|
مظفر النواب.. من الرومانتيكية الثورية إلى الاحباط القومي
وديع العبيدي
الحوار المتمدن-العدد: 2617 - 2009 / 4 / 15 - 09:28
المحور:
الادب والفن
(حدر السنابل كَطه..) مظفر النواب.. من الرومانتيكية الثورية إلى الاحباط القومي
"حيل أدكَ نوبات وحدي !! أبجي وحدي .. أحجي وحدي آخذ المدرسه عُرض إبطول وحدي أطفه وحدي بلايه أحٌد وأشتعل جرس منٌي وبيٌه وحدي أشتُغُل"
- مدخل عام.. الشاعر مظفر النواب من مواليد ثلاثينات العراق، وهي مواليد نخبة من المؤسسين والرواد في ثقافة العراق المعاصرة، ممن شكلوا ويشكلون المشهد الثقافي والفكري حتى اليوم، وبدونهم تعتور راهننا الثقافي فراغات ومناقص تختزل الكثير من مظاهر جدارتها وأسبقيتها الرائدة. الثلاثينات كذلك هي عقد التأسيس الوطني المعاصر، بعد قرون من التغييب والاختزال، اعلان تأسيس دولة عراقية وانشاء حكم وطني ومجلس نيابي وأول دستور عصري. والثلاثينات هي حقبة إنبات الحركة الشيوعية في تربة العراق وظهور ملامح حركة سياسية وطنية. على الصعيد العام بدأ العراق في استقطاب الحركات والتيارات الثقافية والفكرية العالمية واجتذاب رموزها وتوثيق عرى الاتصال والتواصل بين العراق ومحيطه الاقليمي والعالمي. فقد زار العراق يومها شاعر الهند الكبير رابندرانت طاغور ، والكاتبة البوليسية أجاثا كريستي وأمين الريحاني والسيدة كوكب الشرق أم كلثوم مع طاقمها الفني وغيرهم. نزعة التطلع والعصرنة والانفتاح العام في مجتمعئذ، كانت تتكامل مع عوامل الانفتاح الجغرافي على الشرق والغرب. حيث تحتل التجارة والثقافة صدارة قنوات الاتصال، وهنا يلعب حاجز اللغة دورا رئيسا في هذا المجال. فكان التبادل الثقافي مع بلاد فارس والهند محدودا، مقارنة بالتبادل مع الغرب. ولأسباب معينة كان للتبادل التجاري مع فارس والهند، دور فاعل في ظهور طبقة تجار الشيعة، الوضع الذي ساعدها في استحلال محل التجار اليهود عقب تهجيرهم القسري أواخر الأربعينيات. فيما كان للتبادل والاتصال مع بلاد غرب العراق دور في تقوية الارتباط بالعروبة وتعزيز الشعور القومي في العراق. عموماً.. كانت البلاد يومذاك، أرضا مفتوحة ونسيجا اجتماعيا وثقافيا متصلا بالخارج، بما لا يُقارَن بما يسود الوضع الحالي من انكماش وتراجع. هذا الانفتاح الجغرافي أنتج – بطريقة ما-، انفتاحا اجتماعيا وثقافيا بالنتيجة. بينما يمكن إعادة الانغلاق الاجتماعي والثقافي الراهن، إلى الانغلاق الجغرافي والعقائدي، ممثلة بصور العصبية القبلية الضيقة. إلى هذه الجغرافيا المفتوحة والأرض المتصلة في لغة النسيج المنسجم والمتناغم، ينتمي النواب في مرجعيته الثقافية والانسانية والوطنية. صدى انتقالات جدوده في أرض الهند إلى انتقالاته في حوض المتوسط. جمع النواب شآبيب لغته وثقافته، من روافد صغيرة وناعمة، من أبعد حدودها الجغرافية، ومن أعمق مهاميزها الاجتماعية، جامعا بين التعددية الفكرية والثقافة الانسانية. ويمكن قراءة تجربة الشاعر عبر تقسيمها إلى مرحلتين.. - مرحلة ما قبل السبعينات.. وهي مرحلة بروزه وتميزه في مجال الشعر السياسي الوطني، ويكاد الشعر الشعبي يشكل فضاءها الرئيس، ويمكن الاصطلاح عليها بالتجربة العراقية، لأسباب ثلاثة: اعتمادها لغة الريف العراقي وثقافته وقضاياه؛ لم تتجاوز تجربته ونشاطه جغرافيا العراق خلالها؛ التزامه العمل السياسي المباشر في صفوف الحزب الشيوعي العراقي. - مرحلة ما بعد السبعينات.. ويمكن تمييز ثلاثة ملامح رئيسة فيها: مغادرته العراق إلى الفضاء العربي؛ تناوله القضايا العربية والقومية وأبرزها (القدس عروس عروبتكم، تل الزعتر)، اعتماده اللغة الفصحى في الكتابة وتراجع نتاجه الشعري العامي تدريجيا.. * ابن المدينة وثقافة الريف من النادر، تاريخيا، أن شخصا يولد في مدينة، يستخدم لغة الريف ومادة الريف، دالة على دوره الاجتماعي والثقافي. ربما كان الوحيد في مجاله العراقي، ومن النادرين عالميا، فلم يكتب الشعر الشعبي (استخدام لغة العامة في الكتابة) فحسب، وانما كان جزء من ثقافة ابن القرية وترجمانا مبدعا لارهاصاته وتطلعاته وآلامه وعواطفه. لم ينخفض النواب بابن القرية في صورته الاجتماعية السلبية المتوارثة بالبعد التاريخي والحضاري، كحالة متأخرة عن المدنية، وانما ارتفع بها عن النظرة البرجوازية السائدة مانحا إياها هوية جديدة ، كاشفا عن خصائصها الذاتية المشرقة. ابن الريف العاشق، الثائر، الطيّب. يمكن اعتبار فكر النواب (الشمولي والمنهجي والجدلي) أحد عوامل هذا الاتجاه. فقد جاء النواب من الثقافة إلى الشعر، ومن الانسانية إلى الانتماء، ومن المحبة إلى الانسان. جاءت ولادته في مدينة الكاظمية، ذات الارتباط المباشر بالمركزية الشيعية في مدينة النجف من الفرات الأوسط، وكلّ منهما يومذاك حاضرة ثقافية وملتقى فكري لطلبة علوم الدين والالهيات. وكانت العائلة تنتقل بين المدينتين. ولا شكّ أن الاقامة في النجف وما يرتادها من المناطق المحيطة بها ذات الطابع الريفي كالديوانية والسماوة ، أثار اهتمامه إلى عالم القرية وانسان الريف. ولم يكن هذا منقطعا عن آثار الطابع الديني المنغلق للمدينة الشيعية، وقد انعكس ذلك على شخصية النواب باتجاهين.. - اهتمام غير عادي باللغة وإجادتها إلى درجة التميز والابداع. يصف الشاعر حالة من أيام المدرسة حين طلب منه المدرس استكمال بيت من الشعر الفصيح، ولم يكن يحفظه أو يذكره جيدا، فأتى بما يوازيه وعلى نفس الوزن والقافية، فلحظ الاستاذ تميزه وأثنى عليه. - التمرد على السائد والمألوف. فالمبالغة والتكرار التي تطبع بيئة دينية وتردد انعكاساتها في مختلف مجالات الحياة والقطاعات، في البيت والمدرسة، والشارع والمقهى، سرعان ما تبلغ حدّ الاشباع الذي يولد السأم ويدفع إلى التمرد والبحث عن البديل والمختلف. في المبالغة في اليقينية دافع إلى الشكّ، وفي المبالغة في التقديس دعوة إلى التبخيس والاستعلاء يدفع إلى الاستنكاف ولاستهزاء، وما إلى ذلك. تنطوي البيئة الدينية والتجارية على أسباب أكثر الحاحا ودفعا للبحث عن الجديد والمختلف. فإذا أضيف لها أمران آخران، البيئة الزراعية، والكادحة باعتبارها الطبقة الاجتماعية الأوسع في النسيج العام لكل مجتمع، تتضح الأسباب التي تجعل من هذه البيئة بؤرة رئيسة للتوطن السياسي والحزبي. ان الافكار والصرعات الفكرية تظهر في المدن، بينما تنتشر في الأطراف وأوساط العامة. وبشكل ما استطاعت مدينة النجف الجمع بين الخاصتين؛ خاصة المدينة الكبيرة، المضاهية لبغداد العاصمة التاريخية، وخاصة المنطقة الزراعية ذات الهيمنة الفلاحية والقروية. التفكير في مدينة دينية ذات غنى دلالي متنوع الاتجاهات، جزء فاعل من تفكير كل فرد يعيش في تلك المدينة أو يمرّ بها ذات اليوم، متوقفا بين معالمها الدينية البارزة ومقبرتها الممتدة بشكل سوريالي متحدية تواريخ كل المقابر في العالم، والتاريخ. هذه الناحية لم تسجل حضورا كافيا في المنتج الأدبي أو الثقافي المباشر دون الاخلال بالتوازن العام. وربما كانت (موسوعة العتبات المقدسة) لكاتب علماني مثل جعفر الخليلي وكتب أخرى، أبرز تلك المؤلفات. الأمر اختلف عند النواب الذي وصل التمرد لديه حدّ الرفض واجدا في فكرة الأممية فضاء والفكرة الشيوعية انتماء. (الحزب ابوي.. الحزب بيتي..) * - سمات عامة في قصيدة النواب.. مظفر النواب.. ولد شاعرا، بمعنى أنه ولد ليكون شاعرا، بتوفر على سليقة شعرية ولغوية متدفقة، الشعر قدره وفنه وإسطورته الحياتية. لو لم يكن انواب شاعرا، لما صلح لأي شيء آخر، لغته تسيل شعرا.. وصوره تتراكم وتنتظم لوحدها بطريقة تلقائية ، ذلك ما يمنح أو شعريته درجة عالية من التلقائية والعفوية والتماس أو التناص مع اللحظة (مكانا وزمانا). فإذا ما كتب في موضوع تاريخي أو ذكرى قديمة، منحها روحا مرفرفة نابضة وراهنية متفاعلة. لكن شاعرية النواب ليست خاصة فنية أو صنعة لغوية مجردة، وانما هي جماع فكر وفلسفة وتأمل ومعاناة. اكسير تجربة النواب الشعرية وتميز شخصيته ذات الظلال الودية، يكمن في خواصه النفسية واستغراقه الذاتي مع نفسه أكثر من صخب الحياة الاجتماعية واستهلاكها اليومي الرتيب. ففي تجربة الشاعر فترات صمت طويلة، ولحظات تأمل واستغراق تأخذ به خارج المكان والزمان. ان الكتابة عنده ليست عملية سطحية مباشرة، وانما هي نتاج عمل فكري دائب وطويل، وخلاصة جامعة لاحتراقات فكرية ومخاضات اجتماعية غير يسيرة. فالابداع أو الاعجاز – إذا أمكن استخدام هكذا تعبير- في قصائدة ليس من شطحات اللحظة الراهنة، والتلقائية المحسوسة في اسلوبه ليست طارئة. ان التجارب الشعرية الكبيرة، لا تكون من غير تجارب حياتية كبيرة، والتجارب الحياتية الكبيرة لا تكون بدون تجارب فكرية ومخاضات نفسية معقدة. هؤلاء الناس الأكثر صمتا، هم الأجمل والأعمق حديثا. فلكي يتعمق المرء في الحياة الاجتماعية، يلزمه التعمق في ذاته والانفراد والتأمل مع نفسه. والخلاصة.. هي هذا التوازن الرائع في حضوره الشعري.. التوازن النفسي – الاجتماعي- والفكري، مضافا إلى بداهته الشعرية. * - الشعر والتجربة.. لا يمكن الفصل بين شعر النواب وحياته، ولا بين حياته وتجربته السياسية. ولكن هذا ليس مغزى هذه الاشارة. المقصود تجربة النواب الخاصة في تأصيل الشيوعية في تربة اللغة والتراث العراقي والعربي. لقد كان أحد المآخذ البارزة على الفكر الشيوعي صفة الاستيراد وعدم تناسبها مع الفضاء المحلي، ولم تخلُ التجارب السياسية، حزبيا وثقافيا من نزعة الازدواجية والانفصام الثقافي على العموم. اتجهت الحركة الشيوعية إلى العامل، واتجه النواب إلى الفلاح. اعتمدت الأولى اسقاط الأيديولوجيا على شخصية الانسان العامل من فوق وإعادة صوغ حياته في قوالب فكرية جاهزة، فبدا العامل يتداول خطابا لا يناسب مستوى حياته ومجال عمله، مستغرقا في السياسي أكثر من شأنه الذاتي والاجتماعي المباشر. اتجه النواب لحراثة ثقافة القرية الشعبية وتربة تراثها القديم. ركّز النواب على الجانب الاجتماعي قبل السياسي، وانطلق من الغريزة نحو الفكر. ان فلاح النواب بقي فلاحا أكثر منه سياسيا وقبل أن يكون شيوعيا. ولكن الفضاء الذي يتحرك فيه اكثر انسجاما مع الفكر الشيوعي الماركسي. لقد أضاف النواب الشاعر إلى جملة التراث القروي والثقافة الفلاحية تراثا حيا زاخرا من فكره وشعره وبما يسجل إضافة نوعية وغنى في الثقافة العراقية أو العربية الشعبية. فقد بقيت القرية خارج مدارات الحداثة وبرامج العصرنة، وتزويد الفلاح بالمكننة والأسمدة الكيمياوية لم ينعكس على نسغ حضارة القرية فزادت الهوة بينها وبين مجتمع المدينة. بعبارة أخرى، استطاع النواب تلقيح الثقافة المحلية – الشعبية- بعناصر ثقافية جديدة، ساهمت في تدعيم التراث القديم وتحقيق تراكم تاريخي، تستمر انعكاساته وآثاره في الذاكرة الشعبية والأجيال المتعاقبة. فقصيدة النوااب الشعبية واالتي رفدت قاعدة الغناء العراقي بمادة ثرية سوف تبقى تتردد عبر الزمن. * - الشعر الشعبي والقصيدة الغنائية.. يعتبر نمط القصيدة جديدا - إلى حد كبير- في الشعر الشعبي العراقي، وذلك بالمفهوم الفني الحديث للقصيدة المنسجمة الايقاع وموحدة الموضوع. يتلخص منجز النواب أنه نقل نمط القصيدة الحديثة حسب المنجز السيابي إلى الشعر الشعبي العراقي.. أو استخدم اللغة العامية في نظمها، بعمقها الاجتماعي التراثي والمعاصر. وقد رافقه في ذلك ظهور جيل شعري ساهم في ترسيخ القصيدة الحديثة. هذا التطور والتجديد في بنية القصيدة، كان له دور مباشر في تجديد الأغنية العراقية، منتقلة من نظام (البسته والأبوذيه) إلى اعتماد القصيدة الحديثة، المتنوعة الايقاع والمشهورة بمقدماتها الموسيقية المستقلة. * - من التأسيس إلى التأصيل.. ظاهرتان جديرتان بالعناية في قصيدة النواب.. التأسيس والتأصيل. النواب الشاعر.. لا يتعامل مع سلعة جاهزة مطروحة في الطريق حسب تعبير الجاحظ.. انما هو يبتكر السلعة.. يتفنن بها كجزء من حياته وجسده.. هذا الابتكار أو الاختراع هو المقصود بالتأسيس. لا يراود قارئ النواب ذلك الشعور الذي يراود أو يلازم قارئ الجواهري بأنه سمع هذا الكلام أو قرأه في مكان ما. فنص النواب له من الجدّة ما للولادة الجديدة من حرارة التجربة وعفوية الحياة الطبيعية.. عندما نظر إلى قضايا الفلاحين اصطدم بمشهد الاقطاع، الطبقة التي تستعبد الفلاح وتستنزف قوته. مظفر النواب ليس فلاحا ولم يولد أو يعش في الريف، وانما هو مدرس، ومهنة التدريس تكفل لصاحبها وضعا وبرستيجا برجوازيا. ولم تكن في القرى مدارس ثانوية أو متوسطة، فهذه من مستلزمات وخصائص المدينة، إلى جانب المستشفيات ودوائر الصحة والشرطة. فليس ثمة ما يقلق يوميات النواب من هموم الفلاحين ومشاكلهم. لكن النواب الشاعر غير النواب المدرس. ومن هنا تنكبه قضية الفلاحين كفلاح، لا كمدرس.. (صويحب من يموت.. منجله ايداعي) من داخل العلاقة الصميمة بين الأرض والفلاح تولد شخصية (صاحب) رمز الفلاح الثائر العاشق لأرضه والرافض لمظاهر الغش والسرقة والاسترقاق. والقصيدة هي ترجمان حياة صاحب وخطابه الاجتماعي والفكري. رفض الاستغلال والدفاع عن الأرض واعتبار ان كرامتها ملتصقة بكرامة الفلاح المزارع، يجعل من الدفاع عنها وحمايتها دفاعا عن الوطن وقضية انسانية.. وصاحب الفلاح هنا، هو الانسان الذي يموت – المستعدّ للموت! – لكي تحيى الأرض. قد يؤاخذ البعض قصيدة النواب في مسألة العنف الكامن فيها من جهة وعدم تجاوزه عقدة الماضوية (الفعل الماضي) في كتاباته، وبالتالي فهو بدلا من الاستشارف، يبدو مجتراً للماضي، يعيد انتاجه في راهن ماضوي. ان تجديد النواب الشعري شمل كلا من الاطار والمضمون، فالاطار هو نمط القصيدة ذات اللغة الدارجة من جهة، والمضمون، هو الفكر الطبقي، وما ينظر إليه من عنف (متأصل ذي أصول بدوية) يتم تطويعه هنا في باب الصراع الطبقي بين الفلاح والفئة المستغلة لقزته وإنسانيته. وهو ما اصطلح عليه هنا بإعادة انتاج القضية الفلاحية أو صورة الفلاح الشيوعي (الماوي..). يبقى أن.. صورة القرية في ثقافة النواب أعمق وأكثر تجذرا من مجرد التقمص النظري أو المراودة السياسية. وعدم نشر وجود سيرة حياة الشاعر بشكل دقيق أو رسمي أبقى الكثير من مفاصل حياته وتفاصيل قصائده ونصوصها الأصلية عرضة لللاجتهاد والتأويل. ولعلّ قلّة مصادر دراسة الشاعر وتراجع درجة أمانتها العلمية والتاريخية من أسباب عدم امكانية رسم صورة حقيقية للشاعر وشعره، بعد مرور ما ينيف على نصف قرن من حياته الشعرية والسياسية وما احتله من مساحة واسعة في ذاكرة الشعر والثقافة العربية المعاصرة. فلا بدّ من الاعتبار بحياة الشاعر الفلاحية واختراقه الذاكرة القروية ، ليتاح له تفكيك رموزها الدلالية وإعادة تركيبها وصياغتها بالنسخة الثورية المحسّنة. وقد حقق الشاعر في هذا المضمار ما لم يشارفه شعراء القرية أنفسهم. قد يكون في اصطلاح الفلاح المثقف أو الشاعر المزارع ما يساعد في توصيف هذه التجربة. انه يختلف عن مثقف المدينة ، ولا يعاني من صفة الازدواجية التي اقترنت بالمثقف العربي أو الموصوف بالبرجوازي الصغير. ثقافة الفلاح نابعة من الوعي ومتأصلة في البيئة، بينما ثقافة المدينة قائمة على الاستعارة والنمو بالتراكم، لذا يبدو مضمونها الاجتماعية هشا على مستوى الفعالية. * - قصيدة القرية.. بانوراما داخلية.. تعتمد شعرية النواب على السمع.. الصوت.. والصورة الداخلية الدقيقة.. حتى الصورة الشعرية عنده تقوم على الصوت.. القصيدة تبدأ بالصمت.. موجات متراكمة من الصمت.. يصدر انطباقها على بعضها صوتا صامتا.. همسا أو حفيفا.. أول دخولك القرية يواجهك الصمت.. صمت الطبيعة.. صكت الطرقات.. صمت البيوت الكاحلة.. شيئا فشيئا تلتقط مسامعك صوتا.. أنه صوت خطاك.. المعربشة على الحشيش.. على حجارة الطريق.. حفيف الأشجار.. رفرفة جناحي طائر.. زقرقة عصفور.. نهيق حمار أو خوار بقرة.. طقس الطبيعة الصامت هذا يتسلل أجواء قصيدة القرية ليمنح لحظات حياتها شعرية رهيفة.. هذه الشعرية تستدعي عناية مميزة بالتفاصيل الدقيقة .. اللازمة لبناء عالم انساني متكامل في داخل اللغة.. مرّينه بيكم حمد وحنه بغطار الليل اسمعنه دكَـ اقهوة شمّينا ريحت هيل يا ريل صيح بقهر صيحة عشكَـ يا ريل هودر هواهم ولك حدر السنابل كَطه
يا بو محابس شذر يلشاد خزامات يا ريل بالله بغنج من تجزي بأم شامات و لا تمشي مشيت هجر قلبي بعد ما مات وهودر هواهم ولك حدر السنابل كَطه
جيزي المحطة بحزن... وونين.. يفراكين ما ونسونه , ابعشكهم مو عيب تتونسين؟ يا ريل جيم حزن اهل الهوى ..امجيمين وهودر هواهم , ولك حدر السنابل كَطه
يا ريل طلعو دغش والعشق جذابي دك بيّه كلّ العمر ما يطفه عطابي نتوالف ويه الدرب وترابك ترابي وهودر هواهم ولك حدر السنابل كَطه
آنه ارد الوك لحمد ما الوك انا لغيره يجفلني برد الصبح وتلجلج الليره يا ريل بأول زغرنه لعبنه طفيره وهودر هواهم ولك حدر السنابل كَطه هذه القصيدة بانوراما صوتية تقوم فيها تفاصيل القرية مقام تنوع آلات الأوركسترا المتناغمة مع بعضها والمتلاحقة مثل لهاث طفل يرضع بالحاح.. فالريل.. تلك الكلمة الانجليزية التي استطنت الذاكرة الشعبية بأثر التحديث وتأصلت في لغتها احتلت جانبا كبيرا من الأغنية الريفية كما التراث الشفاهي السواليفي.. وقد استعارها الشاعر هنا لرسم صورة القرية عن بعد.. صورة صوتية.. تستحضر قصة حبّ وحكاية عمر وذكريات قديمة.. مما يضفي على القصيدة طابع الماضوية والاستذكار (flashback).. حيث تتدرج القصيدة تدرج مياه النهر الرقراق من المدخل.. مرينة بيكم واحنه بغطار الليل.. ان لسفر الليل شاعرية خاصة تستسلم فيها النفس لموسيقى الطبيعة وتهتاج الذكريات وتتأجج العواطف.. سيما حين يستثيرها الشوق وتنتبه إلى دفء الأصوات البعيدة.. اسمعنه دكَـ اكهوه.. شمّينه ريحت هيل.. ويلحظ هنا حرص الشاعر على تفكيك الصورة وتناولها جزء فجزء.. فاصلا بين صوت سحق البن وبين الرائحة المنبعثة منه. تلك الرائحة التي تتأجج أكثر فأكثر مع تواصل الطرق والسحق.. فكأن ذلك الطرق على نهايات الشعيرات الحسيّة الذي يزيدها التهابا وشوقا. ويمكن توصيف القصيدة حسب قاعدة الفعل وردّ الفعل.. فمرور القطار يمثل الفعل.. أما ردّ الفعل فكان سماع صوت سحق البن.. سحق البن بدوره يمثل فعل.. وصدور نكهة البن العطرة هو ردّ فعل.. هذه الصورة بمجملها تمثل حالة فعل.. لردّ فعل مادي مباشر.. يطالب القطار بنقل اعتلاجات النفس إلى أعماق اليل وحملها إلى مسمع الحبيب في أحضان القرية.. يا ريل صيح بقهر صيحت عشكَـ.. يا ريل صرخة يختلط فيها الألم بالحبّ.. وما الحبّ غير الألم.. في آنيته المباشرة أو تذكره البعيد.. ثمة أمر آخر جدير بالتنويه والإشارة هنا.. هي مسألة التدوير.. فقد بدأ المقطع بضمير المتكلم (مرّينه.. سمعنه.. شمّينه..).. ثم عاد للالتئام بشخص المتكلم.. (صيح ابقهر).. هذا البناء الدائري المتكور في صورة البانوراما، يرتبط فنيا بنظام الأبوذية من الشعر الشعبي العراقي الذي يبدأ بالمفتاح (الدّخله) وينتهي بالقفل.. ويستمر في الدوران .. حيث تتعدد المفاتيح (دخلات).. لكنها تنتهي بنفس القفلة.. وفي الغالب تلتزم بوحدة الموضوع.. لكن نظام التدوير هنا يقتصر على المقطع الأول (قرار) من القصيدة لا يتعداه إلى بقية المقاطع التي تلتزم فيما بينها بلازمة التكرار، وهو هنا تكرار مزدوج.. الأول ضمني، والآخر خارجي يعود من المقطع الأول. أما الصورة الرئيسة التي استنهضت ذكريات الشاعر أو العاشق.. فتلخصها جملة (حدر السنابل كَطه).. والتي يقابلها القول المأثور (وراء الأجمة ما وراءها). فليست السنابل مبتغى الشاعر أو مغزى حديثه، انما ما يكمن بين السنابل من (القطا).. فكلمة (حدر) تقابل معنى (بين/ خلف). ويمكن ملاحظة أن كل المسميات الواردة في النص قاطبة لها دوال صوتية.. حيث تتشكل الصور عبر حاسة السمع وتتفاعل مع ذات الشاعر مقدمة تجربة حياتية بطريق الاسترجاع . والواقع أن ثمة قواسم رئيسة في النص، سوف تتكشف بالتكرار عبر نصوصه المتعاقبة، مثل الخيبة والاحباط، الخيانة والوفاء وفوات الأوان. مما يكشف زاوية التقاطع بين حياة الانسان وطبيعة الظروف البيئية المحيطة. *
عودة إلى الطفولة.. (رسالة القنوط السياسي)
مالَه أحٌد شغُل بيه.. جرس عطله حيل أدكَ نوبات وحدي !! أبجي وحدي .. أحجي وحدي آخذ المدرسه عُرض إبطول وحدي أطفه وحدي بلايه أحٌد وأشتعل جرس منٌي وبيٌه وحدي أشتُغُل * كَِلتْ أكَضي الظلٌنْ إمن أيامي أتفرٌج إمنْ الشباج عالدنيه وهلها ولَنْ بالشبيبيج الكَبالي إتِلَجلَجْ كَامَه من بَلوٌر شِكلَتني إمنْ عيوني شَكِلْ!! غَمٌضيتْ إبربع جَفٌي وبثلثْ ترباع شفت الدنيه مزروعه كُفُر مشمش حلو .. ورمان ... وفَر بيه الخِصِر فرٌة حِجِلْ !! صِحِتْ سبحانَك شَكَلٌكْ ؟ ؟ كُفُر .. وجَنٌه .. وشِتا وصيف .. وربيع !! إبجَسَد واحد مِنْ سمَعني المشط من إبعيد إتمَركَص إتمُركَص عالهَوه وعضٌاني .. بسْ عضٌة طفل عَضْ بعَد .. عَض بعد يابَعَد روحي * تلفَنتْ للجنٌه من شبٌاجَك الجدٌام بيتي وبالغَلَط فَرٌيت رقم النار بيٌه فُر بعَد .. فُر بعَد بس فُر عَدِلْ مالَه أحٌد شغُلْ بيٌه جرس عطلَة صيف ومتاني المدارس أدِكَ وحدي بلكن إيكَطعَنْ العطله ويشتِهَن دكَاتْ كَلبي كِل كَصيبه إتكَلٌك آنه وكل خصِر محبَس عرس ويكٌَلٌك إلبَسْ وإنته نازع نفسَك إمن إزمان وتلملم سَكتٌكْ جيت للدنيه نزِلْ .. ومسافر ألله وياك للسلطه نزِلْ ياجَرس يالعِشتْ وحدَك ساكت إمن أيام ماواحد يسمعَكْ تعَبْ ؟ ؟ لو مَلٌيتْ لو رنٌاتك الحلوات ماعادَنْ بنات التكي والزعرور يلتَمٌن عليها ياحسافه يا جرس كل ساع رنٌاتك عرس بس الوكت كلٌشْ نحس كلٌشْ نحِسْ تستحضر هذه القصيدة لحظة من لحظات الطفولة من أيام المدرسة، حيث للـ (الجرس) أهمية في تقسيم ساعات الدوام وانفراط اليوم، فقد انفرطت خرز سنوات الشاعر متسارعة دون حصول ما غنى له وازدياد وطأة الأيام بالمقابل. بيد أن الشاعر اختار فترة العطلة دالة على (خرس الجرس) فالمدرسة خالية ولا حركة فيها أو دراسة. جرس عطلَة صيف ومتاني المدارس أدِكَ وحدي بلكن إيكَطعَنْ العطله ويشتِهَن دكَاتْ كَلبي
هنا يصف الشاعر أيام الجمال والأمل بالطفولة الطافحة بالوعد والعنفوان والتفاؤل، مع عدم التغاضي عن طبيعة الحياة والأوضاع السياسية الدولية قبل ثلاثة عقود. لقد انتهى القرن العشرون (عصر الجماهير) وانتكست الأحلام الشعبية وثبت فساد أعتدة الجنود، وصار العزاء عزيزا لمداواة الجراح النفسية. هنا تظهر سمة أخرى من خصوصية نفسية رافدينية أو شيوعية في الميل لتبكيت النفس والبكاء من جهة، والتعزي باستعادة الذكريات ومحاكاة الماضي تعويضا نفسيا. وللشبّاك (الشبّاج) دالة خاصة قد تبدو دخيلة إلى حدّ ما، ربط فيها الشاعر بين (شباج) المدرسة المقابل للبيوت، و(شباك) السجن الذي يمثل صلة الوصل بالعالم الخارجي. الدالة الثالثة هي المرأة.. الجميلة.. المتغنجة.. المعطاء، مقارنة بقبح البيئة وعجز الوقت عن استيلاد التغيير. عودة المرأة أو العودة إلى المرأة دالة وجودية اجتماعية متشعبة في الذاكرة الانسانية.. لكن حتى لو جاءت المرأة.. تبقى صور الشاعر حسيّة مباشرة لا تتجاوز لحظتها المادية.. فالنظرة إلى المرأة عند النواب لا تخرج عن إطار التقليد السائد، ليس من باب الفحولة المتضخمة، وانما من باب التركيز على الخطاب السياسي على حساب غيره. واستمرار هيمنة الموضوع السياسي على تجربته الشعرية والحياتية مفارقة تنطوي على مآخذ، شأن كثير من أدباء السياسة. * الانسان في قصيدة النواب.. ان عدم اكتمال نضوج صورة المرأة في شعره، ينعكس حتما على صورة الانسان عموما رجلا أو امرأة، ومصدر الخطورة هنا أن يكون للمرجعية السياسية دور الفيصل هنا. تلك الايديولوجيا التي (سياسية أو دينية) لا ترى في الانسان غير أداة لخدمة فكرة محاطة بهالة من التقديس. أثبت الوعي المعاصر مرجعية الانسان ومركزيته، مما يقتضي إعادة النظر في الخطاب الدوغمائي الذي يقدس الفكرة المجردة ويسخر لأجلها الجماهير العريضة في استمرار مفرط لأنظمة القنانة والعبودية الاقطاعية الدينية والرأسمالية. قامة من بللور.. خصر، كَصيبه، حجل، مشمش ورمان، جسد، "كل خصر محبس عرس ويكَلك البس" كلها دوال مادية جسدية لا تختلف عن معاملة نزار قباني أو الخطاب الاجتماعي التقليدي الذي لا يرى من المرأة ولا يريد منها غير تكوراتها ولذاتها الحسية. بل أن النواب (إن كانت هذه القصيدة له حقا..) يبالغ في ملامسة النظرة العامية المتدنية للجمال والمرأة.. صِحِتْ سبحانَك شَكَلٌكْ ؟ ؟ كُفُر .. وجَنٌه .. وشِتا وصيف .. وربيع !! إبجَسَد واحد
فالمبالغة في تقمص الحالة العامية والتبّس بثقافتها لا يضيف شيئا للقصيدة والشاعر ولا للطبقة العامة.. وقد سبق القول أن النواب نجح في رفع الصورة العامة للفلاح والقرية عبر تلقيح تلك الصورة من فكره وثقافته الخاصة، ولكن ما يحدث هنا العكس!. وهذا يمثل في حال ثبوته، ظاهرة من التطور السلبي أو التراجع الداخلي في التجربة. وإنته نازع نفسَك إمن إزمان وتلملم سَكتٌكْ جيت للدنيه نزِلْ .. ومسافر ألله وياك .. ياجَرس يالعِشتْ وحدَك ساكت إمن أيام ما واحد يسمعَكْ تعَبْ ؟ ؟ لو مَلٌيتْ؟؟ ؟!.. * لندن 21 مارس 2009 ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ • مظفر عبد المجيد النواب مواليد بغداد/ الكرخ (1934). ليسانس آداب من جامعة بغداد – اعتقل أواخرعام (1963) وحكم بالاعدام ثم خفف إلى السجن المؤبد، واستطاع الهروب من سجن الحلة والبقاء مختفيا في قرى الجنوب بين الفلاحين. (1969) اعتقل مرة أخرى واطلق سراحه بوساطة علي صالح السعدي، غادر بعدها العراق إلى بيروت/ اليونان/ ليبيا، ثم الاستقرار في دمشق أخيراً. • لم يترك الشاعر كتابا بخط يده. سوى مجموعتين من الشعر الشعبي العراقي (عشكَـ الكَاع، الريل وحمد) صدرتا له في العراق. • صدرت بعض قصائده في كاسيتات تسجيل شعبية، ويوجد قسم منها اليوم على شبكة الانترنت. لكن كلّ ما نشر من شعره مطبوع أو مسموع كان بجهود محبيه وقرائه، ويفتقر إلى مراجعته ومصادقته النهائية. • تم تناول قصيدتين من شعر النواب المكتوب بالعامية اولاها: (الريل وحمد) والثانية (جرس عطلة)- المصدر.. شبكة الانترنت. • تم التركيز في هذا الجزء على المرحلة الأولى من تجربة الشاعر مظفر النواب في داخل العراق والمتركزة في مجال شعره المكتوب بالعامية العراقية.
#وديع_العبيدي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
(سوبرانتيكا)..
-
(رجل وامْرأة..)
-
صلاة نافلة
-
نوال السعداوي.. قليلاً من السياسية
-
(وحدي).. الصورة أجمل!*
-
قال المعلم
-
لا أرغب فيك
-
الثقافة والمثقفون والعالم
-
(شيء..)
-
نهايات
-
(غياب)
-
(أصدقاء)
-
ساعةٌ أخرى مَعَ ئيلين - (1)
-
ساعةٌ أخرى مَعَ ئيلين
-
أين شارع الوطني؟..
-
بي هابي.. بي هابي
-
ليزنغ مان
-
فرحة غادرة
-
عن التجديد والتجريب والحداثة - مدخل الى دراسة لطفية الدليمي)
-
التجسس الإلكتروني على الأفراد ذرائع غير مقنعة وغايات غير مكش
...
المزيد.....
-
انطلاق النسخة السابعة من معرض الكتاب الفني
-
مهرجان الأفلام الوثائقية لـRT -زمن أبطالنا- ينطلق في صربيا ب
...
-
فوز الشاعر اللبناني شربل داغر بجائزة أبو القاسم الشابي في تو
...
-
الموصل تحتضن مهرجان بابلون للأفلام الوثائقية للمرة الثانية
-
متى وكيف يبدأ تعليم أطفالك فنون الطهي؟
-
فنان أمريكي شهير يكشف عن مثليته الجنسية
-
موسكو.. انطلاق أيام الثقافة البحرينية
-
مسلسل الطائر الرفراف الحلقة 84 مترجمة بجودة عالية قصة عشق
-
إبراهيم نصر الله: عمر الرجال أطول من الإمبراطوريات
-
الفلسطينية لينا خلف تفاحة تفوز بجائزة الكتاب الوطني للشعر
المزيد.....
-
التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ
/ عبد الكريم برشيد
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
-
التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا
...
/ نواف يونس وآخرون
-
دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و
...
/ نادية سعدوني
-
المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين
/ د. راندا حلمى السعيد
-
سراب مختلف ألوانه
/ خالد علي سليفاني
-
جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد
...
/ أمال قندوز - فاطنة بوكركب
-
السيد حافظ أيقونة دراما الطفل
/ د. أحمد محمود أحمد سعيد
-
اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ
/ صبرينة نصري نجود نصري
المزيد.....
|