أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - إدريس ولد القابلة - في انتظار استحقاقات 2009















المزيد.....

في انتظار استحقاقات 2009


إدريس ولد القابلة
(Driss Ould El Kabla)


الحوار المتمدن-العدد: 2617 - 2009 / 4 / 15 - 09:12
المحور: كتابات ساخرة
    


رقصات التحالفات "التسخينية" والدعوة المبكرة للمقاطعة
مع اقتراب استحقاقات 2009، بدأت تظهر تحالفات ورقصات تقارب "تسخينية" بين مكونات سياسية لم يكن من الممكن حتى الأمس القريب تصورها، الشيء الذي دفع الكثيرين إلى اعتبار أن أياد خفية تهندس لمشهد سياسي جديد.
وإذا كان لحسن الداودي (العدالة والتنمية) يرى أن التحالفات الحقيقية ستكون بعد انتخابات 2009، وما يحصل حاليا مجرد مضاربات سياسية، لكنه يتوقع ضربة قاضية بالنسبة لمجموعة من "الكائنات السياسية"، فإن إسماعيل العلوي (حزب التقدم والاشتراكية)، يذهب إلى الاعتقاد أن التحالفات بين الأحزاب والهيآت السياسية تظل دائما ممكنة، رغم أن التشريعات المغربية لا تقر بها. ومهما يكن من أمر فإن الركح السياسي يعيش حاليا على إيقاع رقصات "تسخينية" تلافيا لمفاجآت صادمة في يونيو القادم.
فالظاهر أن هناك قلقا كبيرا يخيم مع اقتراب استحقاقات 2009، وبالنسبة لكافة الأحزاب السياسية، أضحى الآن، لا مندوحة من البحث عن تحالفات الاستعداد للانتخابات المرتقبة. قد يبدو اللهث وراء تحقيق نتائج إيجابية في الاستحقاقات القادمة، أمرا عاديا، إلا أنه على أرض الواقع، تتعقد الإشكالية وتتداخل التساؤلات وتتناقض التبريرات، سيما وأن هناك خريطة سياسية تتأسس وفق مشهد سياسي جديد، هو في طور الاستقرار على الركح السياسي.
إن استئساد حزب الأصالة والمعاصرة وبداية الأزمة بين حزبي الاستقلال والاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، إحدى المعالم والمؤشرات التي دفعت الأحزاب السياسية إلى البحث عن التموقعات الكفيلة بجعلها تستمر على قيد الحياة.
ومما يعقد فهم واستيعاب دواعي جملة من التحالفات السياسية المبرمة، سرا أو علانية، أن مبرراتها ومعاييرها الحقيقية ما زالت مغيبة أو غامضة لا تفسر بما هو كفيل بالإقناع، طبيعة تلك التحالفات، خصوصا وأن الكثير منها يبدو غريبا.
وفي هذا الصدد رأى العديد من المتتبعين أن سقف 6 بالمائة، عوض أن ينتج انعكاسات إيجابية، بدأ يساهم بشكل واضح في تهلهل الركح السياسي باعتبار أنه ساعد على فرض تحالفات من أجل الوجود لا غير وليس استنادا إلى قناعات أو برامج أو أهداف مشتركة.
وقد أقر أكثر من قيادي من حزب الوردة أن التحالفات بعد الاستحقاقات القادمة (2009) سوف لن تحتكم للبرامج أو القناعات السياسية أو الإيديولوجية، وبالتالي يمكن لهذا الحزب التحالف مع أي جهة، ما عدا حزب الأصالة والمعاصرة.
يحتار المتتبع لورشات التحالفات السياسة الجارية حاليا، ويستعصي عليه أمر تحديد مرتكزاتها، فهناك تحالفات من كل الأنواع، تحالفات إيديولوجية، وتحالفات مصلحية وأخرى محكومة بحسابات دقيقة مرتبطة بجلب أشخاص ذوي شعبية أو يحظون بـ "كاريزمات" معينة في محيطهم.. فالعنصر الملموس إلى حد الآن، والذي من شأنه تفسير أغلب أوراش التحالفات الحالية، هو البحث عن أشخاص يضمون قيادة اللائحة إلى الكراسي، والباقي لا يهم.
أما بخصوص الإسلاميين، فقد شرعت الدولة منذ سنوات في التصدي لهم عبر إطلاق آليات إضعاف تأثيرهم، وكانت البداية، باستعمال أنماط الاقتراع والتقسيم الانتخابي، وهي إجراءات أثرت كذلك في أحزاب سياسية غير محسوبة على "القطب الإسلامي"، استهدف القيمون على الأمور النيل منها.
وجاء حزب صديق الملك قصد إعادة شيء من البريق إلى النظام السياسي الذي بهتت صورته بفعل تهلهل الركح السياسي بعد إضعافه.
وفي هذا الصدد لا يستبعد الكثير من المحللين السياسيين الإقرار بتحالف سياسي يجمع بين حزب عالي الهمة ومكونات الحركة الشعبية وحزب الأحرار لسد الطريق في وجه التحالفات المرتقبة، يسارية كانت أم "إسلامية".
وهذا المنحى يضيق الخناق على حزب الوردة الذي لن يبقى أمامه إلا طريقا واحدا لا ثاني له، وهو اليسار، ما دام لم ـ ولن يجرأ، في الظرفية الراهنة، على "مد يده" لحزب العدالة والتنمية.
ويرى هؤلاء أن الركح السياسي سيطغى عليه مشهد ثلاثي التكوين: تحالف يميني واسع، وتحالف يساري والأحزاب السياسية الأخرى.
وينتظر أصحاب هذا التنبؤ حدوث تغيير حكومي قبل استحقاقات 2009، باعتبار أن التبرير الذي يفسر من خلاله قادة حزب الوردة بقاء حزبهم في الحكومة (إعطاء الأولوية للقضايا الاجتماعية ذات الاعتبار الدستوري)، لن يصبح كافيا ومقنعا للاستمرار في واقع الحال.
وحسب أكثر من مصدر، يحاول حزب الوردة إقناع الحزب الاشتراكي الموحد بمشروعه ومنظوره الخاصين بالتعديل الدستوري، غير أن رفاق محمد مجاهد أبدوا تحفظهم البين بخصوص هذه المحاولة، بل الكثير منهم رفضها واصفين إياها بالشكلية والموصومة بحسابات ظرفية. وتزامن هذا مع ظرف توسعت فيه دواعي الأزمة بين الاتحاديين والاستقلاليين، فلم تنفع وساطة إسماعيل العلوي، الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، في التخفيف منها.
وإذا كانت الدعوة لمقاطعة الانتخابات ليست جديدة ببلادنا، فإن الجديد الذي بدأ يلوح في الأفق، هو أن دعاة المقاطعة عزموا، خلافا للسابق، على استثمار موقفهم، ليس كشعار دعائي قصد التوريط وإنما تكريسه كرؤية وبرنامج، يدعو إلى توحيد المقاطعين والمطالبة بآليات وتدابير للدفاع عنهم.
علاوة على أن النهج الديمقراطي، الذي عبر مبكرا عن دعوته إلى مقاطعة الاستحقاقات القادمة، اعتبارا لضعف استقلالية الجماعات المحلية في تسيير الشأن العام المحلي في ظل وصاية وزارة الداخلية المتزايدة وتكريس سلطة الرئيس التي أضعفت هامش الأداء الديمقراطي المتاح داخل المجالس المنتخبة على علته، لم تخف جهات أخرى إمكانية اعتماد هذه المقاطعة، في وقت يرى فيه أغلب الفاعلين السياسيين أن الدعوة إلى عدم المشاركة والتشكيك في جدوى الانتخابات في مغرب اليوم، ينم عن قصر النظر والمساهمة في ترسيخ التلاعب بمصالح الشعب عبر تمكين الانتهازيين والوصوليين من السيطرة على دواليب إعداد القرار ودوائر صناعته في البرلمان والمجالس المحلية، ويضيف هؤلاء.. إن الموقف القائل بشرط تغييرات جذرية في الدستور والقوانين المنظمة للانتخابات والأحزاب والمؤسسات التمثيلية، للمشاركة السياسية، يعتبر حاليا ضربا من ضروب الاستسلام للواقع أو اختيار الإبحار في المثالية، ما دام أن عصرنا عصر الانخراط في المعارك السياسية من الداخل.
كما أن ثمة مكونات من الحركة الأمازيغية تدعو كذلك إلى المقاطعة اعتبارا لكون مطالبها لم تتحقق، ولأنها ترى أن الدولة المغربية دولة دينية تجسدها إمارة المؤمنين، تنحاز لدين الدولة الرسمي ولمذهبها المالكي، ضدا على كل الأديان والمذاهب الأخرى. لهذا السبب ولغيره يرى هؤلاء أنه لا جدوى من المشاركة، في اللعبة السياسية التي تصفها بالمغشوشة في ظل الغياب التام لإرادة سياسية حقيقية للتغيير.
ويتوحد النهج الديمقراطي ومجموعة من مكونات الحركة الأمازيغية حول اعتبار الدعوة إلى المقاطعة موقفا تاكتيكيا، اقتضته طبيعة النظام والظروف والشروط السياسية، وليس اختيارا استراتيجيا.
الحلالي أبوياسمينة



#إدريس_ولد_القابلة (هاشتاغ)       Driss_Ould_El_Kabla#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في ظل هيمنة الأزمة والبحث عن مخرج
- لا زلنا نحلم بعدالة اجتماعية
- هل تورط قضاؤنا مرة أخرى؟
- نبيل بنعبد الله الرفيق الذي عرف كيف يستفيد بهدوء
- هكذا نتصدى للفقر
- الدبلوماسية المغربية من الجمود إلى التسرع
- رفع المستور عن مقتل هواري بومدين
- الدولة تؤسس هيئة عمومية لمكافحة تبييض الأموال
- هذا هو الخبر
- كادت المكالمات المجانية خلق أزمة مغربية فرنسية
- -سنعلن الدخول في مفاوضات مباشرة مع المغرب لأن القيادة الحالي ...
- الحوار الاجتماعي لصالح من؟
- فرع جمعية -لا عاهرات ولا خاضعات- بالمغرب
- الجنرالات العجزة والجيش الذي يريده الملك؟
- محمد الغماري / أستاذ جامعي خبير في الدراسات الاستراتيجية وال ...
- -الملك هو الذي يحكم- نقطة إلى السطر
- محمد السادس في الرتبة 89 و-أوباما- على رأس القائمة
- إلى متى سنترك الحكومة تفعل بنا ما تريد؟
- المغرب بعيون التقارير الدولية
- رفض نتائج التقارير الدولية مثل حجب الشمس بالغربال


المزيد.....




- -البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو- في دور السينما مطلع 2025
- مهرجان مراكش يكرم المخرج الكندي ديفيد كروننبرغ
- أفلام تتناول المثلية الجنسية تطغى على النقاش في مهرجان مراكش ...
- الروائي إبراهيم فرغلي: الذكاء الاصطناعي وسيلة محدودي الموهبة ...
- المخرج الصربي أمير كوستوريتسا: أشعر أنني روسي
- بوتين يعلق على فيلم -شعب المسيح في عصرنا-
- من المسرح إلى -أم كلثوم-.. رحلة منى زكي بين المغامرة والتجدي ...
- مهرجان العراق الدولي للأطفال.. رسالة أمل واستثمار في المستقب ...
- بوراك أوزجيفيت في موسكو لتصوير مسلسل روسي
- تبادل معارض للفن في فترة حكم السلالات الإمبراطورية بين روسيا ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - إدريس ولد القابلة - في انتظار استحقاقات 2009