أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - اسعد الامارة - انفعالات التفكير .. ألم في الاحشاء !!














المزيد.....


انفعالات التفكير .. ألم في الاحشاء !!


اسعد الامارة

الحوار المتمدن-العدد: 2619 - 2009 / 4 / 17 - 11:15
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


يقول علماء النفس المعرفي ان من خصائص التفكير هو المعالجة العقلية للمدخلات الحسية بهدف تشكيل الافكار، وقالوا عنه ايضا انه سلوك تطوري يتغير كماً ونوعاً تبعا لنمو وتراكم الخبرة ولكن يمكن ان نضيف لما تقدم بإن ما يجري في التفكير بدون مثيرات خارجية هو المؤلم ، ما ينتجه العقل من افكار هو الاكثر ألماً ، فإذا لم يجد منصرفا يفرغ فيه تلك الشحنات ارتدت نحو الاحشاء فتصرخ اريد ان افعل ما اشاء ولكن الصوت يجد صداه في يجب ان افعل ما تشاء وهنا تكون كتلة الشحنات غير قادرة على التفريغ .هذا الصراع هو الذي يعبر عن مبدأ الثبات لكي يعيد الاتزان في حالة التفريغ ولكن نقيضه هو انعدام الصراع تماما هو ما يتمثل في مبدا النيرفانا الذي عده فرويد تعبيرا عن السكينة التامة حيث لا توجد حياة في الدنيا ، فالوجود كما هو معروف على قيد الحياة مرتبط بالألم والوجود يسعى الى التغلب على الالم والتغلب النهائي على الألم يساوي الموت ، وهذا لا يمزق الاحشاء بل هو ينهي النفس ولا يوجد ابداع ، فألم التفكير ينتج الابداع ، وإلا لما وجدنا بعض من غادر الواقع الى عالم ارحب من اعز اصدقاءنا لانهم وجدوا كما يقول د. يحيى الرخاوي ‏هؤلاء‏ ‏الذين‏ ‏تسمونهم‏ "‏المجانين‏"، يتحَدون الجميع ‏يتحدونى ‏بها‏، ‏ويخفون‏ ‏ ‏ألمهم‏ ‏العميق‏ يحافظون عليه من احتمال ان يجدوا الشفقة ، نحن نتألم لاننا نريد ان ننتج وإلا تمزقت احشائنا حينما لا نفرغ افكارنا وكم من فان قبلنا قتله ألم التفكير فأنتحر وكم من حمل ألم التفكير ولم يستطع من تفريغه وتمزقت احشاءه .
يعتقد عامة الناس ان السلاح يمزق الانسان ولكننا وجدنا ان التفكير اكثر فتكا بصاحبه ان لم يجد له منصرفا مقبولا فهو مصدر الانفعالات الشديدة وهو كالمادة القابلة للاشتغال بصاحبها لذا فالشعراء والادباء والكتاب خبروا هذا النوع من الألم وتعاملوا معه بكثير من الرفق والحذر ، ومن يشك منكم بذلك فاسألوا من عاش مرارة الكتابة والالام القصيدة وهي تعسر.
معظم الالام التفكير تصيب الاشخاص ممن يميلون للاعمال التي تحتاج للعزلة والتفكير كالفلاسفة والعلماء في معاملهم والمشرعين والمخططين وبعض الفنانيين والكتاب كما يقول د. احمد عكاشة فهؤلاء في بعض الاحيان تتميز شخصياتهم بالحساسية المفرطة مع عزوفهم عن الاختلاط وصعوبة التعبير عن انفعالاتهم لفظيا مع الجنوح الدائم للخيال والتفكير . ان من يكبت انفعالاته سيجد صدى هذا الكبت في احشاءه وهي تتمزق وكثيرا من عانى هذه الاعراض راجع الطبيب فنصحه ان يجد لنفسه مخرجا نفسيا يدع لهذيانه غير المسموع منفذا ، واخبره الطبيب ان هذا الهذيان يحمل معنى ودلالة وهو محاولة لاستعادة البناء النفسي وكما قال "مصطفى زيور" ان الهذيان محاولة لاستعادة ديالكتيك الوجود .
دعونا لا نجعل احشائنا تصرخ ولكن ندع لافكارنا ان تنتج فعلا يترك الاثر في هذا الوجود من العالم ، فإذا قلنا ان النفس هي هي سواء أكان ما يصدر عنها هذيان أم إبداع فني ،وإنها هي هي في اعماقها .فنحن نعلم ان الطاقة الانفعالية التي اغلقت دونها سبل التنفيس الطبيعي على هذا النحو لابد لها من اصطناع مصارف اخرى ، فالاحشاء تتمزق اذا لم تجد التفريغ وينتابها القلق والتهيج العصبي وخصوصا اذا كان وجود كمية القلق هائمة تطوف بنفس الشاعر او الاديب او الكاتب او المسرحي او من امتلك حسا ووعيا تميز به عن عامة الناس سيجد نوباته مصحوبة باضطراب في التفكير تعادل ضربات القلب في سرعتها والالام شتى تطول كل اعضاء الجسم وكأن إنزال العقاب بالنفس قام به صاحبنا .. فنقول له رفقا بها ، انها تستغيث انك تعاقب النفس ابعد من الحدود وإسالوا في ذلك من يعاني قرحة المعدة او تهيج القولون العصبي او ..الخ كيف يعاقب النفس ويعتقد البعض ان هذه الاصابات تبدو وكانها محض الصدفة . ألم تمر ساعات غم في النفس ، ألم تكن لديه احزانه من نوع خاص ، ألم يتكاثر لديه الانقباض في لحظة بدون سابق انذار؟ كيف يكون ألم التفكير اذن؟
انه الالم الذي يجعل صاحبه يصرخ من احشائه ؟ ويبدو ان خلجات النفس التي لا تجد لها منصرفاً ملائما موفقاً مصيرها إلى الانحباس في تغيرات عضوية ربما تكون على درجة عظيمة من الخطورة .. انه الاضطراب النفسجسمي .







#اسعد_الامارة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كيف يتكون الشعور بالدونية لدى الاطفال
- ولمحنة أيتام العراق احزان
- العراقيون .. بين التعب والملل
- أطفال العراق وألعابهم
- رغباتنا بين الخفاء والعلن !!
- العراقيون بين حلم التحلل وقيود التدين الخاطئة
- التبرير .. لعنة ام رحمة !!!
- شئ من سيكولوجية الحب
- محنتي في انفعالاتي ... رؤية في النفس من الداخل
- نفس تئن وجسد يصرخ
- الاتهام بالتعصب ... تعصب
- لماذا السلوك التخريبي عند الطفل ... رؤية نفسية
- توهم المرض .. هل يعيق البعض ؟
- محاولة نفسية لتفسير الخوف عند الاطفال
- تداعيات الكذب عن الاطفال
- شئ من القلق .. شئ من الدقة
- ظاهرة الادعاء بالامام -المهدي - المنتظر واعراض اضطراب الفصام
- الدين .. هل هو اغراق العقول بالتأمل ؟
- الانتماء والاحساس بالتوازن النفسي
- نحو انسنة السلوك .. الانساني


المزيد.....




- استعانوا بطائرات هليكوبتر.. كاميرا تُظهر إنقاذ مئات المتزلجي ...
- عبدالملك الحوثي: لن نتوقف عن مهاجمة إسرائيل مهما كانت الضغوط ...
- ضابط شرطة يطلق النار على كلب عائلة ويقتله.. وخلل فني في كامي ...
- تحطمت فور ارتطامها بالأرض واشتعلت.. كيف نجا بعض ركاب الطائرة ...
- إعلام حوثي: إسرائيل قصفت مواقع في صنعاء والحديدة.. ولا تعليق ...
- رويترز عن مصادر: نظام الدفاع الجوي الروسي هو الذي أسقط الطائ ...
- إعلام عبري يكشف تفاصيل جديدة عن تفجيرات إسرائيل لـ-بيجرات- ح ...
- نائب أوكراني: زيلينسكي فقد ثقة الشعب والقوات في بلاده
- مقتل العشرات ونجاة آخرين إثر تحطم طائرة ركاب في كازاخستان
- قوات -أحمد- الروسية: الجيش الأوكراني يتحصن عند أطراف مقاطعة ...


المزيد.....

- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - اسعد الامارة - انفعالات التفكير .. ألم في الاحشاء !!