أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - حسن مدن - لماذا تضيق الدولة ذرعاً؟














المزيد.....

لماذا تضيق الدولة ذرعاً؟


حسن مدن

الحوار المتمدن-العدد: 2607 - 2009 / 4 / 5 - 10:11
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية
    


لسنا نفهم ما الذي يحمل الدولة على إلغاء ندوة سياسية أو مسيرة سلمية أو تجمع هنا أو هناك للمطالبة بقضية عادلة من القضايا.
الدولة في غنى عن ذلك، ليس فقط لأن منطق الأمور يقول أن من شروط الديمقراطية ضمان حق الأفراد والهيئات في التعبير عن آرائهم ومواقفهم تجاه القضايا المختلفة بالوسائل السلمية التي يحميها الدستور والتي يتعين على التشريعات كافة أن تكيف في اتجاه تعزيز مثل هذه الحماية؟ وإنما أيضاً لأن إقامة مثل هذه الأنشطة والفعاليات التي يجري فيها نقد الدولة وأدائها إنما يسهم في تعزيز الممارسة الديمقراطية وترسيخها.
على أجهزة السلطة التنفيذية أن تعلم، وهذا ما يفترض أن التجربة قد أكدته مراراً، أنها في كل مرة تمنع نشاطاً أو ندوة أو مسيرة أو حتى تلوح بمثل هذا المنع فإنها تعطي هذا النشاط أبعاداً أكبر من تلك التي كانت لها في الأصل، وهكذا فالندوة التي يمكن أن تعقد وتمر دون أن يدري عنها الكثيرون تصبح حدثاً كبيراً له أصداء وتداعيات بسبب تدخلات السلطة التنفيذية التي ليس لها ما يبررها.
ما الذي يجعل الدولة تضيق ذرعاً بندوة يقال فيها الكلام الذي تتداوله يومياً الصحف والمنتديات والمجالس واللقاءات الخاصة، بحيث لم يعد هناك أمر يوصف بأنه جديد أو خطير في ظل الديناميكية السياسية الحالية التي يتميز بها المجتمع البحريني الذي يطرح كل القضايا بما فيها أكثرها سخونة للنقاش والتداول؟
وهي ديناميكية يفترض أنها كفيلة بأن تفرض على أجهزة الدولة تغيير إيقاعها والتخلص من العادات الموروثة من المرحلة السابقة، مرحلة الريبة والخوف والشك في كل نشاط أهلي، وهي عقلية لن يؤدي استمرارها إلا إلى المزيد من الجمود والتلكؤ، وعلى الدولة أن تدرك إن من علائم حيوية العمل السياسي في البلاد أن تفتح له الأبواب والنوافذ طالما كان الأمر في إطار القانون وفي إطار الحقوق المرعية.
لن تنقلب البلد عاليها سافلها بسبب ندوة أو مسيرة أو تجمع، بل على العكس فإن المجتمع سيزداد حصانة وتدريباً على الممارسة السياسية، وسيتكفل الزمن بعقلنة الأداء السياسي وترشيده بالصورة التي تضمن تعميق التحول نحو الديمقراطية بالأدوات الديمقراطية وليس بوسائل العنف والعسف والزجر التي تؤكد التجربة عقمها وعجزها عن إيقاف تعبيرات المجتمع في الإفصاح عن نفسها، سواء أعجبتنا هذه التعبيرات أم لم تعجبنا.
سنظل نطالب ببرامج واضحة لمعالجة الظواهر الاجتماعية والسياسية التي تدفع إلى الاستياء والتذمر في صفوف الناس، والبحث عن حلول لاحتواء مظاهرها الحادة، لأن رصيد الأمل في حال أحسن تآكل لدى الناس، ومحله صرنا نلمس شحنات من الخيبة والإحباط والتذمر التي يجب تفهم بواعثها والسعي المسؤول لمعالجة هذه البواعث.
من المهم أن تظهر الدولة الصبر الضروري في التعاطي مع بعض المظاهر الاحتجاجية، وأن لا تدفع الأمور في اتجاه الاستخدام المفرط للقوة، وأن تسود لغة القانون والمعالجة المتأنية للأمور بعيداً عن ردود الفعل والتشنج، في سبيل تهيئة السبل لبلوغ الحلو والتوافقات بعيداً عن منطق المجابهة والتصعيد من مختلف الأطراف.



#حسن_مدن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا تضيق الدولة ذرعاً؟
- في المسألة الطائفية
- عن البنى التقليدية
- أين الاستراتيجيات؟
- إدانة العنف
- انتفاضة مارس: الدرس الأهم
- استنهاض قوى الحداثة البحرينية
- يوجد بديل !
- لكل النساء السلام
- 54 عاماً على تأسيس جبهة التحرير الوطني البحرانية: تيارٌ وُجد ...
- لماذا نعارض سياسة التجنيس؟
- السياسة حين تغدو عاطفة
- زمن الروّاد
- سلعة المعرفة‮ !‬
- يوجد خيار آخر
- عودة روسيا
- هل‮ ‬يشعر‮ ‬غورباتشوف بالندم؟
- عار الشامتين
- محمود درويش
- وجوهنا وحدها تُشبهنا


المزيد.....




- المافيا الإيطالية تثير رعبا برسالة رأس حصان مقطوع وبقرة حامل ...
- مفاوضات -كوب 29- للمناخ في باكو تتواصل وسط احتجاجات لزيادة ت ...
- إيران ـ -عيادة تجميل اجتماعية- لترهيب الرافضات لقواعد اللباس ...
- -فص ملح وذاب-.. ازدياد ضحايا الاختفاء المفاجئ في العلاقات
- موسكو تستنكر تجاهل -اليونيسكو- مقتل الصحفيين الروس والتضييق ...
- وسائل إعلام أوكرانية: انفجارات في كييف ومقاطعة سومي
- مباشر: قوات الأمن الأردنية تعلن قتل شخص بعد إطلاقه النار في ...
- كوب 29: اتفاق على تقديم 300 مليار دولار سنويا لتمويل العمل ا ...
- مئات آلاف الإسرائيليين بالملاجئ والاحتلال ينذر بلدات لبنانية ...
- انفجارات في كييف وفرنسا تتخذ قرارا يستفز روسيا


المزيد.....

- واقع الصحافة الملتزمة، و مصير الإعلام الجاد ... !!! / محمد الحنفي
- احداث نوفمبر محرم 1979 في السعودية / منشورات الحزب الشيوعي في السعودية
- محنة اليسار البحريني / حميد خنجي
- شيئ من تاريخ الحركة الشيوعية واليسارية في البحرين والخليج ال ... / فاضل الحليبي
- الاسلاميين في اليمن ... براغماتية سياسية وجمود ايدولوجي ..؟ / فؤاد الصلاحي
- مراجعات في أزمة اليسار في البحرين / كمال الذيب
- اليسار الجديد وثورات الربيع العربي ..مقاربة منهجية..؟ / فؤاد الصلاحي
- الشباب البحريني وأفق المشاركة السياسية / خليل بوهزّاع
- إعادة بناء منظومة الفضيلة في المجتمع السعودي(1) / حمزه القزاز
- أنصار الله من هم ,,وماهي أهدافه وعقيدتهم / محمد النعماني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - حسن مدن - لماذا تضيق الدولة ذرعاً؟