أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حيدر طالب الاحمر - السجن














المزيد.....

السجن


حيدر طالب الاحمر

الحوار المتمدن-العدد: 2625 - 2009 / 4 / 23 - 07:08
المحور: الادب والفن
    



{ قَالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ وَإِلاَّ تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُن مِّنَ الْجَاهِلِينَ } يوسف33

قال لي:
هل تعرف فلانة ؟ قلت له :
نعم ، اعرفها ومن لايعرفها من اكاديميّ الجامعة!
قال لي : إذن لماذا لم تخبرني بالصراحة في المرة السابقة؟
قلت له: بل لم أخبرك سوى الصراحة .
قال لي: بل لم تخبرني بالحقيقة! سأسجنك... سيادة القاضي اسمح لي أن أتكلم ! اذهبوا به إلى السجن ! سيادة القاضي...اسمعني ، إلى السجن اذهبوا به.....
امسك يدي الشرطي بلطف وقال لي بهمس، لماذا تناقش القاضي ألا تدري انه عصبي!
قلت له : لاتمسكني من يدي ، فقال لي: بأدب لا ابداً تفضل.
أمُر هذه المرة بممرات المحكمة بصورة مختلفة فأنا ذاهب إلى السجن والشرطي خلفي ..والحقيبة الخاصة بالمحاضرات الدراسية بيدي....!
فقال الشرطي لبواب السجن ، انه محامي هون عليه وعامله بلطف ، فقال لي البواب أستاذ اسمك ؟
فتح الباب ، ودخلت ، في غرفة نظرت إليها بتفحص ، مساحتها خمسة أمتار عرض بخمسة طول ، يظهر بها شباك صغير مساحته عشرين في خمسين سنتمتر مكسور الزجاج وحيطان صفراء مليئة بالذكريات المحفورة وسقف يحوي خيوط العناكب التي تظلل ضوء مصباح فلوريسنت واحد فقط ويلتف حول مروحة يكاد يحد من سرعتها على وأرضية وسخة مليئة بأعقاب السيكار والتراب الأسود! إضافة لباب حمام داخلية ألمنيوم يحوي مغسلة مياه قذرة مع تواليت قذر رائحته تغطي الغرفة ، وهذه الغرفة فيها ثلاثين موقوف وأنا كنت آخرهم...!
ألقيت السلام فرد لي شخص واحد بصوت سمعته ، والبقية مشغولون فيما بينهم والكل نظر الي بادئ الأمر فالكل يعتقدني محامي ، فدائماً ماتؤدي المحاورة بين القاضي والمحامي إلى إلقاء المحامي بالتوقيف ! فتقدم لي شخص وقال لي : أستاذ ماسبب توقيفك؟
قلت له: وكنت شبه منهار ولا أتحمل الحديث ، وأردت صرفه عني بكل طريقة، اعتقدَ القاضي إني رفعت صوتي معه!
فقال لي: بسيطة يا أستاذ وستخرج بعد ساعات.
هل أنت محامي أستاذ؟
كلا أنا أستاذ جامعي.
إذن ماسبب مجيئك هنا؟
بسبب نقاش مؤدب بسيط مع موظفة في الجامعة أدى إلى رفع شكوى منها ضدي بسبب كونها مسنودة من قبل مساعد رئيس الجامعة!
والقاضي لم يسمع مني واعتقدَ إني أنا من تجاوز علماً إني أستاذ جامعي!!!
بسيطة دكتور سيخرجك بعد ساعات .
إن شاء الله.
أدرت وجهي بعيداً عنه، ولكن سمعي بقي في الغرفة يجوب المحاورات اجباراً.
فأنا موقوف منذ أسبوع ، كوني من محافظة أخرى جئت لإكمال تحويل سيارتي ، واوقفتي الشرطة كونهم يشكّون كون السيارة التي أنا فيها مسروقة ، وأدور في الزنزانات منذ أسبوع ولم يحسم أمري ، علماً إني قمت بشرائها من معرض مجاز بمعاملة أصولية.
وأنا منذ سنتين موقوف؟؟؟
أنا والسيد ، كوننا موقوفون سياسياً منذ أكثر من سنتين والقضاة يخشون من بطش الساسة فلا يفرجون عنا ، ويومياً نأتي إلى هنا ونهاية الدوام يرجعوننا من حيث أتينا (التسفيرات).
ونحن سبعة هل من المعقول أن نتوقف كوننا لم نشغل المولدة للضابط في غير موعد التشغيل؟
وأنا قدمت الشكوى على شخص قتل أخي فتوقت أنا وهو حر!
وأنا شرطي وقفني الضابط بسبب شجاري معه.
وأنا في عهد الحرية الديمقراطية يسجنونني لكوني أبيع الخمور ، فأين هي الديمقراطية؟
وأنا سرقت موبايل فقط.
وأنا ، ونحن ، وأنا.
مُليء رأسي وركد الدم في قدمي بسبب الوقوف لمدة خمس ساعات متواصلة لعدم استطاعتي الجلوس على الأرض!
وفجأة سمعت منادي ، دكتور ، دكتور تعال.
فذهبت إلى الباب وكنت أقف على جانب حتى لا يراني من يمر من أمام بوابة السجن فالبوابة على ممر مراجعين ولو انه قد رآني اغلب المحاميين الموجودين في المحكمة.
ففتحت الباب وقال لي الشرطي تفضل دكتور القاضي يريدك.
فدخلت إلى القاضي قاطعاً ممراً طويلاً جداً لم يكن موجود قبلاً ولو إني قد مررت به سابقاً ، ودخلت إلى القاضي ، ورأيت عنده احد الأشخاص المقربين لي والذي يبدوا انه توسط لي عنده عندما سمع بذلك، فقال لي القاضي: والله لو كنت صارحتني ماكنت سجنت.
فقلت له: والله يا سيادة القاضي لم أخبرك سوى بالحقيقة.
فقال لي: لا لم تخبرني بالحقيقة وسأخرجك بكفالة كونك أستاذ جامعي ...!
شكرا سيادة القاضي.

كاتب القصة
حيدر طالب الأحمر
أكاديمي عراقي



#حيدر_طالب_الاحمر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المفوضية المستقلة في العراق وانقيادها!
- تمويل الانتخابات العراقية
- التعليم الالكتروني وفوائده
- المسيب عشق الفرات
- الهنود والتكنلوجيا
- الحضارات القديمة والعولمة
- المقاومة
- صباح جديد
- الرسائل الالكترونية المحتالة
- السلبية والايجابية بالمنتديات
- إدمان الانترنيت
- رسالة الى مجلس النواب العراقي


المزيد.....




- رشيد مشهراوي: السينما وطن لا يستطيع أحد احتلاله بالنسبة للفل ...
- -هاري-الأمير المفقود-.. وثائقي جديد يثير الجدل قبل عرضه في أ ...
- -جزيرة العرائس- باستضافة موسكو لأول مرة
- -هواة الطوابع- الروسي يعرض في مهرجان القاهرة السينمائي
- عن فلسفة النبوغ الشعري وأسباب التردي.. كيف نعرف أصناف الشعرا ...
- -أجواء كانت مشحونة بالحيوية-.. صعود وهبوط السينما في المغرب ...
- الكوفية: حكاية قماش نسجت الهوية الفلسطينية منذ الثورة الكبرى ...
- رحيل الكوميدي المصري عادل الفار بعد صراع مع المرض
- -ثقوب-.. الفكرة وحدها لا تكفي لصنع فيلم سينمائي
- -قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حيدر طالب الاحمر - السجن