أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - عدنان عاكف - آينشتاين عن الدين














المزيد.....

آينشتاين عن الدين


عدنان عاكف

الحوار المتمدن-العدد: 2614 - 2009 / 4 / 12 - 10:17
المحور: مقابلات و حوارات
    


آينشتاين عن الدين
ترجمة عدنان عاكف

النص التالي مقتبس من مقابلة أجراها بيتر بوكي مع آينشتاين، الذي اعتاد على إجراء مثل هذه المقابلات معه على امتداد أكثر من ثلاثين سنة. وقد ورد النص في كتاب، نشر عام 1992 مع مجموعة من المقابلات والمقالات الأخرى ( صفحة: 85-87 ).


بيتر بوكي : من سخرية القدر ان اسمك كان مترادفا مع العلم في القرن العشرين، وما تزال حتى الآن متناقضات كثيرة حولك، تتعلق بموقفك من الدين.كيف تقيم هذه الحالة الشاذة، في حين يعتقد في العادة ان العلم والدين في خصام دائم ؟
آينشتاين : حسنا! أنا لا أعتقد ان العلم يجب ان يكون بالضرورة في حالة تعارض طبيعي مع الدين. في الحقيقة، أجد ان هناك ترابط متين بينهما. لذا أقول بان العلم بدون دين كسيح، وعلى العكس، ان الدين بدون علم أعمى. كلاهما مهم، وسوف يعملان يد بيد. ويبدو لي ان من لم تبهره الحقيقة في العلم وفي الدين هو كالإنسان الميت.

بيتر بوكي : إذن، أنت تعتبر نفسك شخص متدين ؟
آينشتاين : أنا أؤمن بوجود الألغاز الغامضة، والحقيقة اني في بعض الأحيان أواجه مثل هذه الألغاز بخوف كبير. وبكلمات أخرى، أؤمن بوجود أشياء في هذا الكون لا نستطيع إدراكها أو النفوذ الى داخلها. لذا فاني لا أعتبر نفسي رجل متدين إلا في ما يتعلق بالموقف من هذه الألغاز المبهمة. مع ذلك اني أدرك هذه الأشياء بعمق. ما لا أستطيع فهمه هو كيف يمكن ان يكون الإله الذي سوف يكافئ ويعاقب رعاياه، أو الإله الذي يمكن أن يحثنا على تطوير رغباتنا في حياتنا اليومية ؟

بيتر بوكي : أنت إذن لا تؤمن بالرب ؟
آينشتاين : هذا ما أعنيه بقولي ان العلم والدين يسيران يد بيد ! لكل منهما موقعه، ولكن يجب ان يمكث كل منهما في دائرته. دعنا نفترض اننا نتعامل مع عالم في الفيزياء النظرية أو مع عالم له إلمام كبير مع مختلف قوانين الكون. على سبيل المثال: كيف هي وضعية مدارات الكواكب والشمس، وكيف تدور الأقمار التابعة في مداراتها حول كواكبها ؟والآن : كيف يمكن لمثل هذا الإنسان الذي درس هذه القوانين المختلفة وفهمها أن يؤمن بان هناك إله واحد قادر على إحداث الإخلال بمسارات هذه الكتل المدارية العملاقة ؟
كلا ! القوانين الطبيعية للعلم لا تعمل نظريا فحسب، بل قد تم إثباتها في الواقع. ثم أنا لا أستطيع أن أؤمن بوجود ذلك الإله الأنثروبومورفي ( الإله التشخيصي الذي خلعت عليه صفات الإنسان ) الذي يمتلك القدرة على التداخل مع القوانين الطبيعية. وكما سبق لي ان قلت، ان المشاعر الدينية الأروع والأعمق التي يمكن تجريبها هي الإثارة التي تبعثها فينا هذه الإلغاز. ان هذه ( الألغاز ) هي قوة كل العلم الحقيقي. واذا كان هناك ثمة فكرة عن الإله فهي: الإله هو روح عذبة، وليس ذاك الشخص الذي خزن الكثير في عقله. ديني هو الانبهار المتواضع أمام هذه الروح المتسامية و اللامتناهية، والتي تعبر عن نفسها في التفاصيل الدقيقة التي نستطيع إدراكها بعقولنا الوهنة والهشة.

بيتر بوكي : ألا تعتقد ان معظم الناس قد يكونوا بحاجة الى الدين من أجل ان يبقوا في حالة ضبط – أن يبقوا على المحك – كما يقال ؟
آينشتاين : كلا! وبالتأكيد كلا ! أنا لا أعتقد ان الإنسان سوف يتقيد في سلوكه اليومي لمجرد كونه خائف من العقاب بعد الموت، أو انه سوف يقدم على فعل شيء ما لمجرد انه بهذه الطريقة سيكافئ بعد الموت. هذا غير معقول. ينبغي ان يكون المرشد الأمثل للإنسان في حياته هي القيمة التي يضعها في الأخلاق، ومقدار ما يكنه للآخرين من مودة واحترام. ويمكن للتربية ان تلعب دورا عظيما في هذا المجال. لا ينبغي للدين ان يقوم بأي دور له علاقة بالخوف من الحياة أو الخوف من الموت، انما عليه ان يسعى جاهدا من أجل اكتساب المعرفة العقلانية.

بيتر بوكي : مع كل هذا، وبالرغم من جميع هذه الأفكار ما زلت في عقول الناس تعرف بكونك يهودي، على نحو محدد. واليهودية بالتأكيد دين تقليدي.
آينشتاين : في الحقيقة ان أول ممارسة دينية لي كانت، عندما كنت طفل، في مدرسة كاثوليكية. .. وكان ذلك لسبب واحد، وهو ان المدرسة الابتدائية التي تعلمت فيها كانت كاثوليكية. كنت التلميذ اليهودي الوحيد. في الحقيقة كان ذلك الوضع لصالحي، لأنه سهل علي العزلة عن الآخرين، وكنت أجد الراحة في هذه العزلة، التي كنت أعزها.

بيتر بوكي : ولكن ألا تجد هناك تناقض بين تصريحاتك السابقة المعارضة للدين بدرجة ما، وقبولك بأن تـُعْرفْ جماهيريا كيهودي ؟
آينشتاين : ليس بالضرورة؛ في واقع الأمر من الصعب ان تُعْرِف اليهودي. أفضل طريقة يمكن أن أشرح بها الأمر هي أن تتخيل الحلزون. الحلزون الذي تراه عند شاطئ البحر يحتوي في داخله على الجسم، الآوي في داخل هذا البيت، الذي يتعرض على الدوام للموجات التي تحيط به. ولكن تصور ماذا سيحدث لو انا رفعنا الصدفة عن الحلزون ؟ ألا تعتقد بانا سوف نصف الجسم غير المحمي بالحلزون ؟ كذلك هو اليهودي؛ اليهودي الذي فقد عقيدته في الطريق، أو حتى إن كان قد استبدلها بعقيدة أخرى سيبقى يهودي...



#عدنان_عاكف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحكومات العراقية في الأربعينات والقضية الفلسطينية
- خُصْيَة اليهودي
- الباشا والقضية الفلسطينية - 1 -
- جنة الملوك بين الواقع والتزييف
- حدث في مثل هذا اليوم
- الشاعر البابلي والحلم الطوباوي
- عن السياب والشيوعيين مرة أخرى
- لميعة عباس عمارة تكتب عن السياب والحزب الشيوعي
- هل تتعارض الاشتراكية مع الطبيعة الإنسانية ؟؟
- الزمرد وعيون الأفعى
- صبري حافظ يكتب عن السياب الشيوعي -2 -
- صبري حافظ يكتب عن السياب الشيوعي -1 -
- لماذا الاشتراكية ؟ - 1 -
- اشتراكيون وليبراليون
- الحزب الشيوعي العراقي والقضية الفلسطينية
- عبد الناصر بين أضراس شامل عبد العزيز
- الأوربيون تعلموا الغزل من أسلافنا! أيعقل هذا ؟
- لماذا تراجعت قضية المرأة في العالم العربي ؟؟
- في الاشتراكية العلمية : الاشتراكية والبرمجة الوراثية
- - والقلب ما طاب جرحه - !


المزيد.....




- الأنشطة الموازية للخطة التعليمية.. أي مهارات يكتسبها التلامي ...
- -من سيناديني ماما الآن؟-.. أم فلسطينية تودّع أطفالها الثلاثة ...
- اختبار سمع عن بُعد للمقيمين في الأراضي الفلسطينية
- تجدد الغارات على الضاحية الجنوبية لبيروت، ومقتل إسرائيلي بعد ...
- صواريخ بعيدة المدى.. تصعيد جديد في الحرب الروسية الأوكرانية ...
- الدفاع المدني بغزة: 412 من عناصرنا بين قتيل ومصاب ومعتقل وتد ...
- هجوم إسرائيلي على مصر بسبب الحوثيين
- الدفاع الصينية: على واشنطن الإسراع في تصحيح أخطائها
- إدارة بايدن -تشطب- ديونا مستحقة على كييف.. وترسل لها ألغاما ...
- كيف تعرف ما إذا كنت مراقبًا من خلال كاميرا هاتفك؟


المزيد.....

- قراءة في كتاب (ملاحظات حول المقاومة) لچومسكي / محمد الأزرقي
- حوار مع (بينيلوبي روزمونت)ريبيكا زوراش. / عبدالرؤوف بطيخ
- رزكار عقراوي في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: أبرز الأ ... / رزكار عقراوي
- ملف لهفة مداد تورق بين جنباته شعرًا مع الشاعر مكي النزال - ث ... / فاطمة الفلاحي
- كيف نفهم الصّراع في العالم العربيّ؟.. الباحث مجدي عبد الهادي ... / مجدى عبد الهادى
- حوار مع ميشال سير / الحسن علاج
- حسقيل قوجمان في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: يهود الع ... / حسقيل قوجمان
- المقدس متولي : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- «صفقة القرن» حل أميركي وإقليمي لتصفية القضية والحقوق الوطنية ... / نايف حواتمة
- الجماهير العربية تبحث عن بطل ديمقراطي / جلبير الأشقر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - عدنان عاكف - آينشتاين عن الدين