أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سعيد حاشوش - أنفلونزا الصمت..للقطراني قصص قصيرة جدا














المزيد.....

أنفلونزا الصمت..للقطراني قصص قصيرة جدا


سعيد حاشوش

الحوار المتمدن-العدد: 2623 - 2009 / 4 / 21 - 03:32
المحور: الادب والفن
    


تعتبر القصة القصيرة جدا أقرب الفنون الأدبية الى روح العصر لأنها أنتقلت بمهمة السرد القصصي الى التخصيص وغير ملزمة بتصوير جانب واحد من حياة الفرد وأنما خلجة من خلجان النفس ولكن نفس الأنسان معقدة،لا يمكن أستسهال غموضها.
لذلك تكثف القصة القصيرة جدا جملها اللغوية لتجلي حقيقة صغيرة أو تبدي رأيا ما،أو تحاول نقل أنطباع خاص للقارئ،وكل قصص مجموعة(أنفلونزا الصمت) تحاول نقل حالة نفسية ما بعد أن تستعد عبر جمل طويلة وزائدة لتكثيف بؤرة سردها في الجملة الأخيرة بعد أن غاصت في النفس البشرية.
وقبل عقود كانت القصيدة تثير الأسئلة وعلى القصة أن تجيب،وفي العصر الحديث سرقت القصة القصيرة مهمة القصيدة أو تجانست معها بعد أن سرقت منها وحدة الموضوع والتكثيف مما يجعل القارئ مذهولاً أمام ثورة أدبية في البصرة خاصة، وكثرت الكُتاب مثل (ناصر قوطي-قصي الخفاجي-رمزي حسن-باسم الشريف-نجاح الجبيلي-محمد سهيل أحمد-علي عباس خفيف-فرات صالح-كاظم الحلاق-كاظم عبد حسن-ضياء الجبيلي-نبيل جميل-علاء شاكر-مصطفى حميد جاسم)وآخرون.
والحقيقة يجب أن تقال أن ثمة أنحراف خطير في أطروحات القصة القصيرة جدا بعد أن أطلعت على قصة(لقاء)لمحمد خضير المنشورة في المرفأ البصرية في الثمانينات اوالقصة الأولى في مجموعة عبد الحليم مهودر(ظل أستثنائي)وهي قصة(الحبشي)وكذلك القصة الأخيرة المعنونة(لا)هذه القصص ترصد أنطباعاً عابراً بدقة التفاصيل وقمة التكثيف والتوصيل والتشويق،لتعبر عن جنسها كألتماعة قصصية والغريب أن كل هؤلاء الكتاب يتحدثون عن بؤرة السرد على أن تتدرج من الجملة الأخيرة وبمصطلحات حين نجلس في المقهى يعبرون عن هذه البؤرة بالضربة القصصية،هذا الأنحراف في الفنون هل هو ثورة جديدة أم تطور لفن الأقصوصة الذي ترعرع قبيل مطلع الالفية الثالثة.
يوظف باسم القطراني ضمير الغائب في الرصد وتمتاز قصة(مليحاثا)بأنثيال الجملة اللغوية التي يجمعها أيقاع موسيقي في أيصال المعنى وتراكيب لغوية مبتكرة،يتحدث عن مدينة يطوقها الملح هنا ليس كزبدة الأرض وأنما سياج من الحصار النفسي يتضح ذلك في بؤرة السرد(كان ومع خطوات يملأ أذنيه،أقدام تركل الأرصفة،تهرول،تقترب تهمهم...الخ)ص7 وفي قصة(طباع الخنازير)تسهب القصة بجمل زائدة مثل(ربما كان بحاجة الى سيكارة يكاد ينسى أنه لم يدخن يوماً واحداً في حياته)ص10 ومن الأسطر الأربعة الأخيرة ينساق القاص مع عشرات الكتاب في الخطأ اللغوي مثل(عيونهم حمراء,خناجر حمراء,العيون الحمراء)وهي صيغة افعل فعلاء مؤنثة فعلاء.
في القصة يرصد انطباعاً لمواجهة الإنسان لأعدائه المتربصين وبؤرة السرد الأخيرة واحد الخنازير يبدأ مزاحا ثقيلا،ما حدث بعد ذلك لايتذكره ألان)ص12 أما في قصة(بقعة الزيت)وهي من أفضل القصص تعتمد القصة على أسلوب المفارقة واللامعقول بينما تسقط قصته(الرقم 23 في الطابور)في أعمق المآسي الإنسانية التي يرصدها القاص بذكاء دون ان يثير هذا الواقع المأساوي العراقي اهتماما لدى الآخرين،(مكانه في الطابور فارغ،الطابور ينتظم من جديد)في قصته(غشاوة) تطرح القصة موضوعة اغتراب الإنسان عن نفسه,أما في قصته(عازف الناركيله )كان وجوده في القصة اقل من الشخصية الثانوية(كومبارس)ولكن القصة تنتهي عنده،القصة تكثف الصور الحسية عن طريق الإيغال بالرصد الشعوري لأعماق المرئيات(الأشياء تلمع بحدة متناهية،الأشجار تتناسق بروعه بالغة،الأضواء تتلاقح في بانوراما مجنونة)وفي القصة انزياح لغوي في جمل عديدة مثل(كان مشهد ألوان الأزياء يرعف بفعل الأرواح التي تذرع الشارع)مع وجود أخطاء مطبعية ولغوية وتكرار ممل للكلمة احد حتى انها وردت ثلاث مرات في سطرين ص21 ,أما في قصته(فسحة من ظلام )تبدأ القصة(أفاق من نومه فزعا,لم يكن ثمة شيء أفزعه سوى انه لم يكن يرى شيئا البتة)وأنا أتساءل هل يرى النائم وكذلك ان بطل القصة اعمى في الأصل على ما يبدو لم يكن الإخراج القصصي مدروسا بصورة دقيقة,وفي قصته(خبز العباس )تخرج الجمل عن التكثيف القصصي مثل(بعد ان شب القدر إظفاره بجملها الذي رسمته برعما وسط صحراء أمومتها)كما ان الهمزة لم توظف بشكل لغوي صحيح وتفرض قصته(عطش)وجودها بذكاء قصصي عن طريق حلم اليقظة لايمكن التخلص من الواقع,أما قصته(الحلم يكبر في الأعماق)يوظف الكاتب أسلوب الحكاية الشعبية وكذلك في قصته(في غيابة الجب)إذا أدركنا ان أسلوب الحكاية لا يدع القصة القصيرة جدا تقدم نفسها بتوالد حي,أي ان القصة تفتقد الحياة لان الراوي عليما,أريد ان أقول ان القصص تفتقد الصراع سواء بين الشخصيات نفسها ,او الصراع الداخلي مع الذات ,وكل قصته تفتقد هذا الصراع لايمكن ان تكون قصة قصيرة ,قد تكون اقرب الى الخاطرة.



#سعيد_حاشوش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أدباء بصريون ... لعنة ماركيز لضياء الجبيلي .. رواية عجائبية
- أدباء بصريون... قراءة في رواية - علي عباس خفيف - (عندما خرجت ...
- أدباء بصريون .... محمد خضير بين التشيؤ والمثيولوجيا
- مكنسة الجنة لمرتضى ﮔزار...رواية ذاتية التوالد
- رصد مدفعي
- مذكرات بائع جوال في إحدى صباحات الدولفين
- اضغط على الزر واشعر بالقوة
- صورتي الرائعة
- الوجهاء
- قوس قزح أبيض...قصة قصيرة
- نحن الحطب بعد شتاء أكلتنا الأرضة
- اليحامير


المزيد.....




- الموصل تحتضن مهرجان بابلون للأفلام الوثائقية للمرة الثانية
- متى وكيف يبدأ تعليم أطفالك فنون الطهي؟
- فنان أمريكي شهير يكشف عن مثليته الجنسية
- موسكو.. انطلاق أيام الثقافة البحرينية
- مسلسل الطائر الرفراف الحلقة 84 مترجمة بجودة عالية قصة عشق
- إبراهيم نصر الله: عمر الرجال أطول من الإمبراطوريات
- الفلسطينية لينا خلف تفاحة تفوز بجائزة الكتاب الوطني للشعر
- يفوز بيرسيفال إيفرت بجائزة الكتاب الوطني للرواية
- معروف الدواليبي.. الشيخ الأحمر الذي لا يحب العسكر ولا يحبه ا ...
- نائب أوكراني يكشف مسرحية زيلينسكي الفاشلة أمام البرلمان بعد ...


المزيد.....

- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سعيد حاشوش - أنفلونزا الصمت..للقطراني قصص قصيرة جدا