مرزوق الحلبي
الحوار المتمدن-العدد: 2621 - 2009 / 4 / 19 - 09:28
المحور:
الادب والفن
السبت 18/4/2009
1
تعبتُ من ترفِ التذكّر،
وتعبت من سفر الضباب إلى الضباب،
وتعبت من لغةٍ ضاعت مواسمها
في مديح للمنافي
وتقديس الغياب.
وتعبت من وجع المكوث على الجسور
ومن حديث كله حتمية التاريخ
والنصر المبين
لأمّة بنت القصور على السراب.
ومن المكوث في هامش الدنيا
وهامش الأشياء
ومن التطرّف في التخلّف
وفي التزلّف
كلما هاجت بحارٌ
كلما انتحبَ غراب!
2
هو التذكّر
صدى الما كان،
صورة الأشياء في اللغة
صورة الشيء الضبابي البعيد
الخافتِ، اللا شكل له
ظلّ الحياة ،
"والظلّ لا ذكر ولا أنثى"
ينحني للضوء
أو يختفي إذ يختفي المصباح.
فدعِ التذكّر ينقضي
ويصير أدراج الرياح.
لا تنفع الذكرى وما تأخّر من نواح
وما تقدّم من فلاح
أو تخضب من رماح.
فالتذكّر حجةُ للعاجزين عن الإرادة
وعن الحقيقة
في هامش الوقت المتاح
3
لا أذكرُ الأشياءَ لكني أحاورُها
وأكتبها وأرسمُها
فتكون لي.
نصا يكثفني
ويمنحني نشيديَ الرعوي.
لا أذكر الأشياء لكني أسميها
وأمنحها معانيها
فأخلقها
فتصير لي
لحنا يدندنني
ويحكيني روايات
للمدى الأزلي.
لا أذكر من غابر الأيام شيئا
ولكني أجاهد كي يظلّ الصوتُ لي
والوقت لي
فرسا أدللها فتحملني
إلى حيث لم يصلُِ الإله أو النبيّ.
شباط 2009
#مرزوق_الحلبي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟