أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أسماء عايد - لقاء الكوكبين:الشاعر والناقد العراقي عبدالوهاب المطلبي والأديبة المصرية أسماء عايد‏















المزيد.....



لقاء الكوكبين:الشاعر والناقد العراقي عبدالوهاب المطلبي والأديبة المصرية أسماء عايد‏


أسماء عايد

الحوار المتمدن-العدد: 2618 - 2009 / 4 / 16 - 04:25
المحور: الادب والفن
    



ابتداء من سقراط وأفلاطون وأرسطوطاليس إلى هيدجر مرورا بابن جني وابن سينا وابن خلدون.. منذ الأزل و" اللغة " تشغل المفكرين والفلاسفة؛ لأن اللغة هي التفكير، وهي التخيل، بل لعلها المعرفة نفسها !

نحن نملك اللسان العربي لكن لكل منا لغته الخاصة.. واللغة كلمات.. وحواري اليوم مع شاعر برع في تحويل الكلمة إلى عروس مجلوة، وإلى شهد عسل مُشتار، وإلى وردة تعبق بالشذى. أجدني مذهولة أمام الكثير من ألفاظه الشعرية فيخيل إلىَّ أنني أقرأها لأول مرة وكأنه أبو عُذرِها "أول من اخترعها" !

دواوينه الشعرية الباذخة تمنحه الحق بأن يفخر بنفسه، بضميره، بعقله الذى رسم ملامح صولجان فكر توسد أعماقنا حد التشبع و كفى؛فبروحه نور يضاهى نور الشمس، سحابة ممطرة فى يوم ربيعى .

رحبوا معي ونحن على بساط ٍ من الأخوة الصادقة نلتقي ونحمل أزاهير روضٍ لم تزل تنشر العبير الفوّاح، بالشاعر والناقد العراقي/ عبد الوهاب المطلّبي .



***

1-

شاعرنا الأريب حد البهاء، تنحدر من عائلة أدبية عريقة حيث ضمت الكثيرمن الشعراء والروائيين والنقاد والمترجمين. كيف يري (عبد الوهاب المطلّبي) نفسه وسط العائلة؟ وكيف هي تراه!

كوكب الخيال :

انا مجنون يحبو ويحاول ارتقاء الدرجة الاولى من سلم العائلة الادبي....البعض يشيد بي اما الذين يكبرونني في العمرين الادبي والزمني فهم اساتذة ما زلت ُ في نظرهم احبو....ولديهم موروثهم الادبي هو ايضا مازال يجثم في مخيلتهم الخليل بن احمد الفراهيدي والشعر العربي حتى قمته عند المتنبي والبحتري وابن الفارض ووووو....الخ ربما لا يستسيغون تجاربي الشعرية ايتها الاديبة صاحبة الحرف، لكني احيانا اكون مشاكسا في حواراتي: ، فاسمحي لي ان اسألك لطفا:

من هي اسماء عايد؟ ، ما سر اعجابها بشعري؟

: الكوكب الأخضر

انا سلالة من طين، كنت نطفة مستقرة في قرار مكين، ثم علقة تحولت الي مضغة، والمضغة صارت عظاما كساها ربي بفضله فخرجت الي الحياة، وأطلقوا عليها "أسماء" فكانت ونمت وأنبتت من كل عام ألف عام! فـ مع كل صبح تكوّن في عروقها تردد الجاهينيات بصمت في أعماقها: أنا شاب لكن عمري و لا الف عام، وحيد لكن بين ضلوعي زحام، خايف لكن خوفي مني انا، اخرس لكن قلبي مليان كلام ..

أسماء، كثيرا ما ملأ الناس عينيها بالتراب فأدموا مقل أحلامها الجميلة. انها تفضل ان تأوي الي جبل يعصمها من موكب العميان، علي ان تمنح الأشياء لعنة علي مقاسات الفقد الذي يداهمها ويندلق بين أيامها .

أسماء، أحيانا توجعنا وأحيانا نوجعها كي تكتمل المسرحية التي تتقاذفنا الي حين الخروج من أظافر الحياة الدنيا .

أسماء، يعربش في أوصالها دوما الحنين الي "طفلة الندى" تجثو عليها، تعانقها وتبكي !

فـ للحنين اليها-كــ حنينها لمعشوقتها مصر- غصة تمزق شرايينها، وللبكاء رونق المطر مختلطا بنكهة قهوة سويسرية ارتشفتها يوما بين الثلوج.

أسماء، طفلة ندى وكوكب أخضر-ربما! مشروع فيلسوفة كما قال النقاد- ربما! واحدة من الذين تخرجوا في الأزهر الشريف- صحيح! طالبة بكلية صيدلة في ايطاليا- محتمل! وربما هي كائن دونكيشوتي، يحلم باصلاح العالم الذي سقط ضميره في غفلة من الزمن! وربما هي مجرد مخلوقة تبحث عن علاقة فيدرالية واضحة تقوم علي أساس الاعتراف بوجود حكم ذاتي تكون فيه السلطة مقسمة بالتساوي بين الحكومات الاقليمية التي هي(الأشخاص العظيمة في عالمها) وبين(شخصها المتواضع) لئلا يرتعش اللؤلؤ الذي كثيرا ما اعتقلوه قهرا فانكسر! وربما هي لا شئ علي الاطلاق وفي هذه الحالة يحق لها ان تبعث برسالة لموسوعة جينيس لكي تضاف اليها مجانا دون ان تدفع او تستلم شيئا.. فالأسماك الميتة هي التي تسير مع التيار، وأسماء علي قيد الحياة..لكنها لم ولن تقبل يد الحياة ولا تغتر بمن يتوقون لتقبيل يديها

لا يفوتني ان اخبرك، انني احب الابتسامة وأتوق للضحك من قلبي، أحب سماع النكت والطرائف وتأليفها أحيانا، أحب الافلام الكوميدية والرومانسية والخيال العلمي، أحب الحياة رغم كل ما فيها، أعتز بأهلي وصديقاتي وأساتذتي من عهد الطفولة وحتي الآن، أحب الحياة الهادئة ولا يغريني كثرة الكلام الشفاهي بل مغرمة بتأمل نفوس الاخرين ونفسي وكل ما لا يخطر علي بال بشر..لذا، لست اجتماعية بالقدر الكافي ربما !

اما سر اعجابي بشعرك، فلأن قصائدك مترعة بالأوكسجين! أي اللغة الانسانية الأنيقة والتي أعتبرها"الدم الذي تضخه القصيدة الناجحة " .

2-

ولدت في ميسان ثم انتقلت الى بغداد لتستقر فيها. ماذا يمثل لك "الوطن" بكل مدنه وشتي مفاهيمه ؟

كوكب الخيال :

العراق وجعي المستمر وشرط وجودي وهو يمتزج حبه بعشقي .

ترى من الذي اغراك في التحليق حول كوكب الادب...وهل تعشقين الكتابة وماذا تمثل لديك؟

الكوكب الأخضر :

معظم القراء يعرف أنني من مواليد المدينة الباسلة "السويس" التي تفوح منها رائحة الكرامة! الكرامة التي تدفقت منها قناة السويس، وهناك علي شاطئ القناة-ومنذ طفولتي- عشقت مناجاة الأمواج الهادئة.. فكانت بداية رحلتي من البحر الي الحبر ..

اما عن عشقي للكتابة فدعني أخبرك بالموقف التالي :

كان عمري 7 سنوات تقريبا، حين اشتريت قلما وقمت بفتحه وفتح يدي في ان واحد! لمزج قطرات من دمي مع قطرات الحبر-سكبتها في أنبوبة القلم- ثم أطلقت عليه "قلم الصحافة" ومازلت أحتفظ به كما احافظ علي ضميري سامقا حد السماء.

3-

الشاعر ليس موظفا في مرفق حكومي؛ فكلمة شاعر بأصلها الاغريقي تعني: خالق. خلق موسيقي الكلام تحتاج إلي حالات مزاجية؛ متي تنتابك هذه الحالات ؟

كوكب الخيال :

تنتابني بين النوم واليقظه....واحيانا وانا اعمل

هل تنتابك مثل هذه الحالات تشعرين بحاجة حميمية الى الكتابة كما تنتاب الانسان ايضا حاجة عشقية الى البكاء يا اسماء؟

الكوكب الأخضر :

أحيانا تنتباني، وأحيانا أنتباها! اما البكاء فلا ينتابني من حين لاخر، وانما لا يفارقني سوى ساعات او أيام قليلة..ذلك انني شديدة الحساسية من أبسط الأشياء او مرهفة الحس-كما يقولون عني

4-

تجربتك الشعرية من أي الجداول شربت ؟

كوكب الخيال :

كل اديب لا بد ان ان ينهل من التراث الشعري ومن الادب العالمي

ولكن الذي صاغ لغتي وتأثرتُ به هو الكاتب والشاعر العربي المبدع جبران خليل جبران

وانت ما هي منابعك الثقافية؟

الكوكب الأخضر :

خطواتي الأولى نحو المعرفة استقيتها من دراستي في الأزهر الشريف حيث درست به من المرحلة الابتدائية وحتي الثانوية، قرأت لشعراء كل العصور السابقة وتوقفت كثيرا أمام قصة الشاعر بن زيدون مع ولادة بنت المستكفي-تعلمت منها الاخلاص، مازلت واقفة أمام الرائع فاروق جويدة وشاعر الحرية أحمد مطر، ويعانقني الانبهار بالفيلسوف ولكاتب الساخر أنيس منصور، جيل دولوز ، نيتشه، ألبرتو مورافيا، رافيلي موريلي ..

5-

الشاعر الانجليزي "والترسكون" كان يمضي يومه نائما تحت شجرة ويقول:"ويجئ الشعر كنسيم الشمال"! وأنت أستاذنا الكبير: ما هي طقوسك في الكتابة ؟

كوكب الخيال :

حين اضع رأسي على وسادة ظمأي ...يأخذني كوكب الخيال ..حيث يأتيني من يلهمني وهو عشقي المجنون الى الملاك الوردي....المرأة الهاجس الشعري والمنبع الاصيل ليس كونها انثى ورؤيتنا لها من خلال الموروث حولها كإثارة للرفقة ولكن هي في رؤيتي الكوكب الاخر والتناغم الروحي..الذي يعد بحق معبد الالهام المقدس...منها ومن رقتها استلهم شعري المتواضع...حين تحملني في فضاءات تخوم الروح .وبسببها.ذمني البعض ممن يمتهنون الشعر..لاني احترم المرأة فهي امي وشقيقتي وحبيبتي وزميلتي في الادب ونطمح اولا تهذيب الوحش الاخر الذي يشاطرنا انسانيتنا..في دواخلنا هي خلقت من الجزء الحي( المشاعر والاحاسيس...وان سمتْ بذاتها فهي تصل الى درجة القديسات امثال السيدة مريم العذراء وفاطمة البتول الرهراء بضعة الرسول ورابعة العدوية..........الخ او تصل الى درجة الملائكة..اما الاعتراض من قبل الممسوسين هو ان الله اختار انبياءه ورسله من الرجال فهذه مشيئته الالهية هو الاعرف والاحكم..هو البصير العليم وما نحن وكوننا بمليارات المجرات التي لا تحد ولا تحصى لانشكل عنده حتى حجم اصغر خلقه .

اذا كان مصدر الهامي المرأة الكائن اللطيف ، ماذا يعني لك الرجل بصورة عامه كيف تنظرين اليه؟ وهل يختلف الشاعر عن الرجل العادي؟

الكوكب الأخضر :

بداية، قضيتي هي محاولة فهم العالم بكل ما فيه-

ومن ضمن ما فيه الكائنات الحية، أي ان الرجل ليس وحده مصدراً أساسيا لإلهامي وخير برهان: ان كتاباتي معنية أكثر بالقضايا الوطنية والاجتماعية بأسلوب فلسفي تعانقه الإبحارات النفسية.

أما عن نظرتي للرجل: أقدر الرجل وأنحني له اجلالا واحتراما طالما يعاملني بالقدر الذي يليق بي. لذا؛ تجرحني جدا مجرد الأخطاء الصغيرة من أي رجل تجاهي!

تروق لي الكثير من الأفكار التي سادت في عصر"سي السيد" كانت الأدوار محددة..أتمني لو تعود المرأة لتقديس زوجها ومراعاة الله في أمور حياتها..كما أتمنى للرجل العربي ان يعود شامخا عظيما سامقا حد السماء، لا أريده ان يهبط من سماء الرفعة.. بل يرفع اليه الأنثى(الزوجة والأخت والقريبة والزميلة والابنة)

الرجل، حنان أرنو إليه وشروق أتلهف على إنسيابه من جفن الصباح.. الرجل مركز قوة، تحتاج ملامحي لأن تتوه بين ملامحه كي تستر ضعفها.

تظل إجابتي ناقصة فمازال الرجل الأسمائي- شريك العمر- في علم الغيب.

لكن رغم بساطتي وسنوات عمري الصغير.. يمكنني بعفوية ان أوصف الرجل بأنه: جنة من الإنسانية- ونار أيضا!!جنة؛ إن اتقى الله ظاهرا وباطنا ولم يبع صلاته فوق أسفلت العولمة.

وأفضل رجل ظهر في حياتي حتى الآن هو أخي العزيز د.محمد عايد

اما عن الشق الأخير من السؤال؛ فمؤكد الشاعر يختلف جدا عن الرجل العادي.. لكن لكل منهما مميزاته وعيوبه

6-

أريد شهادتك علي شعراء اليوم في الوطن العربي ؟

كوكب الخيال :

لا استطيع ان امنح شهادة الى شاعر ما، فالكثير من الشعراء يستحقون ان يتوقف المرء اجلالا لتجاربهم الشعرية ولكل واحد مميزاته الخاصة.. لكن المشكلة ليست بالتفاضل بالابداع لكن علينا ان نحترم قضية الشعر اولا كقضية تمنحنا السمو علنا ان نطبق ما نكتبه..اولا الوصول الى المثقف كسلوك فعلي وحياتي خارج بحر الكلمات..الصدق اولا مع انفسنا ومع الاخرين.. احيانا امارسه فيجلب لي اللعنة فالصدق والحق وجهان لحقيقة واحدة وسيدنا وامامنا علي بن ابي طالب عليه السلام يقول:( ما ترك لي الحق من صديق)...لم استطع ان اهذب هذا الكائن الذي لا يتقبل النقد الموجه الى الشخص لا الى النص اتمنى ان اربيه ان يتقبل ذلك بروح ساميه

تستطيع اسماء ان تتوقف عند شاعر معين، وما السبب؟

الكوكب الأخضر :

ألا ترى انني متوقفة الان بالفعل؟! والدليل حواري مع سيادتك

7-

بريمون يقول: "لا حاجة لفهم الشعر فالسحر المنبعث من موسيقاه يغني عن هذا الشعر". عبد الوهاب المطلّبي ماذا يقول عن الشعر ؟

كوكب الخيال :

الشعر والعشق وجهان لكوكب واحد

العشق كالفن لا سواحل لبحوره.. وان اصغيت الى عطر في ابتساماته ...ينتابك الرعب في وهج من لباب الروح يخيفني العشق وهو يغوي الروح في شجر له شفاء لامنياتنا اشبه بطقس يداوي الروح فيسكن القلب للعشق مخاطرا ً ان كان صادقا وهو في حدة التورط اذ ينساب في اتيانه بغير اوانه يرمي حوالقه ورأيته يأتي محاذرا وجريحا من وهج عاشقة ربما يلتقي العطران لكن دونما اجنحة ارايت الجرح حين يفكر بالقاء متاعبه على هلال راه الليل منبهرا طوبى لعاشقين تناغما روحيا وامتزجا في طقس اللامألوف وقد تخطيا واقعا فاق توصيفات ادراكهما اذ يحمل العشق مهموما صرته مخبئا جدليته المميزة وهي لا تخضع احيانا لاحتدام منطقنا العشق او الشعر احيانا يكون لوحة مشاكسة غير مألوفة ربما تجسده تعبيرات من اشراقة الندى فالاشراق يتحسس اسلوبه التعويذي عبر الفضاءات الادبية وهو يحتار في ثورته

......... عندما تسجد اللغة عاجزة عن فهم اتونه المتأجج

المستفزان : هما القلب والعقل يتباريان في تشكيل قصائدهما المشكلة تظهر في وهج المستنبط اللامالوف واللامحدود دون الوقوع في فخ التسطيح الممل كل منهما يحاول الامساك بالكحل المتطاير من اجفان النجوم اه نجوم اخرى تزين سماوات سريه تحيطها هالات خفيه كل منهما قد تمنطق بروائح العذوبة لايجاد التعبير اللائق الدقيق في تموج المعقول واللامعقول مثلما يتساءل القلب ما الذي جعل رغيف الخبز الحار مميزا؟ ذلك المنبجس من ثغر التنور من القمح الذي ارتشف الاشواق الديمية..فورة اندهاشة مميزة،. تأمل العقل وراى ان خاصرة الرغيف الموله بالعشق ينبغي ان يمر من بوابة التامل انه رغيف الصرخة المفلسفة المعجونة بمسبار ما ولديه الشعر - اوالعشق لا فرق بينهما -، كوكب يحاول اكتشافه ليس بالدوران حوله ولكن عليه ان يهبط مثل رواد الفضاء محاذرا السقوط في فخ المباشرة الفجة اما القلب فيترجم الشعر على انه النداء الداخلي لانينه ساطعا في نبضاته المرهفة هو في توأمية مع الروح الخافقة باجنحة المشاعر الشفيفة غير ان العقل يخالفه يهيب بالعشق ان يشاطر الوطن احزانه ويشاطر البشر في همومهم اليومية من اجل الملحمة الاولى التي صاغها الاخوان قابيل وهابيل تلك الملحمة التي تركت جرحا غائرا في عمق المسيرة البشرية

والشاعرهو مجنون باطروحاته التامليه ، القلب هو ايضا كائن مجنون في ايماءاته المنتقاة من شلالات الرقة ....تساءلت ُ بدون اجابة كيف نفسر حدوث توأمية الروح؟؟، يغار القلب ويرد له هو الاخر توأم أنينه المتواصل...حين همست ْ يا الله ..!.شعرت بحزنها الشفيف ، حين اخبرتها قالت: كيف عرفت ذلك.؟ قلت انَّ المحب َّ الصادق يراك ويشم حزنك... من وراء الحياد نرى توأمية القلب والعقل المتضاده وهي تتيح لنا انطباعا مثيرا وملهما في ان واحد ...حين تكون مشاهدا لمعرضيهما المقامين في قاعة ممسرحه نوعا ما ، يقدم العقل لوحاته المعبرة عن العشق او قيامه بالرسم بالكلمات هاويا الحداثة بتفاصيلها التي يعرفها او التي لم يستوعبها لحد الان مجنبا نفسه الخصومة لذلك يلح على المتلقي او القاريء ويحثه الى الوقوف وجها لوجه امام لوحاته التجريديه او النحت الجيوكوماتي...كما يدفع المتلقي النخبوي باغراء لا مثيل له لقراءة قصائده المركبة من ادوات وضعت المشاعر والاحاسيس البشرية الفطرية في علب اسطوانية طافية في الامواج......! على النخبوي ان يلحق بها ليفتح رموز شفرتها...كان التبرير هو منع عفونة التقليد والمحاكاة.هكذا.يلجأ صاحب ما بعد الحداثة لاحاطة الرؤية لديه باغلفة اشبه بقشر الفاكهة الذي يمنع تعفنها...مستثمرا التفكيك والتحطيم في الق التجريد المحض احيانا ، وتبقى الخطوط الاساسية هي توظيف الاثارة الى اقصاها كما يصورون او يتصورون.بينما نجدالقلب يعشق حد الموت...في قصائده المرآوية يحاول بعشقه غير المفهوم صياغة المفردات...اعادة خلقها من جديد هو يعرف او انه ادرك ان اللغة محملة بكائنات فريدة الحساسية مفرطة بالرقة موظفا لها رهافة المشاعر الحقيقة المنسابة كالشلالات الهادئة ملامسة ارض ما في انسياحها.،.القلب يجيد استلهام الطبيعة بمسحة رومانسية مذهلة لاعداد مضمونه الشفيف وهو يقاطع محاكاة العقل الذي يستعير الطبيعة اشكالا تعبيرية صارمة احيانا متشاقية و احيانا ً اخرى في اطر اللامبالات المحسوبة في معادلات الوعي ملخصا خيباته وهزائمه في اطروحاته النخبوية ,,العقل في استلهامه للحداثة يعيد نكوصا الى حالة الانسان البدائي في تعامله مع الاشياء والمسميات والاستعارات المنحوتة مفاخرا ً في تطوير ازميله البدائي حين يلجأ الى تحطيم ادواته التصويرية واستعاراته التعبيرية اللامألوفة الصادمة مستثمرا بعبقرية ساخرة احيانا طاقات الوعي ...وفي افضل الحالات يواجه انهزاميته التراجيدية...

الكوكب الأخضر :

8 -

النقد الجاد هو إعادة اكتشاف للمبدع. ما هي النظرية التي تتبناها في كتاباتك النقدية؟

كوكب الخيال :

اولا قبل التحدث عن نظريتي النقدية التي لم تكتمل بعد وهي مرتبطة الى حد ما بالقصيدة المرآوية التي لم اتوصل اليها بعد..ولا اريد الحديث عن النظريات النقديه ونجعل من الحوار استعراضا تنظيريا او عرض ما نمتلكه من افاق ثقافية...رؤيتي النقدية تتلخص حول النص هل اضاف قطرة مميزه في البحر الكبير ام لا ..؟.هل استطاع الشاعر مثلا ان يمنح المفردات سحرا ما يحولها الى كائنات حية...؟ ولابد للشاعر ان يسمو بشعره من خلال الايقاع سواء اكان من نبضات التفعيلة او الايقاع الداخلي...فالموسيقى مطلوبة والا فكيف نميز الشعر عن النثر؟؟.وانا لا يعنيني البحث عن الاخطاء اللغوية او الطباعية او العروضية. بقدر ما ابحث عنه هوالاستلهام المميز.دون الوقوع في المباشرة الفجة او الهبوط الى القعر والتعقيد والتجريد وحين نرى النص الشعري لا يهز المشاعر البشرية ولا تسجيب الى ندائه او نبضات اوجاعه ينبعي ان نقول بكل صراحة انه ليس شعرا وانما يدعونا الى موضوعات اخرى عقلية... ربما اعدها برؤيتي بعيدة عن عالم المشاعر والاحاسيس

الكوكب الأخضر :

9--

الحزن كتاب مقدّر في سفر الأحلام ، ما تنفك فهارسه تقلب الأيام و تلاقح الآنة بالدمعة لتسح حجرات ألم على محيا فلق . متي يحزن عبد الوهاب المطلبي؟

كوكب الخيال :

احزن حين يرحل العشق عني فيرحل معه الالهام

ومتي تفرح ؟

لقد اجبت

10-

غياهب المحن رنيم مرج إلام تترنح تحت سياط جلد الروح ، تتسابق المخاوف بين فزع يقين و طمأنينة شك بما هو مرسوم . ما هي المحنة الأكبر طيلة مشوار سيادتك ؟

كوكب الخيال :

المحنة الاكبر هي تدمير العراق والاحتلالات الكثيرة اولا:الاحتلال المباشر من قبل الولايات المتحده الامريكية...ثم مهدت الى احتلالات اخرى

ومحنة الظمأ..... وماذا عن المحنة الأسمائية ؟

الكوكب الأخضر :

موت البنفسج، محنة تتجدد في حياتي

11-

المرأة تجربة في عمق احساسك .. ماذا أعطتك وماذا سلبت منك ؟

كوكب الخيال :

المرأة كما قلت لك هي كوكب اخر وهي اعظم نعمة وهبها الله الى الرجل...بدونها لا حياة ولا شعر ولا مشاعر ولا معرفة التناغم الروحي..وهي المنبع الاساسي لكل الفنون...حتى المشاعر المعبرة عن الرؤية السياسية للنص الادبي باعثه الاول والاخير المرأة ..لولاها لا استطيع الكتابه انها الشعر وعالم الجمال والايقاع والقلم والقرطاس وما انا سوى المتلقي.

الكوكب الأخضر :

12-

بودلير كان يتعجب حين تدخل المرأة الكنيسة! وبرنارد شو قال: ان اعفاء المرأة من الجندية لا يعني عدم قدرتها علي الحرب ولكن يعني تخصيصها لغرض واحد هو إنجاب البشرية! هل تواقفهما الرأي؟ وما هو من وجهة نظرك ؟

كوكب الخيال :

كل له رؤيته..اما انا فقد اجبت لاني انظر الى الشمول في ناموس الله لا الى الاستثناء...ولهذا شرفها الخالق بخلقها من شيء حي. . اما مكانة المرأة...ووظيفتها وانسانيتها للمرأة دور كبير في بناء الذات الانسانية للمرأة وللأنثى في آن واحد ٍ ، الى روحها... وليس برؤية العالم الذكوري لدى المتخلفين على انها وعاء للانجاب فقط؟ وليست هي امة وجدت لخدمة الرجل...انما هي شريك ورفقة طيبه وحبيبه يحملُ احدهما الاخر ويناضلان من اجل الاستمتاع بالحياة,,ثم يتركان صرخاتهما من اجل حياة اقضل للانسانية .

13-

أنت والكون، كيف تراه ؟

كوكب الخيال :

ارى الكون نقطة ضئيلة لا تذكر في ذات الله سبحانه وتعالى..وان احببت ِ ان لا ادخل في متاهات الفلسفة فالكون هو الرجل والمرأة

14-

أنت والبشر، كيف يستقبلهم وجدانك ؟ كوكب الخيال:

احب البشر وارض البشر واتمنى ان يسود السلام وان يكون بينهم التنافس الشريف من اجل الابداع والعطاء.. ليت العرب او المسلمين يغيرون نهج وعاظ السلاطين...ويتوصلون الى تفعيل النقاط المهمة التي يلتقون عندها...اي تفعيل انسانية الاسلام ..ولكن دعيني اهمس لك شيئا آخر

لا اعرف السر ان من يهاجمني ممن يمتهنون الكتابة فقط من الاخوة العراقيين؟؟ لحد الان لم يهاجمني اي عربي وعلى الاقل علنا لا مصري او سوري او مغربي ............الخ هذه المسألة تؤرقني كثيرا...وهم في نقدهم للشخص وليس للنص ولا يتقبلون ردي حتى لو كان ودودا...او كان محملا بالطرافه...يعزو البعض الى ان اغلب المعلقين من النساء الزميلات وهذا هو السبب كما يقول ابو حسين والاستاذ الشاعر ابو طيبه

الكوكب الأخضر :

15-

أنت والحب، كيف تشعر به ؟

كوكب الخيال :

الحب : هو كالشمس في ضرورته للحياة هو الظمأ الذي لا يفارقني لحظه وهو ايضا كالشعر وجعي الداخلي.. دون الارتقاء الى حالة الارتواء وأنت كيف تنظرين الى الحب من زاوية المرأة الاديبة؟

الكوكب الأخضر :

الحب عندي يتلخص في كلمة واحدة هي "الله"، والاسلام هو الدين الذي ارتضاه لنا الله عز وجل للنعم بكل مشاعر الحياة.. وإن تأملنا الواقع حولنا فسنجد ان فئة قليلة هي التي اعتنقت الجوهر الحقيقي للدين بأخلاقه وأوامره ونواهيه. لذا؛ من المنطقي ان ينتحر الحب في حجرات قلوب الفئة السائدة.

أدعوا الله بأن نكون من الفئة الاولى لا الثانية، وان يهدينا لحب الخير مهما ابتعدنا

16- الضمير، الوفاء، النبل، الصدق، الطهارة، الأخلاق، وكل الأشياء الجميلة صرنا نضع علي قبورها باقات الزهور كل يوم ونطلب لها الرحمة والمغفرة. في ساحة النفوس البشرية لماذا ينتصر القبح علي الجمال غالبا ؟؟!!

كوكب الخيال :

ان القبح لا ينتصر على الجمال وانما قد يكسب اغلب الجولات لكنه ليس هو المنتصربالضرورة ، لان الانتصار يختلف مفهومه ما بين انسان واخرلكن تضاداته معبرة عن قانون الحياة والتطور كما اتصور...تأملي لو ساد اللون الابيض فكيف نعرف بقية الالوان !

الكوكب الأخضر :

17-

الصراع بين الأضداد هو الحالة الأبدية للكون-هكذا يقول هيراقليطس. دعني أسألك سؤال يحيرني بصدق: ألا تتساوي الحياة مع الموت في كثير من الأحايين ؟

كوكب الخيال :

احيانا. يحدث هذا،... حين تنتاب المرء احيانا حالة الملل او السأم القاتل...كما في قصة الكاتب الامريكي الكبير ارنست همنغواي(( القتلة))....حين تنتظر الضحية القاتل بفرح غامر وكذلك تشبه الى حدما الفلم( اليس هم يقتلون الجياد ؟) غير ان هذه الحالة لا تشكل الا استثناءا بين البشر فالحياة فيها من المباهج تستحق منا ان نعيشها

الكوكب الأخضر :

18-

تخيل ان العالم أجمع ينصت لك الان.. فماذا تقول له؟

كوكب الخيال :

اقول له ما أجبتك عنه

الكوكب الأخضر :

19-

كلمة فى نهاية الحوار توّد حضرتك التكرم بها؟

كوكب الخيال :

انا يا انستي انسان ٌ بسيط ٌ ..لست اميرا او وزيرا بل رجلا مغمورا لا يعرفني الا البعض... احب السلام وادين بدين الحب...واكره الانتماء...وقد رفضت الكثير من الدعوات كي انتمي الى عناوين عديدة.

أنا..اسعى لأضع صرختي المميزة هي كل ما املكه من ارث...اتركه حين يسترد الله امانته...طبيعي مؤمن بالله واعرفه واراه هو كائن لا عن حدث موجود لا عن عدم قريب منا دون ملامسة وبعيد عنا دون مزايلة... هو خلق الاضداد لتتطور الحياة وفق انظمة قدرها بقدرته فجعل منها انظمة مفتوحة ومنتجة واخرى مغلقه لكنها تتعلق بانظمة اخرى تحدد نهاية صلاحية كل جزء(بفعل الانتروبيا ).....الخ

الكوكب الأخضر :

تحيتي لك تحية تليق بقدرك الكبير

كوكب الخيال :

وتحياتي ايضا الى الكاتبة والشاعرة الرقيقة الكوكب الاخضر اسماء عايد...في لغتها العالية المحملة بالتوق الانساني النبيل والساحر احيانا...اشكرك على حوارك الشيق وصبرك على حواري المشاكس احيانا، اتمنى لكِ اولا المكانة الادبية المميزة التي تليق بالكوكب الاخضر والسعادة الدائمة التي اراك جديرة بها مع مودتي الخالصة وتقديري واحترامي الكبيرين لكِ وبارك الله فيك وفي عائلتك وبلد الطيب مصر العزيزة ام الدنيا ومدينة السويس الباسلة ايام العدوان الثلاثي....اسجل شكري

عبد الوهاب المطلبي

العراق - بغداد

***
اسماء عايد
www.dr-asmaa.com



#أسماء_عايد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- افتتاح مهرجان -أوراسيا- السينمائي الدولي في كازاخستان
- “مالهون تنقذ بالا ونهاية كونجا“.. مسلسل المؤسس عثمان الحلقة ...
- دانيال كريغ يبهر الجمهور بفيلم -كوير-.. اختبار لحدود الحب وا ...
- الأديب المغربي ياسين كني.. مغامرة الانتقال من الدراسات العلم ...
- “عيش الاثارة والرعب في بيتك” نزل تردد قناة mbc 2 علي القمر ا ...
- وفاة الفنان المصري خالد جمال الدين بشكل مفاجئ
- ميليسا باريرا: عروض التمثيل توقفت 10 أشهر بعد دعمي لغزة
- -بانيبال- الإسبانية تسلط الضوء على الأدب الفلسطيني وكوارث غز ...
- كي لا يكون مصيرها سلة المهملات.. فنان يحوّل حبال الصيد إلى ل ...
- هل يكتب الذكاء الاصطناعي نهاية صناعة النشر؟


المزيد.....

- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أسماء عايد - لقاء الكوكبين:الشاعر والناقد العراقي عبدالوهاب المطلبي والأديبة المصرية أسماء عايد‏