أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - عمرو اسماعيل - أحداث العراق و مدريد ..و ثقافة قطع الشطرنج














المزيد.....

أحداث العراق و مدريد ..و ثقافة قطع الشطرنج


عمرو اسماعيل

الحوار المتمدن-العدد: 799 - 2004 / 4 / 9 - 09:56
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


ان نظرية المؤامرة المسيطرة علي عقلية العرب مثقفيهم و عوامهم علي السواء هي من المعوقات الأساسية لتقدمنا.. فالشعوب التي لا تخجل من اعتبار نفسها كقطع الشطرنج التي يحركها الآخرون لتحقيق مصالحهم , هي شعوب لا أمل فيها لأنها ليست مستعدة لنقد الذات وبالتالي فهي شعوب لا تنضج وستظل في مرحلة المراهقة الفكرية و الحضارية لأنها ترفض أن تتعلم من أخطائها و تريح نفسها بلوم الآخرين علي بلاويها.
ولعل أحداث العراق و مدريد الأخيرة خير دليل علي ذلك فقد اعتبرنا هذه الجريمة الشنيعة مؤامرة أمريكية و صهيونية الي آخر المسلسل المعتاد ونسينا ان المجرم الحقيقي هو نحن لأننا سكتنا طويلا علي التعصب الديني و المذهبي والعشائري في مجتمعاتنا.. الحقيقة المرة يا سادة ان ثقافتنا هي ثقافة عنصرية لا تقبل الآخر و لا تستطيع ان تتعايش معه.. الولاء فيها للمذهب و الطائفة و القبيلة وليس للمجتمع و الدولة و الإنسانية ككل وهذه الثقافة هي المسئولة عن كل عمليات القتل الخسيس الذي يحدث في العراق الآن و الذي نسميه مقاومة وعندما يزداد اجراما بحيث لا يمكن تبريره نريح انفسنا بادعاء انه مؤامرة صهيونية أو أمريكية , لا يا سادة لابد ان نسمي الأمور بأسمائها , فحتي لو حدث اختراق أمريكي او صهيوني للمنظمات الأصولية التي تمارس القتل العشوائي الذي لا يصب في النهاية الا في مصلحة اسرائيل فأن القاتل هو واحد منا فلا يوجد يهودي او امريكي مستعد ان يقتل نفسه بحزام ناسف لأنه يعتقد انه بعمله الخسيس هذا سيدخل الجنة .
وللأسف الشديد فأن هذه الثقافة موغلة في القدم الم نتهم عبد الله بن سبأ بأنه السبب الرئيسي في الفتنة الكبري التي تقاتل فيها الصحابة رضوان الله عليهم وبصرف النظر عن مدي صحة شخصية عبد الله بن سبأ التاريخية فأنه من المخجل ان نردد ان شخصا واحدا استطاع ان يؤلب الصحابة الذين نعتز بهم علي بعضهم ويجعلهم يريقون دماء المسلمين لمجرد اننا لا نريد ان ندرس بطريقة عقلانية اسباب تقاتلهم لحبنا لهم فنتهمهم اتهاما أسوأ بمراحل وهو انهم مجرد قطع شطرنج تلاعب بهم رجل واحد.
فهل اليهود كائنات خارقة لكي نتهمهم بأنهم وراء كل مصائبنا .. وراء الفتنة الكبري ووراء الشيوعية و الديمقراطية والعلمانية والعولمة وحتي نظرية التطور لداروين للقضاء علي الأديان و الأمم الأخري ثم السيطرة عليهم في النهايه.
ومازال البعض منا يتهمهم بأحداث 11 سبتمبر رغم اعتراف اسامة بن لادن بها و رغم الأحساس بالفخر لهذه الأحداث الذي تملكنا جميعا لأنها اصابت كبرياء امريكا في مقتل .. وكأننا نعترف بعجزنا لا شعوريا وتفوق اسرائيل علينا .
لا يا سادة انهم مجرد بشر ليسوا بهذه القدرات الخارقة التي نصبغها عليهم فقد طردهم المصريون و سباهم نبوخذ نصر و حطم هيكلهم كما حطم هيكلهم الثاني الرومان و شردوهم في بقاع الأرض لمدة ألفي عام و طردهم رسولنا الكريم من الجزيرة العربية.
والسبب الوحيد لتفوق اسرائيل الحالي هو أخذهم بأسباب الحضارة من الديمقراطية و العلم و التخطيط للمستقبل بينما نحن نعيش في القرون الوسطي أيام بن سينا و الفارابي وصلاح الدين الأيوبي و الأسوأ ايام بن تيمية ولا نريد ان نتطور ومازلنا نعيش بعقلية اتهام عبد الله بن سبأ بجميع مصائبنا
ان أيدينا ملطخة بدماء الأبرياء الذين اغتيلوا في كربلاء اليوم عندما حولنا الأسلام من دين سمح الي دين عنف و تعصب اعمي حتي و صل به الأمر في العشرين عاما الأخيرة علي يد بن لادن و اتباعة الي دين القتل الخسيس الجبان ثم نجد من بيننا من يهلل له و لأتباعه و يقول عنهم مجاهدين.
ان الجهاد ان تحارب المعتدي و الظالم في وضح النهار مثلما فعل سيد الشهداء الحسين عليه السلام.
لماذا لا تستطيع عقولنا الضيقة ان تستوعب ان من ابسط حقوق الأنسان ان يتعبد الي الله بالطريقة التي يراها صحيحة طالما لا يؤذي الآخرين و لا يفرض عليهم شيئا.
انها جريمة أيدينا جميعا ملطخة بدمائها عندما سكتنا علي فتاوي شيوخ التطرف التي تكفر و تحل دماء المخالفين لهم عمال علي بطال و فتحنا لهم وسائل الأعلام.
ان سكوتنا علي الأضطهاد و التمييز بسبب الدين و الجنس و اللون بل و تشجيعنا عليه لابد أن يؤدي الي الجريمة النكراء التي حدثت في كربلاء ووسط العتبات المقدسة و مثل هذه الجرائم هي التي تجعل العالم يعتبرنا همج و ارهابيين فلا يمكن في النهاية فصل الأسلام عن المسلمين و سلوكهم الهمجي العنصري.
أننا أن أردنا التقدم و الحرية لابد ان نصل للنتيجة التي وصل اليها العام أجمع و هي ان الدين لله و الوطن للجميع
ونتخلص من نظريات المؤامرة وثقافة قطع الشطرنج وأن نسمي الأمور بأسمائها فقتل المدنيين هو ارهاب والتعصب للدين و المذهب هو تعصب مذموم في القرن الواحد والعشرين مذموم عندنا كما هو مذموم في اسرائيل و أمريكا و أي بلد في العالم.. لنا الله وتمنياتنا للعراق و أهله الخروج من هذا النفق المظلم.

د/ عمرو اسماعيل



#عمرو_اسماعيل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ألي أهل العراق.. قلة منكم تصر أنه لا يصلح لكم ألا الحجاج أو ...
- من لم يقرأ التاريخ؟ العلمانيون أم السلفيون
- نابليون بونابرت و أمريكا.. رب ضارة نافعة
- عمرو يا موسي ساكت ليه.. في الجامعة العربية بتعمل إيه
- شارون و مسلسل انتهاك العرض العربي
- باللهجة العامية.. مرارتنا اتفأعت
- الأسلام دين و دولة .. حقيقة أم وسيلة للوصول للسلطة
- صرخة ألم.. لقد بعث يزيد بن معاوية من قبره
- نكره أمريكا في العلن.. ونحبها في السر
- صراع الحضارات.. بدأ فكرة في كتاب و حوله بن لادن إلي حقيقة
- ثقافة خير أمة أخرجت للناس.. لابد أن تنتج حكاما مدي الحياة
- ديمقراطية السماء .. و ديكتاتورية الأرض
- رسالة مفتوحة إلي المرشد العام للإخوان المسلمين
- عن أي شيء تتحدث جماعات الإسلام السياسي
- يا أهل العراق.. أنتم الأمل فلا تخذلونا
- تخاريف.. الديموكتاتورية هى الحل
- أقتصاد السوق الحر أم اقتصاد النهب الحر
- اسامة بن لادن.. الفرص الضائعة وفشل النظرية
- المرأة.. هل هى العقدة.. أم هى الحل
- العلمانية هى الأمل فى مستقبل أفضل.. والمرأة هى الأمل فى هذا ...


المزيد.....




- صحة غزة تعلن حصيلة جديدة لضحايا الحرب الإسرائيلية على القطاع ...
- الدفاع الروسية تعلن إسقاط 8 صواريخ باليستية أطلقتها القوات ا ...
- -غنّوا-، ذا روك يقول لمشاهدي فيلمه الجديد
- بوليفيا: انهيار أرضي يدمّر 40 منزلاً في لاباز بعد أشهر من ال ...
- في استذكار الراحل العزيز خيون التميمي (أبو أحمد)
- 5 صعوبات أمام ترامب في طريقه لعقد صفقات حول البؤر الساخنة
- قتيل وجريحان بهجوم مسيّرتين إسرائيليتين على صور في جنوب لبنا ...
- خبير أوكراني: زيلينسكي وحلفاؤه -نجحوا- في جعل أوكرانيا ورقة ...
- اختبار قاذف شبكة مضادة للدرونات في منطقة العملية العسكرية ال ...
- اكتشاف إشارة غريبة حدثت قبل دقائق من أحد أقوى الانفجارات الب ...


المزيد.....

- لمحات من تاريخ اتفاقات السلام / المنصور جعفر
- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - عمرو اسماعيل - أحداث العراق و مدريد ..و ثقافة قطع الشطرنج