أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - كاظم الحسن - هل ان مكيافللي هو الشيطان حقا؟














المزيد.....

هل ان مكيافللي هو الشيطان حقا؟


كاظم الحسن

الحوار المتمدن-العدد: 2606 - 2009 / 4 / 4 - 02:52
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


ولد نيقولا مكيافللي كما هو معروف في فلورنسا عام 1469 من أسرة توسكانية عريقة، وشب في عهد الأمير المديتشي الذي أطلق عليه الفلورنسيون اسم لورنزو العظيم، والذي أعتبر عهده العصر الذهبي للنهضة الايطالية وكان لورنزو أديباً وشاعراً فشمل برعايته الفنانين والأدباء وأهل العلم وإليه يرجع الفضل في حفظ التوازن في القوى بين الوحدات الرئيسة الخمس للسلطات في إيطاليا،وهي مملكة نابولي والدولة البابوية في روما والبندقية وفلورنسا وميلان. لم يحصد مكيافللي طوال اربعة قرون منذ وفاته سوى اللعنات والشتائم التي أخذت تطارد ذكراه حتى أصبحت جزءاً من الأدب والسياسة في أوربا، إلا أن بلده (إيطاليا) الذي شهد الوحدة القومية في عام 1896م قرر ان يحتفل بذكرى ميلاده واعتبره بطلاً من ابطال الوحدة القومية الايطالية وان افكاره كانت سابقة للعصر الذي عاش فيه، على الرغم من ان روما قد أعلنت وضع كتاب الأمير على قائمة الكتب الممنوعة عام 1559م وقررت محاكم التفتيش احراق جميع كتب ميكافللي واقر مجمع ترنت الكنسي هذا القرار.
لقد سادت المفاهيم الأخلاقية والمثالية والمثل العليا عن الدولة وضرورة سعيها الى الخير العام قبل ظهور كتاب الأمير الذي يدعو الى التفريق بين الدراسة السياسية ودراسة الشؤون الاخلاقية ويرى عدم وجود رابط بينهما.
وكان خير من يمثل البعد الأخلاقي للدولة هو الفيلسوف اليوناني ارسطو الذي يقول: لما كانت الدولة كل الدولة تمثل نوعاً من المشاركة وكانت كل مشاركة تتم للوصول الى نفع وخير ـ اذ المفروض ان الخير نهاية كل عمل ـ فان الواضح بالنظر لكون الخير هدف جميع المشاركات، فان الخير الاسمى في ارفع مراتبه هو هدف تلك المشاركة السامية التي تضم كل ما عداها أو بكلمة أصح الدولة أو المشاركة السياسية.
يقول (و. ش. داننغ) في كتابه تاريخ النظريات السياسية (أن مؤلف الأمير مكيافللي كان مغايراً لنظام النظريات السياسية المألوف في عصره وقد ظل هذا المؤلف مغايراً للتيارات الجوهرية للفكر السياسي الحديث مدة ثلاثة قرون، وقد بدأ ميكافللي في التسلل للتيارات الحديثة في أواخر القرن الثامن عشر وغدا قريبا من السيطرة عليها في القرن التاسع عشر والعشرين.
ربما يكون مكيافللي قد صور الانسان عارياً من ملابسه واقنعته بغرائزه وجبروته كما هو لا كما اسبغت عليه الكتب السياسية والتاريخية وهذا الذي جعل الادب الأوربي يراه كما وصفه ماكولي الكاتب الانكليزي المشهور في مقال ضمته فكرة تقول ان الشيطان قد سمي (نيقولو العجوز) لان نيقولو هو الاسم الاول لميكافللي. وهذه اللعنة انتقلت الى مسرحيات وروايات الادب الاوربي، ففي أحدى أعمال شكسبير (زوجات وندسور المرحات) عندما أطلق على لسان احدى شخصياته قوله: ماذا أأنا مخادع.. أأمكيافللي؟
وكذلك في قول مارتسون في رواية بجماليون وكان أحد المكيافلليين الملعونين يحمل المصباح للشيطان برهة من الزمن.
ومما زاد الطين بلة سياسياً، ان موسوليني قد اختاره في أيام تلمذته موضوعاً لاطروحته التي قدمها للدكتوراه، وكان هتلر يضع الكتاب على مقربة من سريره فيقرأ فيه كل ليلة قبل ان ينام.
ويرى الكثير من نقاد مكيافللي في القرن العشرين انه كان الحديث الأول في ناحيتين على الاقل:
فمن الناحية السلبية لم يؤمن مكيافللي قط بالتقدم وقد توقف الكثيرون من الرجال المعاصرين عن الايمان بذلك.أما من الناحية الايجابية فقد امن بالقومية كما امن بالطريقة العلمية الى الحد الذي حمله على التخلص من الاراء والأفكار الغيبية.إلا أن أفكار مكيافللي لم يكن لها صدى فيما بعد في الولايات المتحدة الامريكية لانها تمجد القوة والسلطة الاحادية ولا تتكلم عن تحديد السلطات.



#كاظم_الحسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الطفولة والأسرة في الدستور الجديد


المزيد.....




- مزارع يجد نفسه بمواجهة نمر سيبيري عدائي.. شاهد مصيره وما فعل ...
- متأثرا وحابسا دموعه.. السيسي يرد على نصيحة -هون على نفسك- بح ...
- الدفاع الروسية تعلن حصيلة جديدة لخسائر قوات كييف على أطراف م ...
- السيسي يطلب نصيحة من متحدث الجيش المصري
- مذكرات الجنائية الدولية: -حضيض أخلاقي لإسرائيل- – هآرتس
- فرض طوق أمني حول السفارة الأمريكية في لندن والشرطة تنفذ تفجي ...
- الكرملين: رسالة بوتين للغرب الليلة الماضية مفادها أن أي قرار ...
- لندن وباريس تتعهدان بمواصلة دعم أوكرانيا رغم ضربة -أوريشنيك- ...
- -الذعر- يخيم على الصفحات الأولى للصحف الغربية
- بيان تضامني: من أجل إطلاق سراح الناشط إسماعيل الغزاوي


المزيد.....

- الانسان في فجر الحضارة / مالك ابوعليا
- مسألة أصل ثقافات العصر الحجري في شمال القسم الأوروبي من الات ... / مالك ابوعليا
- مسرح الطفل وفنتازيا التكوين المعرفي بين الخيال الاسترجاعي وا ... / أبو الحسن سلام
- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - كاظم الحسن - هل ان مكيافللي هو الشيطان حقا؟