أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - عبدالغني بريش فيوف - الغارات الإسرائيلية الصامتة على الأراضي السودانية 00















المزيد.....

الغارات الإسرائيلية الصامتة على الأراضي السودانية 00


عبدالغني بريش فيوف

الحوار المتمدن-العدد: 2615 - 2009 / 4 / 13 - 04:56
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


بسم الله الرحمن الرحيم 00

نفذت طائرات اسرائيلية قاذفة مقاتلة تدعمها طائرات بلا طيار وسفن وطائرات هليكوبتر قافلة شاحنات في السودان في يناير كانون الثاني بعد ان ابلغها عملاء بان الشاحنات تنقل صواريخ ايرانية الى حركة المقاومة الاسلامية حماس في قطاع غزة بالأراضي الفلسطينية عبر الحدود السودانية ، وقِيل ان القافلة كانت مؤلفة من 23 شاحنة ، كما قِيل أيضا ان الاسرائيليين قاموا بهذا الهجوم تحذيرا لايران وجميع اعداءهم لاثبات قدرة مخابراتهم واستعدادهم للقيام بعمليات بعيدة عن حدودهم من أجل الدفاع عن الدولة العبرية من التهديدات المتجمعة 0وقال السودان ،،،، بعد مضي أكثر من شهرين على الغارة الاسرائيلية التي إنتهكت سيادته الوطنية ،،،، وبعد ان ورد خبر الغارة الاسرائيلية أولاً في وسائل الإعلام الأمريكية ، - قالت الحكومة السودانية انها تشتبه بان تكون الولايات المتحدة الأمريكية وراء الغارة الصاروخية على قوافل تهريب في منطقة شمالية نائية من شرق السودان مما أسفر عن مقتل ما يصل إلى 39شخصا ، والمصيبة في كل هذا هي ان المسؤولين الذين تناولوا موضوع الغارات تناولوه بشئ من اللامبالأة وعدم اهتمام ، وكأن الغارة كانت محلية - أي من احدى الجماعات السودانية المسلحة - وليست غارة إسرائيلة !! 0

وهنا نسأل من شدة ما اعترانا من حزن وآسى 00 أين كانت حكومة البشير من هذه الغارات الأسرائيلية على الأراضي التي تدعي هي حراستها ؟؟ أين حكومة البشير الرشيدة الحريصة على سيادة السودان والغارة الاسرائيلية تقع في عمق الأراضي السودانية وتصيب 39 شخصاً كانوا يعتقدون بانهم في مأمن داخل وطنهم ؟ أين كانت مخابرات عمر البشير وجيشه العملاق الذي يقتل الأبرياء في كل من دارفور وجبال النوبة وجنوب السودان ؟ 00 ونسأل ايضاً كيف اخترق الإسرائيليون السيادة السودانية والنظام السوداني يعد بقطع أوصال كل من يحاول النيل من سيادته والمساس بأي جزء من أراضييه ؟ ؛؛ بل أين الخطب العنترية لعمر البشير ونافع على نافع وآخرين من أبواق الإنقاذ التي أصمت آذان معظم السودانيين عن الثأر الإنقاذي والصمود الإنقاذي والكبرياء الإنقاذي والردع الإنقاذي ؟ 0

يعلم جميع أهل السودان ان حكومة الإنقاذ لن تفعل شيئاً حيال الغارة الإسرائيلية الغاشمة على شرق السودان ، لأنها ببساطة حكومة جبانة ولا تقدر إلآ لمواطنيها الغلابة للأسف الشديد ،، هذا هو واقع حالها ، لا تستطيع ان تأخذ الثأر ، لانها حكومة مفلسة وتفتقر إلى الوطنية ؟ 0

لقد أظهرت الغارة الاسرائيلية على شرق السودان مدى الضعف الذي يحياه عمر البشير ونظامه المقبور ، لكنه رغم كل هذا الضعف والهوان متمسك بكرسي الحكم ، كما اظهرت تلك الغارة أيضا ان الشعب السوداني فقد كرامته وشجاعته ولا يستطيع حتى مجرد الخروج الى الشوارع للتنديد بالغارات الغاشمة على بلاده ومساءلة الحكومة على اخفقاتها في منع وقوع مثل هذه الأعمال الإرهابية !! 0

نعم إن اسرائيل حينما اغارت على شرق السودان كانت تعلم ان الخرطوم لا تستطيع الرد ، بل كانت تعلم أيضا أنها لاتملك سوى الصراخ والنباح 00 كما ليس لمسؤولي نظام الخرطوم شيئاً آخر يقدمونه غير ان ينافقوا ويقولوا " ان الغارة الاسرائيلية للسودان محاولة من الدولة اليهودية للخروج من المأزق الكبير الذي تعيشه من خلال محاولتها إرهاب السودان ، وجرّ السودان الى حرب مفتوحة مع الدولة العبرية ! وووووووووو الخ ؛ غير ان الحقيقة هي ان نظام الخرطوم الذي هزمته حركة العدل والمساوة الدارفورية في عقر داره في ام درمان في مايو 2008 ليس بإمكانه القيام بأي شيئ تجاه أي غارة أو عمل عسكري يستهدف السودان من الخارج ؛؛؛ بل النظام السوداني هو الذي يعيش مأذقاً دولياً وليس اسرائيل التي تحميها الولايات المتحدة من المساس بها دولياً رغم جرائمها 0

إننا نتساءل ونسأل حكومة البشير ، ما هي مبرر وجودها في السلطة بعد هذه الفضيحة الأمنية المجلجلة المخزية ؟ هل لنا ان نعلم لماذا لم تقدم الحكومة استقالتها بعد ؟ ولماذا أخفت الحكومة خبر الغارة الإسرائيلية ولم تعلنها للشعب ؟ ام ان الشعب السوداني مخلوق لا يستحق ان يعرف ما الذي يجري في بلاده من مؤامرات ومسخ كبير ؟ 0
أما لماذا لم يعد السودان بلدا آمنا ومطمئناً منذ أن تولى نظام الإنقاذ الحقير السلطة ? هذا السؤال المحير ليس سؤال كاتب هذا المقال فقط , إنما هو هاجس السواد الأعظم من الشعوب السودانية والمقيمين على الأراضي السودانية - فلم يعد سراً أوخافياً على أحد ارتفاع معدلات الحروبات الداخلية والجرائم بكل أصنافها وأنواعها منذ مجئ البشير إلى الحكم في يونيو 1989 !! , ولم يعد سراً أيضاً ازدياد أعداد الحركات المسلحة التي تحارب نظام البشير الظالم الجائر القاهر !! 00 اذن الغرابة ليس في الانفلات الأمني المتزايد في كل ارجاء البلاد ، وليس في زيادة عدد الحركات المسلحة في عهد البشير !! , إنما العجيب حقاً والمدهش بل والمستغرب هو الصمت المريب والسكوت المشبوه من حكومة البشير حول أهم قضية تتعلق بسيادة البلد ،، ألآ وهي الغارة الإسرائيلية التي انتهكت الأجواء والسيادة السودانية في يناير وفبراير 2009 ؛؛ والسؤال دائما هو أين عنتريات البشير وعلي عثمان ومصطفى اسماعيل ونافع علي نافع وآخرين من عصابة الإنقاذ التي ملأت الصحف اليومية عندما اصدرت الجنائية قرارها باعتقال السفاح عمر البشير ! ? لماذا لم تظهر عنترياتهم في مواجهة " تسيبي ليفني وايهود اولمرت وباراك وغيرهم من أعضاء الحكومة الإسرائيلية الذين خططوا لشن غارات صاروخية على السودان ؟ أم ان عنترياتهم وعضلاتهم فقط لمواجهة المستضعفين السودانيين وذبحهم وقتلهم بدم بارد ؟ 0

الغارة الاسرائيلية على السودان لم تكن الأخيرة بل ستعقبها غارات أخرى طالما الحكومة جبانة وحقيرة ونائمة ولا تعلم من دخل ومن خرج من السودان , 00 ولأن أعضاء حكومة البشير وقيادات حزب المؤتمر الوطني منشغلين بحماية رئيسهم عمر البشير الهارب من العدالة بأي ثمن كان ولذا ليس من أولوياتهم حماية سيادة السودان من الهجومات الخارجية 0
ان الإنجازات الأمنية التاريخية التي يتحدث عنها أهل الإنقاذ في منابرهم الاعلامية والصحفية هي تلك المتعلقة بالاعتقالات العشوائية للمواطنين السودانيين ، وكان آخرها الاعتقالات الجزافية العنصرية على عدد كبير من أبناء دارفور حينما هاجم مقاتلي حركة العدل والمساواة السودانية جيش النظام وقوات أمنه في مايو 2008 ؛؛ وبينما أهالي شرق السودان يرتعدون خوفاً من الغارات الإسرائيلية 00 تنادت عصابة الإنقاذ في الخرطوم في وحدة غير مسبوقة‏,‏ للدفاع عن عمر البشير المطلوب لدى العدالة الجنائية ‏,‏ بحجة تدخل الغرب في شئون بلادهم ، وبحجة تسييس المدعي العام السيد لويس مورينو اوكامبو لملف دارفور لصالح اليهود ، هكذا يقولون ، ويا لفنون النفاق والكذب !! 0‏ انهم تركوا الانتهاكات الإسرائيلية على السودان ، وطالبوا الناس في السودان بالوقوف خلف رئيسهم الهمام الراقص دائما ,‏ بحجة تفويت الفرصة علي الرغبة الغربية الأوكامبوية لإستعمار بلادهم ‏,‏ يعني المهم هو سلامة وصحة الرئيس السوداني المغوار الجنرال عمر احمد البشير القائد العام حفظه الله ورعاه 00 أليس غريب وعجيب ما نراه ونسمعه في عهد البشير ؟ 0‏

ان سياسة اللعب بعقول الناس شق طريقها إلى المجتمع السوداني في عهد حكومة البشير بأسهل السبل - أهمها النفاق والكذب والتضليل‏ والدجل ‏, والسبب في ذلك هو تراخي دور النقابات والاتحادات والروابط ومنظمات المجتمع المدني والأهلي والتيارات والأحزاب السياسية المعارضة ‏التي اكتفت بمراقبة هذه الأمراض تتسلل إلي شرايين المجتمع بإنصياع مذل للإرادة البشيرية وحزب المؤتمر الوطني دون أدني مقاومة تذكر ، ولهذه المنظمات والتنظيمات والأحزاب جميعها ان تخجل من دورها السلبي لـــــــ19 عاما عجافا 0‏‏

الغارات الإسرائيلية على شرق السودان في يناير وفبراير 2009‏,‏ هي انتهاك واضح وصريح لسيادة الدولة السودانية في أفظع صوره ,‏ ‏وأحسب أن حكومة البشير النظيفة الطاهرة الظافرة الديمقراطية الرشيدة هي المسئولة عن تشجيع الإختراق والمخترقين‏ والتفريط في السيادة الوطنية التي هي عنوان الاستقلال ورمز الحكم ؛؛ وهذه الغارة الآثمة على السودان أيضا تؤكد أن نظام عمر البشير يستهتر بأمن البلد وأعراض الناس ؛؛ ووصل به مستوى الاستهتار إلى ان يلوم أمريكا وهو يعلم ان اسرائيل هي التي أغارت على البلاد 00 ونقول لولا معرفة إسرائيل بمقدار الضياع الأمني في سودان عهد الإنقاذ لمّا أقدمت على فعلتها الشريرة , ولأنها أمن على نفسها من أن حكومة السودان لا تستطيع الرد عليها ، ولأنها تعلم كذلك ان " أسد حولي " مجرد مهزلة سياسية 0
لقد كان السودانيين في عهود الحكومات السابقة ينتقدون القصور الأمني أيضا ،، لكن الآن باتوا يترحمون على أيام الحكومات السابقة ، وعلى حكومة البشير ان ترحل اليوم قبل غد حفاظاً على سيادة السودان ومصلحته العليا 0



#عبدالغني_بريش_فيوف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295


المزيد.....




- مسؤول عسكري بريطاني: جاهزون لقتال روسيا -الليلة- في هذه الحا ...
- مسؤول إماراتي ينفي لـCNN أنباء عن إمكانية -تمويل مشروع تجريب ...
- الدفاع الروسية تعلن نجاح اختبار صاروخ -أوريشنيك- وتدميره مصن ...
- بوريسوف: الرحلات المأهولة إلى المريخ قد تبدأ خلال الـ50 عاما ...
- على خطى ترامب.. فضائح تلاحق بعض المرشحين لعضوية الإدارة الأم ...
- فوضى في برلمان بوليفيا: رفاق الحزب الواحد يشتبكون بالأيدي
- بعد الهجوم الصاروخي على دنيبرو.. الكرملين يؤكد: واشنطن -فهمت ...
- المجر تتحدى -الجنائية الدولية- والمحكمة تواجه عاصفة غضب أمري ...
- سيارتو يتهم الولايات المتحدة بمحاولة تعريض إمدادات الطاقة في ...
- خبراء مصريون يقرأون -رسائل صاروخ أوريشنيك-


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - عبدالغني بريش فيوف - الغارات الإسرائيلية الصامتة على الأراضي السودانية 00