|
السياسيون لا يكذبون في واحد نيسان !
جمال محمد تقي
الحوار المتمدن-العدد: 2610 - 2009 / 4 / 8 - 10:34
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
لانهم وببساطة شديدة يكذبون كل ايام السنة ، وربما للتسلية السوداء تعمدوا المشاركة على طريقتهم في جعل هذا اليوم مناسبة عامة للكذب الذي لا تحاسب عليه قوانينهم ، يتركون هذا اليوم فقط لخلط اوراق الصدق بالكذب كمساحة حرة للعامة تطلق به ما تتمناه بصيغة اشاعات اواحلام وردية تراودها وتتلبسها كثوب ابيض من الكذب او كوابيس تلاحقها فتحاول احضرها افتراضيا لتجنب وقوعها الفعلي !
السياسيين هم اكثر الناس قدرة على المسايسة ، واذا راجعنا اصول تسميتهم هذه فاننا نجد جذرها ينطلق من عمل سايس الخيل اي مروضها ، وفي حالتنا هذه ، السياسي لا يروض الخيول او العجول وانما هو فنان محترف بترويض العقول وما تفرزه من تساؤلات وما تثيره من شغب على سلطته بين السائل والمسؤول ! جملة اعتراضية تعترض هذا التعليل لتقول : هناك سياسيون اغبياء وما اكثرهم على وجه البسيطة انهم لا يحسنون التمييز بين الخيول والعجول ، بين خارطة العراق وخارطة زائير ، بين عيسى وموسى ، وبعضهم من شدة الغباء ادعى بعمى الالوان حتى لا يسأل عن التمييز بين البحار ـ الاسود والاحمر والابيض والاصفر ـ كل هذا صحيح والامثلة اكثر من ان تحصر ، ولكن في عصرنا ، هؤلاء ، الكثرة منهم طبعا ، عبارة عن دمى تحركها موازين قوى ومصالح ومؤسسات وسلطات عريقة ومعاهد ومخابرات ، وطبعا هذا النمط يتمثل تماما بسياسيي دول الديمقراطيات البرجوازية حيث يتناوب على الحكم الحزب الذي يستطيع اغراء المصوتين بما سيحققه ، اما دول العالم التابع فان سياسييه يحكمون بامرهم في قضايا السلطة وقمع الرعية باستثناء امور الاستراتيجيات والعولميات وسياسات الطاقة الحيوية فلا دور الا بتكليفات شرعية منبعثة من آلهة القوة الدولية ولكل حسب وزنه ، ويتفرد بعض الخارجين عن النص فيحكومون بما تجود قرائحهم به واغلبه من عينة الاحكام القرقوشية وحتى هؤلاء فانهم يضطرون لاستعمال المستشارين والمتخصصين وبعض الملقنين وحتى كتاب متخصصين في كتابة الخطابات ، وزيادة بالدقة فهناك في العالم التابع ايضا انظمة وسياسيون من طينة اخرى يحاولون تحقيق معادلات صعبة تدخل فيها عناصر الاستقلال والحرية والمقاومة ولهؤلاء قلوب شديدة وعقول وهاجة وضمائر بعد بكرية ! هنري كسنجر داهية سياسية فماذا تقول به ؟ نعم نعم ولكنه اكاديمي متمرس ومثقف اولا ثم استخدم كسياسي ثانيا ! خذ جورج بوش الابن مثلا ، غبي واحمق وومثل رديء لكنه كان على رأس اكبر دولة في العالم ، والادهى انه حكم لفترتين ، انتخب لفترتين ، وبعد ان حقق مصالح مراكز قوى النفط والسلاح على حساب مصالح الفئات الاخرى ، تم الدفع باختيار سياسي مثقف ـ اوباما ـ ليوازن الامر وبالنتيجة الكل يعمل لمصلحة الحزبين الذين يمثلان الطغمة المالية والصناعية الاحتكارية في الولايات المتحدة ! على ذكر الكذب لقد بينت دراسة امريكية تناولت تحليل كل خطب وتصريحات واجابات جورج بوش الابن طيلة فترة حكمه وخرجت بنتيجة تقول انه اكثر رئيس امريكي مارس الكذب وهو في منصبه ـ اكثر من 2300 كذبة ـ وفي مقدمتها طبعا اكاذيب الحرب على العراق والارهاب وقضايا الاقتصاد والتامينات الاجتماعية ، واوضاع الدولار ، واسعار النفط ، والقضية الفلسطينية !
قد يقول قائل ان الكذب في الاول من نيسان مشاع للجميع وليس فيه تمايز طبقي او سياسي او وظيفي او جنسي ، نعم هذا صحيح من حيث الشكل والذي تتشابه ملامحه مع افتراضات مساواة جميع الدول والرؤساء امام القانون الدولي لدرجة ان البشير مثلا سيحاكم الى جانب بوش وديك شيني ورامسفيلد واولمرت وباراك وجلال الطالباني ـ من وحي كذبة نيسان ـ ونفس المساواة الافتراضية لجميع بني البشر امام القضاء ، وامام الدستور ، وامام الشرطة ، وامام المخابرات ، او امام الله ! اقول نعم انه مشاع مادام لا يهدد مواقع سياسيو السلطة ، لكنه سيصبح جريمة تؤطر لها اللوائح والموجبات الجنائية والجنحية اذا مس عمق فساده وحرض عليه ولاقى تجاوبا من الناس معه !
من نشرة اخبار واحد نيسان :
اعلن جورج بوش الابن انه تلقى دعوة رسمية من الطالباني والمالكي والبارزاني للمشاركة باحتفالات تحرير العراق التي ستقام في بغداد يوم 9 نيسان ـ استعراضات شعبية وعسكرية وفنية ورياضية ـ وسينطلق الاحتفال الرسمي من ساحة الفردوس ، هذا واضاف ان كلا من رامسفيلد و ديك شيني وبول بريمر سيحضرون جميعا بمعيته ، اضافة الى السفير الامريكي الجديد في بغداد ـ كرستوفر هيل ـ وقائد القوات الامريكية هناك ، ، علما ان السفارة الامريكية في بغداد قد اكدت الخبر وحرصت على عدم بثه في الاعلام العراقي لدواعي امنية ، لكنها اشارت الى فعالية خاصة بها حيث ستفتح السفارة ابوابها لاستقبال المهنئين والمباركين بهذا اليوم العظيم في التاريخين العراقي والامريكي !
قرر المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية أوكامبو توجيه تهم بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الانسانية للقادة الاسرائيليين المسؤولين مسؤولية مباشرة على حرب غزة الاخيرة ، وقد وجه قائمة بالاسماء الى هيئة المحكمة لتصدر امرها باحضارهم ومحاكمتهم وتضمنت القائمة اسماء قادة سياسيين وعسكريين من بينهم ياهودا باراك وقائد الجيش وبعض قادة الالوية ، علما ان المنظمات الدولية المتخصصة ـ الصليب الاحمر وحقوق الانسان والعفو الدولية ، اضافة لاطباء بلاحدو ومراسلون بلا حدود ـ قد قدموا تقارير موثقة تدين اسرائيل وهي تدعم المطالب التي تقدت بها العديد من الجهات الحقوقية المحلية والدولية غير الحكومية لاجراء محاكمة لمجرمي الحرب الاسرائيليين ، وتبني مجلس الامن لارسال لجنة متخصصة للتحقيق الميداني !
تبنى مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية وبالاكثرية مشروع قرار ملزم تقدم به رئيس المنظمة السيد محمد البرادعي يخضع كل المنشآت النووية الاسرائيلية للتفتيش الروتيني والمفاجيء ! علما ان عدم استجابة اسرائيل لتنفيذ مواد القرار سيجعلها اوتوماتيكيا تحت وصاية البند السابع ، اي بمجرد رفضها القرار ، سيجري تحويل ملفها الى مجلس الامن وبدون حاجة لتصويت جديد !
وجه الرئيس الامريكي باراك حسين اوباما وعلى الهواء مباشرة رسالة اعتذار رسمية الى الشعب العراقي عن الغزو الامريكي ونتائجه المدمرة واعدا كل العراقيين على تنفيذ انسحاب كامل شامل خلال فترة عام ونصف ، وخلالها ستعمل الحكومة الامريكية وبالتعاون مع الجميع وبكل ثقلها لتحقيق مايلي : اولا ـ محاكمة كلا من بوش وشيني ورامسفيلد الى جانب المتعاونين معهم من المضللين ! ثانيا ـ المساهمة بتحقيق مصالحة وطنية عراقية حقيقية ، عشائريا وسياسيا وطائفيا وقوميا ! ثالثا ـ تعويض كل المتضررين من الغزو والاحتلال . رابعا ـ العمل على الغاء الدستور الحالي والعمل بالدستور السابق بشكل مؤقت . خامسا ـ الغاء كل القوانين والاجراءات التي تعيق عودة عناصر الجيش وكوادر الدولة العراقية والمهجرين والمغتربين ! سادسا ـ تشكيل مجلس تاسيسي جامع يحل محل البرلمان الحالي ! سابعا ـ تشكيل حكومة مؤقتة من المتخصصين الذين ينالون موافقة المجلس التاسيسي ! سابعا ـ جعل الامم المتحدة والجامعة العربية يشرفان على كامل المتغيرات المطلوبة ! ثامنا ـ وضع خطة اقتصادية شاملة لاعمار العراق ، تكون امريكا مسؤولة اخلاقيا على التكفل بتحمل نفقات نصفها اضافة الى المساعدات الفنية والتقنية ! تاسعا ـ سيترك الجيش الامريكي جزءا مهما من سلاحه ليكون بخدمة الجيش العراقي العائد للخدمة ! عاشرا ـ الغاء المعاهدة الامنية الثنائية والاتفاق على تفاهمات باشراف مجلس الامن الدولي ! احد عشر ـ اخراج العراق من البند السابع ودعوة الكويت الى التفاهم الايجابي لانهاء المسائل المتعلقة اثنا عشر ـ تقديم بنايات السفارة الامريكية المتغولة على مباني بغداد كهدية للشعب العراقي ! ثلاثةعشر ـ استأجار بناية مناسبة لتكون مقرا للسفارة الامريكية الجديدة !
#جمال_محمد_تقي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
عزيز محمد سيرة متفردة بالتثبت في الموقع !
-
عالم مزدحم بالاسلحة !
-
مكرم الطالباني سيرة لا تنقطع في الدفاع عن المباديء الحية !
-
وصايا ليست يسوعية !
-
سعادين في رحاب اليمين !
-
عامرعبد الله رحلة الى جزيرة الحرية !
-
لاخير في قيادة لا تميز بين يمينها ويسارها !
-
البوك ممنوع والعتب مرفوع والرزق على الله !
-
اشهر العناوين الارهابية في القرن العشرين !
-
حسين مروة ومهدي العامل والتحليق عاليا !
-
الافلاس السياسي سبق الافلاس الانتخابي !
-
الراسمالية نهاية طريق لا نهاية تاريخ !
-
الفكر الفاعل اكثر خطورة من جيوش جرارة !
-
كوتا ام ارستقراطية مطلوبة لاستكمال اكسسوارات المشهد ؟
-
روجيه غارودي تجاوز فلسفة الكورس !
-
الحزب الذي لا يشور يدعى ابو الخرك !
-
علي بابا والاربعين حرامي !
-
يا عمال العراق صلوا على النبي وال بيته !
-
برلمان العراق لا يسير نفسه بنفسه !
-
بودلير زجج ازهار الشر داخله وغادرها !
المزيد.....
-
إليسا تشيد بحملة هيفاء وهبي ونور عريضة في مواجهة التحرش الإل
...
-
ماذا قال أحمد الشرع في أول خطاب له كرئيس لسوريا؟
-
حماس تؤكد مقتل القائد العسكري محمد الضيف، فماذا نعرف عنه؟
-
عاصفة قوية تضرب البرتغال وسيول من رغوة بيضاء حملتها الفيضانا
...
-
ما دور الهلال الأحمر المصري في دعم غزة؟
-
أمير دولة قطر في دمشق للقاء الشرع وبحث التعاون بين البلدين
-
تدريبات قوات الحرس الوطني الخاصة
-
مصر.. وزارة الطيران المدني توضح سبب تصاعد الدخان في صالة الس
...
-
العراق يؤكد دعم مصر ويرفض مخطط تهجير الفلسطينيين
-
ترمب: نتواصل مع موسكو حول كارثة الطائرة
المزيد.....
-
الخروج للنهار (كتاب الموتى)
/ شريف الصيفي
-
قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا
...
/ صلاح محمد عبد العاطي
-
لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي
/ غسان مكارم
-
إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي-
...
/ محمد حسن خليل
-
المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024
/ غازي الصوراني
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
المزيد.....
|