أجلس قرب جثَة
تقول ما تشاء ..
تقول : هارب أنا ،
من الصعودِ مرغما ...
للشمس أو كواكب السماء .
أو بائع لموطني ..
أو داخل وخارج بين الزمان والمكان
في مدينة لا تعرف الشهيق
فوق خط الاستواء
وكيف يهرب الشهيد من عتاده
ومن بلاده ..
قبيل طرفة من الفناء ؟
.. تنام أمه من دون أن تراه
يموت قبل أن يموت ..
وقبل أن يركل صمت الأدعياء .
رصاصة معطرة
ترقص حول الشجرة
وحينما يأتي الشَّهيد
يضحك وجه المقبرة .
***
أَجلس قرب جثة
تقول ما تشاء ...
تقول أضحى بحركم
للحب مكانا دافئا ..
عند الشتاء
ولليخوت معبر ..
وللرجال والنساء مدبر ..
وقبلة لمن راح وجاء .
نساؤكم حرث لكم...
رجالكم " صم بكم " ..
ولنا القصيدة إن عظم الرثاء ..
ولكم قناديل الدماء .
الحزن ليس لكم ..
إن نحن متنا
كل حمامة جلست في القلب وعانقتنا ..
إن القراصنة الذين توضئوا
مروا علينا ..
حين كنا في مدن الأَلوان
أشبه بالسيول .
جثة في الريح
تقترح السلام وتولم البحر لسراق الحقول .
ماذا تقول ؟!
أَ سعيد بينكم .. أين سعيد ؟!
نخلة في الريف زفِت بالسبايا والنشيد ..
جثَة ترفض حتى الموت في عصر الذبول .
ماذا تقول .. ؟
ماذا تقول .. ؟
ماذا تقول .. ؟
***
مؤتمر ينام خلف مؤتمر
والزمن الوضيع يؤتمر
وعندما يأتي الشهيد
يرحل عن بلادنا القمر ؟
***
أجلس قرب جثة
لطفلة أو عمة أو خالة
وأبدأ الحوار .
يا سيدي : أن الزمان في يدي
إني انتظرتك آجلا أم عاجلاً ...
كي تقترب من جسدي ..
يا منقذي من كفني
وحارسي في مرقدي ..
لك منا قبلتان
جثة .. أو جثتان
للسائح منها لقمتان
وللشهيد ركعتان ..