|
ذات الاهتمام المشترك
محمد الرديني
الحوار المتمدن-العدد: 2606 - 2009 / 4 / 4 - 02:52
المحور:
كتابات ساخرة
لبيت دعوة صديقي الامير "ابو المنا" لزيارة بلده ومناقشة القضايا التي تهم البلدين . كنت متحمسا لتلبية هذه الدعوة لعدة اسباب اهمها ان هناك الععديد من الامور التي باتت تقلق الاوساط الشعبية في بلدي سيما وانهم علقوا الآمال علي بعد الانتخابات واصبحت بذلك الرجل الثاني في بلدي. وهناك سبب آخر هو اني اردت تحقيق هدف ملموس لبلدي بعد ان حرم من الاهداف الكبيرة التي علق الآمال عليها حين انتخب الرجل الذي سبقني الى سدة الحكم منذ سنوات طويلة والذي اصيب بالخرف والزهايمر وبان ذلك واضحا حين اراد ان يفتتح احد مصانع الحديد في احدى مدن الجنوب الا انه لم يستطع ان يمسك المقص جيدا مما اضطر احد مرافقيه الى مسك يده ومساعدته في قص شريط الافتتاح بصعوبة بالغة الا انه ظل في سدة الحكم الى ان مات بمرض الربو وفقدان العديد من الخلايا التي تساعده على تذكر اسمه بالكامل. وهناك طبعا سبب شخصي هو ان هذا الامير صديقي منذ ايام المراهقة وكان قد اكمل دراسته المتوسطة في بلدي الا انه لم يستطع اكمال الثانوية مما اضطر اباه الى ارساله الى احدى الدول الاوربية ليجلب من هناك شهادة البكالوريوس في علم السياسة مدفوعة الثمن. وفي اليوم الموعود – والحق يقال- استقبلني الامير بحفاوة بالغة حتى شعرت بانه يعاملني وكانني احدى الدمى النادرة التي يتسلى بها قبل ذهابه الى النوم . كنت قد وصلت بعد الظهر بعدة ساعات ولكنه اصر على تناول الغذاء في قصره الفاخر رغم توسلاتي بتأجيل الاكل الى فترة العشاء. في صبيحة اليوم الثاني رافقني مستشاري الصحفي ومساعد وزير الداخلية لحضور اول جلسة مباحثات في مزرعة الامير التي ترتفع عن الارض لاكثر من 400 متر وحين بانت دهشتي لهذا الارتفاع قال لي الامير كل الناس اعتادوا على تشييد مزارعهم على الارض ولكني رأيت ان اكسر القاعدة واشيد مزرعتي هناك..في العلالي. ولم يكتف بهذا التوضيح بل طفق يتحدث عن مزرعته بكثير من الحب اثناء جلسة المباحثات ولكنني بكثير من الادب الجم واللياقة الصحفير افهمته اني انتظر منه ان يبدأ في افتتاح الجلسة ويترك امر المزرعة الى وقت آخر. واعتقد اننا حققنا قليلا من التقدم في الجلسة الاولى حيث وعدني الامير بدراسة موضوع ترسيم الحدود وتشكيل اللجان المختصة لرفع نتائج الدراسة اليه. اما اليوم الثاني فقد كان حاسما اذ كان علينا ان نناقش بصراحة مشكلة التسلل الى بلدي والهجرة غير الشرعية عدا الكثير من القلاقل التي يحدثها بعض افراد شعبه داخل قرى بلدي، وبترحاب كبير اصدر الامير امرا بمنع اي كان من افراد شعبه لزيارة بلدي الا بتأشيرة لاتزيد مدتها على شهر واحد تجدد عند السلطات المختصة في بلدي وكنت آنذاك اشعر بعدم الارتياح لهذا الاجراء لان المتسللين لايحتاجون الى تأشيرة دخول ولكني رحبت بشىء من الحذر بهذا القرار على اساس انه يمكن ان يكون رسالة واضحة لكل المتسللين. وفي اليوم الثالث وقعنا عدة اتفاقيات مهمة منها مثلا رفع نسبة التبادل التجاري وتمهيد الطرق البرية وتحديد نسبة القبول في الجامعات المشتركة والغاء الديون التي اثقلت ميزانية بلدي لسنوات طويلة. وبعد ان انتهينا من جلسة المباحثات الطويلة همس في اذني كبير المرافقين بان الامير لم يعتد على هذه النقاشات الطويلة والجادة في حياته ولهذا فهو يبدو متعبا وقد خصص يوم غد لجولة حرة تنتهي بركوب طائرتكم متوجهين الى بلدكم محملين بالهدايا الغالية والنادرة. في صباح اليوم الثاني طلبت من متشاري الصحفي ان يعد بيانا صحفيا يتناول فيه بشىء من التفصيل ما دار في جلسات المباحثات والتأكيد على نجاحها بفضل حكمة الامير وسعة افقه. وكان لابد من عقد مؤتمر صحفي تم خلاله توزيع البيان الصحفي الذي سرعان ما استبدل – وسط دهشتي ودهشة الصحفيين- ببيان آخر معد سلفا. ولم تفلح محاولاتي في ايقاف هذا العبث خصوصا وقد عجت القاعة برجال ذو لحى طويلة ودشاديش تصل حد الركبة وعيون زائغة لاتستقر على مكان. عدت ادراجي الى بلدي وفي المطار وزعت البيان الصحفي على من يهمه الامر ولكني تفأجات بان صحف الامير قد نشرت باقتضاب تام ما جرى خلال المباحثات ووصفت اللقاء بانه كان اخويا وقد تباحث الاميران في القضايا ذات الاهتمام المشترك، وعجبت كيف تكون هذه القضايا ذات اهتمام مشترك وهي لم تكن مشتركة طيلة سنوات طويلة. لعنت كل وكالات الانباء التي تكتب بلغة الضاد ولعنت معها كل الاخبار التي تنتهي بمناقشة" القضايا ذات الاهتمام المشترك".
#محمد_الرديني (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الله شاعر
-
حمامات دجلة
-
اطفال الجنة ... قتلى وسفاحون
-
طيور الجنة ... قتلة وسفاحون
-
اين انت يا سلفادور دالي
-
الحمار
-
الزلابيا حرام ياناس
-
البطة واسامة بن لادن
-
حين يعتذر القاضي
-
شخصيات ...مشروع رواية
-
ميوشة تسمع عن الاتفاقية الامريكية العراقية
-
عزازوالله عزاز
-
دودة الارض اعظم منكم جميعا
-
سيارتي تكره امريكا
-
الى الشيخ عيسى قاسم... انتبه لاتكن عنتريا مثلهم
-
عيد الحب حرام عند مفتي السعودية ..ياناس
-
امي والله
-
متى يلتقي الضدان، بن لادن ومهدي المنتظر
-
لماذا لايحب المسلمون الحب ..؟
-
امرأة تبحث عن -حوري- في الجنة
المزيد.....
-
من دون زي مدرسي ولا كتب.. طلاب غزة يعودون لمدارسهم المدمرة
-
فنان مصري يتصدر الترند ببرنامج مميز في رمضان
-
مجلس أمناء المتحف الوطني العماني يناقش إنشاء فرع لمتحف الإرم
...
-
هوليوود تجتاح سباقات فورمولا1.. وهاميلتون يكشف عن مشاهد -غير
...
-
ميغان ماركل تثير اشمئزاز المشاهدين بخطأ فادح في المطبخ: -هذا
...
-
بالألوان الزاهية وعلى أنغام الموسيقى.. الآلاف يحتفلون في كات
...
-
تنوع ثقافي وإبداعي في مكان واحد.. افتتاح الأسبوع الرابع لموض
...
-
“معاوية” يكشف عن الهشاشة الفكرية والسياسية للطائفيين في العر
...
-
ترجمة جديدة لـ-الردع الاستباقي-: العدو يضرب في دمشق
-
أبل تخطط لإضافة الترجمة الفورية للمحادثات عبر سماعات إيربودز
...
المزيد.....
-
فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط
/ سامى لبيب
-
وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4)
...
/ غياث المرزوق
-
التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت
/ محمد فشفاشي
-
سَلَامُ ليَـــــالِيك
/ مزوار محمد سعيد
-
سور الأزبكية : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
مقامات الكيلاني
/ ماجد هاشم كيلاني
-
االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب
/ سامي عبدالعال
-
تخاريف
/ أيمن زهري
-
البنطلون لأ
/ خالد ابوعليو
-
مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل
/ نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم
المزيد.....
|