|
الأمن والأمان فوق صفيح ساخن في غزة
سامي إبراهيم فودة
الحوار المتمدن-العدد: 2619 - 2009 / 4 / 17 - 04:50
المحور:
القضية الفلسطينية
كل منا له أمن.وكل منا يفسرالأمن حسب أهوائه وحاجته الشخصية والفكرية فقط لاغير .ولكن هل المعنـي بأمن وشؤون البلاد والعباد جميعا دون استثناءأحد؟؟؟ هو ومن لف لفيفهم. لديهم القدرة فعلا على توفير الأمن والأمان والاطمئنان بالنسبة للمفهوم الأمن العصري ومتطلباته !!! إذن فمتى يتوقف مسلسل ضحايا حصار الموت المتزايد .وضحايا موت المناكفات السياسة والتجادبات التنظيمية .كفاكم اتقوا الله .. توقفوا عن صراع الثيران فعنادكم لن يـجلب لكم الأوسمة والنياشين والتاريخ المشرف .فلن يستـثـنـي التاريخ منكم أحد إن كان له اليد العليا وراء ذلك .فكلكم قتلة في نظر التاريخ ومشاركين في قتل هؤلاء الابرياء .فمن يطعم الفقراء والمحتاجين ومن يأخذ بيد شباب الوطن المقهورين العاطلين عن العمل ومن يأوي كل متشرد يتيم ومن يوقف وباء الموت في كل حين ومن يعيد الابن والاب والأم والاخت والجد إلى من كانوا في بيتٍ سعيد ....أينك يا رسول الله ..اينك ياعمر بن الخطاب. أوقفوا من يدعي فيكم النسب .فلم يعد هناك نسب فكشف اللثام وبان الحسب .أما نحن غلابا الشعب فلنا الله.. فالأمن يا سادة ياكرام يا موقرين هو جزء لا يتجزء من الجميع دون تمييز فئة على أخرى .. ولكن ماذا نقول فقد أصبحنا وأمسينا لانشاهد أو نسمع أو نفهم شئيا. إلا كما يقال: إن فاقد الشئ لا يعطية إلا عند!!! ثله من هم يدور في فلكهم ويعطوا الولاء لهم .أما حال شؤون المواطنين القابعين في غزة 0 فحدث ولا حرج فهم المنكوبين والمتسولين والمهووسين والعاطلين والمهلوكين معنوياً ونفسياً وصحياً واجتماعياً واقتصادياً وأمنياً...فالأمن ما هو إلا لغة لا يعرفها إلا من يشعر بها فقط ويحسها. فالامن لغة محسوسة وملموسة ويتفاعل معها كل كائن مخلوق حى على هذه الارض بقوة خالقها عزوجل..من طيور وحيوانات وبشر ..فالامن هو لغة:الاطمئنان والسّكينة.: وسكون القلب وموضع الامن. هو نقيض الخوف... قال تعالى: وليُبدّلنّهُم مِن بعدِ خوفِهِم أمناً)(5). والامن للانسان هو الطُمأنينة والسّكينة وانتفاء الخوف عن نفسه، ما يجعله مقبلاً على الحياة بروح معنوية عالية، وثقة بالنّفس. والامن، اصطلاحاً: يعنـي الاجراءات الامنيّة التي تُتخَذ لحفظ أسرار الدّولة وتأمين أفرادها ومنشآتها ومصالحها الحيوية في الدّاخل والخارج. والاجراءات الامنيّة تتطّلب درجةً عاليةً من التّدريب واليقظة والحذر والمهارة، للوقاية من نشاط العدوّ المتربّص، أن الامن هو: «الطمأنينة والهدوء والقدرة على مواجهة الاحداث والطوارىء دون اضطراب). ويقول روبرت ماكنمارا: «ان أمن الدول يرتبط ارتباطاً وثيقاً بالتنمية والرفاهية الاجتماعية، وبذلك يكون الامن هو القضاء على الجوع والفقر». ويقول خبراء الامن: ان الامن هو حالة ذهنية ونفيسة وعقلية (security is a state of mind)وفي تراث العرب ورد معنـي قريبٌ من ذلك، اذ يقول الشاعر المتنـبي : وما الخوفُ الا ما تخوّفه الفتى وما الامنُ الا ما رآهُ الفتى أَمنا وبالتمعن في هذه التعريفات المختلفة، نجد أن المعاني المشتركة والمتلازمة التي تسبب انعدام الأمن هي: الجوع، والفقر، والخوف، والظلم، وتردى الحالة النفسية والذهنية لدى الفرد والجماعة على السواء. وقد أكد الرسول صلى الله عليه وآله وسلم أهمية الامن في حديث جامع، يقول: «من باتَ آمناً في سرِه، مُعافي في بدنه عنده قُوتُ يومه، فكانما حيزت له الدّنيا بحذافيرها».. فالابتعاد عن هُدى الرّحمن يورث البغضاء والشك والحيرة والاضطراب، واتباع هدى الرحمن يُورث الامن والطمأنينة والتثبيت. ولذا كان الأمن- والاحساس بوجوده أو عدمه- حالة نفيسة وعقلية، لان الأمن تدخل فيه عناصر روحية وأخلاقية، ويتأثر بالدين والثقافة والتقاليد وغيرها من العناصر التي تشكل الفرد والجماعة، ولعل من أهم المشاكل التي تؤثر في الانسان ذهنياً ونفسياً، مشكلتي الجوع والخوف، دعنا نتأمل قصة سيدنا ابراهيم عليه السلام، الذي أنزل ذريته بواد غير ذي زرع، فشعر بانتفاء الأمن في ذلك الموطن ودعا ربه: (ربّ اجعل هذا بلداً آمِنا وارزُق أهلهُ من الثّمراتِ من آمنَ منهُم باللهِ واليومِ الاخر)(9). وقد من الله تعالى على قريش بأن منحهم نعمتي الطعام والامن، فقال سبحانه:..... (لايلافِ قريش. ايلافهم رِحلةَ الشّتِاءِ والصيّفِ. فليعبُدُوا ربّ هذا البيت. الّذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف)(10). ويضرب الله لنا مثلاً آخر يرتبط فيه الامن والاطمئنان بالجوع والخوف والظلم، اذ يقول: (وضربَ اللهُ مثلاً قريةً كانت امنةً مُّطمئنة ياتيها رزقُها رغَداً من كُل مكان فكفَرت بأنعُم اللّهِ فأذاقَهَا اللّهُ لِباسَ الجوعِ والخَوَفِ بِمكا كانوا يصنعُون)(11). لعلي أجد في مقالي هذا بصيص من الأمل و النور إلى كل من فقده وعيه وخان ضميره وعاث في الارض فسادا وعبث في ممتلكات غيره واستئسد على أبناء شعبه وصال وجال ونفخ كرشه وتوضأ بدم اطفال دبحت كالحمام وصم أذنه عند سماع الأذان وعاش عيشة الانذال و لبس ثوب الظلال عله يتوب ثوبه نصوحه ويعود إلى رشده وأحضان أهله وكتاب دينه.. .
#سامي_إبراهيم_فودة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
خبراء عسكريون يدرسون حطام صاروخ -أوريشنيك- في أوكرانيا
-
النيجر تطالب الاتحاد الأوروبي بسحب سفيره الحالي وتغييره في أ
...
-
أكبر عدد في يوم واحد.. -حزب الله- ينشر -الحصاد اليومي- لعملي
...
-
-هروب مستوطنين وآثار دمار واندلاع حرائق-.. -حزب الله- يعرض م
...
-
عالم سياسة نرويجي: الدعاية الغربية المعادية لروسيا قد تقود ا
...
-
إعلام: الجنود الأوكرانيون مستعدون لتقديم تنازلات إقليمية لوق
...
-
مصر.. حبس الداعية محمد أبو بكر وغرامة للإعلامية ميار الببلاو
...
-
وسائل إعلام: هوكشتاين هدد إسرائيل بانهاء جهود الوساطة
-
شهيدان بجنين والاحتلال يقتحم عدة بلدات بالضفة
-
فيديو اشتعال النيران في طائرة ركاب روسية بمطار تركي
المزيد.....
-
الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024
/ فهد سليمانفهد سليمان
-
تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020-
/ غازي الصوراني
-
(إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل
...
/ محمود الصباغ
-
عن الحرب في الشرق الأوسط
/ الحزب الشيوعي اليوناني
-
حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني
/ أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
-
الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية
/ محمود الصباغ
-
إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين
...
/ رمسيس كيلاني
-
اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال
/ غازي الصوراني
-
القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال
...
/ موقع 30 عشت
-
معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو
...
/ محمود الصباغ
المزيد.....
|