محمد الرديني
الحوار المتمدن-العدد: 2618 - 2009 / 4 / 16 - 08:11
المحور:
كتابات ساخرة
لدينا بعض الشرفاء الذين وضعوا أسماءهم رهن الاغتيال حسب الحروف
الأبجدية
لأول مرة في تاريخنا العراقي نحن براء من كل ما يلصق من تهم في
الأنظمة العربية, رغم أن ذلك قد يزعج بعض الأنظمة اليسارية التي
مازالت تعتبر أن البراءة "عيب أخلاقي كبير قد يلحق العار بصاحبه مادام
حياً". نحن بريئون ولدينا شهادة سيرة وسلوك تقول أننا لسنا طلاباً
نجباء لدى مدرّس اللغة الإنجليزية الأمريكي.
نحن مازلنا نتستّر بورق التوت الذي رمته الرياح عن البعض فبانت لهم
عورة, ولكن مدرس اللغة الإنجليزية الأمريكي أصدر أوامره بكشف
العورات كلها, ولا داعي لحجب ما يمكن حجبه مادامت العورة الأصلية قد
بانت.
نحن براء من التهم الموجهة إلى الحكومات العربية, لأننا ببساطة بلد بلا
حكومة. وحكومتنا المقبلة ستكون من الذكاء بحيث تتجنب إيقاع نفسها
في حبائل الإرهاب والغدر وجز رؤوس الأمريكان العاطلين عن العمل, بل
إنها ستلقي القبض على عدد من جنود المارينز لتتأكد من حوزتهم على
بطاقات التموين, ثم تطلق سراحهم بكلمات وداع حارة. نحن بلد بلا
حكومة, ولهذا كل ما يقال من شتائم وكل ما ينشر من فضائح في الصحف
العربية والأجنبية نحن منها براء. فنحن بلد مسالم حتى أنه استغنى عن
حكومته, وحين طلبوا منه حضور أحد الاجتماعات العربية المهمة طلب
من أحد المتخصصين الحضور لرفع العتب, ولكنه –أي البلد- طلب
بصرامة من المتخصص إياه ألا يصغي إلى نصائح مدرس اللغة
الإنجليزية الأمريكي بأن التدخين في مثل هذه المحافل ليس عيباً ولا
استفزازاً ولا "قلة حياء".
لقد منحنا مدرس اللغة الإنجليزية الأمريكي فرصة العمر في رصد سلوك
قادة الأنظمة، خصوصاً ونحن بلد بلا نظام وليس لدينا سلطة معينة. كل
ما لدينا هو بعض الشرفاء الذين وضعوا أسماءهم رهن الاغتيال حسب
الحروف الأبجدية. ليس لدينا ما يعيب كما هو حاصل لدى إخواننا أصحاب
الكراسي الفخمة. فنحن كنا نشكل دولة تفككت بقدرة قادر وفرخت تيارات
وأمواج غير متراصة؛ منها من يحن الآن إلى الملكية, ومنها ما يزال
يعتقد أن صورة الزعيم عبد الكريم مازالت تطل من القمر, ومنها من يريد
أن يصلي ليس باتجاه القبلة, ولكن باتجاه ظهر مدرس اللغة الإنجليزية
الأمريكي.
#محمد_الرديني (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟