أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - نقولا الزهر - حكاية الأعداد والأيام والكواكب والآلهة














المزيد.....


حكاية الأعداد والأيام والكواكب والآلهة


نقولا الزهر

الحوار المتمدن-العدد: 2610 - 2009 / 4 / 8 - 10:51
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    



منذ العصور الموغلة في القدم، اهتم الإنسان بالأرقام، وربما عملية العدّ على الأصابع كانت من أولى الممارسات المعرفية وأولى محاولات التجريد. فأولى أرقام الإنسان كانت أصابع يديه (Digit الإصبع باللغة اللاتينية)، ولقد أحيت المعلوماتية هذه الممارسة المعرفية الأولى للإنسان بمصطلح الرقميات (Digitales).
ربما حظيت الشمس بالاهتمام الأكبر لدى الإنسان، لأنها مصدر نوره وناره ودفئه، ولم ير غير شمس واحدة تشرق في الصباح وتغرب في المساء، فعبدها وكان كبير الآلهة لدى معظم الشعوب في الديانات القديمة إله الشمس فأعطي اليوم الأول من الأسبوع، الأحد، للشمس (sun-day)، وأهدي الذهب المعدن الذي من لون الشمس وهو أثمن المعادن لإلهها وزين به معبده.....
وجاء القمر في المرتبة الثانية لدى الإنسان القديم بعد الشمس، وكان له إلهه لدى الشعوب على اختلافهم، وكان يحتفل في معبده في اليوم الثاني من الأسبوع، الإثنينlundie,moon-day))، وأهدي معدن الفضة لإله القمر وزين به معبده...
أما إله الحرب (مارس= MARS) فمقامه المريخ وهو بارد جداً وكانت الشعوب تتعبد لإله هذا الكوكب في اليوم الثالث من الأسبوع،الثلاثاء(MAR-DIE) وأهدي لهذا الإله المحارب معدن الحديد وزين بع معبده ، وسمي باسم هذا الإله القاسي أبرد أشهر السنة، أذار(MARS).... ولما كنا لا نزال نقيم في صيدنايا قبل قدومن إلى دمشق في عام 1952، كانت والدتي رحمها الله خياطة تخيط ألبسة لبعض أهل القرية ملابسهم، وأتذكر أنها لم تكن تحبذ قص القماش في يوم الثلاثاء....
أما الإله عطارد(Mercure=Mercury) فمقامه كوكب عطارد، ويحتفل به في اليوم الرابع، الأربعاء، (MERCRE-DIE) الذي كان يحوي معبده على بحيرة من المعدن الرجراج الزئبق (Mercure)، ويسمى هذا المعدن باللاتينية الفضة السائلة (Hydra-argyre=Hg).. ومنذ فترة طويلة كنت أتساءل عن السبب الذي جعل يوم الأربعاء عيداً رمزياً لأهل حمص في بلادنا. وهل يمكن أن نفترض أن هذه المدينة القديمة (Emessa) كان فيها معبد للإله عطارد وفيه بحيرة من الزئبق يصلون عليها ولا يغرقون فيها؟؟....
أما الإله الكبير جوبيتر فمقامه في أكبر الكواكب من المجموعة الشمسية وسمي باسمه المشتري (Jeupitere)، ويحتفلون بهذا الإله في اليوم الخامس من الأسبوع، الخميس (JEU-die). وفضل لمعبد جوبيتر الصخور الكبرى لتزيينه. وفي مدينة دمشق كان معبد جوبيتر ضخماً جداً. ولا تزال حدوده إلى الآن باقية والأعمدة العالية بتيجانها لاتزال منتصبة ومساحته مساوية لمساحة معبد (بِلْ) في تدمر. ويمتد معبد جوبيتر من أول شارع القيمرية شرقاً، حتى آخر سوق الكتب (المسكية غرباً)،ومن سوق البزورية جنوباً حتى شارع الكلاسة والمكتبة الظاهرية شمالاً. ولقد تحول هذا المعبد الكبير إلى كنيسة يوحنا المعمدان، وفي العهد الإسلامي بعد فتح دمشق قسم إلى مسجد وكنيسة، وفي عهد الخليفة الوليد بن عبد الملك تحول كله إلى مسجد بني امية.
أما أجمل الكواكب وعروس المساء، الزُهرة (VENUS)، فيحتفل بآلهتها الجميلة في اليوم السادس، الجمعة (Vendre-Die)، ويزين معبدها بمعدن النحاس (cuivre)، وفي الصيدلة تدعى بلورات كبريتات النحاس ذات اللون الأزرق الجميل(الزنجارة الزرقاء) ببلورات فينوس. العرب كانوا يقدسون هذه الإلهة ويسمونها (العُزّى) والزهراء. وبعض الباحثين يفترضون علاقة ما بحكم العادة ما بين صلاة المسلمين في يوم الجمعة وصلاة عرب الجاهلية في هذا اليوم تعبداً للعزى.
أما الكوكب السابع زحل(Saturne) فإله هذا الكوكب يحتفل به في اليوم السابع، السبت (Satur-day) ويزين معبده بمعدن الرصاص. وفي الصيدلة يسمون بلورات تحت خلات الرصاص ببلورات زحل....
ومن الأعداد المقدسة منذ القديم عدد الأربعين(Qurante)، ومنذ القديم تعارف الشعوب على دلالات رمزية لهذا الرقم، فعندما يموت أحد الأشخاص يحتفلون أهله ومعارفه بالذكرى الأربعين على وفاته. وحينما تلد المرأة طفلها لا تخرج من بيتها قبل مرور أربعين يوماً، وفي الأوبئة حينما يحجرون على المصابين كانت تدوم مدة حجرهم اربعين يوماً أيضاً. والحجر الصحي أخذ إسمه من العدد أربعين(Qurantine الكرنتينا)...
الإنسان بطبعه يحب الرموز.... والرموز تنتمي إلى الجمال...



#نقولا_الزهر (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- معرفتي حول النيروز وأعياد الربيع
- النيروز وأعياد الربيع
- في العراق تراجع الهويات المذهبية أمام الهوية الوطنية
- حول الخصوصية والحامل الاجتماعي في الديموقراطية
- ليس انتصاراً!! لكنه احتجاج فردي مكثف بتعبيراته ورمزيته؟؟
- مبروكة للحوار المتمدن سبعه الملاح
- مشهد عولمي من قبل الميلاد
- مقاربة فكرية حول الأزمة الاقتصادية العالمية
- روسيا بين أن تدافع عن وجودها....وألا تنزلق إلى حرب باردة
- بقايا صور من الحياة اليومية/المكان
- العلمانية والديموقراطية والمجتمع المدني بين فكي التسلط والتط ...
- مشاهد متقطعة من الطفولة المبكرة
- فيروز والرحبانيون
- طيور سورية جديدة تحفر أعشاشها في جدار الخوف
- ما كل ما قبل الثورة جاهلية
- تلميذ يعيد الاعتبار لأستاذه
- هل يأتي المخرج من الشعب الفلسطيني
- الحوار اللبناني يمشي على الحبال الدولية والإقليمية
- اضطرام الجغرافية السياسية في الشرق الأوسط
- من الدولة الدينية إلى الدولة القومية إلى دولة المواطنة


المزيد.....




- أردوغان يتحدث عن دفع تركيا أثمانا كبيرة جراء وقوفها مع السور ...
- ليبيا.. اعتداء مسلح داخل مستشفى غدامس العام
- واشنطن توجه طلبا جديدا لزيلينسكي بعد واقعة توبيخه -المثيرة- ...
- بين الآمال والمخاوف، كيف يرى بعض الأوكرانيين مصير بلادهم في ...
- حظر تجوال في الساحل السوري بعد مقتل 16 عنصراً من قوات الأمن ...
- طبيبة روسية تروي أمام بوتين قصتها المؤثرة عن نقلها جثة زوجها ...
- لماذا غضبت إسرائيل من محادثات إدارة ترامب المباشرة مع حماس؟ ...
- أسرى إسرائيليون سابقون يلجأون لترامب
- نواب بريطانيون يدعون للجنة تحقيق مستقلة
- جرافات تهدم منازل في مخيم نور شمس بطولكرم مع استمرار العملية ...


المزيد.....

- الانسان في فجر الحضارة / مالك ابوعليا
- مسألة أصل ثقافات العصر الحجري في شمال القسم الأوروبي من الات ... / مالك ابوعليا
- مسرح الطفل وفنتازيا التكوين المعرفي بين الخيال الاسترجاعي وا ... / أبو الحسن سلام
- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - نقولا الزهر - حكاية الأعداد والأيام والكواكب والآلهة