باسم محمد حبيب
الحوار المتمدن-العدد: 2624 - 2009 / 4 / 22 - 09:20
المحور:
الارهاب, الحرب والسلام
اختلافنا مع المثليين لايعني قبولنا بما يقع عليهم من عنف ، وصل حد القتل والتمثيل كما يجري الآن في بعض مناطق العراق تحت مسميات وأشكال شتى ، فبحسب ماتردد في وسائل الإعلام ، تأسست تشكيلات مسلحة لمطاردة المثليين وقتلهم ، وان حصيلة الذين طالتهم هذه التشكيلات أصبحوا بالعشرات ، فهذه الحملة المنظمة ربما تنذر بنتائج خطيرة على الأمن العراقي وتثير زوبعة نحن في غنى عنها ، بعد أن أخذت الأمور تسير نحو التحسن والأمن اخذ بالاستتباب ،بغض النظر عن درجة هذا الاستتباب أو مداه ، هذا ناهيك عن العامل الإنساني وأثره في هذه القضية .
أن تطور هذه القضية واستفحالها بهذا الشكل لايجب أن نعزله عن ظروف الواقع العراقي المعقدة ، وانتشار العمل الملشياوي الذي غذى كل أشكال التوتر وحرك انفلاتا قيميا كبيرا هدد أكثر من جانب في البنية العراقية ، ولم يعد العنف مقتصرا على الجانب السياسي بل شمل جوانب أخرى داخل الوسط الاجتماعي ، فهناك عنف ضد الفنانيين وضد الإعلاميين وضد الأطباء وضد الكفاءات العراقية المختلفة ، وبالتالي فان مايحصل للمثليين ربما ينطلق من هذا التعقيد ، ومن وجود طاقة عنفية كبيرة لم يعد المجتمع قادرا على لجمها أو تخفيفها .
لكن ما يفرد قضية المثليين ، أنها تواجه بصمت شعبي وحكومي وإعلامي كبير ، نظرا لحساسيتها الشديدة وارتباطها بالقيم العراقية المحافظة ، الأمر الذي قد يشجع مستخدمي العنف على التمادي ومواصلة عنفهم ، الذي قد يتسع أكثر وربما يتطور إلى حالة عراقية عامة تمتد على عموم الأرض العراقية ، فتكون مصدر خطر على الأمن العراقي بشكل عام ، لان المجتمع العراقي بقيمه العشائرية والدينية المتزمتة ، ربما يكون ميالا للتعاطف مع هذا العنف ، وقد يضفي عليه طابعا أخلاقيا ودينيا ، هذا ناهيك عن الخشية في تحول هذه الظاهرة إلى أسلوب للانتقام تعتمده بعض القوى للنيل من خصومها في الشارع السياسي ، فهذه القضية مرشحة لان تتطور إلى ماهو ابعد من ذلك واسوا .
إننا بالتأكيد نتفهم تعقيدات هذه المسالة وحساسيتها الكبيرة داخل الوسط العراقي المحافظ ، ولكن هل نبقى متفرجين ونترك العنف يفتك بالناس ، لابد أن يكون لنا موقف ضد هذا التطور الخطير ،وان نعمل على لجمه بكل الوسائل المتاحة ، لأننا أن لم نفعل ذلك سنكون آثمين بحق إنسانيتنا وقيمنا الايجابية ، وعلينا أن نعتصم بالقانون فهو وحده من يملك الحق في التعاطي مع هذه القضية الشائكة .
إنها دعوة لإيقاف هذا العنف أو لجمه ، وان نجعل القانون هو الحكم ، فلاشيء يعلوا فوق صوت القانون .
#باسم_محمد_حبيب (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟