أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - باقر جاسم محمد - الاحتلال و الاستقلال بين منطق الرصاص و منطق العقل














المزيد.....

الاحتلال و الاستقلال بين منطق الرصاص و منطق العقل


باقر جاسم محمد

الحوار المتمدن-العدد: 803 - 2004 / 4 / 13 - 09:18
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


فرض الواقع العراقي الراهن نفسه بقوة على اتجاهات التحليل السياسي بصدد مسألة أنسب الطرق للتخلص من الاحتلال الأمريكي البريطاني البغيض القائم في وطننا العراق و لقد تباينت الآراء حول أنجع السبل للخروج حالة الاحتلال هذه و استعادة السيادة الوطنية التي فقدناها بعد حرب ليست شرعية . تلك الحرب التي خاضها النظام البعثصدامي و خسرها بشكل أذهل المراقبين . و كان من نتيجة ذلك أن ترك البلاد تنؤ تحت ثقل الاحتلال. و لعل من المفيد التذكير بأن النظام المهزوم خلف أيضا تركة ثقيلة من المشكلات و الاحتقانات التي يمكن وصفها و لكن يصعب حصر آثارها. ولعل من أهم الآثار هو ما يجسده السؤال الآتي: كيف تستعيد بلادنا المحتلة سيادتها المفقودة ؟
تتنوع الإجابة على هذا السؤال بحسب الخلفيات الفكرية و السياسية الاجتماعية للذين يتصدون للإجابة عليه . و لكن يمكن حصر اتجاهات الرؤيا بصدده إلى اتجاهين رئيسيين أساسيين هما: الاتجاه السياسي التفاوضي و الاتجاه السلاح و القتال .
الاتجاه الأول يستند في حججه إلى الآتي:
1. أن الاحتلال زائل لا محالة . وان طرق مقاومة الاحتلال تتنوع و ليس السلاح هو أفضل السبل للإنهاء الاحتلال.
2. و أن الشعب العراقي لا يحتمل مزيدا من الحروب . فهذا الشعب يحتاج إلى إعادة بناء الدولة التي انهارت بسقوط النظام و هو يحتاج الى الحرية و الديمقراطية و احترام حقوق الإنسان و كذلك تمكين أطياف الشعب العراقي من ممارسة حقوقها السياسية و التحول من حالة التفرج إلى حالة الإسهام في صنع القرار.
3. أن التنمية السريعة و المدروسة و إعادة الحياة الى الدورة الاقتصادية المشلولة منذ خمسة عشر عاما هو أولوية مطلقة لإخراج البلاد من الحالة التي وصلتها بفضل سياسات النظام السابق..
4. أن التنمية تقتضي إقامة علاقات وثيقة مع دول المنطقة و العالم و بما يؤدي الى إقامة علاقات طبيعية مع هذه الدول و هو ما سيسمح بتحويل واردات البلاد الى سياقات تنموية بدلا من توجيهها نحو العسكرة.
5. إن العلاقات المنوه عنها أعلاه تستلزم تحالفا مع دولة متنفذة في العالم و هي الولايات المتحدة الأمريكية و بما يوفر غطاءا سياسيا و اقتصاديا للدولة الناشئة من رماد الحروب السابقة.
6. إن التطور اللاحق للعراق يجب أن يكون في صيغة دستورية تضمن عدم تعرض النظام السياسي الجديد لسطوة السياسيين المغامرين و الانقلابات العسكرية.
7. و يعني ذلك تنمية الممارسة السياسية الحرة و مؤسسات المجتمع المدني و الصحافة الحرة.
و من البديهي أن توفر كل هذه الأسس يعني ضمنيا ضرورة توفر الأمن و الأمان بغية الشروع بالبناء السياسي و الاجتماعي و الاقتصادي. و من هنا يمكن فهم استهداف الأمن ( ضرب مراكز الشرطة ) وكذلك ضرب البنية الاقتصادية الوليدة ( تجمعات الأيدي العاملة و مراكز توليد الطاقة و أنابيب نقل الوقود ) و خلق حالة من التوتر الذي يدفع الناس إلى الانكماش حتى لا تزدهر الحياة السياسية بما يؤدي إلى وأد مشاريع استعادة الدكتاتورية بأسم و هيئة و شكل جديد.
إن لأصحاب الرؤية المسلحة حججا يمكن تلخيصها في الآتي:
1. حق (المقاومة ) حق مقدس و ليس هنالك احتلال زال بدون قتال.
2. إن ( المقاومة ) ستهزم الاحتلال و ستطهر أرض الوطن من اليانكي الأمريكي.
3. إن الأمريكيين لم يفوا بوعودهم التي أطلقوها بالديمقراطية و التنمية .
4. إن الأمريكيين إنما ينفذون سياسيات إسرائيلية تهدف إلى سلخ العراق من محيطه العربي و تحويله الى أرض ممهدة للنفوذ الإسرائيلي.
و من الواضح أيضا أن هذه الحجج ذات طابع يرتبط بجهات مارست الترويج الأيديولوجي لفترة طويلة من الزمن حتى أدمنته و لم يعد بإمكانها أن ترى ما يدور حولها من متغيرات.
فالاحتلال يمكن أن يزول بدون قتال كما في تجربة الهند و زعيمها غاندي و كذلك في تجارب شعوب كثيرة مثل أغلب دول أوربا التي احتلتها دول الحلفاء الغربية ثم سرعان ما أعادت إليها السيادة و السلطة معا. كما إن هذه المقاومة لا تمتلك رؤيا سياسية واضحة للعراق بعد حرب جديدة يخوضها ! ؟ إن هذه المسألة هي أخطر ما يجعل ما يسمى بالمقاومة مشروعا لدكتاتورية جديدة. حيث دلت التجارب البشرية أن الرؤيا النفقية الظلامية المدعومة بالسلاح ، و بعد أن تفرض سيطرتها على الأرض ، ستقوم بعد ذلك بعمليات تصفية واسعة النطاق لكل من لم يؤيدونها في مواقفها و ستعمل جاهدة على إعادة البلاد إلى القرون الوسطى التي تمثل الأنموذج الحلم بالنسبة لها.
من هنا يأتي رفضنا لهذا الاتجاه الذي نري فيه عودة الى مستنقع الدكتاتورية الذي خرجنا منه توا . كما أن تبني قوات الاحتلال لسياسية البطش و التنكيل ستجعل مزيدا من الناس يرون في منطق العقل اسلوبا خاسرا لا يؤدي إلى نتائج ملموسة، و هذا سيجعل مزيدا من المياه تجري في طاحونة أصحاب نظرية القوة و الغلبة . فهل يدرك العراقيون الذين استغل البعض طيبتهم ليتاجروا القضية العراقية ما يراد بالعراق و مستقبله ؟



#باقر_جاسم_محمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رقيم سومري حديث
- المرأة العراقية و الدستور المؤقت و المستقبل
- نصيحة سيدوري الأخيرة
- الدولة و السلطة والعشائر العراقية
- العراقيون وحقوقهم بين الأمس و اليوم
- أخلاقيات الحوار و شروطه المعرفية


المزيد.....




- هل يعارض ماسك الدستور بسبب حملة ميزانية الحكومة التي يقودها ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وأخرى تستهدف للمرة الأولى-..-حزب ...
- حافلة تسقط من ارتفاع 12 مترا في حادث مروع ومميت في فلاديفو ...
- بوتين يتوعد.. سنضرب داعمي أوكرانيا بالسلاح
- الكشف عن التاكسي الطائر الكهربائي في معرض أبوظبي للطيران
- مسيرات روسية اختبارية تدمر مركبات مدرعة أوكرانية في اتجاه كو ...
- مات غيتز يتخلى عن ترشحه لمنصب وزير العدل في إدارة ترامب المق ...
- أوكامبو: على العرب الضغط على واشنطن لعدم تعطيل عمل الجنائية ...
- حاكم تكساس يوجه وكالات الولاية لسحب الاستثمارات من الصين
- تونس.. عبير موسي تواجه تهما تصل عقوبتها للإعدام


المزيد.....

- لمحات من تاريخ اتفاقات السلام / المنصور جعفر
- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - باقر جاسم محمد - الاحتلال و الاستقلال بين منطق الرصاص و منطق العقل