أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - جهاد علاونه - مؤتمر في الجامعة الأردنية عن المرأة














المزيد.....

مؤتمر في الجامعة الأردنية عن المرأة


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 2621 - 2009 / 4 / 19 - 09:18
المحور: كتابات ساخرة
    


تكاد أن تكون غالبية المؤتمرات في الجامعات الأردنية من أجل إيصال فكرة ما بدون تحقيق رغبة الجمهور بالتلذذ وبالإستمتاع , وبسماع الجديد وبرؤية الإثارة وبتحقيق الدهشة ,وإثارة الفضول العلمي وحب الإستكشاف والإستطلاع وبيان الرأي والرأي الآخر وتبادل الآراء والمعتقدات وإثراء الحوارات والنقاشات فهذه كلها لا يحققها أي مؤتمر علمي في الجامعات الأردنية .

وكل ما سمعته في هذا المؤتمر كله كلمات سئمت من حفظها وأنا في المدرسة أدرس المرحلة الإعدادية وكل الكلمات كانت : المرأة نصف المجتمع..المرأة نصف المجتمع ..المرأة كل المجتمع...االمرأة كل المجتمع ...لمرأة مكملة للرجل ....الرجل مكمل للمرأة ..المرأة مساوية للرجل ..المرأة مكملة للرجل , مثل الأفلام الصينية القديمة والتي كانت تحمل عنوان : التنين ..غضب التنين..موت التنين ...عودة التنين ..التنين يعود ..زعل التنين ..رضي التنين ..نام التنين ...صحي التنين .

وهذا المؤتمر كان يوم الأربعاء الماضي في مركز اللغات .
وأيضاً يشبه المسلسلات التلفزيونية الأردنية القديمة والتي كانت تحمل عناوين مثل : النار والحطب ...الحطب والنار ..النار والهشيم ..النار ...الحطب ..النار والهشير ..الهشير والنار .
وحين بدأ المؤتمر قدم كل باحث ورقة عمل عن الشخصية النسوية التي يدرسها , وطبعاً الشخصية تكون جالسة مع الجمهور وتستمع لما يقال عنها , وهذا بحد ذاته فساد علمي , فمن المفروض أن تكون الدراسات حيادية , وأن تكون الشخصيات النسوية التي يكتب عنها غير موجودة حتى يتحدث الباحث بحيادية علمية , ولكن على هذا المستوى لا يجوز .

وتبدأ فعاليات المؤتمرات والندوات في الجامعات الأردنية كما هي في كل عام حتى أن التشابه يكاد أن يكون موجوداً في الأوراق التي يقدمها المؤتمرون , فأوراق هذا العام تشبه إلى حد قريب أوراق العام الماضي , والمؤتمرات والندوات في الجامعات الأردنية لا تخدم أغراض البحث العلمي بقدر ما تخدم نظرية (إقزي عني) وإقزي عني في الأردن كلمة معناها (على عينك يا تاجر ) أو أنها تعني رفع العتب , بمعنى إحنا هينا شوفونا عملنا مؤتمر علمي.

فكلمة إقزي عني مرة أخرى هي من أجل أن تظهر الجامعة أمام السلطات الحكومية بمظهر الحريص والداعم للمؤتمرات , لأنه بصراحة لا أحد يستطيع أن يقول عن جامعته أنها جامعة علمية إذا ماكانت بالجامعة ندوات ومحاضرات فكرية وعلمية .

وفي نهاية الأسبوع الماضي ذهبت لحضور مؤتمر عن (صورة المرأة الأردنية في الأدب الأردني ) أو في القصة والرواية الأردنية بالتحديد ,وذلك في مركز اللغات في الجامعة الأردنية , وحين بدأت الفعاليات وبدأ الأساتذة بالتحدث كانت القاعة مكتظة بالسكان , عفوا ً أقصد بالحضور , وكان معظم الحضور من الطلاب فقط لا غير , ولاحظت ملاحظة دقيقة وهي أن كل أستاذ ينهي محاضرته أو ورقته يخرج الطلاب الحضور من المحاضرة مخنوقين وتكاد أن تضيق الأرض بهم , يخرجون وكأن على رؤوسهم الطير , يخرجون ويغادرون القاعة وكأنهم خارجون لتوهم من القبور , أو من مكان غير صحي على الإطلاق .

وبعبارة أوضح كأن الأساتذة فتوات الحارات فكل إفتوة يحضر معه عصابته أو كأنهم جمهور رياضي ,’ يعني كلها على بعضها المسألة مش مقنعة .

من هنا نستنتج أن الطلاب يحضرون فقط محاضرة أساتذتهم لرفع العتب عنهم ومن أجل أن يزدادوا بالعلامات أي علامات المشاركة الطلابية .

فلو كان أحدكم معي في ذلك اليوم وشاهد هذا المنظر الذي إذا ما أنها آخر متحدث به ورقته وقرأها, لوجدت أنت القاعة قد أصبحت فارغة من الحضور ولا يوجد حضور غريب الوجه بعد ذلك إلا أنا , وشعرت أن الناس الموجودين ينظرون كلهم لي لمعرفتهم أن وجهي وجه غريب عنهم .
بعد نهاية كل ورقة عمل يخرج الطلاب وهكذا حتى تنتهي الندوة وليس هنالك من طلاب أو من حضور على الإطلاق .
والمصيبة الأكبر من ذلك كله هو أن النقاش غير مسموح على الإطلاق فالندوة تكون قمعية , وينادي رئيس الجلسة : لو سمحتم ما بدناش إطالة الوقت كل واحد فيكوا يحي ويسأل بشكل سريع جدا جدا جدا ً, على شان إحنا محكومين بالوقت.

والغريب في الموضوع أنه لا يوجد جمهور !!فأين ذهب الجمهور ؟ الجمهور هو الطلاب الذين غادروا بعد أن إستمع كل طالب لمحاضرة أستاذه , وكأن الجمهور هنا قادم بالأجرة , مثل الندابات اللواتي يحضرن المآتم مأجورات للصياح وللبكاء على الميت , الذي ليس لهن به صلة قرابة إلا أجرة مدفوعة مسبقاً.

وحين جاء دوري قال لي قبل أن أتحدث وأسأل : لو سمحت بسرعة جداً على شان إحنا مش فاضيين , فتبسمت في وجهه ابتسامة كلها سخرية وقلت له: أصلاً ما فيش حدى رافع إيده خلافي ..بعدين مالك يا أستاذ لو كل واحد تحدث من الجمهور دقيقتين أو خمسة دقائق كلهن على بعضهن ما بطلعنش 15 ربع ساعة ...طالما ما فيش وقت ليش من أصله تعملوا ندوات ومحاضرات , خليها بدون ندوات ومحاضرات , أم المسألة هيك بس رفع عتب , شو هذا , صارلكم ساعة ونصف بتخطبوا بالحضور والحضور أصلاً زهق ومل وغادر القاعة , وكأنه يريد أن يبحث عن الأوكسجين خارج الجامعة الأردنية , بعدين الحضور المتبقي فقط 5 خمسة أشخاص يعني أصلاً ما ظل حضور ...والرافعين إديهم حتى الآن أنا وإثنان من الحضور.

البلدان العربية ما بدهاش إتحقق التنمية لشعوبها , ولا بدها تقدم للبحث العلمي وكل الكلمات التي سمعتها في المؤتمر تقول: المرأة نصف المجتمع ..المرأة تكمل الرجل ..الرجل يكمل المرأة ..المرأة هي الأم والأخت والزوجة والجدة ..المرأة هي كل المجتمع ..
يعني كله كلام فارغ ونحن نعرفه من زمن ولكننا نريد إثارة جديداً مميزةً.



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مصادر الفساد
- اللذة في رواية عبد الله رضوان :غواية الزنزلخت
- عريس لُقطهْ
- باص القرية وباص المدينة
- رأس المرأة ورأس الرجل
- رفاق السوء
- وجه الشبه بين المرأة والطبيعة
- الخوف من الكلمة المقروءة
- بعد إهل حارتنا مثل أيام زمان
- كيف تصبح العلاقات الزوجية علاقات أخوية ؟
- يوم مع الروائي الأردني هاشم غرايبه
- صباح الخير
- أُكلتُ يوم أُكِلَ الثورُ الأبيض
- رحلة إلى البحر الميت والمغطس
- مين أخذ عن مين؟
- علاقة الإسلام بالسريان
- فلترة الثقافة والمثقفين الأردنيين
- المواطن الغربي يحسد المواطن العربي
- لهجة القبائل العربية في المدن المصرية
- كلمة (ده) المصرية سريانية؟


المزيد.....




- فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة ...
- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
- بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
- بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في ...
- -الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - جهاد علاونه - مؤتمر في الجامعة الأردنية عن المرأة