أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - محمد أمين سني - من المحافظين الجدد إلى القراصنة الجدد…أربع مستويات لابد منها














المزيد.....

من المحافظين الجدد إلى القراصنة الجدد…أربع مستويات لابد منها


محمد أمين سني

الحوار المتمدن-العدد: 2623 - 2009 / 4 / 21 - 09:49
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


القراصنة يعودون في زمن العولمة إن المتتبع لأزمة القراصنة الصوماليين في خليج عدن وقبالة السواحل الصومالية يجد نفسه أمام كم هائل من التناقضات و التساؤلات هذه التناقضات هي من إفرازات زمن العولمة الذي دافع عليه منظريه و وعدوا ببيئة دولية جد متقدمة يسودها الأمن و الإستقرار لكن ما لم يخطر على بال هؤلاء هو أنه يمكن أن نتكلم عن قصص القراصنة في زمن التكنولوجيا و الثورة المعلوماتية و كأننا مازلنا في العصور الغابرة. إن الحديث عن القراصنة في الألفية الثالثة هو أشبه بالتكلم عن الأمراض المنقرضة التي سادت في العصور الوسطى ،لهدا كان لابد من إعطاء أربع مستويات لتحليل هدا الموضوع القديم الجديد سعيا ربما لتحديث بعض الأمور بما يتناسب مع زمن العولمة نفسه

أولا على المستوى المنهجي تعد منطقة القرن الإفريقي من بين أصعب المناطق أو الأقاليم دراسة في مجال الدراسات الأمنية و الإستراتيجية إذ يصعب للدارس تحليل و التنبأ بما يمكن أن يحدث من سيناريوهات سواءا كانت ذات تحولات عميقة أو سطحية نظرا لتداخل العديد من المتغيرات التي تشكل أو تصنع الخريطة السياسية و الأمنية للمنطقة حيث يصعب في الكثير من الأحيان -كما جاء على لسان العديد من المهتمين- الفصل بين ماهو قبلي أو إثني و ماهو سياسي و أمني و حتى اقتصادي و كدلك بين ماهو محلي و ماهو اقليمي و دولي هدا التداخل فيما بين هاته المتغيرات تدفع بالعديد من الدراسات توخي الحذر و الحذر الشديد عند عند بناء تصورات وادراكات فيما يخص منطقة القرن الإفريقي.

أماعلى المستوى المعالجة الإعلامية للأزمة نلاحظ وجود نقلة نوعية من حيث الإهتمام الإعلامي بالأزمة و كذلك إهتمام الرأي العام بهكذا مواضييع حيث أننا لاحظنا أن المعالجة الإعلامية للأزمة في بدايتها كانت تشبه إلى حد بعيد قصص القراصنة أو الفايكينغ الموروثة من أدب اسكندنافي (السويد ,النرويج ,الدانمارك,اسكتلندا…) لكن دخول الأزمة إلى مرحلة جديدة من التطورات خاصة عند توالي سقوط بواخر وسفن و ناقلات نفط ضخمة في يد هؤلاء القراصنة المحترفون حيث تأكد العديد من التقارير أن من بين أعضاء هاته العصابات رجال عملوا في البحرية لسنين و آخريين كانوا هم أنفسهم من بين الطواقم الأمنية التي تحافظ على سلامة هدا الممر البحري الإسترتيجي ومنه فإن المجتمع الدولي لا يتعامل مع شلة محدودة الخبرة والتجهيز كما تحاول تصويره بعض القنوات الإعلامية .

ثالثاعلى المستوى السياسي فإذا و ضعنا أزمة القراصنة الصوماليين في إطارها و سياقها الدولي يمكن القول أنها جاءت في الوقت المناسب و أكثر من ذلك فإنها يمكنها خدمة العديد من الأجندات الدولية و الإقليمية المتقاطعة المصالح فالولايات المتحدة الأمريكية بأزمتها المالية و الإقتصادية يمكن أن تقلل أزمة القراصنة من الضغط الدولي الذي حملها و بصفة خاصة دخول العلاقات الإقتصادية الدولية مرحلة الإنكماش و الركود ، كما أنها تخدم العديد من الترتيتبات السياسية و الأمنية في الشرق الأوسط على غرار ترتيب البيت الداخلي الإسرائيلي و حتى الفلسطيني بالإضافة أنها يمكن أن تخدم السياسية المصرية في المنطقة و الزيارة التاريخية الأخيرة التي قام بها الرئيس المصري للسودان دليل على أن مصر تقترب من المنطقة ،و لابد أن لا نتجاهل لمايمكن أن تقدمه هاته الأزمة للأجندة الأوروبية عموما و الفرنسية بالتحديد و الساركوزية أكثر تحديدا لإعادة الإنتشار من جديد في إفريقيا من خلال بوابة القرن الإفريقي قبل تقلد الساكن الإفريقي الجديد للبيت الأبيض زمام الأمور و صحوته من أزمته الإقتصادية,

أما فيما يخص على المستوى الإستراتيجي و العسكري يمكن إعتبار هده الأزمة تحديا إستراتيجيا و عسكريا تواجهه المنطقة سواءا كدول مثل السعودية و مصر و كمنظمات مثل مجلس التعاون الخليجي و الإتحاد الإفريقي هاته الأطر القطرية و الإقليمية مطالبة و بإلحاح إيجاد حل إقليمي أو محلي لمعالجة الأزمة و إلا فلابد لها السماح لتدخل منظومات أمنية خارج المنطقة سواءا كانت الأمم المتحدة من خلال مجلس الأمن أو حلف الشمال الأطلسي أو التدخل العسكري الأمريكي الذي سيكون حجة نظرية ومنهجية قوية في يد العديد من دوائر صنع القرار في الولايات المتحدة الأمريكية لتأكيد عدم موت مبدأ القوة الصلبة في مواجهة التهديدات ، و التصريح الأخير لمفيد شهاب وزير الشؤون القانونية والمجالس النيابية المصري إن مصر مستعدة للتدخل عسكريا ضد القرصنة في خليج عدن وقبالة ساحل الصومال يدل على إدراك بعض الفاعلين الإقليمين على ضرورة الحل الإقليمي للأزمة و هو ما ذهبنا إليه في هذه النقطة .

و في الأخير يمكن القول أن الأزمات المفاجئة التي تحدث في العالم من حين لآخر على غرار الحرب الروسية الجورجية الأخيرة و أزمة القراصنة حاليا هي بمثابة تمارين اختبار مدى فعالية و نجاعة بعض المنظومات الإقليمية و حتى الدولية في التعامل مع مثل هاته الأزمات و هنا يمكن القول أن التوجه الإقليمي في حل النزاعات الإقليمية يبقى أفضل الحلول دون التوجه نحو التدويل الدولي للنزاع وهذا ما يمكن أن تسفره أيام القليلة القادمة فيما يخص أزمة القرصنة في خليج عدن وقبالة ساحل الصومال.



#محمد_أمين_سني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- مزارع يجد نفسه بمواجهة نمر سيبيري عدائي.. شاهد مصيره وما فعل ...
- متأثرا وحابسا دموعه.. السيسي يرد على نصيحة -هون على نفسك- بح ...
- الدفاع الروسية تعلن حصيلة جديدة لخسائر قوات كييف على أطراف م ...
- السيسي يطلب نصيحة من متحدث الجيش المصري
- مذكرات الجنائية الدولية: -حضيض أخلاقي لإسرائيل- – هآرتس
- فرض طوق أمني حول السفارة الأمريكية في لندن والشرطة تنفذ تفجي ...
- الكرملين: رسالة بوتين للغرب الليلة الماضية مفادها أن أي قرار ...
- لندن وباريس تتعهدان بمواصلة دعم أوكرانيا رغم ضربة -أوريشنيك- ...
- -الذعر- يخيم على الصفحات الأولى للصحف الغربية
- بيان تضامني: من أجل إطلاق سراح الناشط إسماعيل الغزاوي


المزيد.....

- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع / عادل عبدالله
- الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية / زهير الخويلدي
- ما المقصود بفلسفة الذهن؟ / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - محمد أمين سني - من المحافظين الجدد إلى القراصنة الجدد…أربع مستويات لابد منها