جبار عودة الخطاط
الحوار المتمدن-العدد: 2624 - 2009 / 4 / 22 - 07:14
المحور:
الادب والفن
مثلما غبش نبوَي
يلملم أبي شظايا نعاسه الجريح
يضمده بهمسات
تفوح منها رائحة الصلاة
مثلما غبش نبوي
يندلق أبي
فجر كل يوم
ليعرج
في ملكوت لازوردي
وهو يلتقط
حبات دمعه
الذي ما لمحته يوما
00000
يصففها
في خيط ذهبي
يستله من خيوط
جدتنا الشمس
المبتسمه بشبابها السرمدي
أما أبي
فكان يشيخ كل دقيقة
كانت روحه
تردد مع زقزقات العصافير
غرة كل يوم :
سبحان الله
العصافير تدعو لنا
وهو يعمّد دعاءها
بإلمه الشاهق
قبل أن يمضي
في مهرجان
تعبه الماراثوني
وهو يمتطي
صهوة عكازه العجيب
كان أبي
يصنع أقراص الحلوى البيضاء
في دكان
صدره الملائكي
يجهزها
في ( صواني ) مؤطرة
بالعافية والدعاء
يتلقفها منه الحمالون
في ( علوة جميله )
لتستوي ظهورهم
لأكياس وصناديق سيزيف
لا أذكر أني
رأيت ناصية أبي يوما
دون أن تخضبها
قطرات عرقه الباهر
كان يحتضنها
يلصقها في تنور وجعه
لتخرج لنا
أرغفة ساخنة شهية
معجونة بخميرة البركة
ليعود إلينا
عصر كل يوم
حاملاً في عبّه الطاهر
أكياس سحرية
تمتلأ بأنفاس حـرّى
مطعمة بالسمسم
يدسها في أفواهنا الضفدعيه
لتفيض جسومنا
مرايا
تعكس قبسات
من غبشه النبوي
لنكبر
ونزقزق مع العصافير
فجر كل يوم
سبحان الله
******
كان أبي
ترجمانا بلوريًا
لتسبيح الغيوم
وصلاة الاشجار
#جبار_عودة_الخطاط (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟