أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق - جاسم الحلفي - تجاذبات توزيع المناصب في المحافظات














المزيد.....

تجاذبات توزيع المناصب في المحافظات


جاسم الحلفي

الحوار المتمدن-العدد: 2619 - 2009 / 4 / 17 - 07:46
المحور: ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق
    


أقيمت خلال الأسبوع الحالي وربما تستمر للأيام التالية مراسيم تسنم المناصب المحلية في عدد من المحافظات، ويبدو ان الاستحقاق الانتخابي وما افرز من نتائج كان هو العامل الوحيد في توزيع المناصب، ولم يكن هذا الأمر مستغربا خاصة وان الانتخابات لم تجري على أساس البرامج الخدمية وإنما على أساس سياسي بالدرجة الأولى. فقد كانت الشعارات السياسية العامة هي الأبرز إثناء الحملات الانتخابية، فيما غابت الشعارات التي تستهدف تحسين الخدمات وحسب حاجة المحافظات ومتطلبات المواطنين، من توفير الكهرباء والماء الصالح للشرب وأعمار الطرق وتوفير فرص العمل وتحسين وضع المستشفيات وإصلاح المدارس.
رافقت مباحثات توزيع المناصب الأساسية في اغلب المحافظات حالة من الاستعصاء، خاصة وان ليس هناك أغلبية ساحقة حققها حزب لوحده وقائمة بحد ذاتها، لذا لجأت القوى الفائزة الى إقامة التحالفات فيما بينها، لكن الغريب في أمر هذه التحالفات التي تم ويتم في ضوئها توزيع المناصب، انها تتبدل بين ليلة وضحاها، لان إقامتها ليس على أساس توافقات برنامجية لخدمة المواطنين، وإنما على أساس الحصول على اكبر حصة من المناصب والمنافع على حساب الآخر. لذلك تشهد بعض المحافظات توترات كبيرة فهناك المظاهرات التي خرجت في واسط مطالبة بعدم التجديد للمحافظ السابق، الذي صرح بالمقابل انه سينظم مظاهرات اكبر تطالب بتثبيته، اما الموصل فتشهد توترا ينذر بتداعيات غير مرغوبة خاصة بعد توزيع المناصب بين إطراف قائمة الحدباء واستبعاد التحالف الكردستاني من أي منصب في المحافظة ما دفع مسؤولي بعض الاقضية والنواحي التابعة لمحافظة الموصل الى التصريح بمقاطعة المحافظ الجديد.
تمضي مراسيم التنصيب بينما يتزايد تذمر المواطنين من ضعف الخدمات وعدم التوقف ازاء معالجته، وهذا ما يزيد من قناعة المواطنين بان صراع الفائزين هدفه السلطة والنفوذ والامتيازات وليس كما تأملوا خيرا بتحسين الاوضاع الخدمية والمعاشية وبما يخفف من الأعباء عن كواهلهم ويعطيهم الأمل بان ممثليهم انما جاءوا لتقديم الخدمات والسهر على راحتهم.

يدور الحديث الذي اليوم هو حول التنافس على توزيع المناصب والمنافع مولدا حالة من الشعور بعدم الارتياح قد يضفي الى خيبة أمل بنتائج الانتخابات في وقت يشهد فيه الوضع اختلالا امنيا في أكثر من مكان، فضلا عن تردي الخدمات التي هي ضعيفة أساسا. وهذا ما يفاقم التذمر والقلق والإحباط عند المواطنيين، خاصة وان الأوضاع السياسية العامة تشهد توترا سياسيا بين الأطراف الحاكمة، التي لم تعد خافية على المواطن الاعتيادي. فاللقاءات بين القوى السياسية تكاد تكون معدومة وان وجدت فتقتصر على المجاملات والشكليات ولا تبحث سبل التعاون دع عنك تحمل المسؤوليات المشتركة. ولم نعد نسمع شيئا عن عمل اهم مؤسسات العمل الوطني والحكومي الكبيرة مثل المجلس السياسي للأمن الوطني, واجتماعات الأحزاب الرباعية والخماسية.

ان كانت نتائج الانتخابات قد أفرزت واقعا اخر وميزان قوى جديد فالأجدر بالقوى الفائزة ان تضع برنامجا يأخذ بالاعتبار حاجات المواطنين الأساسية وفي مقدمتها الأمنية والخدمية وان تضع برامج عمل يستوعب جميع القوى ويجذبها للاشتراك في تحمل المسؤوليات، اما نهج الهيمنة والاستحواذ وإبعاد الآخرين وتهميش دورهم فهو خطر لا يهدد الاستقرار وحده بل يعرقل التوجه نحو التنمية والأعمار.

وفي ظل هذه الأوضاع لا بد للقوى التي تمتلك برامج ان تنشط من اجل أداء واجبها والضغط على أصحاب القرار لتجنيب البلد المزيد من التوتر والمشاكل التي تثقل كاهل المواطن المتطلع الى الأمن والاستقرار والخدمات.



#جاسم_الحلفي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- البرلمان يستجوب المفوضية، فمن يستجوب البرلمان
- للفساد محاصصة تحميه
- دعم النقابات ام محاصرتها؟
- رأي في اجتثاث البعث والمصالحة
- الانتخابات واللعبة الصفرية
- التقييم حين يكون منتجاً
- نحو حملة واسعة ضد الانتهاكات ومن أجل التغيير
- الانتخابات... مفوضية -مستقلة- وقوانين غائبة!
- انتخبت بديلا اخر، فلا تستولوا على صوتي!
- المرشحون الاشباح والبرامج المنسية
- الانتخابات: هناك ثمة مفارقة
- المصداقية رهاننا رغم أموال -النهابين-
- فوز الديمقراطيين مرهون بتركيز أصواتهم
- الطريق المفضي إلى الفوز
- المراقب المحلي في الانتخابات
- الانتخابات وتقنيات التزوير
- فعل الانتخابات والمساهمة فيها
- عراقيون تحت مستوى الفقر!
- فضيحة مرتزقة -بلاك ووتر- الجديدة
- مدنٌ ظُلمتْ وتتطلع إلى الإنصاف


المزيد.....




- لبنان: غارة مسيّرة إسرائيلية تودي بحياة صيادين على شاطئ صور ...
- -لا تخافوا وكونوا صريحين-.. ميركل ترفع معنويات الساسة في مخا ...
- -بلومبيرغ-: إدارة بايدن مقيدة في زيادة دعم كييف رغم رغبتها ا ...
- متى تشكل حرقة المعدة خطورة؟
- العراق يخشى التعرض لمصير لبنان
- مقلوب الرهان على ATACMS وStorm Shadow
- وزارة العدل الأمريكية والبنتاغون يدمران الأدلة التي تدينهما ...
- لماذا تراجع زيلينسكي عن استعادة القرم بالقوة؟
- ليندا مكمان مديرة مصارعة رشحها ترامب لوزارة التعليم
- كيف يمكن إقناع بوتين بقضية أوكرانيا؟.. قائد الناتو الأسبق يب ...


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق - جاسم الحلفي - تجاذبات توزيع المناصب في المحافظات