أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد علي ثابت - دفقات














المزيد.....

دفقات


محمد علي ثابت

الحوار المتمدن-العدد: 2621 - 2009 / 4 / 19 - 05:59
المحور: الادب والفن
    


خواطر شبه بريئة

***

دليل..؟

لسبب أجهلُه أو بفضل طاقة أفتقدُها، استطاع - أو هكذا قال لنا إنه أستطاع - ذات يوم جاف الصعود إلى أعلى نقطة في البرج الأثري المتهالك، وكان بذلك - إن صح - هو الوحيد بيننا الذي أُتيحت له فرصة النظر إلى فنائنا الخلفي الأثير من أعلى والرصد الخفي لخطواتنا ومساراتنا ودعساتنا العشوائية التي ننقشها على أرض الفناء الرملية ليل نهار. لكنه حين نزل إلى الأرض، ولدهشة البعض منا الشديدة، فشل في حسم الجدل حول القضية التي لطالما شغلتنا وأثارت الخلافات وفتحت أبواب المناظرات بيننا منذ نعومة أظافرنا: النافورة العتيقة في مدخل الفناء، أهي دائرية الشكل أم حلزونيته؟


فزع

راحت تقص عليَّ قصة طويلة مكرورة عما هي مشهورة به بين جنس الرجال من تصرفات تصادمية ورفض تام على طول الخط للاستسلام والخنوع والدخول في القوالب والأطر الجاهزة، إلى آخر تلك المفردات التي كثيراً ما تتردد على مسامع الرجال. لكنِّي بعدما أمضيتُ معها يوماً كاملاً اكتشفتُ أنها كذلك - أو كما ادَّعت - في اللقاءات الحميمة وفي التداعيات الحادة التالية لها مباشرة فحسب، أما على صعيد التبادلات العقلية فهي أبعد ما تكون عما نعتت أو جمَّلت به نفسها. لقد وجدتُ أنني، مع شروق شمس اليوم الجديد، قد أمضيتُ اليوم السابق بأسره مع عبدة تلقائية تخشى كل فكرة جديدة وتستسلم لصاحبها وتمجِّده قبل حتى أن يفرغ من عرض إطارها العام عليها. بَيدَ أنِّي قد خرجتُ من تلك الموقعة المتباينة الجولات بندبة مؤقتة كبيرة على أحد خَديّ


قُبح

تمتم في خجل: "أريد أن أشرح لكِ شيئاً". لكنها أعطته ظهرها ولم تعره انتباهاً، وظن هو أنها تفهم ما كان يود قوله وأنها ترفض طلبه فيه مقدماً. على أنه سمعها - من شُرفتها المجاورة لشُرفته - بعد ذلك بأيام تقول لإحدى صديقاتها عبر الخط: "لا أدري لماذا لا ينظر أحد من الرجال إليّ، لماذا لا يفكِّرون في الترفع عن تلك المسائل المتعلقة بالشكل أبداً؟؟". ووقتها أدركَ أن حنجرته وقدرته على التعبير ستظلان تخونانه إلى الأبد


احتياج

قام الرجل من على مقعده الوثير واتجه إلى الثلاجة، مترنحاً، وفتح بابها في عنف وتناول زجاجة إضافية من مشروبه الروحي المفضل وشرب منها شربة طويلة حارقة قبل حتى أن يعيد غلق الباب. ولما انتهى من شرب الزجاجة بالكامل وألقى بها - دون وعي - على حائطه الملاصق لغرفة نوم جارته العجوز مالكة البناية ذات المزاج الحاد والصوت العالي، أغلق باب الثلاجة - بهدوء - ناسياً أن يُخرج من الأخيرة شيئاً لتأكله القطة التي كانت تتضور جوعاً هي وأبناؤها الصغار


تلاحُم

لأن الليل كان بارداً جدا في الخارج، ارتأيا عدم فك الاشتباك بينهما إلا حين يرسل الصباح إشارات مَقدَمه الأولى. ورغم أنهما لم يتكلما إلا لدقيقتين على الأكثر منذ بدأت الأمسية وحتى ظهور الرسول الشمسي من وراء البناية العالية الجديدة في آخر الشارع، إلا أن تفاهماً من نوع خاص جداً كان قد نشأ بالفعل بينهما حتى من قبل رحيل نفس الرسول القُرصي الشكل في المساء السابق



#محمد_علي_ثابت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عم أونطة
- بعضٌ مما نعرفه لاحقاً
- على مُنحنى السواء
- لكُلٍّ يَمٌّ يُلهيه
- مَحْض صُدَف - قصة قصيرة
- تصرفات شتى إزاء الريح
- أقصُوصة من سِفر الإياب
- فعل الأمر في رؤيا
- فصل العلم عن الدين.. لماذا؟
- متوسط المتوسط
- حالات
- انتصار الهاء
- بينما أنتظرك
- حتى أتتني الرسالة
- بطل، والنهاية
- شكراً يا سمرا
- مَن أنت؟
- في الحقيقة..
- الأزمة المالية العالمية وملاحظات أولية
- ثلاثي ضوضاء المسرح


المزيد.....




- الكوفية: حكاية قماش نسجت الهوية الفلسطينية منذ الثورة الكبرى ...
- رحيل الكوميدي المصري عادل الفار بعد صراع مع المرض
- -ثقوب-.. الفكرة وحدها لا تكفي لصنع فيلم سينمائي
- -قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
- مصر.. وفاة الفنان عادل الفار والكشف عن لحظات حياته الأخيرة
- فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة ...
- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد علي ثابت - دفقات