صالح الشقباوي
الحوار المتمدن-العدد: 2607 - 2009 / 4 / 5 - 00:47
المحور:
القضية الفلسطينية
يبدو أن فتح ، المنظمة ، السلطة قد خيطت على مقاس رجل إسمه ياسر عرفات ففي هذه الدراسة أريد أن أعتمد على التحليل أكثر ما أعتمد على التنظير ، ففي زمنه كانت الأفكار علة تدفع الثورة والثوار للنضال والتضحية والعطاء علما ان أبوعماركان قائدا شموليا في بنية النسق الفلسطيني بكل تنوعاته واختلافاته وتناقضاته ، كان رجلاً جامعًا لكل أطياف الإختلاف والتنوع السياسي الفلسطيني ، كان يمتلك من الشخصية مايمكنه أن يكون روحا إحلالية تحل في كل الكائنات الفلسطينية وتضمن بقائها وإستمرارها وتعطيها دفعا وجوديا ووجوبيا باتجاه وجودها الفلسطيني.
نعم ، لقد خسرت فتح قائدا تاريخيا إستثنائيا إسمه ياسر عرفات ، نجح في اعادة التاريخ الفلسطيني لذاته بعد ان خرج من ذاته ، نجح في إعادة الشعب الفلسطيني إلى الحضور والكينونة والمعنى .
إن رحيل ياسر عرفات وغيابه شكلا ضربة قاسية للمشروع الوطني ولبنيته النضالية بكل مكوناته خاصة وأن الرئيس ياسر عرفات كان قادرا على جمع النقائض السياسية والمنهجية والعبور بنجاح كل حقول الألغام المزروعة في طريق قضيته ، كان يدرك مكنونات السياسة الدولية وكان يعي كيمياء السياسة العربية وكان مهندسا للكيمياء الفلسطينية والمسئول عن الجينات النضالية لذا فإن فتح تعيش صدمة غياب القائد والمؤسس ياسر عرفات وما هذا التشرذم وعدم التوافق الفتحاوي إلا إحدى نتائج غياب ياسر عرفات القادر على جمع الجميع دون أن يبدو أي معارضة او تذمر أو إحتجاج ، فالجميع كان امامه يقف بإستعداد ويحني هامته أمام الرمز .
واليوم نجد من اتخذ فتح موضوعا بأن جعلها أداة ووسيلة تخدم أغراضه الشخصية لذا فهو يطالب بتشكيلها حسب مايراه مناسبا ، ففي فتح اليوم تيار يقدم الموجود المادي كعقل يحكم النضال وحركة التحرر وتم تحويل فتح إلى أداة بعيدة عن الأهداف .
سؤال أخير أسئله هل الأفكار هي العلة التي تدفع الناس للنضال داخل فتح ؟ أم أن فتح تحولت إلى مشروع وظيفي تتناسب وظروف الناس المعيشية والمادية ؟ وتتعامل حسب متطلبات ارتكاسات الواقع؟؟
#صالح_الشقباوي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟