جداً إثبات تضليله وتقديمه للعدالة , وفي الدول العربية تقوم المخابرات بتدريب أفرادها على إحتراف نوعيات متعددة من الإعلانات المضللة والدعايات المضللة سياسياً وإجتماعياً ويستهدف الإعلان المُضلِلْ المستهلك والمُنافس الجيد, والعقيدة والشريعة ,واللغة ,والمجتمع , ويختلف بسببه المشرعون وينقسمون على أنفسهم, ولديه مهارات فردية لغوية ومهارات حسية إختبارية يستطيع بها أن يكشف مستوى غباء الجمهور الذي يهظم ويبتلع بضاعته المُعلِن عنها , وهو محتال يقوم بالإحتيال على الشريعة والعقيدة والقانون والناس , وغالبية ضحايا الإعلان المُضلل تكون من المتعلمين ومن ذوي الطبقات العليا والمستنيرة في المجتمع , حتى رجال القانون يقعون أحياناً ضحية له , أما الإعلان الكاذب فغالبية ضحاياه من الناس العاديين جداً.

ولقد سمعتُ قصة من جدي ومن أمي ومن كبار السن في بلدتنا عن تاجر كان يبيعهم زيت زيتون مغشوش وهم يعرفون أنه مغشوش , ولكن كونه يحمل ذقناً طويلاً ويطيل السجود في الصلاة إضافة إلى حلفانه وصيامه , وعقد يمين, وإيمانات دينية متعددة يصدقونه بسببها فكان يقول لهمإذا سألوه عن مصدر الزيت : والله على عيوني زيت زيتون..والله على أبني هذا الوحيد زيت زيتون ..والله على أولادي وبناتي كلهن زيت زيتون) وكانت الناس وأهل بلدتنا يفهمون من كلامه ومصطلحاته أنه يدعو بالسوء والموت على أبناءه إذا كان زيته مغشوشاً , علماً أن زيته مغشوش وهو أيضاً لا يدعو بالسوء على أبناءه , بل هو كاذب ومضلل.
فزيته مغشوش , ودعاؤه تفهمه الناس بطريقة وهو يقصد منه طريقة أخرى , أي أن فهم الناس لإعلانه عن الزيت يختلف بمفهومه هو عن الإعلان , فهو حين يقول (على إبني زيت زيتون) فهو لايقصد بكلمة (على) القسم الديني بل يقصد منه حرف الجر الذي يفيد الإستعلاء , أي أنه( على أبنه زيت زيتون أصلي ), فكان كلما خرج لبيع الزيت هو وإبنه يقوم أولاً قبل خروجه من الدار بدهن إبنه بزيت الزيتون الصافي 100%, وكذلك يدهن بناته بزيت الزيتون الصافي 100% , ويدهن عيونه أيضاً يزيت الزيتون , فكان أيضاً يضع إصبعه على جفونه ويقول (والله ياناس على عيوني زيت زيتون).
فكان كذلك حين يخرج لبيع الزيت يخرج ومعه الزيت المخلوط والمغشوش بأنواع أخرى من الزيوت الرخيصة الثمن , والتي تبلغ تكلفتها أقل بمرتين إلى ثلاثة مرات سعر الزيت الأصلي الذي يدعي هو أنه يبيعه .

هذا الإعلان الضار كاذب ومضلل, وهو أيضاً يحيّر العدالة ويقوم بتضليل القانون , والنية المعقودة في البيع صحيحة , فهو لا يقول أن زيته زيت زيتون أصلي بل أن الزيت الذي على عيونه وعلى بناته وإبنه هو الزيت الأصلي , ولكن المواطن يفهم منه مالا يقصده هو , وهو بهذا يعتمد الشيخ على سذاجة المستهلك وضعف إستنتاجاته القرائية .
إن الإعلان المضلل مارسته الشعوب أيضاً في الحروب والنكبات وإدارة الأزمات , الإعلان المضلل مارسته الفتوحات العسكرية , والمقاصد النبيلة من وراء الحروب , والإعلان المضلل ايضاً موجود في العمليات السياسية وفي الدعايات والحملات الدعائية للمتاجرين بلقمة خبز الشعوب المسحوقة , وأينما كثرت الحلفانات واليمينات والدعايات المضللة نجد أنها تكثرُالحملات الدعائية للسياسيين في منشوراتهم التي تدعي مقاومة الفقر والبطالة ومحاربة الفساد , وهم الذين يصنعونه بإعجازاتهم اللغوية .

إن الأمثلة على الإعلان المضلل كثيرة الدينية منها والفلسفية وإن الإعلان المضلل يقوم أصلاً على أسس لغوية وفذلكات لغوية .
وهذه الفذلكات اللغوية مثلها مثل السحر والخدع البصرية , إنها تقوم على مبدأ الكلمة المطاطية, فلقد كانت الناس تفهم من خلال يمين تاجر الزيت (على أولادي زيت زيتون) يفهمون أن كلمة (على) هي أداة قسم , أما هو فقد كان يقصد منها حرف الجر الذي يفيد الإستعلاء على الشيء , كقولك مثلاً: العصفورُ على الشجرة , أي أن العصفور إستعلى على الشجرة بجسمه .
وكان وما زال الحكام الإداريون في المجتمعات العربية إذا أرادوا إستدعاء الشرطة لسجن شخص يجلس معهم ولا يريدونه أن يشعر بإستدعاء الشرطة , يقولون للموظفين الذين عندهم (هاتوله شاي) والإنسان المسكين يفهم من هذه الجملة أن الحاكم الإداري يريد تقديم الضيافة له , علماً أنها كلمة سرية تعني بين الحاكم الإداري وموظفي الديوان شيئاً آخر معناه إستدعاء الشرطة وسين وجيم .




#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تطوير الإستبداد العربي
- بدي سيجارة
- مكان تحت الشمس
- أكثر من قرآن
- الفن من أجل الذين لا يقرأون ولا يكتبون
- مؤتمر في الجامعة الأردنية عن المرأة
- مصادر الفساد
- اللذة في رواية عبد الله رضوان :غواية الزنزلخت
- عريس لُقطهْ
- باص القرية وباص المدينة
- رأس المرأة ورأس الرجل
- رفاق السوء
- وجه الشبه بين المرأة والطبيعة
- الخوف من الكلمة المقروءة
- بعد إهل حارتنا مثل أيام زمان
- كيف تصبح العلاقات الزوجية علاقات أخوية ؟
- يوم مع الروائي الأردني هاشم غرايبه
- صباح الخير
- أُكلتُ يوم أُكِلَ الثورُ الأبيض
- رحلة إلى البحر الميت والمغطس


المزيد.....




- -قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
- مصر.. وفاة الفنان عادل الفار والكشف عن لحظات حياته الأخيرة
- فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة ...
- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
- بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - جهاد علاونه - شيخ الإعلان المُضلِل