(جيهان) التي كشفت تخاذلنا

خالد الكساسبه

الحوار المتمدن-العدد: 2616 - 2009 / 4 / 14 - 08:58
المحور: ملف مفتوح: مناهضة ومنع قتل النساء بذريعة جرائم الشرف
    

(جيهان) فتاة اردنية شابة في العشرينيات حاولت الاسبوع الماضي الانتحار وسط حشد جماهيري وتغطية اعلامية عالمية في حدث تراجيدي كشف فيما بعد ان من اسبابه الفقر المدقع التي تعيش فيه وعائلتها.
شكرا جيهان لقد ملأت فراغ (المواقع الالكترونية الاخبارية).
شكرا جيهان لقد اعدت ل (تلفزيون الوطن) عصر السبق.
شكرا جيهان لقد قتلت رتابة يوم الجمعة عند الاردنيين.
لا اميل للكتابة اليومية لانها تبعث على الابتذال ولكن قرار الحيلولة بين جسدك السابح الان في عناقيد الغضب وبين ملكوت السماء استفزني يا ، مثلنا كلنا ،(غريبة الديار).
سلام عليك يا جيهان ولكل المتخاذلين العار .
لا ادري كيف يتفكر هؤلا ء الناس حينما يحيلون جسدك الهارب من الواقع ، الذاهب للبعيد ، الى نشوة فرح يضيعون بها اوقات الفراغ.
جيهان الان من خلف المحيط اسرح في وجه امك التى اكاد اراها تكاد تموت كمدا وتنصهر هما وتذوب فقرا .
وانظر نحو الشرق عبر البحار لارى الاردن مثل بالون ينتفخ بسرعة فأخشى عليه من الانفجار، الوضع الحالي مخيف ، والمستقبل مخيف اكثر.
في الاردن الجميع ينهش في اعراض الفتيات واجسادهن ويعيثون خرابا في وجوههن ،والقتلة يمضون بضعة اشهر بالسجن باسم (الدفاع عن الشرف).
عمان التي كانت شوارعها تتحول ال سيول بعد يوم ماطر جدا يغسل فيها الفقراء (احزانهم)، والاغنياء ( ضمائرهم)، اضحت جادات بناطحات سحاب يمتطيها المحبطون الهاربون من اللا عدالة.
عمان اضحت جادات ببنايات فارهة في اسفلها كراجات لسيارات العائلة ،
ومراكز تسوق لا يستطيع ان يدخلها ابناء او بنات الفقراء.
عمان اصبحت مخيفة ، بناتها لا يستطعن الخروج من المنزل بدون خوف من تشويه وجه او تشويه سمعة.
عمان التي كانت تنام بعد المسلسل اليومي تضج بالحياة اربعة وعشرين ساعة الان و ب ( الخوف ) كل الايام .
عمان قريبة جدا من مادبا لكنها بعيدة عن احلام بنات ذيبان .
تذكرت ذات مرة .كنت في وسط البلد، دفشني احد باعة البسطات ،نظرت اليه مطالبا باعتذار، قال: ان اعتذرت لكل شخص ضربته بالخطا فلن اجد الوقت اللازم لانجاز عملي ،ضحكت ،وعرفت ان عمان اصبحا مزدحمة صاخبة مشغولة عن الاعتذارات بمفهوم جديد للحياة.

#خالد_الكساسبه (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات