|
دعوة للخيانة
بلاسم الضاحي
الحوار المتمدن-العدد: 2621 - 2009 / 4 / 19 - 05:41
المحور:
الادب والفن
تعالوا نخون ، نلعب هذه اللعبة ، هذه المرة نبدلُ جلودنا تلك الأكياس القاتمة التي تحفظ قلوبا من وطن لأجله طالما طاردها الآخرون كي يتلذذوا بقسوة تعذيبها ، تعالوا نخون فقد مللنا الاحتفاظ بأمانات الوطن ، تعالوا نزعل على بلادنا فربما تخاف من زعلنا وتعتذر لنا أسوة بمن سبقنا واعتذرت له ، تعالوا نعيش ما بقي لنا بأمان ، تعالوا نلعب هذه اللعبة ، نجربها فلم يبق شيئا لم نجربه غير أن نخون ، ولكن كيف ؟ سنتفق على آلية جديدة للخيانة فيما بعد اعني بعد أن نتفق على أن نخون ، فانا ... لما رأيتُ البلاد ترخي سدلها وتضيق كلما اتسع بنوها قلت أخونُ فانا بمران ٍ وجهد ٍ تعلمت كيف يخون الخائنون وضحكتُ على مَنْ قال : أيخون إنسان بلاده ؟ قلت نعم عندما تكون بلاده بلادة مقصلة أو مشنقة قلت نعم حين تكون بلادتي بلا حدود وعنوانها لبن اربيل أو مقهى أم كلثوم إذن بلادي صوت أم كلثوم وعلبة سكائر رخيصة وفضلات جاجيك حرب في النهار ورصيف في الليل وبعض ثمالة عند موائد لئيمة سأجدها حتى في إ ............ لماذا لا أخون إذن ؟ ! هذه البلادة اعني البلاد التي شردتني وقطعتْ حبل المسرة أيها العدو يا صديقي أعطني قنبلة لأفجر قلبي أعطني لونك الرمادي كي ارشه على بلادي مقابل أن أنام خلف باب لم احكم مزلاجه بحكمة ْ مقابل أن احتفظ بمكتبتي بلا ترجمة ْ مقابل أن أحفظ وجهي بلا مشأمة ْ بلادي أعني حديقة الأمة في كل مكان سأجد للأمة حديقة أنام فيها وارسم مجانين وشواذ ومتسولين واسميها بلادي لماذا لا أخون ؟ وأطلق بعض صيحات ووشايات عن أكذوبة نصب الحرية وأمزق كل صور العشاق تحت هذا النصب المشئوم في بلاد ٍ غير بلادي ساجد الشمس أجمل نعم ............... لان في بلادي تغرب الشمس كل صباح وتشرق هناك ..... هنالك تشرق شموس حيث لا ليل يعمّ ولا يتيم يئن لا مسدساتْ لا مساءاتٌ لا مساءلاتْ بلادي اعني الجب الذي ما زال بوسع بدلة عبد الكريم قاسم العسكرية بربكم : هل رأيتم يوما الزعيم ببدلة مدنية ؟ ................................. !! تلكم هي بلادي أما أنا فمثل ( طرزان ) كل يوم أتسلق كقرد ٍ معتوه عنق حرب بحبل يوصلني للمشقة واحمدُ من لا يحمدُ على مكروه سواه وأتزحلق منها إلى ذلك الجب ولا من معين يعينني وكأن لا من يذود عن حرائر الطين سواي ألا يحق لي أن أخون كي أعيش أسوة بطين العالم ؟؟ أم يظلّ اسمي ومنجلي في الحصاد ألا يحق لي أن اشطب اسمي واكسر منجلي ولو لسنة واحدة ؟؟ في بلادتي اعني بلادي أيها الأعداء اعني أصدقاء الموت لا بقاء لغير الحرب وطلب بركة الرب ليبارك لنا بالرصاص ويمكننا من القصاص وكأن لا حياة لنا بسواه نعم أريد أن أخون أريد أن أفض بكارة الوطن وأعلن سوأته أريد أن اقطع خيط مسبحته وانثر حباتها أيها الطين العالمي اعرف لماذا لا تمنحني حق اللجوء اعرف ... وأنت محق لأنني خبير في الحروب وتوسيخ البياضات اعرف لأنني خبير في تعدد الزوجات وأنواع المضاجعات وأتكاثر بسرعة تكاثر الذباب على مزابل مدينة الثورة هل في الثورات مزابل لتكاثرنا أم تحصدنا بالـ D. D . T مدينة الثورة التي بنتها بدلة عبد الكريم قاسم العسكرية وضاقت بها بغداد واقسمَ شيوخها على رؤية صورة الزعيم في القمر بدليل أن لا قبر للزعيم سوى في ذاكرة الفقراء اعني ذاكرة القدر الثورة تكرشت حتى عادت بلا رقبة لذلك لم نجد فيها مزبلة دسمة كي نسميها مزبلة التاريخ أو مقبرة التاريخ كي ندفن فيها موتانا تاريخنا الميت ترسم صورته الصحافة على هيئة نبي وسيم يوزع صليبه على الأمم وتخفي صورة علي بابا في دكاكين السياسة حذر الموت أعاهدكم سأظل أفضل خائن ٍ وطنيّ ٍ على ارض بلادتي لا أشارككم أحزانكم التي مللت منها ولا أريد أفراحكم الكاذبة وكأن في بلادكم كل لحظة لنيسان كذبة تتحججون بها وتريدون مني أن لا أكون وطنيّ ٍ أنا وطنيٌ خائنٌ حد العظم وطنيٌ خائنٌ تقولون ؟؟ نعم واحدةٌ من عجائب الدنيا فلماذا تتعجبون ؟؟ وطن ليس فيه خائن يعني ليس فيه أرصفة يتسكع عليها الشعراء والعيّارون يعني ليس فيه سجون نقضي فيها قيلولتنا يعني ستحرمون أطفالنا من المسدسات وهذا يغضب الأنبياء الميتين منهم والأحياء فبأيّ آلاء يحرسون بكارة الوطن من إغراء المومسات شطح الحلاج فعاش فلنشطح لنخون قولوا هذا مجنون نعم أنا أخون مثلكم كي أكون شطح الحلاج فعاش فلنشطح لنخون و ( كلنا أنروح للبصرة ) أيها المبغى هل لك أن تخرج نياشينك أعني أكوام الشظايا من جسدي المعقوف ؟؟ هامتي المنحنية هل لك أن تقوّمها كي لا تنحني لسواك ؟؟ أنت قوادٌ مشغولٌ ببغاياه هرمٌ يبولُ على ساقيه ويأكلُ ربه سحاقيّ ٌ سيموت قبل موتي وساظحك على نزاعك الأخير من خلف حدودك لن أموت من أجلك بعد لن اصدق كذبتك بعد سأخون .... نعم سأخون وردَّها إن استطعت أيها الوطن المجنون أيها القفص المسكون بالهراوة تضيق كلما اتسع بنوك لذا سأقول لا محط لقدمي على ترابك الموبوء وعند أقرب منفذ ٍ سأحرق أسمالك المجردمة واحرق قلبي على حدود خارطتك الشمطاء حتى تفقد ألوانها الكاذبة قلْ ما تشاء !! قلْ هذا سيخون نعم لكني بهذه التهمة سأكون وبعدْ .... ستظل وحدك في جيدك حبلٌ من مسدْ .
• ها ... هل تتفقون معي ؟؟ انتظر الإجابة كي نؤسس حزبا أو تجمعا تحت هذا العنوان ، ننتهز الفرصة ............
#بلاسم_الضاحي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
بعض ( ما قالته النخلة للعشاق ) عن أخبار العراق
-
/ ماضوية الشاعر / جدلية الأغتراب
-
الخطاب الثقافي العراقي .. وقدرته على ادارة الأزمة
-
موت المؤلف واعتماد نسق السرد ..قراءة في رواية كليزار أنور
المزيد.....
-
انطلاق النسخة السابعة من معرض الكتاب الفني
-
مهرجان الأفلام الوثائقية لـRT -زمن أبطالنا- ينطلق في صربيا ب
...
-
فوز الشاعر اللبناني شربل داغر بجائزة أبو القاسم الشابي في تو
...
-
الموصل تحتضن مهرجان بابلون للأفلام الوثائقية للمرة الثانية
-
متى وكيف يبدأ تعليم أطفالك فنون الطهي؟
-
فنان أمريكي شهير يكشف عن مثليته الجنسية
-
موسكو.. انطلاق أيام الثقافة البحرينية
-
مسلسل الطائر الرفراف الحلقة 84 مترجمة بجودة عالية قصة عشق
-
إبراهيم نصر الله: عمر الرجال أطول من الإمبراطوريات
-
الفلسطينية لينا خلف تفاحة تفوز بجائزة الكتاب الوطني للشعر
المزيد.....
-
التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ
/ عبد الكريم برشيد
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
-
التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا
...
/ نواف يونس وآخرون
-
دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و
...
/ نادية سعدوني
-
المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين
/ د. راندا حلمى السعيد
-
سراب مختلف ألوانه
/ خالد علي سليفاني
-
جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد
...
/ أمال قندوز - فاطنة بوكركب
-
السيد حافظ أيقونة دراما الطفل
/ د. أحمد محمود أحمد سعيد
-
اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ
/ صبرينة نصري نجود نصري
المزيد.....
|