أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - جهاد علاونه - بدي سيجارة














المزيد.....

بدي سيجارة


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 2625 - 2009 / 4 / 23 - 09:43
المحور: كتابات ساخرة
    


لست أدري أي نوع هي من النساء , تلك التي من أول ما رأيتها وأنا مشدود إليها بأعصابي وأوجاعي وأحلامي الطفولية , ولأول مرة أشعر بها أنني محتاج إلى يدها لكي أمسكها وأشعر بحرارتها وألتهمها كما ألتهم حبة بقلاوة .

ومنذ تلك اللحظة وأنا أحلم بذلك حتى جمعتني بها الصدفة على طاولة مستديرة , كنتُ أجلس قبالتها وكانت عيوني تنكسر كلما جاءت بعينيها , ولأول مرة أشعرُ أنني رجلٌ خجول جدا رغم أنني جريء في الكتابةجدأ,ومن هنا أصبح عندي قناعة أنني أقول ما لا أفعل أو أنني منافقٌ فعلاً, رغم أنني لست كذلك , ولكن ما سرُ إنكسار عيوني كما ينكسرُ الضوء في الماء,ربماأنهاإمرأة مائية,وهذا ليس مستبعداًفهناك إمرأة حديديةوهناك خشبية.

كانت تنظر لي عن غير قصدٍ منها وكنتُ أحاولُ أن أثبت لها أنني أيضاً أريدُ أن أقول لها شيئاً , ولكنها كانت مشغولة جداً برجل يحدثها وكانه قريبٌ لها أو جارها هكذا كانت نوعية النظرات المتبادلة بينهما فأنا خبير جداً بالنظرات وبأنواع الجلسات ولربما يعود ذلك لحبي أن أراقب الناس, فأنا أراقب جلسات كل الناس وأستطيع أن أستنتج عن بُعدٍ أيضاً نوعية الحديث الذي بينهم .

شو هذا أنا بدي أتحدث عنها تلك المرأة ولا أريد أن أتحدث عن الناس (مالي ومال الناس) أريدها فقط أن تشعر بقربي منها وبإعجابي , ولكن كيف أقولُ لإمرأة لم أرها في حياتي سوى مرتين أو ثلاثة أنني معجب جدا بها ؟!!ربما تقول عني هذا واحد( مجنون) أنا أقول ربما , ولكن على الأغلب سأحاول أن أقول مهما كانت النتائج وفجأة أخرجت من أمامها سيجارة من علبة السجائر مدت شفاهها إليها إبتلعتها وتطايرت من فمها سحابة من الغبار , كنت ُ أطيرُ مع كل نفسٍ تأخذه وتدفعه للأمام كما يدفع البمب الباطون الجاهز .

ثم أخذت نفساً أعمق من ذلك النفس وأنا طبعاً تركتُ التدخين منذ زمن ولكنني اليوم ندمتُ جداً لو أنني ما زلت أدخن , كنتُ أريد أن أستلف منها سيجارة بحجة أنني مقطوع من الدخان , ودارت برأسي سيجارتها الطويلة وكأنه أنا الذي يسحبُ الأنفاس وليست هي , قررتُ أن أعود للتدخين ولو لربع ساعة فلربما أذا إستلفتُ منها سيجارة تدور بيننا الحكايات والتساؤلات ولكن هيهات هي مشغولة جداً مع جارها أو صديقها أو قريبها لا أدري بالضبط ولكنها فعلاً مشغولة , وتمنيتُ لو أنني عامل منظف مداخن أدخل إلى رئتيها فأنظفهما مما فيهن من سجائر ونرجيلة .

مدت أصابع كفيها الناعمتين وتدلى الخنصر والبنصر أمامي ورفيقي يحدثني بكثير من الأحاديث التي تعجبني ولكنني فعلاً في هذه اللحظة لستُ معه إطلاقاً أو لست مع أي أحد ولا حتى مع اليسار الذي أدعيه أو اليمين وأنا فعلاً أيضاً لستُ هنا بل أنا هناك أتطاير مع سحائب الدخان المنبعثة من شفتيها الرقيقتين ..آه..آه.
الآن نظرت لي وجاءت عينيها بعيني وطلبت مني طلباً : قالت لو سمحت ممكن متكه (مكته) ؟

أي منفظة السجائر سررتُ جداً وهي لا تبعدُ عني مسافة نصف متر ولكنني لستُ أدري كيف نهظت من مكاني وإلتففتُ أكثر من مترين ونصف حتى أصل إليها بالمكتة , إعتذرت مني وقالت : آسفه غلبتك ليش قمت من مكانك , وبصراحة شيء ما مسك لساني عن الكلام وشعرتُ بدوخة في الرأس وبضغط الدم وهو ينزل أسفل القدمين وبالخجل رغم أنني جريء ٌ جداً في الكتابة ولكنني جبان هنا , وفي هذه اللحظة فعلاً أنا جبان وإبن جبان .

رجعت مكاني والسعادة تغمرني ولأول مرة أشعر ُ أنني بحاجة إلى سيجارة تمر بين أصابعي , تقفُ بين السبابة والخنصر والبنصر , لأول مرة أشعر أن للتدجخين فائدة صحية , أنا بحاجة إلى سيجارة ولكن ليس من أي أحد بل منها, أنا بحاجة لسيجارة منها أمررها بين شفاهي(شفايفي) وأقلبها كما يقلب الله القلوب بين يديه , أنا أحترق ..كلي يحترق ورأسي ثقيلٌ ساخنٌ ويدور مثل الساقية .

الآن نهظت من مكانها لملمت أوراقها وحقيبتها ومزهريتها مسحت فمها من بواقي الشراب والطعام , كما أمسحُ أنا (الفلاش ميموري) من الفايروسات , حاولت أن تنهظ فقررتُ أن أتبعها أو أن أتصادف معها في المقاعد فأقول لها آسف جداً ممكن سيجاره؟ أنا مقطوع..أنا أريد سيجاره أنا محشش على سيجاره , وأثناء إعدادها الرحيل قمت على الفور ولبستُ جاكيت بدلتي وحملتُ حقيبتي وقررتُ أن أطلب منها سيجارة أو أن أقول لها أنني معجب بشخصيتك , وفعلاً أنا معجب بشخصيتها وبالسيجارة ولست مازحا رغم أنني لا أعرفها كثيراً ولكن يكفي نظرتي القوية فأنا خبير في الناس ..(مالي ومال الناس) أنا ألآن بحاجة إلى سيجارة منها سيجارة تعيدني إلى أيام الصبا أيام كنتُ أختبأ في الحمام كي أدخن , أنا الآن إقتربتُ منها كاد كتفي أن يلمس كتفها ولكنني خجلتُ جداً فأردت ُ أن أحدثها قبل أن تتجاوزني بخطواتها الناعمة , مددتُ لساني فخرج من فمي والهواء الذي حبسته في رئتي لم يخرج , شو السبب تعطلت لغة الكلام أنا ألآن في ورطة أين ذهب صوتي أريد برنامجاً يُعرفُ رئتي على صوتي يبدو أن هنالك فايروس قد أخفى صوتي حاولتُ أن أناديها بإسمها ولكنها تباعدت عني بأكثر من خطوتين كانت قد أحدثت فجوة كبيرة بيني وبينها تباعدت عنتي كثيراً وما زال لساني معقوداً والهواء في رئتي محبوساً وأنا ضغطي ينزل, وشعرت بدوخة في الرأس , سمعت أصواتا تشبه البرق والرعد وشفاهي تتمنى سيجارة منها أو من باكيتها , كل الآمال خابت , قد خابت, وذهبت كل جرأتي وشعرتُ أني جبان فعلاً



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مكان تحت الشمس
- أكثر من قرآن
- الفن من أجل الذين لا يقرأون ولا يكتبون
- مؤتمر في الجامعة الأردنية عن المرأة
- مصادر الفساد
- اللذة في رواية عبد الله رضوان :غواية الزنزلخت
- عريس لُقطهْ
- باص القرية وباص المدينة
- رأس المرأة ورأس الرجل
- رفاق السوء
- وجه الشبه بين المرأة والطبيعة
- الخوف من الكلمة المقروءة
- بعد إهل حارتنا مثل أيام زمان
- كيف تصبح العلاقات الزوجية علاقات أخوية ؟
- يوم مع الروائي الأردني هاشم غرايبه
- صباح الخير
- أُكلتُ يوم أُكِلَ الثورُ الأبيض
- رحلة إلى البحر الميت والمغطس
- مين أخذ عن مين؟
- علاقة الإسلام بالسريان


المزيد.....




- القاهرة السينمائي يختتم دورته الـ45.. إليكم الأفلام المتوجة ...
- صحفي إيرلندي: الصواريخ تحدثت بالفعل ولكن باللغة الروسية
- إرجاء محاكمة ترامب في تهم صمت الممثلة الإباحية إلى أجل غير م ...
- مصر.. حبس فنانة سابقة شهرين وتغريمها ألف جنيه
- خريطة التمثيل السياسي تترقب نتائج التعداد السكاني.. هل ترتفع ...
- كيف ثارت مصر على الإستعمار في فيلم وائل شوقي؟
- Rotana cinema بجودة عالية وبدون تشويش نزل الآن التحديث الأخي ...
- واتساب تضيف ميزة تحويل الصوت إلى نص واللغة العربية مدعومة با ...
- “بجودة hd” استقبل حالا تردد قناة ميكي كيدز الجديد 2024 على ا ...
- المعايدات تنهال على -جارة القمر- في عيدها الـ90


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - جهاد علاونه - بدي سيجارة