أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سهيل أحمد بهجت - العراق و المواجهة الحتمية بين إيران و الولايات المتحدة














المزيد.....


العراق و المواجهة الحتمية بين إيران و الولايات المتحدة


سهيل أحمد بهجت
باحث مختص بتاريخ الأديان و خصوصا المسيحية الأولى و الإسلام إلى جانب اختصاصات أخر

(Sohel Bahjat)


الحوار المتمدن-العدد: 2625 - 2009 / 4 / 23 - 09:45
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



حينما لا يفعل الخير شيئا، ينتصر الشّر.
هذه الكلمات قد تنطبق بوجه من الوجوه على التصعيد الحاصل الآن بين إيران و المجتمع الدولي، ففي عهد الرئيس جورج بوش كانت الحكومة الإيرانية متمثلة بالرأسين "خامنئي" و "نجاد" يطلقان تصريحات نارية ذات طابع صارخ من التحدي و الرفض، لكنها كانت تتسم بنوع من الحذر و المرونة السياسية كنوع من الاحتياط تجاه أي قرار أمريكي بضرب النظام الإيراني، لكن هذه اللهجة "الاستكبارية" و التي تعبر بصراحة عن ميل إلى الدكتاتورية و العنصرية، ازدادت قوة و تحديا، بعد مجيء الرئيس الأمريكي (باراك أوباما) إلى البيت الأبيض، هذا الرئيس الذي قدم حوارا بلا شروط إلى الإيرانيين و أظهر نوعا من الاعتراف بالنظام الإيراني حينما أطلق أوباما صفة (الجمهورية الإسلامية) على إيران في رسالة التهنئة المتلفزة إلى الإيرانيين في عيد النوروز، و أيضا حينما سربت الصحافة الأمريكية خبرا يفيد أن الولايات المتحدة قد تتخلى عن شرط الإيقاف الفوري لتخصيب اليورانيوم للحوار مع طهران، يذكرني ردّ الفعل الإيراني هنا بردود فعل هتلر تجاه التحالف و تجاه (تنازلات تشمبرلن) الذي أظهر نفسه ذليلا في التفاوض مع دكتاتور كهتلر.
فمنذ انتخاب أوباما، تصاعدت حدة الخطاب الإيراني و أطلقت إيران قمرا صناعيا و اعتقلت مؤخرا صحافية أمريكية هي "روكسانا صابري" الإيرانية الأصل بتهمة التجسس و حكم عليها بالسجن 8 سنوات قابلة للإستئناف، كما صعدت إيران و عبر حليفها حزب الله من دعمها العلني للتنظيمات الإرهابية كحماس و الجهاد و مؤخرا أثار نجاد ضجة لا سابق لها حينما ألقى خطابا في مؤتمر مناهضة العنصرية في سويسرا، و من الواضح أن الرسالة التي أراد أوباما إيصالها إلى الإيرانيين قد فــُهمت خطأً، فالإيرانيون لا يرون في أوباما إلا ما رآه هتلر في رئيس وزراء بريطانيا (تشمبرلن)، بمعنى أنه يعبر عن ضعف الموقف الأمريكي و بالتالي لا يجد أوباما أمامه ـ حسب فهم الإيرانيين ـ إلا التفاوض و لا شيء إلا هذا الخيار، و النتيجة هنا هي أن التفاوض يصبح مجرد تضييع للوقت.
النظام الإيراني و منذ أيام الثورة الإيرانية، يستخدم لغة ذات طابع حاد و بدون أي أبعاد سياسية عقلانية، فهم ينعتون كل العالم الديمقراطي بالاستعمار و الشيطان الأكبر و الإمبريالية و ما إلى ذلك، و في الوقت نفسه نجد النظام الإيراني يتقرّب من الأنظمة الدكتاتورية و أنظمة الطغيان كروسيا و الصين و كوبا و كوريا الشمالية و مملكة آل سعود ـ يتقرب منها الإيرانيون رغم كل السياسات القذرة لهذه المملكة ـ و لا ننسى التقارب الإيراني الفنزويلي، من هنا يخرج المحلل السياسي بنتيجة مفادها أن التصور الإيراني للنظام العالمي يختلف كليا عن التصور الأمريكي و البريطاني، فبينما تسعى الولايات المتحدة إلى نشر الديمقراطية و ثقافة حقوق الإنسان، يسعى الإيرانيون إلى إعادة العالم إلى ما قبل سقوط جدار برلين حينما كانت الكتلة الشيوعية تتحدى الغرب و تريد ابتلاع العالم، من هنا نخلص أن المواجهة قادمة حتما ما دام النظام الإيراني بلغ حد السقوط الأخلاقي في التعامل السياسي، و قد عانى العراق الكثير من هذه السياسة اللا أخلاقية التي دعمت الإرهاب "المقاومة" بأسلوب لا يقل صفاقة و انحطاطا عن الدعم السعودي و الخليجي للإرهاب، و كان الخبر السار هو أن غالبية العراقيين صوتوا في انتخابات مجالس المحافظات ضد عملاء إيران و السعودية، فأسقطوا المجلس "الوراثي" الإسلامي الأعلى و الحزب الإسلامي السلفجي، ترى هل يستطيع العراقيون الملائمة بين مصالحهم كأمة و تخطي مسألة المواجهة الحتمية القادمة في هذه المنطقة؟
على العراقيين لتخطي هذه الكارثة القادمة أن يكونوا لأنفسهم بلدا يلغي الطائفية السياسية و يُهمش الأحزاب القومية التي تقتات و تنهش في جسد الأمة العراقية و يكون أساس العراق الجديد هو (الفرد) الذي نستطيع وصفه بأنه نواة البنية الاجتماعية، فبدون إصلاح البيت الداخلي العراقي سيبقى البلد عرضة للاختراقات من قبل المليشيات و تنظيمات الإرهاب التي لم و لن تـُقصر في الإجرام و التدمير، فهل خرّب العراق إلا جيرانه الفاسدون و طفيليات التقسيم في الداخل.


Website: http://www.sohel-writer.i8.com
Email: [email protected]



#سهيل_أحمد_بهجت (هاشتاغ)       Sohel_Bahjat#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سايكوباثية -السياسي- العراقي و علاجات -الفقيه-!!
- حرّيّتنا... مشوهة كتمثالنا!!
- 9 نيسان... يوم إسقاط هبل
- هوية العراق (إنسانه رخيص)!!
- مجتمعات القسوة و -أعمى العمادية-!!
- المقاومة القذرة بين سقوطين
- عمرو بن العاص و الاستراتيجية العراقية
- بين جدّي و صدّام حسين
- معايير الإنسحاب من العراق بقلم دانييل بليتكا*
- أدباء و مثقفوا -هارون الرّشيد- في عراقنا الجديد
- العراقيون و ... ما وراء السفارة
- إلى الوزير خضير الخزاعي.. هل أنت غافل عن مناهج البعث؟
- أزمتنا السّكنيّة و -الصهيونيّة-!!
- الدبلوماسية وحدها لا تنفع مع إيران بقلم مايكل روبن
- أزمة العقل العراقي
- بعد الانتخابات... شبيك لبيك المرشح بين إيديك
- المجتمعات الحرة و مجتمعات التخلف
- الانتخابات بين الإخلاص و المتاجرين بالدين
- جلادوا آل سعود و صمت الحكومة العراقية
- إقليم الجنوب و -مجلس بني أمية-!!


المزيد.....




- شاهد التسلسل الزمني للحظات إطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين ف ...
- لماذا يتعجل الشرع الزمن نحو الرئاسة؟
- الادعاء الألماني يوجّه اتهامات ضد مشتبهين بالانتماء إلى داعش ...
- ما أهمية إعلان الجيش السوداني تحرير الخرطوم بحري؟
- شهيد بنابلس ومقتل جندي إسرائيلي وإصابة 5 بجنين
- السعودية تهنئ الشرع بتوليه رئاسة سوريا
- شاهد ما كشفته صور حطام طائرة ركاب ومروحية في نهر شبه متجمد ب ...
- حماس تعلن مقتل قائد جناحها العسكري محمد الضيف ونائبه مروان ع ...
- ترامب: -لا ناجين- من حادث اصطدام طائرة ركاب بمروحية عسكرية ف ...
- أبو عبيدة يُعلن مقتل محمد الضيف وعدد من القيادات العسكرية لـ ...


المزيد.....

- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سهيل أحمد بهجت - العراق و المواجهة الحتمية بين إيران و الولايات المتحدة