|
كلمة للسيد/ -جون جينج- مدير عمليات وكالة الغوث
سعيد موسى
الحوار المتمدن-العدد: 2619 - 2009 / 4 / 17 - 04:46
المحور:
القضية الفلسطينية
((مابين السطور))
اعتقد أن عمليات وكالة غوث وتشغيل اللاجئين، مؤسسة متنفذة تملك من المندوبين ومصادر المعلومات، مالا تملكه وكالة أخبار مركزية!!! في مجتمعنا المكثف الصغير، ومن المؤكد أن السيد جينج اطلع بنفسه على سير العملية الانتخابية التقليدية، والتي جرت خلال الشهر المنصرم على مستوى قطاعات الخدمات والعمال والمعلمين في وكالة الغوث، ولا أخال السيد/جون لم يطلع على الدعاية الانتخابية وهي محصورة في هؤلاء الموظفين، والتي تخلو من أي إشارة أو شعار مكتوب أو مصور،ليجعله مسبقا يحتج على تسييس تلك الانتخابات، فلم تحتوي البرامج المطبوعة للمرشحين والقوائم،على أي من الأعلام الفلسطينية،أو الرموز الفصائلية الحزبية السياسية، ولم يقحم في تلك البرامج ذكر للصراع مع الكيان الإسرائيلي،ولم تكن هناك شعارات مقاومة أو شعارات سياسة، حتى مسميات تلك القوائم لم تحمل أي إشارات لأي انتماءات سياسية، وعليه جرت الانتخابات بسلاسة دون معوقات أو منغصات، وهذا طبعا بعلمكم أولا بأول بكل صغيرة وكبيرة، وإلا لتم تعطيل العملية من أساسه, رغم أن لكل إنسان فلسطيني انتماءه الحزبي والسياسي كإطار مشاركة شرعي، وهذا حق لايستطيع احد انتزاعه منه ولا جريمة بهذا الأساس، وفي المحصلة وكما هو المعتاد، وبعد الالتزام بقواعد الحيادية وعدم التسييس من قبل المرشحين، فيقال أن القائمة"أ" فازت بنسبة"%" وان هؤلاء انتمائهم السياسي"ص،ع،س" ، وهذا بحد ذاته لايسيء لا لوكالة غوث ولا لوكالة استخبارات،فطالما التزم الجميع أثناء الحملة الانتخابية ومن خلال برامجهم المطبوعة والمصورة، والمخصصة للاستخدام الداخلي وليس العام، والتزموا بحيادية قواعد الوكالة، دون إقحام شعارات الأحزاب، ولا حتى العلم الفلسطيني، فهذا يعني أن العملية الانتخابية كالمعتاد سارت وفق قواعد اللعبة السياسية المستترة، ويكون الإخلال بالعملية ليس بعد النتائج، فلا ضرر أن يقال الحاصل على نسبة كذا انتماءه كذا، ولا الحاصل بالمقابل على نسبة اقل انتماءه غير ذلك، إنما الخلل فيما لو اكتشف من بادئ الأمر أن الانتخابات تدور وفق تسييس معلن ومسبق، واعتقد أن الجميع كان حريصا على احترام قواعد عمل الوكالة الدولية لغوث وتشغيل اللاجئين.
ومن غير المنطقي ولا المعقول،بعد إتمام عملية الانتخابات بشكلها الحضاري، أن يؤخذ على تبني البعض بالتهنئة لفوز من ينتمون سياسيا كأفراد شعب لأحزابهم، ولا اعتقد أن احد استشار الأعضاء الفائزين كي يعلن على سبيل المثال، أن قائمة منظمة التحرير فازت بالمجلس التنفيذي، ولا أن قائمة الكتلة الإسلامية فازت بالجمعية العمومية،ولا اضن أن نظام التوظيف والتشغيل في الوكالة في العقود الرسمية، تلزم الموظف بان يتجرد من انتماءاته السياسية، إنما تلزمهم في عدم إقحام تلك الانتماءات في مسار تلك الوظيفة بشكل رسمي، وهذا ما لمسناه من احترام الجميع أثناء سير العملية الانتخابية، بحساسية عدم الحديث بلهجة حزبية للتنظير والاستقطاب، علما أن ذلك يحدث في الكواليس الغير علنية ولا مفر من ذلك في مجتمعنا الفلسطيني المسيس عامة، حتى في غذائه وماءه وملبسه وعمله تراكمات من المعايير السياسية، والمخالفة تحسب أثناء الحوارات والتحالفات الانتخابية،إذا ماتم تسييسها يكون من حق الوكالة الاعتراض وفرملة العملية الانتخابية، لمخالفة ذلك لدستورها السياسي كذلك, أما أن يؤخذ وبعد انتهاء العملية الانتخابية بالتزام وهدوء، على أن الأحزاب والفصائل التي ينتمي لها بشكل شرعي هؤلاء الموظفين، بأنهم أعلنوا فوزهم والجميع أعلن فوزه،وما الجديد في ذلك عن السنوات السابقة، حيث كان التسييس والعشائرية أكثر ضجيجا،فمن حق الأسرة والحزب أن تهنئ من ينتمي إليها،دون أن يقحم ذلك الانتماء في سير العملية الانتخابية، فهذا لايحسب مخالفة ضد الموظف المرشح أو المصوت طالما التزم بأصول قواعد العمل للوكالة، وهذا بحد ذاته موثق ومعلوم لديكم من الثانية الأولى لانطلاق العملية الانتخابية، بان برامجهم المكتوبة خالية تماما من الإشارة لانتماءاتهم الحزبية السياسية, تلك البرامج المكتوبة بعنوان وكالة الغوث والتي خلت كذلك من المسميات الوطنية ،بل ركزت على الجانب الخدماتي التقليدي, حيث قام المرشحون من خلالها باستقطاب من يحق له التصويت والترشح، فلم تكن هناك قائمة فتح ولا قائمة حماس ولا قائمة جهاد ولا قائمة جبهة شعبية، إنما هناك من كل هؤلاء الإخوة من ينتمي سياسيا أو مناصرا لهذا الحزب أو ذاك, ولا اعتقد أن وكالة الغوث ستصادر مثلا حق موظفيها في الانتخابات التشريعية حيث يصوت آلاف من موظفي الوكالة لأحزابهم السياسية, إذن أين الاعتراض في كل هذا؟
ولماذا يتم افتعال كل هذه الجلبة والأزمة بعد إتمام العملية الانتخابية، وليس في بدايتها أو أثناء سيرها، وما ذنب الموظف الذي التزم رسميا بقواعد الوكالة ولم يسيس أجندته المكتوبة لا بالكلمة ولا بالشعار، حتى يلوح بفصله فهذا حقا أمر يدعوا للتوقف والاستهجان، ولا ادري ماهو الهدف الحقيقي من هذه الجلبة الغير منطقية واختلاق مبررات ومخالفات في غير محلها وفي غير زمانها، لان تلك التهديدات بالمس بقوت الموظف إنما تطرح أسئلة مشوهة ومشبوهة وغير منطقية كالمتأبط شرا.
لذا ومن منطلق التعايش مع وكالة الغوث, وهي رمز ضياع الوطن, وعلامة ترسيخ الهم الوطني على انه قضية لاجئين، يمكن تهديدهم بقوت أولادهم،بجريمة مفتعلة لم يقترفوها، ولا ندري أين وماهية الجريمة، التي تسمح للسيد/ جينج بخطة قلم أن يجوع عائلات ويلقي بمعيليهم لقارعة الطرق، فهذا شيء غير مبرر ولا مقبول على الإطلاق، ولا اعتقد أن السيد/ جنج له الحرية المطلقة في بناء قرار خطير مثل هذا التهديد، لمجرد شائعات لاحقة وبعد انتهاء العمليات الانتخابية، أو حتى حقائق دامغة بان للموظف انتماءه السياسي والذي لم يمارسه أثناء العملية الانتخابية، لا بمناظرة سياسية للمنافس، ولا بشعار حتى يظهر هويته الوطنية العامة أو شعار يظهر هويته الحزبية الخاصة، شيء مثير للاستغراب والسؤال حقا،واعتقد أن السير بهذا الاتجاه دون ثبوتيات كان يفترض أن تثبت سابقا وليس لاحقا, سيكون له من التداعيات التي تمس بحيادية ومصداقية السيد/جونج نفسه ، وهو كذلك موظف لدى الوكالة بمرتبة وظيفية عليا، سبقه إليها الكثيرون ولن يتم تخليده بها، ونتمنى اليوم قبل غدا أن تنتهي المأساة الفلسطينية ونستعيد حقوقنا السليبة، والتي ساهمت في هدرها دول وكالة الغوث نفسها، والوكالة هي مسئولية عن لاجئين بفعل الإرهاب الصهيوني برضا ودعم تلك الدول المؤسسة لهذه الوكالة, فليس منة تلك معونات وكالة الغوث ولا هبة من أصدقاء، إنما هي اقرب إلى التكفير عن ذنب المساهمة في احتلال فلسطين, منذ بلفورد اللعينة ،مرورا بدير ياسين وصولا لمجزرة غزة تحت سمع وبصر وبسلاح دول وكالة غوث وتشغيل اللاجئين.
السيد/ جينج وفي الآونة الأخيرة كان لديك برامج أحدثت إرباكا للأسر الفلسطينية على مستوى الحداثة في الآليات التعليمية، أو ماسمي "بالتعليم الذاتي" وقد استجاب الجميع وشجع خطوتكم, رغم أن ذلك رسخ مايسمى"بالمدرس الخاص" للطالب في كل مادة وما لذلك من أعباء أسرية وتكاليف مادية صعبة، حتى تفضلتم بما سمي "بدروس المعالجة المسائية" وهذا يعني أن حتى الأهالي يحترمون رؤيتكم على اعتبار الثقة بشخصكم في خدمة مسيرة العملية التعليمية، لذا ومن هذا المنطلق وتبادل الثقة فيما يخدم الصالح العام المأساوي الفلسطيني, ننصح السيد/ جون جينج بالابتعاد عن التهديدات الغير مبررة بالمساس بقوت ذلك الموظف والذي احترم القواعد المعمول بها في وكالة الغوث التي يترأسها السيد/ جنج, لان أي تنمية أو تطوير لأي من قطاعات العمل، تتطلب مزيدا من بناء الثقة بين الرئيس والمرؤوس، والثقة الشعبية كذلك بالضيف/جينج المكلف بإدارة خدمات الوكالة دون تسلط ودون تلويح بعصا الطرد والفصل في شيء مفتعل ومختلق ونستهجنه، ولا ندري ما هدف اختلاق تلك الأزمة، والتي يجب أن تنتهي بسلام،فلا ينقص شعبنا مزيد من الآلام والمعاناة ومحاربته في قوت أبناءه، ويحترم السيد/ جينج خيار الموظفين فيمن اختاروه لينوب عنهم في شئونهم حسب العرف المعمول به في الوكالة سابقا، دون الالتفات إلى أصل انتماء هذا أو ذاك, طالما لم يوظف الانتماء بشكل رسمي في تلك العملية الانتخابية، واعتقد انه من رجاحة العقل واكتساب مزيد من الثقة والاحترام، ستنتهي هذه التأزيمة الغير مبررة على الإطلاق, رغم أن النتائج لا منتصر ولا مهزوم ولا حرب بين هذا وذاك، إنما في عملية ديمقراطية لها أصولها العلنية والخفية، هناك من نال ثقة آلاف الموظفين وهناك من نال ثقة الآخرين، وهناك قواعد للوكالة في تشكيل المجلس التنفيذي، كما تنظم نفس القواعد عمل الجمعية العمومية، عملية انتخابية ياسيد/ جون في منتهى الهدوء والالتزام،دارت ولا اعتقد أنكم كنتم مغيبين عن حيثياتها وتفاصيل دبيبها، فلما اختلاق الأزمة طالما لم يرشح عن العملية إشكالات، نرجو ألا يكون هناك أهداف أخرى من تازيم المبسط، ولا من تجريم المحلل، ولا من تغريم الالتزام، نتمنى لكم مزيدا من التوفيق في مهمتكم الاغاثية الشاقة، بعيدا عن تسييس الغير مسيس على المستوى الرسمي، فلا حاجة للتحقيق وكان جريمة ارتكبت بحق قدسية وكالة الغوث الحيادية، ولا حاجة لمزيد من شحن الأنفس وخلق أرضية ليتصيد البعض في المياه العكرة، ولا حاجة لمزيد من تهديد العباد البسطاء في أرزاقهم وقوت أبنائهم، وفقكم الله لخير هذا الشعب المقدر له منذ الجريمة الدولية الصهيونية الأولى، أن يعاني ويعاني ويعاني، والطامة الأخرى أن يذل في وظيفته كأدنى حقوق الإنسان في فلسطين,فهذا شعور لا يحتمل وغير معقول
#سعيد_موسى (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الحوار الفلسطيني والحسم المصري
-
مثالية اوباما وجدار الإستراتيجية
-
الدائرة الخطرة,,,, جريمة اغتيال القائد اللواء/ د.كمال مدحت
-
تداعيات تحدي البشير للهيمنة الغربية
-
شاليط ولعنة الفراعنة
-
الانتخابات حق غير قابل للتصرف ولا يسقط بالتوافق
-
قمة الثلاثة الكبار و إرهاصات الوحدة العربية
-
إيران أم أفغانستان,,, أيهما الهدف القادم ؟؟؟
-
الثور الأبيض عمر البشير فمن يليه ؟؟؟!!!
-
معطيات حوار لن يفشل,,, فكيف سينجح ؟؟؟
-
عملية ارهابية ببصمات -بني موساد-
-
اوباما ليبرمان وهيروشيما طهران
-
استعادة قوة الردع الفلسطينية
-
الانقسام العربي غطاء صارخ للعدوان
-
تدويل قطاع غزة؟؟!!
-
اسعاف اولي عبر الاثير للتعامل مع حجم الجريمة الصهيونية
-
طريق الخداع: التظاهرات الشعبية ولعبة الانظمة الرسمية
-
غزة تذبح من الوريد للوريد.. متى تتحرك جيوش العار
-
ما سر الصمت عن الملف النووي الإيراني؟؟؟!!!
-
تكرار التهدئة خطيئة ومصيدة
المزيد.....
-
برلمان كوريا الجنوبية يصوت على منع الرئيس من فرض الأحكام الع
...
-
إعلان الأحكام العرفية في كوريا الجنوبية.. شاهد ما الذي يعنيه
...
-
ماسك يحذر من أكبر تهديد للبشرية
-
مسلحو المعارضة يتجولون داخل قصر رئاسي في حلب
-
العراق يحظر التحويلات المالية الخاصة بمشاهير تيك توك.. ما ال
...
-
اجتماع طارئ للجامعة العربية بطلب من سوريا
-
هاليفي يتحدث عما سيكتشفه حزب الله حال انسحاب انسحاب الجيش ال
...
-
ماسك يتوقع إفلاس الولايات المتحدة
-
مجلس سوريا الديمقراطية يحذر من مخاطر استغلال -داعش- للتصعيد
...
-
موتورولا تعلن عن هاتفها الجديد لشبكات 5G
المزيد.....
-
الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024
/ فهد سليمانفهد سليمان
-
تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020-
/ غازي الصوراني
-
(إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل
...
/ محمود الصباغ
-
عن الحرب في الشرق الأوسط
/ الحزب الشيوعي اليوناني
-
حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني
/ أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
-
الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية
/ محمود الصباغ
-
إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين
...
/ رمسيس كيلاني
-
اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال
/ غازي الصوراني
-
القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال
...
/ موقع 30 عشت
-
معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو
...
/ محمود الصباغ
المزيد.....
|