أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مصطفى لمودن - الشعر في يومه العالمي حل بسيدي سليمان وقد حط رحاله لدى -زينب النفزاوية- رغم محاولة منعه من القدوم(المغرب)















المزيد.....

الشعر في يومه العالمي حل بسيدي سليمان وقد حط رحاله لدى -زينب النفزاوية- رغم محاولة منعه من القدوم(المغرب)


مصطفى لمودن

الحوار المتمدن-العدد: 2607 - 2009 / 4 / 5 - 00:46
المحور: الادب والفن
    


استقبلت "زينب النفزاوية" الشعر وقد تسربل في ثوبه الأخضر المزهر بالورود، فالفصل ربيع، ولم تكتف زينب بالضيف/ المقيم بيننا، بل احتضنت ثلة من مريديه، يتبعونه أينما حل وارتحل، وقد ظهرت السيدة زينب مزهوة بأبنائها وبناتها وقد سكنهم بدورهم وَلعَ حبّ القول والنظم الجميل، وقد كان الشعر كذلك في أبهى صورة، وكيف له لا يكون كذلك وهو المحتفى به؟
أصبح العالم يحتفل كل 21 مارس باليوم العالمي للشعر، وللسنة الثانية تقيم الثانوية التأهلية "زينب النفزاوية" حفلا شعريا لذلك، وقد أطلقت على الدورة اسم محمود درويش، وهي من تنظيم نادي التربية على المواطنة وحقوق الإنسان ونادي التلميذ (ة)، تحث إشراف الأساتذة بنعزوز بودقة، إبراهيم المحمدي، ومومن فريد، ومحمد ريان، وحسن بوخاري وبدعم من جمعية أباء وأولياء التلاميذ بنفس المؤسسة…
رغم أن المناسبة خاصة بالشعر فقد كان لابد أن يتقدم ذلك كلمات الترحيب والتقديم… لكن مدير الثانوية ذ. أحمد طاهر لم يخرج عن الإطار أو السياق، فنطق غزلا في حق "زينب" التي تبقى بالنسبة إليه الحبيب الأول.
وبدوره فضل نائب وزارة التربية الوطنية على إقليم القنيطرة ذ. محمد الرملي مسايرة المجريات الطارئة، أمام حرارة اللقاء وسجية خطاب المدير وطلاقته في سرد الشعر، فأدخل يده إلى جيبه وتركها هناك، دون أن يخرج ورقة قال أنه أعد عليها مداخلة مكتوبة، لكنه ارتأى ارتجال خطاب آخر، وقد اعتبر "هذا اللقاء من أجمل اللقاءات وأبهاها"، مادام ذلك قد ذكّره ببداياته في ميدان التعليم ، "لقد درّست بثانوية علال الفاسي عند تخرجي "، وعندما"أصبحت مفتشا فتشت بهذه المدينة"، وأضاف:"وعندما أصبحت مفتشا مكلفا بالتفتيش العام زرت هذه المدينة "، وقد لخص علاقته بالمكان بقوله أنه "يعشق هذه المدينة حتى النخاع"، وتمنى أن تصبح هذه المؤسسة التعليمية من أهم المؤسسات على الصعيد الوطني حسب قوله.
للاطلاع على تفاصيل الحفل بالصور وتعاليق أخرى يمكن استعمال الرابط التالي:
http://zide.maktoobblog.com/1617629/%D8%AB%D9%82%D8%A7%D9%81%D8%A9-%D9%88%D9%81%D9%86-4/
والمناسبة تقتضي كذلك الاستماع إلى رأي وتوجيه الفطاحل، فهذا الشعار العربي سعدي يوسف يذكر في ورقة أعدها خصيصا ل"بيت الشعر" في المغرب ألقتها إيمان بلخضر، استهلها بقوله:" لي أكثر من نصف قرن مع هذا الرفيق الذي لم يخذلني يوما، وإن خذلته كثيرا، في محاولتي التعرف عليه أكثر، ومعرفة خصاله وطباعه، وأدب مرافقته ومجالسته.
والحق أقول إنني أبذل ما أستطيع بذله، وأستمتع بما أبذل. رحلتي دائمة، وهو، أعني الشعر، قريب، ناءٍ واضح، غامض.
كأن الحياة بأسرها ساحة للشعر وملعب…"، وقد تساءل عن ماهية ومصادر معجزة الشعر، فقال:" أحسب أن تمّت جذرين غائرين لهذه المعجزة:
أولهما، أن الشعر يعود باللغة إلى بذاءتها، أن الكلمة مرهفة كالوتر الحساس .
ومن هنا علاقته.
وثانيهما، أن الشعر يقدم الخطوة الأولى في السلم الذي يحمل البشر إلى السماء.
ومن هنا إغراؤه.
وأقول عن نفسي: ليس لي من حياة فعلية، خارج الشعر.
الشعر خبزي اليومي.
وأريد له أن يكون خبز الناس جميعا".
ولعل الجميع يعرف أن "بيت الشعر" المغربي المؤسسة في 8 أبريل 1996، أول من نادى إلى تخصيص يوم عالمي للشعر، وقد استجابت اليونسكو لذلك منذ 18 نونبر 1999، فتعانق الشعر مع دخول فصل الربيع في 21 مارس، ليتم الاحتفاء بهما معا على صعيد إنساني خالص، في اقتناص للحظة الشعرية الهاربة باستمرار في حياة تميل نحو الاستهلاك وتبخيس نبل العلاقات الحميمية بين والإنسان والإنسان، وبين الإنسان والكون، ولعل الشعر يعيد خاصية التأمل إلى الإنسان.
وقد جاء هذه السنة في كلمة "بيت الشعر المغربي" ما يثير حبورا شبه طفولي بعد الإقرار الدولي بالمسعى الذي نبع من بين ظهرانينا، وكأن أصحاب الاقتراح مازالوا غير مصدقين رغم مرور عقد من الزمن على ذلك، "ربما لم تكن مبادرة بيت الشعر في المغرب بطلب من اليونسكو بإقرار يوم عالمي للشعر، إلا إحدى المصادفات السعيدة التي جعلنا الشعرُ طرفا فيها بكرم عزَّ نظيره"، فالشعر "اتخذ لذاته عيدا كونيا" ـ كما جاء في ورقة بيت الشعر ـ مجددا بذلك عهد المحبة على الأرض (…) حيث تتفجر الينابيع الأولى، وتلتهب نيران الحياة الأبدية، غامرة حياة الإنسان، بتلك المعاني الكبرى، التي تجعله يحيى شعريا على الأرض".
وبما أن الدورة الثانية تكرم محمود درويش الذي ترك إرثا لا يضاهى جمع بين الشعر والنضال والتضحية لصالح الوطن والإنسانية… فقد أجاد ذ. عبد الحق شنوفي وذ.محمد أجرواي في قراءة قصائد لمحمود درويش الذي رحل في الثامن من غشت 2008، بينما قرأ الدكتور محمد صولة قصيدة بعنوان: " نجمة العلا أثر الليل"، وذ. عبد السلام العبيسي شنف السماع بقصيد "جرح المياه" أهداه إلى ياسين يعقوب، وقد اختار ذ. عبد المالك الحولاني إطلاع الحاضرين على نموذج شعري متميز له بعدما بدأ بتحية شاعرية قائلا :" كل يوم وأنتم بشعر…"أما الشاعر ناصر العلْوي فقرأ: "اعتذار للأم في القطاع"، لكن قصيدته المشهورة حول سيّدي سُليمان، والتي عنوانها: "من أثر المقام، نشيد لسيدي سليمان" (مع نطقها مشكولة من فضلكم)، فهي تتبعه أينما حل وارتحل كما أشرنا إلى ذلك في تعريف بالشاعر إثر تشريف مدونة سيدي سليمان بنشر القصيدة المذكورة في تاريخ سابق(اضغط هنا للاطلاع على ذلك) ، وكانت خاتمة العقد للشاعر المتميز ذ.لطف الله شلي، الذي توسط جواهر سيدي سليمان، وتميز شعره (على الأقل ما سمعنا يومه) بعمقه الروحي والتأملي، وقد صدر له ديوان يحمل عنوان: " بسمة الأبراج"…
يمكن للشعر أن يطمئن على مستقبله بين الأجيال الصاعدة، مادام للإنسان قلب ينبض بالمشاعر والأحاسيس، ومادام الشعر حاضنا للشجن والوله والصبابة والفقد والفرح والحكمة والجنون حتى، وقد تأكد ذلك من خلال البراعم التي تتفتح تعبيرا شعريا عبقا، تفوح منه رغبة التواصل الجامحة وتأكيد الذات بالحضور الملفت لشاعرات يسرن بتؤدة نحو المجد الفني والشعري المنتظر… فقد نظمت الثانوية انتقاء أوليا لنصوص شعرية بين جميع التلاميذ، فحصلت اللجنة المشرفة على أزيد من 35 نصا، قام بعملية فرز النصوص الأستاذين الشاعرين محمد صولة وعبد السلام العبيسي، وقد قرأت الفائزات الست نصوصهن بين فقارات الحفل، وهن حسب الترتيب النهائي:
1- عائشة الصحراوي المساهمة بقصيدة تحت عنوان " إحساس" (للاطلاع على قصيدتها يرجى الضغط هنا)
2 - سهام طكة قصيدتها بعنوان"درب العبر"
3- أسماء كيري ساهمت بقصيدة "ما الحياة؟"
4- سومية الزهر قرأت قصيدة بعنوان "مدينة لك يا وطني"
5- فاطمة الزهراء المكاوي نظمت جزلا بعنوان" أعلاش أحناعايشين أعلاش؟"
6- شيماء بومادي اختارت الأم في قصيد بالإنجليزية
أهم حاضر أثناء الاحتفال باليوم العالمي للشعر كان بامتياز هو الشعار محمود درويش، فبالإضافة إلى حمل الدورة الثانية لاسمه، قرأت على الأسماع نصوص شعرية له، ونظمت أثناء الاحتفال مسابقة حول متنه الشعري وحياته الأدبية والنضالية، غير أن هذه المسابقة كان لها مفعول سلبي ضد خصلة الاستماع والتأمل في المقروء الشعري، بحيث انغمس بعض التلميذات والتلاميذ في البحث عن الإجابة الصحيحة لأسئلة صعبة، لن يقوى على فكها سوى متتبع لمحمود درويش وملم بكل نتاجه الأدبي، بحيث كان من الممكن أن تعدّ الأسئلة ضمن استمارة وتوزع على التلاميذ، تكون فيها الإجابة عبارة عن احتمالات، وتجمع داخل وقت محدد… وإذا كان الاحتفال باليوم العالمي للشعر مبادرة محمودة من قبل الثانوية التأهلية "زينب النفزاوية" تشكر عليها، فإن ذلك من الأحسن أن يتوسع باحتضانه من قبل جهة رسمية كأن تكون الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين أو غيرها، حتى تعطى للحفل أبعاده المبتغاة ولو على مستوى المدينة برمتها، فينظم بقاعة مناسبة، وتمنح فيه جوائز تقديرية مختلفة لدوي الاستحقاق من تلاميذ وشعراء…
وتجدر الإشارة أن المؤسسة التعليمية المذكورة هي الثالثة على مستوى المدينة، تضم 896 تليذة وتلميذ، و43 أستاذ (ة)، و10 إداريين كما صرح بذلك للمدونة السيد أحمد طاهر المدير، ومن جانبه ذكر كذلك مصطفى هنون رئيس جمعية آباء وأمهات وأولياء التلاميذ أن الثانوية تعرف على مدار السنة أنشطة متنوعة، معارض، ورشات تكوينية، ندوات مرتبطة ببعض المناسبات… وقد أصدرت الثانوية العدد الثاني من مجلتها التي تشرف عليها ذة. خديجة ازعيتراوي. لكن الغريب في الأمر هو اعتراض مجلس تدبير المؤسسة على هذا النشاط الثقافي، وقد سمح به استثناء للمرة الأخيرة، وقرر نفس الهيئة التشطيب على نادي التلميذ من قائمة الأندية العاملة بالمؤسسة، وقد أطلع نائب وزرة التربية الوطنية الحاضر في الاحتفال بالأمر، ود كان مدير المؤسسة حاسما للسماح بالاحتفال، ويبدو أن هناك جهة ما لا يروقها تغني التلاميذ بالشعر
ما أروعك يا شعر، وما أروع أن يكون لك يوما، تكون نجمه الساطع، رغم أن نجمك لن يتوارى، وما أعظم جمع لمة من عشاقك، من أجل حسن الكلم، وجمال التعبير، حقا ما زال الإنسان فينا حيا رغم كل ما يقال عكس ذلك.
لرؤية الصور يرجى زيارة مدونة للكاتب على الرابط التالي:
Zide.maktoobblog.com



#مصطفى_لمودن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الكوارث بالمغرب تذكير بمخاطر تهدده
- نكبة الفيضانات بغرب المغرب:قافلة حقوقية تقف على حجم المأساة
- الشباب والانتخابات في المغرب، لماذا التسجيل في اللوائح الانت ...
- قافلة تضامنية من أجل الحفاظ على الماء لصالح سكان قرية بنصميم ...
- النقابة المستقلة للتعليم الابتدائي في المغرب تدعو إلى إضراب ...
- تخلف التواصل لدى عدد من الجرائد المغربية
- إجماع على رفض«المخطط الاستعجالي لإصلاح منظومة التربية والتكو ...
- البراءة للمدون محمد الراجي،الدروس والعبر
- التعليم إلى أين في المغرب؟ 4 – وضعية الحجرة الدراسية بالعالم ...
- التعليم إلى أين في المغرب؟ 3 – رؤية سكان العالم القروي للمدر ...
- التعليم إلى أين في المغرب؟ 2– وضعية المدرسة بالعالم القروي – ...
- التعليم إلى أين في المغرب؟ 2– وضعية المدرسة بالعالم القروي
- التعليم إلى أين في المغرب؟
- انتهاء الألعاب الأولمبية ببكين 2008، تأكيد المعجزة الصينية و ...
- بؤس الديمقراطية وعزلتها في الوطن العربي، على ضوء الانقلاب ال ...
- بعد انعقاد ثلاث هيئات لمؤتمراتها في وقت واحد (المغرب) دلالات ...
- تجدد شبه كامل لمسؤولي النقابة المستقلة للتعليم الابتدائي بعد ...
- فريد أعديشن كاتبا وطنيا جديدا للنقابة المستقلة للتعليم الابت ...
- النقابة المستقلة للتعليم الابتدائي تجد صعوبة في عقد مؤتمرها ...
- القناة الثانية خالفت وعدها ولم تذع حلقة من «مباشرة معكم» حول ...


المزيد.....




- -البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو- في دور السينما مطلع 2025
- مهرجان مراكش يكرم المخرج الكندي ديفيد كروننبرغ
- أفلام تتناول المثلية الجنسية تطغى على النقاش في مهرجان مراكش ...
- الروائي إبراهيم فرغلي: الذكاء الاصطناعي وسيلة محدودي الموهبة ...
- المخرج الصربي أمير كوستوريتسا: أشعر أنني روسي
- بوتين يعلق على فيلم -شعب المسيح في عصرنا-
- من المسرح إلى -أم كلثوم-.. رحلة منى زكي بين المغامرة والتجدي ...
- مهرجان العراق الدولي للأطفال.. رسالة أمل واستثمار في المستقب ...
- بوراك أوزجيفيت في موسكو لتصوير مسلسل روسي
- تبادل معارض للفن في فترة حكم السلالات الإمبراطورية بين روسيا ...


المزيد.....

- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مصطفى لمودن - الشعر في يومه العالمي حل بسيدي سليمان وقد حط رحاله لدى -زينب النفزاوية- رغم محاولة منعه من القدوم(المغرب)