سيد يوسف
الحوار المتمدن-العدد: 2606 - 2009 / 4 / 4 - 05:29
المحور:
كتابات ساخرة
ليس من عادتى أن أستخدم العامية فى مقالاتى لولا أن هذا العنوان وجدته معبرا جدا عما يجيش فى صدور المصريين بسهولة ويسر، وها هنا فإني أرى العامية أقرب إلى التعبير والوصول إلى الناس وأكتفى منها دوما بالقليل المعبر الذى يوظفه السياق على نحو دقيق.
لن أطيل فى مقالى هذا فالفكرة ببساطتها أن مصر بالفعل زعلانة جدا فكما ذكر غير واحد ( من نبض الناس البسطاء فى بلادى وهم من عامة الناس غير المثقفين وبعضهم من غير المتعلمين) فإن المحلة الكبرى- سابقا- زعلانة، وبورسعيد- المقاومة- زعلانة، ودمياط ( أجريوم) زعلانة، وسيناء – الطاهرة الزكية بدماء الشهداء- زعلانة بل غاضبة تحترق ولا يحس بها أحد، الصعيد بمحافظاته المتعددة زعلان يشكو من غياب التنمية، ومصر كلها زعلانة من السرقة والنهب والفساد وتبوء سفلة الناس مناصب حساسة، وتغييب أفاضل الناس خلف جدران المعتقلات، والتضييق على الشرفاء والعلماء حتى يهربوا من مصر، والتضييق على شبابها حتى إن بعضهم ليفضل الموت غرقا على شواطئ الدول الأوروبية من البطالة ها هنا فى بلادى، حقا مصر زعلانة قوى.
ومن ناحية أخرى الأطباء فى حزن، والمعلمون فى حزن، والصيادلة فى حزن، والمهندسون يشكون تجميد نقابتهم، والقضاة فى حزن، والصحفيون فى حزن، والمحامون فى حزن، وأساتذة الجامعات يشكون تدنى أجورهم وإهدار كرامتهم، وعمال السكة الحديد فى حزن، وموظفو الضرائب فى حزن، وعلماء الأزهر فى حزن، وسائقو المقطورات فى حزن، والموظفون (الغلابة) فى حزن...جميع الناس يشكون ويعبرون عن شكايتهم بالتظاهرات والإضرابات لكن لا حياة لمن تنادى!
المصريون يشكون حكامهم(العُمى الصُّم البُكم، الموتى الذين لا يسمعون) إلى الله( فإلى الله المشتكى وهو نعم المولى ونعم النصير) ومصر تشتكى إلى الله خراب ذمة حكامها وبعض منافقيها، مصر اليوم حزين، ومصر اليوم باكية، ومصر اليوم فى حال يقطع نياط قلوب المحبين... ومصر اليوم تعلن عن غضبها كل يوم بالتظاهرات والإضرابات والاحتجاجات والوقفات بل صار ذكرى إضراب 6 إبريل وكأنه أمل يراود الحالمين بالتغيير...فأين الحكماء المعالجون أين؟ وأين السيوف البتارة أين؟!
#سيد_يوسف (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟