|
القمم العربية .. وسياسة حلب الثيران ..!؟
سليم محسن نجم العبوده
الحوار المتمدن-العدد: 2606 - 2009 / 4 / 4 - 05:37
المحور:
كتابات ساخرة
يتميز النظام الدولي بإشكال مختلفة بين عناصره وتتفاوت هذه التفاعلات وتناسقها وشدتها بشكل كبير باختلاف الأنظمة الدولية وربما تتراوح التفاعلات بين الأعضاء في النظام من النزاع المسلح المتقطع إلى اعلي مستويات التعاون الاقتصادي والثقافي المتبادل السائد في العالم الحديث وتكون مجموعة العلاقات الدبلوماسية والعسكرية والاقتصادية وغيرها بين الدول وظيفة النظام الدولي . والدول العربية كونها جزئ من المنظومة الدولية لابد ان تكون محكومة بذات المعايير التي تربط المجتمع الدولي باعتبارها جزئ منه . الا ان المطلع على بدايات نشأة الأنظمة السياسية العربية في منتصف القرن الماضي يلاحظ مسألة مهمة الا وهي انها لم تقم على أساس قومي كما حدث للأنظمة الأوربية مثلا ولو كان الأساس في نشأتها قوميا لكانت البلاد العربية دولة واحدة بل نشأة على أساس من التبعية السياسية والتبعية المقصودة في هذا المقام هي ليست تبعية نظام حتى بقدر ما هي تبعية أشخاص او عائل او قبائل سيطروا على مقاليد الحكم بمساعدة الدول المستعمرة مثل ما حدث في السعودية والعراق والكويت والأردن ومن قبلها سوريا ومصر وهكذا باقي البلدان العربية . وقد ولدت تلك التبعية السياسية منذ النشأة الأولى لتلك الأنظمة المزعومة وعلى مدى السنين الماضية ما يشبه حالة من الارتباط المصيري بين النظام الحاكم والقوى الأجنبية التابعة لها في أي الدول العربية لم تستطيع او تتمكن من فك ذلك الارتباط الذي أصبح ازليا بل عقدة تطارد الشعوب العربية . ولذلك تجد انه حتى الدول المستعمرة التي أصبحت خارج اللعبة الدولية والتي أرادت الابتعاد عن العرب حاول العرب جذبها كي تؤمن لها شريعية ودوام الحكم على شعوبها . وربما ان هذا القول ينطبق الى حد بعيد على فرنسا في حقبة الخمسينات كما يذكر ذلك "محمد حسنين هيكل" في كتابة( حرب الخليج ) اذ قام الرئيس الراحل "جمال عبد الناصر" بمناقشة الرئيس اليوكسلافي "جوزيف بروزتيتو" فاستقر رأيهما على ان فرنسا باستقلالية " ديغول" تستطيع ان تكون همزة وصل مع الغرب بما فيهم الولايات المتحدة بأكثر مما تستطيع ذلك أي قوة أوربية أخرى . وانا على يقين انه في حالة لو ان العراق مثلا أراد البحث عن وسيط لم يخرج عن دائرة بريطانيا في حين ستختار ايطاليا لو أرادت ليبيا ذلك . واستمرت الوصاية الأجنبية على القرار العربي منذ ذلك الحين وحتى اجل غير مسمى ما دامت تلك الوصاية تضمن بقاء الأنظمة الحاكمة للبلاد العربية جاثمة على صدور الشعوب التي تحكمها . وحتى الدول العربية التي تدعي انها لا تمتلك علاقات مع إسرائيل او انها ترفض فكرة إقامة مثل تلك العلاقات وعلى سبيل المثال لا الحصر العربية السعودية حيث ينقل "هيكل" في كتابة حرب الخليج ص473-475خلال فترة احتلال العراق للكويت بقولة (و في ذلك الوقت تقرر ان يقوم الأمير "بندر بن سلطان"سفير السعودية باتصال مباشر مع أصدقاء إسرائيل في واشنطن وهكذا دعا عددا من قيادات الموتمر اليهودي الأمريكي وعلى رأسهم "هنري سيجمان"لمقابلته وتم اللقاء بالفعل وحضره " أوفى بارنز" احد المقربين من رئيس وزراء اسرائيل" اسحاق شامير"وقد روي سيجمان نفسة في جريدة"الجيروساليم بوست"في عددها الصادر يوم 8/يوليو/1991م باني اريد ان اسئلك يا سيادة السفير هل ان بلادك بعد ان تنتهي الازمه سوف تعلن بلا قيد او شرط اعترافها بحق اسرائيل في الوجود؟ وهل انت مستعد لان توكد لنا ان بلادك سوف تقوم بتطبيع علاقاتها بالكامل مع اسرائيل بعد التوصل الى حل سلمي ؟ ورد "بندر" طبقا لرواية سيجمان قائلا : نعم هذا هوا بالضبط ما اقوله وا ضيف عليه ان سوريا أيضا سوف تكون على استعداد لاتخاذ نفس الموقف .... وقال ايضا ان منظمة التحرير الفلسطينية فقدت مصداقيتها بتأيدها "صدام حسين" ... وانه ذكر لوزير الخارجية الأمريكي"جيمس بيكر"ان السعودية سوف تشترك في المحادثات مع إسرائيل فيما يتعلق بالقضايا الإقليمية.... لكن الرياض لن تعقد محادثات سلام مباشره مع إسرائيل ولن تصدر تصريحات رسمية بالاعتراف بإسرائيل ...) اما ملك المغرب " الحسن" فيقول متفاخرا( بانه السياسي العربي الوحيد الذي له حزب سياسي في اسرائيل وكان يقصد اليهود "السفرديم "او الشرقيين المغاربة ناهيك عن استقباله العلني ل"شيمون بيريز" الذي اثار علية حملة انتقادات واسعة . والأمثلة كثيرة على التأثير المباشر او الغير مباشر سواء لإسرائيل او للدول الكبرى على القرار العربي بل لن من يطلع على كثير من الأمور والعلاقات المشبوهة ان الخطاب الختامي لا يلقى على الروساء العرب المجتمعين قبل مباركة الأصدقاء ..! ولذلك فان من السخف والاستخفاف انتظار موقف صارم وحازم عربي تجاه إسرائيل لسبب بسيط جدا ان فعلت الأنظمة العربية ذلك فأنها كمن يقوم بدق مسامير نعشه بيده . والمضحك المبكي في قمة الدوحة 2009م ان الأمين العام للجامعة العربية متفائلا يقول بملئ الفم والجوارح بان العرب تجاوزوا الخلاف ووضعوا إقدامهم على طريق المصالحة العربية الجامعة التي أسست عام 1945م عاجزة عن حل الخلافات العربية ونحن اليوم في عام 2009م يالها من جامعة منتجة و يالها من مناصب مرموقة بل ان الأمين العام يلقي باللائمة على الأعلام العربي متهما إياه بالسلبية تجاه قضايا الأمة سيدي الأمين ان الإعلام ليس سلبيا بقدر ما هوا صادق بنقل حقائق ومأساة الواقع العربي المخزي بوجود قادة أفذاذ غير قادرين ان يتجاوزوا خلافاتهم طمعا وحسدا وخوفا وامتثالا لمن عينهم ..! نعم انها "قمم عربية وسياسة حلب الثيران" لا طائل منها سوى الاشئ.. والنترقب عن ماذا ستفضي قمة العشرين في لندن والتي عقدت بُعيد ايام من انتهاء قمة الدوحة..في مستهل الشهر الرابع من عام 2009م... وهل ان قمتهم مثل قمتنا ..؟
#سليم_محسن_نجم_العبوده (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
فكر-الإباحية الاقتصادية-في العراق
-
التكامل الإقليمي كحل للبقاء والهيمنة
-
الجامعة العربية تكتل كشف الوهن العربي
-
المرأة .. بين الإقصاء والذكر المودرن
-
المرأة وإمكانية التحول الايجابي :
-
القضية الفلسطينية ما بين العقم والتدخل الجراحي
-
عجز التنمية الاقتصادية والبديل الإستراتيجي في العراق
-
العالم يطبخ على مشاعل البترول
-
فاشية النظام الدولي وفوبيا مصادرا لطاقة (الحلقة الثالثة)
-
فاشية النظام الدولي وفوبيا مصادرا لطاقة (الحلقة الرابعة)
-
الولايات المتحدة وسياسة الوقوف على الأصابع
-
رؤية الأزمة الاقتصادية العالمية من داخل المنظومة الأمريكية :
-
فاشية النظام الدولي وفوبيا مصادرا لطاقة(الحلقة الثانية)
-
فاشية النظام الدولي وفوبيا مصادرا لطاقة
-
اتفاقية كامب ديفيد وأثرها على حرب غزه 2009م
-
هل سيستطيع اوباما تجاوز الهوس الأمريكي في البحث عن أعداء جدد
...
-
الكوميديا المؤسفة .. وللدم في غزة ثمن ..؟!
-
الديناميكية الحاكمة ومستقبل العلاقات الدولية :
-
الرُهاب الدولي من الانهيار والترميم
-
النخاسة ألمقدسه :
المزيد.....
-
جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس
...
-
أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
-
طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
-
ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف
...
-
24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات
...
-
معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
-
بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
-
بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في
...
-
-الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
-
حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش
...
المزيد.....
-
فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط
/ سامى لبيب
-
وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4)
...
/ غياث المرزوق
-
التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت
/ محمد فشفاشي
-
سَلَامُ ليَـــــالِيك
/ مزوار محمد سعيد
-
سور الأزبكية : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
مقامات الكيلاني
/ ماجد هاشم كيلاني
-
االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب
/ سامي عبدالعال
-
تخاريف
/ أيمن زهري
-
البنطلون لأ
/ خالد ابوعليو
-
مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل
/ نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم
المزيد.....
|